أمراض وعلاجات

الجراحة بواسطة الروبوت… الخيار الأمثل لضمان سلامة صحة المرأة

الجراحة بواسطة الروبوت

الخيار الأمثل لضمان سلامة صحة المرأة

تشكل الجراحة بواسطة الروبوت طفيفة التوغل واحدة من الخيارات المفضلة للحالات المرضية التي تتطلب التدخل الجراحي نظراً لما يمكن تحقيقه على مستوى الدقة أثناء العمليات مع ضمان سلامة صحة المرأة من دون أن تتأثر خصوبتها أو فرص الحمل والولادة لديها، فضلاً عن المزايا السريرية للجراحة الروبوتية مثل ندوب صغيرة، نزيف أقل، ألم أقل، والنتيجة سرعة التعافي.

الجراحة الروبوتية هي تطور للجراحة بواسطة المنظار مع بعض الفوارق البسيطة؛ فخلال جراحة المناظير يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة على بطن المريضة للدخول من خلالها وذلك باستخدام الكاميرا والأدوات الصغيرة وهو بجانب السرير. وتتحرك هذه الأدوات في الاتجاهين العلوي أو السفلي فقط. الجراحة الروبوتية، تبدأ بالطريقة ذاتها، حيث يقوم الجراح بعمل تلك الشقوق الصغيرة، لكن خلال العملية لا يكون بجانب السرير بل يقف في وحدة التحكم لتحريك الأدوات التي هي أذرع الروبوت والتي تصل الى أماكن تعجز يد الجراح عن الوصول إليها.

هنا يكمن الاختلاف حيث تتحرك تلك الأذرع في جميع الاتجاهات بخلاف جراحة المنظار وهو ما يمنح الجراح فرصة القيام بعمليات أكثر دقة وتعقيداً ورؤية أكثر وضوحاً. هناك الكثير من العمليات النسائية التي انتقلت من الجراحة التقليدية الى جراحة المنظار ومنها الى جراحة الروبوت بحسب ما يحدده الطبيب المعالج والجراح، وتتراوح من استئصال الرحم البسيط إلى جراحات الحوض الأكثر تعقيدًا مع الانتباذ البطاني الرحمي الشديد. 

كما يمكن إجراء الجراحات الروبوتية لسرطان بطانة الرحم وعنق الرحم والمبيض. وتساعد الجراحة الروبوتية في عمليات سرطان المبيض أو بطانة الرحم المعقدة للغاية والتي تتضمن إزالة الأورام النقيلية. حوالى 90 بالمائة من الجراحات النسائية يمكن إجراؤها بواسطة الروبوت او المنظار؛ فالعمليات الكبيرة والمعقدة تستلزم الروبوت لأنه يعطينا نتائج دقيقة للغاية، أما الأقل تعقيدا فيكفي إجراؤها بواسطة المنظار وذلك لتقليل الكلفة على المريض، فضلا عن أنها لا تستدعي هذا النوع من التقنية العالية.

استئصال سرطان الرحم ومعه المبيضين والغدد الليمفاوية في حال انتشار الورم وذلك بحسب حجم الورم وانتشاره؛ وتجدر الإشارة هنا الى أن غالبية المريضات اللواتي يخضعن لهذا النوع من الجراحة هن كبيرات في السن وبالتالي فإن قدرتهن على تحمل الآلام أقل واحتمال تعرضهن لمضاعفات ما بعد العملية أعلى، ما يعني أن هذا النوع من الجراحة بواسطة الروبوت يعتبر أكثر أماناً لهن. من الجراحات التي يمكن إجراؤها أيضا استئصال الليفة، ولا يخفى على أحد أن حوالى 30 الى 40 بالمائة من النساء يعانين من وجود ليفة؛ وهنا، وعلى الرغم من أهمية التخلص من الليفة وإزالتها، إلا أن أهم ما في الأمر هو الحفاظ على الرحم لأن نسبة كبيرة من اللواتي لديهنليفةهن فتيات غير متزوجات أو لا زلن في سن الإنجاب ما يحتّم على الطبيب أن يحافظ على صحة الرحم وسلامته وهو أمر بإمكان الجراح أن يقوم به من خلال إجراء العملية بالمنظار او الروبوت.

كما انه ومن العمليات التي تعتبر صعبة أيضا هي حالات بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)، وصعوبتها تكمن في إمكانية وجود إلتصاقات منتشرة ربما تكون على المصران او المبولة أو المبيض او الرحم؛ إن إجراء هذا النوع من العمليات يتيح الفرصة للتخلص من كل الإلتصاقات بشكل آمن ودقيق. عمليات استئصال الرحم هي بدورها واحدة من العمليات الأكثر انتشارا، وهي من العمليات المعقدة التي تستدعي التدخل بواسطة الروبوت لاسيما في الحالات التي تكون السيدة من النساء اللواتي يلدن بواسطة العملية القيصرية ما يؤدي الى وجود إلتصاقات على الرحم. كما أن عمليات هبوط الرحم هي أيضا تتم بنجاح بواسطة هذه التقنية، باستثناء بعض الحالات.  كل تلك العمليات الجراحية كانت تُجرى في الماضي بالطريقة التقليدية التي تتطلب شق كبير في البطن.

لقد استفادت النساء من هذه التطورات التي طرأت على غرفة العمليات بشكل كبير؛ هذا النوع من الجراحات طفيفة التوغل ساعدت المرأة على سرعة التعافي بعد العملية ما يجعها تعود الى عملها وحياتها الطبيعية في غضون أيام قليلة والخروج من المستشفى في اليوم ذاته او اليوم التالي على أبعد تقدير، مع حدوث مضاعفات وألم أقل، فضلاً عن الحد من فرص حدوث عدوى مكان الشق وكذلك فقدان دم بنسبة أقل؛ ولعل ما يهم المرأة هو ان الجرح أصغر حجماً والندوب أقل وضوحاً بحيث لا تتعدى الملليمترات وتكون عادة 4 ثقوب تستحدثها الأذرع الأربع للروبوت، ما يتيح التعافي السريع للمريضة ومغادرتها المستشفى بسرعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى