مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في قلب بيروت المنكوبة
مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في قلب بيروت المنكوبة
في 4 آب 2020، اهتزّ لبنان بجميع مناطقه إثر انفجار وقع في مرفأ العاصمة بيروت، انفجار دمّر المدينة وضواحيها وأسفر إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف وفقدان العشرات. كان هذا الانفجار كضربة شبه قاضية للقطاع الصحي في لبنان إذ تدمّرت بعض المستشفيات بالكامل وتضرّر بعضها الآخر بشكل كبير، منها مستشفى أوتيل ديو دو فرانس. ولكن، على الرغم من الأضرار التي لحقت ببعض غرف العمليات فيه وبأقسام أخرى في مختلف الأبنية الطبية والإدارية، تمكّن قسم الطوارئ في مستشفى أوتيل ديو من استقبال حوالى 200 مصاب في غضون 20 دقيقة فقط بعد الحادثة، ليتوافد بعدها عدد هائل من المصابين إليه، فبلغ المستشفى طاقته الإستيعابية القصوى وتحوّلت باحته الخارجية إلى غرفة عمليات مفتوحة.
وكان مستشفى أوتيل ديو دو فرانس قد أطلق فوراً خطّة الكوارث وبدأ العمل بها وسرعان ما جاء جميع أفراد الطاقم الطبي والتمريضي من مختلف الاختصاصات من منازلهم لمؤازرة زملائهم في مواجهة هذه الكارثة.
في هذه الليلة، استقبل قسم الطوارئ في أوتيل ديو وحده ما يزيد عن 700 مصاب، تراوحت حالتهم بين الحرجة والمتوسطة، وأجرى الأطباء أكثر من 40 عملية جراحية، وتمّ إدخال حوالى 100 مصاب إلى المستشفى، منهم 11 حالة حرجة، وتمّ تسجيل 17 حالة وفاة.
على إثر هذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة، توجّه البروفيسور الأب سليم دكّاش اليسوعيّ، رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت ورئيس مجلس إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، برسالة إلى المجتمع اللبناني أوّلاً والدولي ثانياً:
“ها هو يوم جديد يشرق على لبنان، على بيروت الجريحة والمحطّمة. في كلّ مكان يعمّ الخراب. لكنّنا ما زلنا نقف إلى جانبها ومعها ومن أجلها.
تتّجه أفكاري نحو العائلات التي فقدت قريبًا والتي تسهر على مصابٍ وتنتظر عودة شخصٍ مفقود.
أفكّر في كلّ الضحايا الأبرياء، ضحايا الإهمال والفساد. فـفي “أوتيل ديو دو فرانس” استقبلنا أكثر من 700 مصاب.
أفكّر أيضًا في الفرق الطبيّة والتمريضيّة، وخاصة فرق “أوتيل ديو دو فرانس” التي سهر أفرادها طوال الليل من دون نوم، وفي جميع الموظّفين الذين بذلوا قصارى جهدهم من أجل القيام بترميم المستشفى لكي يتسنّى لـها استقبال الضحايا.
أثناء زيارتي لقسم الطوارئ مساء الانفجار، الكلمة التي كانت تتردّد هي : “لم يسبق لنا أن شهدنا مثل هذا الوضع!”. المئات من الجرحى من جميع الجهات كانوا يَفِدون إلى المستشفى.
في جامعة القدّيس يوسف في بيروت ومستشفى “أوتيل ديو دو فرانس “ أضرار جمّة في كلّ مكان وتستوجب شهورًا لإعادة ترميمها وإصلاحها.
لن نستسلم لليأس، فعمليّة اليوم السابع، والمرشديّة الروحيّة في الجامعة، ووحدة الحياة الطلاّبيّة تعمل جاهدة من أجل تقديم المساعدة لشعبنا.
شكرًا لجميع أصدقائنا في لبنان وفي دول العالم الذين أظهروا دعمهم واستعدادهم لتقديم المساعدة.
مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” أطلق “خطّة الكوارث” وفقًا للإجراءات المعمول بـها. فقد بدأت وحدة استقبال مؤسّسة Fondation USJ/HDF بالعمل في المستشفى. إنّ مساعدتكم من الناحية الماديّة أمر بالغ الأهميّة وسوف يتيح لنا تلبية احتياجاتنا الملحّة من المعدّات الطبيّة الأساسيّة والتجهيزات.
إنّ التضامن الإنساني والمقاومة الروحيّة والثقافيّة هما اللذان لطالما أنقذا لبنان.”
كانت فرق مستشفى أوتيل ديو حاضرة كعادتها منذ لحظة وقوع الانفجار لتلبية النداء على الأرض والتزمت متابعة نشاطها رغم الظروف الصعبة من أجل رعاية المرضى وتأمين أفضل الخدمات الصحّية لهم. إنّ مستشفى أوتيل ديو دو فرانس بحاجة اليوم إلى مساعدتكم العاجلة في مواجهة هذه الكارثة لتأمين معدّات الرعاية الطبّية والأجهزة الطبّية الحيوية وترميم الأقسام المتضرّرة.
للحصول على المزيد من التفاصيل حول كيفية التبرّع، الرجاء زيارة موقع المستشفى:
www.hdf.usj.edu.lb