أمراض وعلاجات

جرثومة المعدة Helicobacter pylori

جرثومة المعدة  Helicobacter pylori 

عدم الإهتمام بالنظافة والأطعمة الملوثة أبرز أسباب انتشارها

بكتيريا ذات شكل حلزوني تعيش وتتكاثر في الجدران المبطنة للمعدة، وهي السبب وراء الإصابة بالعديد من الأمراض في المعدة أهمها القرحة؛  تنتقل عن طريق الأطعمة أو المياه غير النظيفة،  أهم أعراض الإصابة بها هي ألم وإنتفاخ في البطن وفقدان الشهية.  الإصابة بجرثومة المعدة، يتطلب التعامل معها فورا قبل أن تتفاقم المشكلة أكثر حيث ان أقل من 10% من المصابين قد تتطور لديهم أعراض هذه البكتيريا إلى مرض القرحة الهضمية أو سرطان المعدة. فهي تصيب حوالى 30% من سكان العالم، وفي بعض البلدان تصل نسبة الإصابة بها إلى  أكثر من 50%، ما يجعلها واحدة من الإلتهابات البكتيرية الأكثر شيوعاً.

وجود جرثومة الهليكوباكتر( Helicobacter pylori ) في المعدة يؤدي الى التهاب مزمن، والمؤسف أنها يمكن أن تبقى في المعدة لسنوات قبل اكتشاف وجودها وذلك عندما تتفاقم الأعراض. 

السبب في ذلك هو أن هذا النوع من البكتيريا لديها القدرة على الحياة في المعدة لأنها مجهزة بوسائل دفاع تحميها من الحمض المعدي، إذ تنتج هذه الجرثومة كميات كبيرة من إنزيم اليورياز Urease الذي يساعد على إنتاج النشادر لمعادلة حموضة المعدة. تصيب هذه البكتيريا الأنسجة الواقية التي تبطن المعدة، ما يؤدي إلى إطلاق بعض الإنزيمات والسموم، فتصاب خلايا المعدة أو الاثني عشر بشكل مباشر أو غير مباشر. مع الوقت، يصاب جدار المعدة والإثني عشر بالتهاب مزمن ما يعرضها للتلف الناجم عن عصارات الجهاز الهضمي مثل حامض المعدة.  أما الأعراض، فهي تختلف من شخص لآخر؛ لكن هناك بعض الأعراض العامة لدى الجميع هي  ألم في الجزء العلوي من البطن خاصة عندما تكون المعدة فارغة، الشعور بحرقة في المعدة، التجشؤ بكثرة، غثيان، فقدان الشهية، الانتفاخ، والشعور بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.

بعض الأعراض الأخرى قد تحدث بسبب مضاعفات قرحة المعدة الناتجة عن البكتيريا الحلزونية، وهي تغير لون البراز إلى لون داكن يدلّ على وجود نزيف في جدار المعدة أو الاثنى عشر، والتعب والإرهاق، والإصابة بفقر الدم، وضعف وتكسّر الأظافر، إلى جانب نزول في الوزن من دون سبب، وهو ما يحدث في المراحل المتطورة من المرض. تنتشر هذه البكتيريا عن طريق تناول الطعام والمياه الملوثة، أو عن طريق تناول الخضار والفواكه التي لم يتم غسلها جيداً، ومن الممكن انتقالها من شخص إلى آخر من خلال الإتصال المباشر عن طريق اللعاب أو القيء أو البراز. والميكروب مثله في ذلك مثل كثير من الميكروبات المعوية المسببة للإسهال والنزلات المعوية والتيفود وغيرها ينتقل عن طريق الفم بالطعام والشراب والأيدي الملوثة كما قد ينتقل عن طريق الحشرات كالصراصير والذباب، والأتربة، الأواني المكشوفة وغير المغسولة جيداً.

هناك عوامل أساسية في انتشار الجرثومة مثل المطاعم التي لا تتبع الوسائل الصحية الكافية من حيث الكشف الدوري على العاملين بها، وعدم نظافة الأواني والأطباق كما ينبغي، وتناول الطعام خارج البيت في المطاعم أو أثناء السفر.

من العوامل التي تزيد من انتشار العدوى:

  • العمر: كلما زاد عمر الانسان كلما زادت امكانية اصابته بهذه العدوى.
  • الحالة الاجتماعية والاقتصادية، فكلما تدنى مستوى الحالة الاجتماعية والاقتصادية كلما زادت امكانية الاصابة بالجرثومة.
  • تلوث مياه الشرب وهي احد أهم العوامل التي تنقل العدوى لكثير من الناس. 
  • الأماكن المزدحمة التي تفتقر الى مقومات النظافة.

كيفية التشخيص

يعتمد التشخيص بالدرجة الاولى على الفحص السريري للمريض حيث يسأل الطبيب عن تاريخه المرضي ليعرف ما هي الادوية التي تناولها المريض او لا يزال يتناولها من مضادات التهاب او مكملات غذائية. في حال كان المريض يعاني من أعراض الجرثومة أو لديه قرحة في المعدة أو الاثني عشر أو إذا كان لديه تاريخ سابق من القرحة الهضمية، أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي أو قلق بشأن سرطان المعدة، وهناك عدة طرق لتشخيص جرثومة المعدة. الفحص البدني الذي يجريه الطبيب في العيادة يساعده في التحقق من وجود أي من علامات الانتفاخ او الألم عند الضغط.

ينتقل الطبيب بعد ذلك الى طلب فحوصات لتشخيص اكثر دقة وهناك العديد منها وليس بالضرورة القيام بها كلها، ربما تتضح الصورة لدى الطبيب من فحص واحد. من هذه التحاليل فحص دم للبحث عن الأجسام المضادة ضد البكتيريا الحلزونية، بالإضافة للتحقق من قوة الدم وغيرها للتأكد من عدم وجود مضاعفات للهذا المرض. يمكن لتحاليل الدم أن تكشف عن وجود أجسام مضادة معينة (بروتينات) ينمّيها الجهاز المناعي في الجسم استجابة للبكتيريا. يمكن كذلك أخذ عينة من البراز (Stool Test) للتحقق من علامات وجود هذه البكتيريا، بالإضافة للتحقق من وجود الدم فيه.

اختبارات التنفس (UREA BREATH TEST) هي الاكثر اعتمادا لدى عيادات اطباء الجهاز الهضمي؛ للقيام بهذا الفحص، على المريض أن يتناول مستحضر يحتوي على اليوريا، فإذا كانت البكتيريا موجودة فسوف تنتج إنزيم يكسر هذا المزيج بإطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتم الكشف عنه بجهاز خاص. بعض الحالات تتطلب إجراء التنظير بحيث يقوم الطبيب بإدخال المنظار في الفم إلى أسفل المعدة والإثني عشر، ثم تبعث الكاميرا المرفقة بالمنظار الصور على شاشة الطبيب مباشرة لعرضها، وللبحث عن أي مناطق غير طبيعية، ويمكن أخذ عينات من هذه المناطق إذا كان هذا ضرورياً.

تشمل الأعراض:

  • ارتفاع نسبة الحموضة في الجسم لدرجة لا يمكن تحملها، وتصل الحموضة إلى الفم. 
  • ارتجاع المريء ما يجعل المعدة ترفض الطعام. 
  • فقدان الشهية وخسارة الوزن بشكل غير مبرر، أو الشعور بالشبع عند تناول كميات صغيرة.
  • الشعور بألم حاد، قد يستمر هذا الألم لساعات. 
  • كثرة التجشؤ. 
  • ضيق التنفس وشحوب البشرة في الحالات الشديدة.
  • التهابات المعدة، مثل الانتفاخات الشديدة يصاحبها إسهال وغثيان وقيء في الحالات الشديدة. 

من المضاعفات التي يمكن ان تحدث لدى من يعانون من وجود هذه البكتيريا:

قرحة المعدة

وهي أكثر المضاعفات انتشارا لأن جرثومة المعدة تعمل على إلحاق الضرر ببطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، ما يساعد أحماض المعدة على حدوث القرحة. تغزو هذه الجرثومة بطانة الغشاء المخاطي للمعدة متسببة بحوالي 95٪ من قرح الاثني عشر، و75% من قرح المعدة، كما هناك علاقة تربط بين الجرثومة الحلزونية وسرطان المعدة.

التهاب بطانة المعدة

جرثومة المعدة تتسب مع مرور الوقت في تهييج المعدة وبالتالي يؤدي ذلك الى التهاب بطانة المعدة والشعور بحرقان بشكل مستمر.

سرطان المعدة

تعتبر هذه الجرثومة احد أهم مسببات سرطان المعدة في حال عدم علاجها في أسرع وقت.

العلاج

على الرغم من الانتشار الهائل لهذه الجرثومة في دول المنطقة، إلا ان توافر امكانية التشخيص ومن بعدها العلاج يسمحان للمرضى بالتخفيف من حدوث المضاعفات غير المرغوب بها لا سيما مشاكل القرحة الهضمية وسرطان المعدة في الحالات المتقدمة. 

يتوافر اليوم طيف واسع من العلاجات الناجحة للبكتيريا الحلزونية التي تسهم في التعافي وتساعد مرضى القرحة على الشفاء ومنعها من العودة. تشتمل معظم أنظمة العلاج للبكتيريا الحلزونية على إعطاء اثنين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى دواء يُسمى مثبط مضخة البروتون للتقليل من إنتاج حامض المعدة والذي يسمح للأنسجة التي تضررت من العدوى بالشفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى