أمراض وعلاجات

فيروس الجهاز التنفسي المخلوي

فيروس الجهاز التنفسي المخلوي

ما بين الأعراض والمضاعفاتالوقاية هي الحل

فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (Respiratory Syncytial Virus -RSV) هو  عدوى رئوية موسمية شائعة من مجموعة الفيروسات المخاطية، يتسلّل إلى داخل الجهاز التنفسي فيدمّر أنسجة بطانة الشعب الهوائية في الرئتين ليسبّب إلتهاباً في الجهاز التنفسي. غالباً ما يصيب الأطفال الأقل من ثلاث سنوات والرضّع. 

يعتبر هذا الفيروس من الأمراض شديدة العدوى وينتشر بسهولة أكبر خلال الأيام أو الأسابيع القليلة الأولى من ظهور الأعراض. قد يستمر انتقال العدوى لبعض الأطفال والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لمدة تصل إلى أربعة أسابيع بعد ظهور الأعراض. إنتقال العدوى يمكن أن يحصل من خلال الإتصال الوثيق مع المريض عبر السعال أو العطس فيخرج الرذاذ المليء بالفيروس إلى الهواء ويمكن أن يدخل الجسم عن طريق العين أو الأنف أو الفم. 

الأعراض

تتراوح أعراض الإصابة بهذا الفيروس ما بين الخفيفة والشديدة، فمن الممكن أن يقتصر تأثيره على عدوى الجهاز التنفسي العلوي أو إلتهاب الأذن الوسطى مثلًا، بينما قد تشتد الحالة المرضية لدى البعض الآخر ليتسبّب بالالتهاب الرئوي. تتضمن الأعراض المُبكرة بعد انتهاء فترة حضانة الفيروس المخلوي التنفسي تهيُّج والتهاب الأغشية المخاطية المُبطّنة للمجاري التنفسية العلوية، فيشعر المريض باحتقان وسيلان في الأنف إلى جانب العُطاس.  أما الأعراض الشديدة فهي ناتجة عن وصول الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي وتتضمن السعال وصعوبة في التنفس نتيجة انسداد المجاري التنفسية الذي قد يتفاقم ليتسبّب إنقطاع النفس لدى الرُضّع تحديدًا، بالإضافة إلى الحمى والخمول والتهاب الأذن الوسطى.

تعتمد فترة بقاء المرض على مدى شدة الإصابة، فإذا كانت الإصابة خفيفة سرعان ما تختفي خلال 5-7 أيام أما إذا إنتقلت العدوى إلى جهاز التنفسي السفلي فغالباً ما يصاحبها سعال وبلغم مستمر وبعض الحالات تصل إلى سحب البلغم من داخل رئة المريض بين الحين والآخر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

المضاعفات

يمكن أن يتسبّب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي بمضاعفات شديدة خصوصاً لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. ومن أبرز المضاعفات إلتهاب الممرات الهوائية الصغيرة في الرئة والالتهاب الرئوي وهو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب القصيبات والإلتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة. يمكن أن يتسبب الفيروس المخلوي التنفسي في التهابات شديدة بما في ذلك التهاب القصيبات؛ كما يمكن أن تتكرّر الإصابة بعدوى الفيروس خلال الموسم نفسه ولكن قد تختلف حدة الأعراض، وقد تكون شبيهة بالزكام والإنفلونزا. في بعض الحالات يمكن أن تكون الأعراض خطيرة لدى البالغين أو الاشخاص الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الرئة المزمن.

العلاج

بما أن الفيروس المخلوي التنفسي هو أحد أنواع الفيروسات، لن تساعد أدوية المضادات الحيوية. لكن في الحالات الخفيفة، تكون الحالات أشبه بنزلات البرد العادية ولا تحتاج إلى علاج طبي وينصح الطبيب بالحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب السوائل وتناول الطعام الصحي بانتظام حتى مع انخفاض الشهية؛ من النصائح أيضاً نفخ الأنف باستخدام منديل ورقي لإبقاء الشعب الهوائية مفتوحة أو شفط المخاط الزائد من أنف الرضيع برفق.

مسكّنات الألم وخافضات الحرارة التي تُصرف بدون وصفة طبية لعلاج الحمى أو الألم إذا كان الطفل يعاني منها مع استشارة الطبيب. ينبغي الحصول على قسط وافر من الراحة والنوم وعدم التدخين أو التعرض للتدخين السلبي على الإطلاق.

في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض للدخول إلى المستشفى والحصول على سوائل وريدية إذا لم يتمكن من تناول الطعام أو شرب الماء بشكل كاف، أو تلقي أوكسيجين إضافي، أو إجراء تقنية التنبيب عن طريق إدخال أنبوب التنفس من خلال الفم إلى مجرى الهواء، مع التهوية الميكانيكية. في معظم هذه الحالات، يستمر الإستشفاء لبضعة أيام فقط.

الوقاية

الوقاية هي السبيل الوحيد لتجنّب الإصابة في ظل عدم توافر العلاجات او اللقاحات لهذا الفيروس، ويقتصر الأمر على المواظبة على غسل اليدين وتعقيمهما وتجنّب التواصل عن قرب مع كل من يعاني من أعراض تشبه أعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا. الحرص على النظافة الجيدة من أهم التدابير الوقائية، حيث يجب تعليم الطفل كيفية غسل اليدين بالطريقة الصحيحة والمواظبة على هذا الإجراء بشكلٍ مُتكرِّر.  بالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ينصح الأطباء بإعطائهم حقن شهرية من باليفيزوماب (Palivizumab) التي تحتوي على أضداد ضد الفيروس المخلوي التنفسي، وذلك على مدار موسم الذروة لانتشار الفيروس. هؤلاء الأطفال هم من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو الذين وُلدوا قبل أوانهم أو الأطفال الرّضع الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى.

ينبغي اتباع الخطوات والإجراءات التالية للحد من إنتشار العدوى:

    • غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار خصوصاً قبل لمس الطفل او إرضاعه، وإذا كان الطفل أكبر سناً ينبغي تعليمه كيفية غسل اليدين.
    • الحفاظ على النظافة وتهوية المنزل باستمرار.
    • التأكيد على عدم زيارة أي شخص يعاني من أعراض شبيهة بالإنفلونزا، وفي حال كان أحد أفراد المنزل يعاني منها يجب ان لا يقترب من الطفل ولا يشترك معه في الغرفة.
    • عدم مشاركة الطفل كوب الماء أو الملعقة أو غيرها من الأدوات التي يمكن أن تنقل العدوى.
    • عدم التدخين أو التعرّض للتدخين السلبي على الإطلاق.
    • تنظيف الألعاب وتعقيمها باستمرار وهو أمر غاية في الأهمية لأن الفيروس يمكن أن ينتقل إليها خلال فترة حضانة المرض أي قبل ظهور الأعراض على الطفل.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى