أمراض وعلاجات

إصابات الأوتار وعلاجاتها… بين الإلتهاب والتمزّق جراحات وأدوية وتمارين

إصابات الأوتار وعلاجاتها

بين الإلتهاب والتمزّق جراحات وأدوية وتمارين

الأوتار هي جزء من جسم الإنسان تساعده على أداء المهام البدنية والعضلية، تتكون من نسيج ضام ومسؤولة عن استقرار المفصل بين العظام والعضلات. تربط الأوتار العضلات مع العظام والأجزاء الأخرى من الجسم، وترتبط من أحد نهاياتها بحزم ألياف العضلات ومن النهاية الأخرى بالعظام.

تقوم الأوتار بربط عضلات جسم الإنسان المختلفة مع الأعضاء الحركية القريبة وخاصةً ربط العضلات الهيكلية مع العظام، وتقوم بحمل الجهد الذي ينتج عن انبساط العضلة والواقع على العظام. تعتمد حركة الإنسان على وجود الأوتار وانقباضها وانبساطها. من أهم انواع الأوتار الموجودة في جسم الإنسان هي أوتار الكتفين والذراعين، أوتار الحوض والقدمين، أوتار الرأس والرقبة والجذع.

التهاب الأوتار

يعد التهاب الأوتار من المتاعب الصحية المزعجة، وهي ناتجة عن عوامل عدة مثل الإفراط في استخدام أوتار العضلات في منطقة ما من الجسم بسبب رياضة أو حركات خاطئة أو التحميل الزائد أو ارتداء حذاء خاطئ، كما قد يكون الالتهاب مرافقا لأمراض أخرى مثل السِمنة المفرطة أو التهابات أخرى.غالبية حالات التهاب الأوتار تحدث بسبب تكرار حركة معينة لوقت طويل ما يشكل ضغطاً كبيراً على الوتر؛ المهن التي تتطلب حركات متكررة ورفع اليد للأعلى بصورة متكررة أو بعض الرياضات كالتنس والسباحة والجولف والبيسبول وكرة السلة قد تكون سبباً للإصابة بالتهاب الأوتار.

من أسباب الإصابة أيضاً الحركات غير الصحيحة أثناء المشي أو الوقوف، أو وجود ضغط غير طبيعي يقع على إحدى مناطق الجسم بسبب وجود عيب خلقي في مفصل من المفاصل. وجود بعض الأمراض قد يكون سبباً في إصابة الأوتار بالإلتهاب مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام، والسكري، وفي بعض الحالات يكون السبب مشاكل في عمليات الأيض، أو كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية. بالإضافة الى ما سبق ذكره، فإن التقدم في العمر يعتبر من أسباب الإصابة حيث تقل مرونة الأوتار كلما تقدمنا في السن وبالتالي تكون الإصابة بالالتهاب أسهل.

يمكن أن يحدث التهاب الأوتار في أي مكان في الجسم، إلا أنها تظهر في الغالب في الكتف والمرفق والركبة والرسغ والكعب. فعندما يتم الإفراط في استخدام الأوتار، فإنها تعاني من الالتهاب أو تمزق صغير ويطلق على هذه الحالة اسم التهاب الأوتار. يتسبب التهاب الأوتار بآلام في الأنسجة المحيطة بالمفصل، وبشكل خاص بعد الإفراط في استخدام المفصل أثناء اللعب أو العمل. أكثر الأعراض شيوعاً هو الألم المصحوب بشعور بالضعف، وانخفاض في وظائف العضلات، والحد من الحركة.

تعتمد العلاجات بالدرجة الأولى على المسكنات للتخفيف من الآلام المصاحبة بالتهاب الاوتار على أن يترافق ذلك مع الراحة التامة وتغيير نمط العمل او المهنة للحد من تكرار الحالة. العلاج الطبيعيّ ضروري في حالات التهاب الاوتار حيث يُمارس المُصاب تمارين مُحدَّدة لإطالة أوتار العضلة المُصابة وتقويتها؛ فقد أثبتت التقوية اللامركزيّة فعاليّتها في علاج حالات التهاب الأوتار المزمنة. 

يمكن أن يلجأ الطبيب في بعض الحالات الى حقن كورتيكوستيرويدات حول الوتر لتخفيف التهاب الأوتار والآلام المصاحبة. ولكن لا يُنصح باستخدام الكورتيكوستيرويدات لعلاج التهاب الأوتار الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر لأن الحقن المتكرر قد يضعف الوتر ويزيد من خطر تمزقه.

حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية تعتبر من العلاجات المعتمدة لالتهاب الاوتار، حيث يتم حقنها في منطقة التهاب الوتر في الحالات المُزمنة. يتمّ أَخْذ عيّنة من دم المُصاب، ومن ثم فصل الصفائح الدمويّة عن مُكوِّنات الدم الأخرى، ثمّ يتمّ حَقن الصفائح في منطقة التهاب الوتر.

في حال عدم الإستجابة، يلجأ الطبيب المعالج الى بروتوكولات علاجية مختلفة مثل العلاج بالموجات فوق الصوتية وهو إجراء طفيف التوغل يتم عبر شق صغير لإدخال جهاز خاص يزيل الأنسجة المتندبة في الأوتار باستخدام الموجات فوق الصوتية.

من الخيارات المتاحة للعلاج   الوخز بالابر الجافة، وينطوي هذا الإجراء على عمل ثقوب صغيرة في الوتر باستخدام إبرة رفيعة لتحفيز العوامل المشاركة في شفاء الوتر. الجراحة هي آخر الخيارات العلاجية لالتهاب الاوتار، إذ وبناء على شدة إصابة الوتر قد يلزم الخضوع لإصلاح جراحي خاصة إذا كان الوتر ممزقًا بعيدًا عن العظام.

تمزق الأوتار

تمزّق الأوتار هو حدوث تهتّك كلي أو جزئي للأوتار المحيطة بأحد العضلات أو الأعضاء في جسم الإنسان، نتيجة التعرض لصدمة قويّة أو نتيجةً للإجهاد الزائد الذي قد يتعرّض له هذا الوتر.

من أهم الأعراض المرافقة للإصابة بالتمزّق ظهور صوت تمزّق في وقت الإصابة، الشعور بالألم والانتفاخ في المنطقة المصابة مع حدوث ضعف وتيبّسٍ وظهور الكدمات على الجسم. إضافة الى عدم القدرة على الحركة بشكل صحيح مثل عدم القدرة على المشي.

يعتبر وتر العرقوب أووتر أخيلأكبر وتر في الجسم يربط عضلة الساق بعظم الكعب، وهو من أكثر الأوتار التي تصاب بالتمزق. يحدث بسبب حركة مفاجئة وقوية للقدم وغالبًا ما تحدث الإصابة في رياضات مثل كرة السلة أو التنس أو كرة القدم.

تتضمن أعراض تمزق وتر العرقوب ألمًا حادًا في الجزء الخلفي من الكعب وعدم القدرة على تحريك القدم. يتشكل وتر العرقوب من عضلتين في الجزء الخلفي من الفخذ على بُعد حوالى 15 سم إلى 6 بوصات فوق مفصل الكاحل لتثبيته بعظم الكعب، ما يسمح له بالانزلاق بسهولة أثناء تحرك الكاحل. 

عندما تنقبض عضلات الساق، فإن ذلك يؤدي إلى توجيه الكاحل إلى الأسفل والقدم إلى الداخل وإلى الأعلى. لذلك يجب أن يكون الوتر قويًا، حيث يولد الركض والتسلق قوة داخل الوتر تساوي 10 أضعاف وزن الجسم.

تحدث التمزقات في هذا الوتر بسبب الزيادة المفاجئة في الضغط عليه، ومن الأمثلة الشائعة التي تؤدي الى التمزق النشاطات الرياضات المكثّفة أو السقوط من مكان مرتفع أو الخطو في حفرة من دون انتباه. تعتمد معالجة تمزق وتر العرقوب على عمر المريض، طبيعة حياته والنشاطات التي يمارسها ومستوى شدة الإصابة. غالباً ما يكون خيار الجراحة هو الاكثر شيوعاً لاسيما في حالات صغار السن.  أما العلاج غير جراحي فيعتمد على الراحة واستخدام العكاز أثناء المشي ووضع ثلج على المنطقة المصابة وتناول المسكنات للحد من الألم. ينبغي تحريك الكاحل باستمرار خلال الأسابيع القليلة الأولى، وعادة ما يكون باستخدام حذاء المشي المزود بقالب في الكعب، مع ثني القدم إلى أسفل. تجدر الإشارة الى ان الخيار غير الجراحي يحتاج الى وقت أطول للتعافي. الجراحة هي العلاج الذي يوصي به الأطباء للشباب لاسيما الرياضيين حيث يمكن إصلاح الوتر جراحياً إما عن طريق الجلد أو تقنية مفتوحة عن طريق شقوق جلدية صغيرة.

قطع الأوتار

قطع الاوتار في الإصبع او الكتف من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تحدث أثناء أداء الأنشطة اليومية مثل الرياضة أو بسبب التعرض لحادث ما أو حمل أشياء ثقيلة. يحتاج المريض الى عملية لإصلاح الوتر المقطوع مع ضرورة القيام بالعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بعد العملية لأنها لا تقل أهمية عن الجراحة لكي يستعيد المريض حركته الطبيعية. تتمثل أعراض قطع الوتر في الإصبع بعدم القدرة على ثنيه والتورم في كف الإصبع وسماع صوت طقطقة عند الإصابة وظهور كدمات بعد حوالى يومين.

من الضروري استشارة الطبيب فور حدوث الإصابة للبدء باتباع الخطة العلاجية المناسبة التي يتم تحديدها بعد التشخيص، وفي معظم الحالات تتطلب الحالة عملية جراحية لإصلاح الوتر المقطوع.

وفي ظل التطور الطبي في الجراحات الحديثة، يمكن استخدام الجراحة الميكروسكوبية التي تعتمد على استعمال آلات دقيقة جداً وخيوط جراحية رفيعة للغاية، ويعتبر أفضل وقت للتعامل مع الإصابة بقطع الأوتار في الأيام العشر الأولى للإصابة مع ضرورة إجراء الفحوصات مثل الأشعة وأحيانا عمل اختبار عصب للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى. يستغرق الشفاء بعد عملية الأوتار الى فترة تصل إلى ثلاثة أشهر، وتعتمد نتيجة العملية على نوع الإصابة، فعندما تكون الإصابة بسيطة في الوتر تكون النتيجة أفضل على عكس الإصابة الشديدة التي ينطوي عليها سحق أو تلف العظام والمفاصل.

العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل

العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل مرحلة لابد منها خلال العلاج حيث تسهم في تقوية أوتار وعضلات القدم عن طريق الجمع بين تمارين القوة والتمدد للتخفيف من أعراض التهاب الأوتار. الهدف من إعادة التأهيل تقوية العضلات ليعود المريض الى مستوى نشاطه السابق ويتطلب ذلك بضعة أشهر سواء بعد العلاج الجراحي أو غير الجراحي، وذلك لمساعدة المريض على تحسين وظيفة العضلات وزيادة القدرة على التحمل والحفاظ على المدى الحركي.  للعلاج الطبيعي دور كبير في التخلص من التهاب الأوتار وذلك من خلال التمرينات العلاجية سواء التي تتم لدى أخصائي العلاج الطبيعي أو التي يقوم بها المريض في المنزل تحت إشراف الأخصائي.

من الأساليب المعتمدة العلاج البارد والحرارة، الاحماء وتهدئة العضلات وهي أساليب تهدف الى تنشيط الدورة الدموية وتساعد على تقليل التورم، كما يتم استخدام الموجات فوق الصوتية، وتحفيز الأنسجة العميقة لزيادة الحرارة وتحسين تدفق الدم في الخلايا العميقة. الى جانب التمرينات، يمكن الإستعانة ببعض الأجهزة كالأجهزة الحرارية وأجهزة الأشعة تحت الحمراء والأجهزة التي تبث موجات كهربائية لاستثارة العضلات، فضلًا عن أجهزة الموجات فوق الصوتية والليزر. يتطلب العلاج الطبيعي جلسات عدة الى أن تتحسن حالة المريض الذي يعاني من التهاب الأوتار، ويختلف عدد الجلسات بحسب الحالة وشدة الألم لكنه لا يقل عن 6 جلسات ولا يزيد غالباً عن 24 جلسة كحد أقصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى