أمراض وعلاجات

الرعاية المتقدمة للجروح والتقرحات

الرعاية المتقدمة للجروح والتقرحات

طرق مبتكرة في العلاج والوقاية من المضاعفات

توفر الرعاية المتقدمة للجروح علاجًا متخصصًا لشفاء الجرح بهدف الإسراع في فترة إلتئامه وتوفير الراحة المثلى للمريض. تكمن أهمية توفير أفضل عناية بالجروح في الحفاظ على الأطراف وحماية المرضى من المضاعفات الخطرة للجروح. التقرحات السريرية، وتقرحات مرضى السكري، وجروح ما بعد العمليات الجراحية والجروح الناتجة عن الإصابات والحوادث، كلها جروح تحتاج إلى رعاية متخصصة منذ لحظات الإصابة الأولى من أجل تجنب المضاعفات ومسببات الأمراض كالفيروسات والبكتيريا والجراثيم.

من هنا نشأت عيادات ومراكز متخصصة في التعامل مع الجروح، تتبع نهجاً متعدد التخصصات ليحصل المريض على أفضل الخيارات العلاجية لشفاء الجروح مع ظهور تقنيات حديثة للعناية بالجروح والوقاية من مضاعفاتها. اليوم، تغيّر مفهوم التعاطي مع الجرح الجانب التقليدي الذي كان قائماً على التنظيف والتعقيم وتغيير الضمادات إلى ما هو أبعد من ذلك حيث بات هناك ضمادات خاصة لكل جرح وحسب الحالة.

المرضى الأكثر تعرضاً للإصابة بالجروح المزمنة هم مرضى السكري إذ إنه ومع مرور الوقت يصاب مريض السكري بتلف في الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعصاب وخاصة في الأطراف السفلية نتيجة قلة التروية ما يجعل هذه الأطراف عرضة للإصابة بالغرغرينا ويعرّضها بالتالي للبتر؛ إضافة إلى الضعف وانخفاض المناعة التي قد يعاني منها المريض وبالتالي إمكانية إصابته بالتهاب علماً أن العضو الأكثر عرضة لهذه المشاكل هي القدم. أما العامل الثالث الذي يعاني منه مريض السكري هو فقدان الإحساس في القدمين ما يجعله لا يشعر بأي إصابة في قدمه لحظة حدوثها فتتفاقم المشكلة قبل ان يلاحظها أو يشعر بها.

بالإضافة الى ذلك، هناك فئة من المرضى الذين يعانون من مشاكل نقص التروية لاسيما عند مرضى الضغط والكوليسترول وعند المدخنين ما يؤدي الى حدوث مشكلة في الأطراف وأي جرح قد تكون عواقبه وخيمة ما لم يتم اتباع الإرشادات اللازمة للعناية بالجرح. 

هناك أيضاً بعض الجروح الناتجة عن الڤاريز (أو الدوالي) وتحدث نتيجة إرتفاع الضغط في الأوردة الدموية والتي قد يعاني منها المريض نتيجة إصابته بجلطة سابقة ما يؤدي الى مشاكل مع الوقت ينتج عنها بعض التقرحات.

قرح الفراش أو العقر يدخل ضمن قسم العناية بالجروح، وهو ناتج عن المكوث في السرير لفترات طويلة، حيث تحتاج الى عناية خاصة وهناك الكثير من انواع القروح ولكل منها طريقة للعلاج.

مرضى الأوردة والذين تعرضوا لحوادث سير وغيرهم بحاجة إلى رعاية متخصصة في التعامل مع الجروح التي يتعرضون لها.

قرح الفراش

كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة لتقرحات الفراش بالإضافة إلى كل من يترتب عليه البقاء لفترات طويلة بالفراش مثل المرضى المصابين بالكوما والذين يمضون فترات طويلة في العناية المركزة.

هناك الكثير من الطرق المستخدمة في علاج قرحة الفراش عند كبار السن حيث ينبغي بالدرجة الأولى إزالة الضغط عن المنطقة المصابة بقرح الفراش والإهتمام بتنظيف موضع قرح الفراش بالماء والصابون الطبي أو استخدام المحلول الملحي لتنظيف القرح الخفيف، بالإضافة إلى وضع ضمادات طبية ( ضمادات قرح الفراش ) على الجروح بعد تنظيفها.

بعض أنواع المراهم والكريمات الموضعية أو سبراي لعلاج قرح الفراش تعمل على ترطيب الجلد وتحمي من الإصابة بالعدوى، وكذلك تساعد في الإسراع من عملية الشفاء. كذلك قد يصف الطبيب المختص بعض الأدوية الأخرى مثل مسكنات الألم، ومضادات الإلتهاب غير الستيرويدية، أو مضاد حيوي لعلاج قرح الفراش، والذي يؤخذ عن طريق الفم وذلك لمنع الإصابة بالعدوى.

من تطورات علاج تقرحات الفراش عند كبار السن تقنية الشفط السلبي، وتتم باستخدام جهاز(الفاكيوم)، وهي تقنية تصلح للجروح العميقة؛ من مميزات هذه التقنية المساعدة على شفط الصديد من داخل الجروح، حيث تسهم في تقليل التورم في المنطقة، وتساعد في تقريب حواف الجرح وتزيد من تدفق الدم في المنطقة المصابة بالقرح.

لكن هناك خطوات وإرشادات ينبغي اتباعها للسيطرة على قرح الفراش في بداية ظهوره، ومن هذه النصائح:

  • تغيير وضعية نوم المريض في السرير بشكل متكرر للمساعدة في تقليل الضغط على مناطق محددة من الجسم.
  • استخدام المراتب الطبية وهي مصممة بشكل يسمح بنفخ الهواء في أجزاء وانكماشها في أجزاء أخرى بشكل آلي، ما يساعد في تقليل الضغط عن منطقة محددة من الجسم.
  • التغذية الجيدة للمريض عبر تناوله أغذية غنية بالمعادن والفيتامينات لأنها تحافظ على صحة الجسم والجلد، وكذلك الإكثار من تناول السوائل يحافظ على الجلد من الجفاف.
  • إذا كان المريض واعياً، يجب تدريبه على بعض التمارين الخفيفة لتحريك أعضاء الجسم على قدر الإمكان للمساعدة على تنشيط الدورة الدموية.
  • المحافظة على نظافة جسم المريض والعناية بنظافة أماكن خروج البول والبراز.
  • إبقاء جسم المريض نظيف وجاف لأن رطوبة الجلد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بقرح الفراش.

القدم السكري

الإصابة بمرض السكري وعدم ضبطه لفترة طويلة يؤدي إذن إلى إعتلال الأعصاب الطرفية بصورة بطيئة وبدرجات متفاوتة، إلى أن يصل الأمر إلى قصور في الدورة الدموية، ومن ثم تظهر الأعراض المرضية للقدم مثل التورم والجروح والقروح. لذلك، يتطلب التعامل مع قدم السكري رعاية طبية محترفة منعاً لتطور الحالة إلى مراحل متقدمة قد تنتهي ببتر القدم. يؤدي ضعف الدورة الدموية في القدمين إلى زرقة الجلد وفقدان الشعر على القدمين والأظافر وتصدع الجلد في القدم وبطء إلتئام الجروح؛ يمكن أن يتطور الأمر إلى قرحة القدم والتي تعد واحدة من أكثر المضاعفات المعروفة للقدم السكرية وهي واحدة من المضاعفات التي تزيد في ظل ضعف السيطرة على نسب السكر في الدم.

مع دخول المريض في مرحلة إلتهاب الأعصاب الطرفية يبدأ المريض بفقدان الإحساس بقدميه شيئا فشيئا ما يجعله لا يتنبّه عند حدوث جرح أو إصابة ما فتتطور من دون أن يشعر؛ مريض السكري في مثل هذه الحالة بحاجة إلى عناية طبية خاصة للحؤول دون تطور الجروح إلى حد يصعب السيطرة عليها في ظل الإصابة بالسكري.

اليوم، وفي ظل تطور تقنيات العناية بالجروح، ظهرت أساليب حديثة للعناية بالقدم السكري وتجنب إمكانية البتر مثل تقنية تعتمد على تصنيع الماء المؤكسد لعلاج التقرحات السريرية وعلاج القدم السكري وعلاج الجروح. تقنيةالديرماسينتتميز بأنها خالية من الكحول أو المواد الكيميائية، ما يجعلها آمنة على الجلد ولا تسبب التهيج أو الحساسية. هذه التقنية حوّلت الماء إلى محلول لتطهير الجلد والجروح وإزالة الأنسجة الميتة من الجروح، حيث تقتل مجموعة واسعة من مسببات الأمراض كالفيروسات، والبكتيريا، والفطريات والجراثيم.

كما يُستخدم محلولالديرماسينفي علاج التقرحات السريرية، وتقرحات مرضى السكري، وجروح ما بعد العمليات الجراحية والجروح الناتجة عن الإصابات والحوادث كما أنها آمنة للاستخدام على الأنسجة والأعضاء المكشوفة والعظام.

إن مسألة العناية بالجروح تحتل حيزاً مهماً في إطار توعية مريض السكري؛ ولكي لا يعاني مريض السكري من تأخر التئام أي جرح يصاب به، عليه أولاً تفقد قدميه بشكل يومي فإن وجد جرح سطحي صغير يكفي ان يعقمه جيدا ويضغط عليه لكي تبدأ عملية التئام الجرح؛ أما إن كان الجرح عميقاً ينبغي اذن أن يتم تقطيبه ويكون ايقاف النزيف في هذه الحالة عبر الضغط على الجرح مع وضع شاش معقم مكان النزيف. على المريض أيضاً غسل أي جرح أو خدش يصيب الجلد فوراً بالماء والصابون، ثم تغطيته بقطعة من الشاش المعقم.

علاج الجروح بواسطة الموجات فوق الصوتية

تعمل الموجات الصوتية العالية التردد على اهتزاز الخلايا في منطقة الجرح ومن حولها، فيؤدي ذلك إلى تنشيط الخلايا بشكل فعال لتصبح أكثر استجابة للتعامل مع الجروح. أثبتت هذه الطريقة انخفاض فترات التئام الجروح حيث تُستخدم في إزالة الجلد الميت وتنظيف الجروح لاسيما المزمنة الناتجة عن بعض الأمراض الخطيرة. من ضمن الحالات التي يستخدم فيها الجهاز القدم السكرية، قرح الفراش، وجميع أنواع الجروح المزمنة والحروق، وازالة طبقة البيوفيلم وهي المسؤولة عن جعل الجروح مزمنة. يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لإرسال رذاذ في مزيج من المياه والملح على الجرح، فمن جهة تقوم الآلة بتنظيف الجرح جيداً من دون أي ألم لإزالة البكتيريا والأنسجة الميتة، ومن جهة أخرى فان الـultrasound يساعد على نمو أنسجة جديدة ليختم الجرح.

علاج الجروح بالضغط السلبي

مع تطور الأجهزة والتقنيات لعلاج الجروح، ظهرت طريقة علاج الجروح بالضغط السلبي للمساعدة على التئام الجروح وإغلاقها بشفط الهواء؛ يمكن استخدام هذه الطريقة على الجروح الجديدة والجروح القديمة التي لم تلتئم بالكامل أو الشقوق الجراحية. إنها طريقة حديثة لتسريع إلتئام الجروح وذلك بواسطة جهاز شفط وتفريغ الهواء الجزئي السالب من الجرح بهدف تكوين أنسجة جديدة صحيحة وغنية بالشعيرات الدموية وتعزيز نموّها؛ وقد أثبتت فاعليتها في سرعة التئام الجروح المعقدة والمزمنة التي لم تلتئم باستخدام أساليب العلاج التقليدية. يتضمن علاج الجرح بشفط الهواء وضع ضمادة فوقه ومن ثم البدء بالشفط. قد يكون الشفط مستمرًا أو قد يتم بشكل دوري.

تسهم هذه التقنية في سرعة التئام الجرح من خلال الخطوات التي تقوم بها وهي:

  • إزالة السائل من الجرح.
  • تقليل التورم في المنطقة.
  • المساعدة في تقريب حواف الجرح.
  • زيادة تدفق الدم.

لقد أثبتت هذه التقنية فعالية عالية من خلال ما توفره الشركات المنتجة لأجهزة الضغط السلبي من ابتكارات ساعدت في إلتئام الجروح بنجاح، حيث يتم استخدام الضغط السلبي داخل الجرح الموزع في جميع مناطق الجرح بالتساوي ما يؤدي إلى سحب السوائل الزائدة التي تحتوي على أنزيمات ضارة وكذلك تقليل حجم التلوث من منطقة الجرح، كما يتم تعزيز جريان الدم حول منطقة الجرح وبالتالي يسهم ذلك في سرعة نمو الخلايا وشد الأنسجة إلى نقطة مركز الجرح والعمل على إغلاقه بشكل سريع وفعال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى