مدينة خليفة الطبية تتكفل بعلاج طفلة تعاني ضيقاً في القصبة
مدينة خليفة الطبية
تتكفل بعلاج طفلة تعاني ضيقاً في القصبة
تكفلت مدينة الشيخ خليفة الطبية، بإجراء عملية دقيقة تُجرى لأول مرة على مستوى الدولة للطفلة «خديجة» التي كانت تعاني ضيقاً شديداً في القصبة الهوائية منذ ولادتها، وذلك بعد تعذر إجراؤها في مستشفيات داخل الدولة وخارجها بسبب التعقيد وصعوبة الحالة التي لها تأثير مباشر على حياة المولودة.
وأوضح الدكتور عرفان باشا، استشاري أنف وأذن وحنجرة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أنه جرى تحويل الطفلة «خديجة» عندما كانت تبلغ من العمر شهراً واحداً من مستشفى دبي، وذلك بعد معاناتها من صعوبة التنفس منذ ولادتها، ووجود أنبوب للتنفس الصناعي لمساعدتها في التنفس، لافتاً إلى محاولات الفريق الطبي في مستشفى دبي لإزالة الأنبوب الموصل، وكانت الطفلة تواجه صعوبة كبيرة في التنفس، مع الفحوص أدركوا أن الأنبوب منخفض إلى أسفل الصدر، وعند استخراجه تنغلق القصبات الهوائية ولا يمكن للطفلة أن تتنفس.
وأضاف «بعد اكتشاف هذه المشكلة، كان على الفريق الطبي اتخاذ الإجراء اللازم، وكان الحل أن يتم إجراء عملية في أسرع وقت لإنقاذ حياة الطفلة، وتم التواصل مع مدينة الشيخ خليقة الطبية، حيث تم استقبال الحالة مع إرسال جميع التحاليل وتصوير المنظار الذي أظهر ضيق المجرى الهوائي للطفلة». وأوضح «تم إجراء صورة مقطعية للطفلة، وبعد ذلك قام الفريق الطبي بإجراء اجتماع مع فريق العمل ومع استشاري قسم القلب للأطفال، حيث تحتاج العملية لفتح الصدر، حتى نتمكن من رؤية القصبة الهوائية وعلاج المشكلة التي تعاني منها من الداخل».
وأشار الدكتور عرفان إلى أن القصبة الهوائية تنقسم إلى قسمين داخل الصدر، وكانت فتحه مجري التنفس ضيقة بحجم مليمترين، بينما الحجم الطبيعي من 5 إلى 6 مليمترات. لافتاً إلى أن العملية كانت معقدة، فالقسم الأسفل من القصبة الهوائية كان ضيقاً، والطبقة العليا كانت واسعة.
وذكر أن إجراء العملية احتاج لتخطيط محكم، ووجود فريق كامل من قسم القلب وقسم الأنف والأذن والحنجرة، وتم إجراء العملية ونقل الطفلة إلى العناية المركزة مع جهاز التنفس، من أجل إعطاء الرئة قسطاً من الراحة، وخضعت «خديجة» بعدها للمراقبة بعد العملية، وبعد أيام من العملية بدأت التنفس من غير الجهاز، وكان هناك تطور إيجابي في صحتها.
من جانبه، أوضح الدكتور لازلو كيرالي، استشاري ورئيس قسم جراحة قلب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن عملية الطفلة خديجة كانت تحتاج لفريق مشترك من الأطباء، حيث تم فتح الصدر لإنشاء فتحة جيدة للأكسجين، وتم استخدام جهار الأكسجين أثناء العملية للمحافظة على الطفلة في حالة جيدة مستقرة خلال العملية الجراحية، وتم ذلك بمساعدة جهاز القلب الرئوي، وهي تقنية تؤدي إلى عمل القلب والرئتين بشكل مؤقت أثناء العملية الجراحية عبر المحافظة على جريان الدم والأكسجين. وتعتبر هذه التقنية أحد أشكال دوران الدم خارج الجسم.
وقال «بمساعدة الفريق الطبي، قمنا بالفعل بتحديد هذا الجزء الضيق، وقمنا بإعادة الأنسجة مرة أخرى، وبمجرد الانتهاء من العملية، تم استخدام المنظار في الداخل لمراقبة الأمور الداخلية، والتي اتضح أنها جيدة». وأضاف «إن هذا النوع من العمليات، يعتبر صعباً ومعقداً، ونجاحها يعتبر أمراً هائلاً، فالخبرة وتوافر التقنيات الحديثة، تلعب دوراً مهماً في مثل هذه العمليات الجراحية، وتمتلك مدينة الشيخ خليفة الطبية هذه الإمكانات التي تجعلها تلعب دوراً رائداً في علاج الحالات الصعبة والمعقدة على مستوى الدولة والمنطقة».
من جهته، قال فوزي برباري والد الطفلة «خديجة» في أول يوم لولادة خديجة في مستشفى دبي، لاحظوا وجود صعوبة شديدة في التنفس لديها، وذلك بأنها تستنشق الأكسجين، وتعاني صعوبة في إخراج ثاني أكسيد الكربون، في عملية الشهيق والزفير.