أمراض وعلاجات

سرطان الثدي الإيجابي والسلبي HER2…. أيهما أخطر؟

سرطان الثدي الإيجابي والسلبي HER2…. أيهما أخطر؟

يعتمد علاج سرطان الثدي على تحديد نوع المرض ومدى انتشاره ومواصفاته وكلما كان التشخيص دقيقا كلما تمكن الطبيب من تحديد بروتوكول العلاج المناسب للحالة. سرطان الثدي الإيجابي HER2 وسرطان الثدي الثلاثي السلبي HER2 من الأنواع التي نسمع عنها في عيادات الأطباء من دون ان نعرف الفرق بين هذين النوعين وأيهما الأخطر ومدى استجابتهما للعلاج.

قبل التعرف على ماهية هذين النوعين ومواصفات كل منهما، لابد من توضيح بعض الأمور.

تتواجد على سطح خلايا الثدي أو بداخلها مستقبِلات تسمح بمرور الرسائل القادمة من الهرمونات أو البروتينات الأُخرى بعد ارتباطها معها، لتتمكّن تلك الخلايا من القيام بالمهام الموكلة إليها.

تستجيب خلايا الثدي لكُل من هرمونيّ الإستروجين والبروجستيرون وبروتين HER2، في وقت تمتلك الخلايا السرطانيّة المستقبِلات ذاتها على أسطحها، ما يعني بأنّ الإمدادات الهرمونيّة من هرمونات الإستروجين أو البروجستيرون، التي تحصل عليها أو ربمّا تحصل على الكثير من بروتين  HER2، تعمل على تغذية الخلايا لتبدأ بالانقسامات الخارجة عن السيطرة وتتكاثر فتتحوّل بذلك إلى خلايا سرطانيّة.

وعليه، فإن المستقبٍلات المتواجدة على أسطح الخلايا السرطانيّة هي بمثابة المفتاح الذي يعتمد عليه الاخصائي لتحديد نوع العلاج وكبح النموّ السرطاني وإيقاف تكاثر الخلايا.

العلاج الهرمونيّ أو العلاجات الموجّهة التي تستهدف بروتين HER2 من العلاجات المعتمدة؛ لكن في بعض أنواع سرطان الثدي قد لا تنفع هذه العلاجات، حيث تُظهِر التحاليل المخبريّة بأنّ بعض أنواع الخلايا السرطانيّة في الثدي قد لا تملك مستقبلات لهرمونات الإستروجين والبروجستيرون أو لبروتين HER2، ما يعني بأنّ العلاج الهرمونيّ لن ينفع فيضطرّ الأطبّاء للاعتماد على علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي الذي يملك فعاليّة عالية في استهداف الخلايا السرطانيّة ثلاثيّة السلبيّة التي لا تملك مستقبلات هرمونيّة في الثدي.

ما هو بروتين HER2

هو نوع من البروتين يسمى مستقبِلات وظيفته مساعدة الخلية على الاستجابة للإشارات التي تطلب منها أن تنمو وتنقسم لتكوين خلايا جديدة. 

يقع البروتين على السطح الخارجي للخلية ويمكن تشغيله أو إيقاف تشغيله بواسطة البروتينات التي تصنعها الخلايا الأخرى المجاورة. يتكون HER2 من خلايا طبيعية وسليمة في جميع أنحاء الجسم. 

هناك بعض السرطانات التي تنتج كميات إضافية من مستقبِلات HER2 فتنمو بشكل أسرع ويزداد انقسام الخلايا أكثر من الخلايا الطبيعية.  في حالات الإصابة بسرطان الثدي، يلجأ الطبيب الى اجراء فحص بروتين HER2 لمعرفة ما إذا كان السرطان ايجابي HER2 أم سلبي لتحديد العلاج المناسب.

سرطان الثدي الايجابي HER2؟

سرطان الثدي الإيجابي HER2  (HER2-positive breast cancer) هو الذي تكون نتيجة تشخيصه إيجابية لبروتين يسمىمستقبل عامل نمو البشرة البشري المعروف باسم HER2 – Human epidermal growth factor receptor 2. تتحكم هذه البروتينات في كيفية نمو الخلايا السليمة في الثدي، ولكن في بعض أنواع سرطان الثدي قد لا يعمل هذا البروتين بشكل صحيح فيحفز نمو الخلايا السرطانية.

يحتوي سرطان الثدي الإيجابي HER2 على مستويات عالية بشكل غير طبيعي من بروتين HER2  ما يؤدي الى تكاثر الخلايا بشكل أسرع. 

سرطانات الثدي الإيجابية  HER2 تكون أكثر عدوانية من أنواع سرطانات الثدي الأخرى، لكن يتوافر اليوم علاجات فعّالة لهذا النوع وتبشر بنتائج جيدة جداً. وتزداد فرص النجاة كلما تم تشخيص المرض في مراحله المبكرة.

تقوم العلاجات الهرمونية بتعطيل اتصال الهرمونات بالمستقبلات على سطح الخلية او تقوم بتقليل افراز الهرمونات في الجسم. وبتعبير آخر، فهي بالحقيقة علاجات مضادة للهرمونات. 

على صعيد العلاج وبالنسبة للنساء ما قبل انقطاع الدورة الشهرية، يتم تثبيط مستقبِلات الهرمون عن طريق دواء التاموكسيفان، حيث يفقد الاستروجين القدرة على الاتصال، او يتم تعطيل المبايض وهي اهم نسيج منتج للاستروجين، ويتم تعطيل المبايض عن طريق حقن دورية.

أما لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية، فإن أهم مصدر للاستروجين هو الغدة الكظرية لأن المبايض لم تعد فعالة. في مثل هذه الحالات، يلجأ الأطباء الى مثبطات الأروماتيز، لمنع انتاج الاستروجين في الجسم، كما يمكن استخدام التاموكسيفان بعد سن انقطاع الطمث.

العلاجات الهرمونية تسهم في منع العودة المحتملة لسرطان الثدي عندما يتم تشخيص المرض مبكرا، او للسيطرة على تقدم المرض المنتشر وخصوصا لدى المريضات اللواتي يعانين من انتشار السرطان في العظم او انتشار محدود في اعضاء الجسم الاخرى.

سرطان الثدي الثلاثي السلبي  HER2؟

يتسم سرطان الثدي الثلاثي السلبي HER2   HER2 – negative breast cancer بعدم وجود أيٍّ من مستقبلات الهرمونات الثلاثة المعروفة على سطح خلايا السرطان (الإستروجين، والبروجيستيرون، وبروتين HER2)، وبالتالي لا يستجيب للعلاجات الهرمونية المعروفة. 

يعتبر هذا النوع أقل أنواع سرطان الثدي شيوعًا ولكنه الأصعب في العلاج. يشكّل هذا النوع من السرطان تحديًّا للعلماء والباحثين نظرا لعدم استجابته لمعظم أنواع العلاجات المتاحة، لاسيما وأنّه يُعدّ الأشرس والاسرع انتشارا خارج الثدي عالية مقارنةً بالأنواع الأُخرى، ما يستدعي سرعة اختيار العلاج الأنسب ذو الاستجابة الأسرع.

الخيار الأول لعلاج هذا النوع من سرطان الثدي هو العلاج الكيميائي لأن العلاجات الهرمونية والموجهة لا تجدي نفعا.

يبدأ الطبيب المعالج بالعلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم السرطاني في الثدي، لينتقل بعدها الى أنواع أُخرى من العلاجات، أو ربمّا يأتي دور العلاج الكيميائي بعد الاستئصال الجراحي 

للتحقُّق من القضاء على أيّ خلايا سرطانيّة باقية في موقع نشوئها. يمكن أن يلجأ الطبيب الى الأدوية المناعيّة في المراحل المبكّرة من سرطان الثدي الثلاثي السلبي بهدف رفع قدرة الجهاز المناعي على السيطرة على النموّ السرطانيّ، وقد يكون ذلك بالتزامن مع العلاج الكيميائي قبل الاستئصال الجراحي. لكن في بعض الحالات، قد يكون الاستئصال الجراحي هو الخيار الأول إذا كان الورم محصورًا في الثدي ولم ينتشر، بينما قد يكون حلًّا ثانويًا مساعدًا بعد العلاج الكيميائي في الحالات التي يحتاج معها الاختصاصي إلى تقليص حجم الورم حتى يتسنّى استئصاله جراحيًّا بشكل فعّال.

يمكن أن يتبع الاستئصال الجراحي للورم السرطاني في الثدي جلسات من العلاج الإشعاعي بغرض القضاء على أيّ خلايا سرطانيّة باقية، يتحدّد عدد الجلسات بناءً على توصية من الاختصاصي المسؤول عن الحالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى