معالي رئيس الوزراء يدشن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022
معالي رئيس الوزراء
يدشن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2022 – 2018
شهد معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية فى الرابع والعشرين من مارس الماضي حفل تدشين الاستراتيجية الوطنية للصحة 2022 – 2018 الذي أقامته وزارة الصحة العامة بالتزامن مع افتتاح منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
حضر الاحتفال عدد من أصحاب السعادة الوزراء وأكثر من 2500 من كوادر الرعاية الصحية من القطاع الصحي في دولة قطر، وعدد من الوفود الاقليمية والدولية. بعد ذلك افتتح معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية “ركن المعرفة”، وهو المعرض المصاحب للمنتدى، حيث تعرف معاليه على المشاريع التي تنفذها الدولة في القطاع الصحي وفي مجال تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة لسكان دولة قطر.
وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة في كلمتها الافتتاحية الأهمية الكبيرة لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة 2022-2018 في مسيرة نظامنا الصحي، مضيفة: “نتطلع في المرحلة المقبلة إلى أن ينعم كل سكان دولة قطر بصحة أفضل، وذلك من خلال تحسين سعة وأداء نظام الرعاية الصحية، اضافة الى الجهود المبذولة في تعزيز الدقاية من الأمراض واستخدام الموارد المتاحة بطريقة أكثر فعالية.”
وأوضحت سعادتها أنه في ظل الاستراتيجية الوطنية للصحة 2016-2011، تم إحراز تقدم هائل على مستوى النظام الصحي. ومع تدشين الاستراتيجية الجديدة، تتطلع دولة قطر إلى الاستفادة من هذا الزخم لتحديد مسار جديد للمضي قدماً لتحقيق أهدافنا المنشودة ، مستوحى من رؤية قطر الوطنية2030 .
وأكدت سعادتها أن الإنجازات الهامة التي حققتها دولة قطر في المجال الصحي كانت بفضل الدعم الكبير والرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مشيرة إلى أن النظام الصحي في دولة قطر احتل المركز الثالث عشر في العالم والمرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في تقرير مؤشر الرخاء العالمي الذي يصدره معهد ليجاتوم.
كما تقدمت بالشكر لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على دعمه الكبير ومتابعته الحثيثة للتطوير والتحسين في القطاع الصحي. ويمثل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة 20122 – 2018 نقلة جديدة أخرى في رحلة تطوير النظام الصحي في دولة قطر مع التركيز على تقديم خدمات أكثر شمولية تحمل ثلاثة أهداف عامة تتجسد في تحقيق صحة أفضل، ورعاية أفضل، وقيمة أفضل، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجا كالأطفال والأمهات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعكس الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تم إطلاقها تحت شعار ”صحتنا مستقبلنا”، تحولا في التفكير من خلال التركيز على المجموعات السكانية السبع ذات الأولوية وهي: أطفال ومراهقون أصحاء، وصحة النساء من أجل حمل صحي، وعاملون بصحة وأمان، الصحة والعافية النفسية، وتحسين صحة المصابين بأمراض مزمنة متعددة، وصحة وعافية ذوي الاحتياجات الخاصة، وشيخوخة صحية. فهي تهدف إلى بلورة خدمات تتمحور حول الأفراد والمرضى وعائلاتهم وتغيير آلية عمل النظام الصحي عبر نقل محور التركيز من الجانب العلاجي لأعراض الأمراض إلى الجانب الوقائي لمساعدة الناس في الحفاظ على صحتهم. وحددت الاستراتيجية الجديدة 19 هدفاً وطنياً سيجري على ضوئها قياس التقدم المحرز، ويشمل ذلك أهداف معينة لتعزيز ممارسة النشاط البدني بين المراهقين، وتطبيق برامج الرفاه في أماكن العمل وتحسين سبل الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.
وتقوم رؤية الاستراتيجية الوطنية للصحة على وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ من خلال تلبية احتياجات الجيل الحالي وتقديم رعاية أكثر تكاملا من التركيز على المرض إلى التركيز على الأفراد وصحة السكان، ومن الرعاية الوجيزة والعرضية إلى تكامل واستمرارية الرعاية والتركيز الكبير على الرعاية الأولية باعتبارها أساس الرعاية، ومن اعتبار تكاليف الرعاية عبئاً إلى اعتبار الاستثمار في الصحة استثمارا في المستقبل، ومن سكان يتلقون نصائح الرعاية الصحية، إلى تمكين الأفراد من تولي شؤونهم الصحية بأنفسهم. وتركز الاستراتيجية على خمسة أولويات على مستوى النظام الصحي فهي معنية بنظام متكامل لتقديم رعاية وخدمات صحية ذات جودة عالية حيث تشمل الأهداف المنشودة بحلول 2022 خفض معدل إجمالي حالات الوفاة لسبب محدد والتي يمكن تجنبها بنسبة 5% وكذلك تحقيق إنخفاض بنسبة 15% في حالات دخول المستشفى غير الضرورية والتي يمكن علاجها في الرعاية الصحية الأولية.
ومن المجالات الخمسة تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ويتلخص الهدف بحلول 2022 في تخفيض معدل السمنة لدى الأطفال والمراهقين والبالغين بنسبة 5% والحد من انتشار التدخين بنسبة .30%
وفيما يتعلق بتعزيز الحماية الصحية، فإن الهدف الوطني المنشود بحلول عام 2022 هو تطبيق أنظمة عالية السرعة لضمان الامتثال للوائح الصحية الدولية للمراقبة والاستجابة، بما فيها دعم الجهوزية خلال الفعاليات الكبرى مثل مونديال كأس العالم لكرة القدم .2022
ومن المجالات المتعلقة بمستوى النظام الصحي، دمج الصحة في جميع السياسات، حيث ستبدأ دولة قطر مع نهاية العام الجاري بتطوير تطبيق استراتيجية وخطة عمل لإدراج الصحة في جميع السياسات بهدف تبني نهج المدن الصحية ودعم جهوزيتها استعدادا لكأس العالم 2022، بينما يركز المجال المتعلق بالقيادة والحوكمة على تحسين جودة رعاية وسلامة المريض، وتوفير قوى عاملة كافية قادرة ومستدامة وتأسيس آلية ديناميكية في وزارة الصحة العامة لقياس القدرات المطلوبة بشكل دوري مقارنة بالقدرات المتوفرة في قطاع الصحة بهدف تخطيط وتحقيق الأهداف المتعددة وتعزيز التغطية الصحية الشاملة تماشيا مع الممارسة الدولية.نظام متكامل لتقديم رعاية وخدمات صحة ذات جودة عالية.
ومن جهتها أكدت الدكتورة مريم عبد الملك، مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، على أهمية دور الرعاية الأولية ضمن الاستراتيجية، قائلة: “تتمثل إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للصحة 2022-2018 في نقل التركيز من الأمراض إلى تعزيز خدمات الصحة الوقائية. فالرعاية الأولية، باعتبارها نقطة الاتصال الأولى لمعظم المرضى بالنظام الصحي في قطر، تؤدي دوراً رئيسياً في تحقيق هذا الطموح”. وأضافت :”سنتمكّن من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة من تكثيف التزامنا بتوسعة نطاق خدمات الصحة والرفاه الصحي في كافة أرجاء دولة قطر، مع التركيز على تمكين الأفراد من اتخاذ القرارات الصائبة بشأن صحتهم”.
وقالت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: إن المؤسسة تلعب دورا محوريا وهاما في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة باعتبارها الخط الأول في المنظومة الصحية وتقدم خدمات متخصصة في طب الأسرة إلى جانب خدمات الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض وهو ما يجسد الكثير من أهداف الاستراتيجية الجديدة.
وأضافت أن المؤسسة باعتبارها حجر الأساس في النظام الصحي تركز كل اهتمامها على الرعاية الصحية الأولية من خلال تعزيز العمل في الجانب الوقائي الذي لن يتحقق إلا من خلال تأهيل كوادر وهو ما أشارت إليه الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تتمحور حول الوقاية قبل العلاج من خلال توفير كوادر متخصصة ومؤهلة.
وقال الدكتور صالح علي المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية خلال مؤتمر صحفي بمناسبة تدشين الاستراتيجية: إن الاستراتيجية الوطنية للصحة وشعارها ”صحتنا مستقبلنا” تأتي انطلاقا من النجاحات والإنجازات التي حققتها الاستراتيجية الأولى حيث جاءت الاستراتيجية الثانية مدعومة بمرجعية رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية 2022-2018 .
وأشار في هذا الإطار إلى الإنجازات الكبيرة التي بات يحققها النظام الصحي في دولة قطر وارتقائه خلال السنوات الأخيرة إلى مراكز متقدمة عالميا حيث احتل نظام الرعاية الصحية في دولة قطر المرتبة 13 عالميا والأولى على مستوى الشرق الأوسط بحسب مؤشر (ليجاتوم للرخاء) للعام 2017 الذي يقوم بقياس وتصنيف الوضع الصحي في 149 دولة. وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للصحة تشكل إحدى الاستراتيجيات القطاعية الحكومية الثماني في الدولة تحت مظلة استراتيجية التنمية الوطنية وهي تعمل من خلال نهج جديد لمواجهة التحديات الصحية حيث تتبنى وزارة الصحة العامة ثلاثة أهداف عامة تتمثل في تحقيق صحة أفضل ورعاية أفضل وقيمة أفضل .وأكد أن الاستراتيجية الجديدة تتميز بالتركيز على سبع فئات سكانية ذات أولوية ومنها الأطفال والأمهات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى خمس أولويات على مستوى النظام الصحي. وأوضح أنه بناء على توجيهات سعادة وزيرة الصحة العامة وحرصا منها على تحويل الاستراتيجية إلى واقع ملموس وتحقيق الأهداف الـ19 الواردة في الاستراتيجية والتي من شأنها توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية، يتم العمل على تطبيق نهج يضمن التنفيذ من خلال القيادة والحوكمة وترتيب الأولويات وكذلك الحوافز والتمويل والتواصل والمشاركة.
وشدد الدكتور صالح المري على أن الصحة العامة تمثل جزءا أساسيا في الاستراتيجية الوطنية للصحة والدليل على ذلك أن وزارة الصحة العامة حققت 80 بالمائة من أهداف الاستراتيجية الأولى التي كان من ضمن أولوياتها إرساء البنية التحتية للنظام الصحي في دولة قطر والتي بدأت ثمارها تظهر على أرض الواقع حاليا ويتم العمل الآن من خلال التركيز على إشراك الأفراد والمجتمع في تطوير المنظومة الصحية. وأكد أن تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة مسؤول عنه كافة الشركاء في القطاع الصحي سواء كانوا الشركاء في القطاع العام أو الخاص أو شبه الحكومي حيث يتم التخطيط والعمل ثم التقييم.
من جانبه قال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة إن الاستراتيجية الجديدة تأتي استكمالا لما تم تحقيقه في الاستراتيجية الأولى 2011-2016، بالإضافة إلى أنها تمثل مظلة لجميع الاستراتيجيات التي أطلقت على مستوى القطاع الصحي مثل استراتيجية السرطان والرعاية الصحية الأولية واستراتيجية الصحة النفسية. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تتمحور حول أساليب وقاية السكان من الأمراض إلى جانب تحسين أنظمة الرعاية الصحية والبنية التحتية للخدمات. كما أوضح أن النظام الصحي في دولة قطر يتبوأ مكانة عالمية راقية حيث يأتي ذلك بفضل الحوكمة التي ستساعد في تطبيق الاستراتيجية الوطنية للصحة من خلال التنسيق بين اللجان المختلفة وفرق العمل بما يحقق سلاسة في تنفيذ الأهداف المتعلقة بها وظهور الإنجازات على أرض الواقع بحلول العام 2022 .
وأكدت الدكتورة جوليت إبراهيم مدير إدارة الصحة الالكترونية بوزارة الصحة العامة أن الاستراتيجية الجديدة تمثل تحولا رئيسيا في طريقة العمل بالقطاع من خلال تركيزها على الإنسان واحتياجاته والعمل على تعزيز صحته والتركيز على طرق الوقاية قبل الوصول إلى توفير طرق العلاج. وقالت إن الاستراتيجية الوطنية للصحة اعتمدت في الكثير من الأهداف التي وضعت على مقترحات من المرضى أنفسهم وذلك من خلال معرفة تجاربهم السابقة في التعامل مع النظام الصحي وهو ما يشير إلى أن إشراك المريض كان الأساس في وضع التصورات والسياسات التي ترمي إلى تحقيقها الاستراتيجية الجديدة.
وأوضحت أن هناك بعض الأهداف التي تضمنتها الاستراتيجية الصحية الأولى ما يزال العمل مستمرا على تحقيقها في الاستراتيجية الثانية، مبينة أن الاستراتيجية الصحية الاولى 2016 – 2011 حققت أكثر من 80% من أهدافها.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية الجديدة تتضمن عدة أهداف وقائية لبعض الأمراض منها العمل على تقليل نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة 15% وانخفاض بنسبة 5% فى معدل السمنة لدى الأطفال والمراهقين والبالغين وتقليل معدل التدخين بنسبة 30% والعمل على تحقيق زيادة بنسبة 15% فى مستوى الرضاعة الطبيعية الحصرية طوال الأشهر الستة الأولى من الحياة بالإضافة إلى العمل على تحقيق زيادة بنسبة 25% فى عدد المراهقين الذين يحققون المستويات الموصى بها من النشاط البدني.
وقال الدكتور عبدالله الأنصاري، الرئيس الطبي بالوكالة فى مؤسسة حمد الطبية: “من المناسب أن يتزامن تدشين الاستراتيجية الوطنية للصحة 2022 – 2018 مع انطلاق فعاليات هذا الحدث الهام المخصص لجودة الرعاية الصحية، أمام ما يزيد عن 2500 من الأطباء، والكوادر التمريضية والمساعدين الطبيين والموظفين من كافة المستويات في القطاع الصحي بقطر. فالتزام هؤلاء وما يتمتعون به من خبرات وشغف، سيساهم في تطبيق الخطط التي تتضمنها الاستراتيجية كما سيساعد على تنفيذ المرحلة التالية من مسيرة تطوير النظام الصحي بنجاح”.