أمراض وعلاجات

ألزهايمر

ألزهايمر

ليس حكرًا على كبار السن

ألزهايمر هو مرض يصيب البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق بشكل رئيسي، لكن ذلك لا يعني أنه لا يصيب الفئات العمرية الشابة حيث تشير الأرقام إلى أن حوالى 10 بالمئة من مجمل الإصابات حول العالم هي لفئة الشباب ما يعني أن خطر الإصابة بهذا المرض لا يقتصر فقط على مرحلة الشيخوخة، فمن الممكن أن تبدأ الوظائف الإدراكية بالتراجع ربما في  منتصف العمر.

يواجه الأشخاص الذين يعانون من داء ألزهايمر المبكر بعض التحديات المختلفة والمستغربة بالنسبة لمن حولهم نظراً للإعتقاد الشائع أن هذا المرض مرتبط بكبار السن ومرحلة الشيخوخة فقط فلا يصدقونه ويشكّكون في تصرفاته ما يؤدي مع الوقت إلى فقدان العلاقات الاجتماعية وربما الوظيفة. لا يزال سبب داء ألزهايمر المبكر غير مفهوماً بين الأطباء حيث يعاني معظم المصابين من الشكل الشائع للمرض ويتطور بالطريقة نفسها تقريبًا كما يحدث عند كبار السن؛ معظم المصابين بداء الزهايمر المبكر لديهم ألزهايمر متقطع وهو الأكثر شيوعاً ولا ينتج عن الجينات الوراثية، ولا يُعرف سبب الإصابة. 

لكن، لدى بعض العائلات، تمكّن العلماء من تحديد العديد من الجينات النادرة التي تسبب مرض ألزهايمر بشكل مباشر أي أن الأشخاص الذين يرثون هذه الجينات النادرة تظهر لديهم الأعراض في منتصف العمر أي في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر ويسمى في مثل هذه الحالةمرض ألزهايمر العائليأو الوراثي.  في مثل هذه الحالات، يوجد ثلاث طفرات جينية مسؤولة عن ألزهايمر؛ وجود واحدة منها أو الثلاثة معاً ربما يلعب دوراً في الإصابة، عند إصابة أحد الوالدين أو الأجداد بهذه الطفرات من الممكن أن تنتقل إلى الأحفاد؛ إن وجود واحدة أو أكثر من هذه الطفرات يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر المبكر، هذه الطفرات هي: (APP أو PSEN1 أو PSEN2) لكن ليس كل شخص لديه أحد هذه الطفرات من الممكن أن يُصاب بمرض الزهايمر لأنه وُجد أن 11% من مرضى الزهايمر المبكر لديهم هذه الطفرات، واحدة منها أو جميعها. كما وجدت بعض الدراسات أن الإصابة ببعض الأمراض مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وضغط الدم المرتفع من الممكن أن يزيد من الإصابة بمرض الزهايمر. إضافة إلى ذلك، هناك أمراض أخرى مثل السمنة وداء السكري يمكن أن تزيد من عوامل خطر الإصابة.

تشمل أعراض داء ألزهايمر المبكر:

  • نسيان المعلومات التي تم تعلّمها حديثًا أو التواريخ المهمة.
  • السؤال عن المعلومة ذاتها مرّات عدة.
  • عدم القدرة على معالجة المشاكل الأساسية.
  • إستغراق وقت أطول لإنجاز المهام اليومية العادية.
  • فقدان مسار التاريخ أو الوقت.
  • الإنسحاب من العمل والمواقف الإجتماعية.
  • عدم تحديد الأماكن بصورة دقيقة. 
  • صعوبة في التّحدث أو المشاركة في حوار ما.
  • تغيّرات في المزاج.
  • صعوبة التعامل مع الأمور المادية خاصة دفع الفواتير.

التشخيص

إن وجود واحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة أعلاه لا يعني أن الشخص يعاني من ألزهايمر مبكر، ولكن ذلك يستدعي التوجه إلى الطبيب المتخصص في مرض ألزهايمر لإجراء الفحوصات والصور اللازمة لتشخيص المرض. من الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن داء ألزهايمر عند الشباب:

  • إجراء اختبارات معرفية للذاكرة والمهارات العقلية لمعرفة قوة الذاكرة واختبار بعض المهارات العقلية والقدرة على حل المشكلات.
  • التواصل مع أخصائي في علم النفس للخضوع لاختبارات تفصيلية.
  • فحوصات الدم والبول والسائل النخاعي.
  • صور تشخيصية مثل التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لمعرفة مقدار الضرر الموجود في خلايا الدماغ.

الحفاظ على القدرات المعرفية

إن اتّباع عادات صحية للدماغ تزيد من فرص الحفاظ على القدرات المعرفية وتُبعد شبح الإصابة بداء ألزهايمر أو على الأقل تُقلّل من تدهور صحة الدماغ. صحيح أن مرض ألزهايمر لا نعرف كيفية الوقاية منه لاسيما أن التقدم في السن هو عامل الخطر الأكبر الذي لا يمكن التحكم به، لكننا قد نقلّل من خطر الإصابة عبر التركيز على أسلوب الحياة والسلوكيات اليومية السليمة. ولكن، ما هي الخطوات التي يمكن اتباعها للحفاظ على القدرات المعرفية؟ للوصول إلى ذلك، هناك ركائز أساسية ضمن الحياة اليومية يمكن التحكم فيها، وهي:

التحفيز الذهني

تعلّم أشياء ومهارات جديدة وممارسة بعض الألعاب والألغاز مثل لعبة سودوكو أو الكلمات المتقاطعة هي بمثابة تمرين عقلي رائع والطريقة الأفضل لبناء القدرات العقلية، ولا مانع من الإنخراط في الأنشطة التي تنطوي على مهام متعددة أو تتطلّب الإتصال والتفاعل والتنظيم لأنها توفر أكبر قدر من الحماية.

الإبتعاد عن العزلة

التفاعل والتواصل الإجتماعي وتطوير شبكات من الأصدقاء كلّها خطوات تجعلنا في منأى عن العزلة خصوصاً مع التقدم في السن، الأمر الذي يحمي من مرض ألزهايمر؛ والمقصود هنا ليس المبالغة في العلاقات الإجتماعية ولكن من المهم إيجاد شخص مناسب والتواصل معه باستمرار لاسيما عند الأزمات.

الحد من الإجهاد

التعرض للإجهاد بشكل متواصل ولفترات طويلة مضر للغاية بصحة الدماغ حيث يمكن أن يؤدي إلى إعاقة نمو الخلايا العصبية وانكماش المنطقة المسؤولة عن الذاكرة.  ينبغي إدارة الجهد وتقسيم المهام اليومية قدر الإمكان. 

ممارسة اليوغا والتأمل والمواظبة على الأنشطة الترفيهية والضحك والمرح كلّها أمور تساعد الجسم على مقاومة التوتر والجهد وهي جيدة لصحة الدماغ.

تحسين صحة الدورة الدموية

يستفيد الدماغ من الدورة الدموية تماماً كما يستفيد القلب، وعليه فإن الحفاظ على دورة دموية سليمة ينعكس إيجاباً على صحة القلب والدماغ معاً؛ ويكون ذلك من خلال التحكم بضغط الدم ومستويات الكوليسترول مع ضرورة الإمتناع عن التدخين.

النوم الجيد

السّهر بشكل مستمر يبطئ التفكير ويعكّر المزاج ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بداء ألزهايمر؛ لكن في المقابل النوم الجيد يطرد السّموم من الدماغ ويجعله أكثر يقظة في اليوم التالي.

ممارسة الرياضة

تشير الأبحاث والمتابعات التي تتم في هذا المجال إلى أن التمارين الرياضية المنتظمة تقلّل من خطر الإصابة بداء ألزهايمر بنسبة تصل إلى 50 بالمئة. 30 دقيقة من التمارين المعتدلة يومياً كفيلة في الحماية من الإصابة بداء ألزهايمر.

النمط الغذائي

هناك أدلة قوية حول العلاقة بين اضطرابات التمثيل الغذائي وأنظمة معالجة الإشارات في الدماغ، ما يعني أن تعديل العادات الغذائية عبر إدخال عادات غذائية صحية إلى الطعام اليومي من شأنه أن يحمي الدماغ. من الخطوات الواجب اتباعها في هذا المجال بالدرجة الأولى خسارة الوزن الزائد حيث أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، التقليل من تناول الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق والأرز الأبيض والمعكرونة لأنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في نسبة السكر في الدم، ما يؤدي إلى التهاب الدماغ. كما أن تناول نظام غذائي متوسطي يساعد في الحد من خطر الإصابة بداء ألزهايمر، ويشمل الخضار والفواكه الطازجة، والحبوب وزيت الزيتون والمكسرات، والبقوليات والسمك، وكميات معتدلة من الدواجن والبيض، ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى