في الرعاية الصحية “ويش” 2022
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار
في الرعاية الصحية “ويش” 2022
بناء أنظمة صحية أكثر مرونة وتعزيز ابتكار التكنولوجيا الحيوية ضمن الموضوعات الرئيسية المطروحة للنقاش
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، افتتاح قمة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” لعام 2022، والذي عقد تحت شعار “نحو مستقبل مفعم بالحياة” .
وقالت صاحبة السمو في كلمتها الافتتاحية: “إنّ محاور “ويش” دائماً ما تتطرّق إلى قضايا بالغة الأهمية، وهي وإن كانت تتنوّع هذا العام في موضوعاتِها، إلا أنها تشترك في هدف واحد هو البحث عن وسائل توجه الإنسان إلى تبَّني نمط الحياة الأنسب والأمثل لضمان أمنه الصحي”.
وأضافت سموها: ”كما ألهمتنا مشروعاتنا الرياضية التي وصلت بعد أكثرِ من ربع قرن إلى استضافة كأس العالم لكرةِ القدم على مواصلة تطوير بلدِنا، فبإمكانها أن تلهمنا من جديد، في بلدنا وحول العالم، من أجل تطوير وإعادة تشكيل تصوراتنا عن سُبل بناء نظم رعاية صحية أكفأ وأشمل. نحتاج إلى مبادرات تحفز الفرد وتذكرّه بمسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه”.
حضر الافتتاح فخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة؛ وسعادة السيدة جانيت كاغامي حرم فخامة رئيس جمهورية رواندا؛ وسعادة السيدة فاطمة مادا بيو حرم فخامة رئيس جمهورية سيراليون، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء بالاضافة إلى العديد من الخبراء والقيادات وصنّاع القرار في مختلف المجالات.
البروفيسور اللورد دارزي
سلّط البروفيسور اللورد دارزي من دنهام، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، الضوء، على تأثير هذه القمّة الإيجابي على الرغم من التحديات التي تمت مواجهتها على مدار السنوات العشر الماضية، مُشيرًا إلى الدروس المستفادة من التحديات الناجمة عن جائحة كوفيد– 19. وقال اللورد دارزي:”انطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية في بداياته من أجل تعزيز التواصل بين الناس وبهدف تطوير الابتكارات التي تُغير العالم إلى الأفضل وتعزيزها ونشرها”.
رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة
من جهتها، شدّدت فخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة في كلمتها على الدور الرئيسي لـ”ويش” وإسهاماته المتنوعة في مجال الرعاية الصحية وتأثيراته على السياسات الحكومية الهادفة إلى تحقيق الرعاية الصحية الشاملة وقالت: “ينعكس اهتمام “ويش” في إرساء الركائز لبناء عالم عادل ومنصف وأكثر صحة من خلال جهود الخبراء المتواجدين هنا”.
الدكتور نوبار أفيان
خلال الافتتاح أيضًا، قال الدكتور نوبار أفيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”فلاجشيب بيونيرينج” ومؤسس لـ “مودرنا”، الشركة الأميركية للأدوية والتكنولوجيا الحيوية التي طورت لقاحًا مضادًا لفيروس كوفيد– 19: “نبذل جهودنا جميعًا في هذه القاعة للنهوض بصحة الإنسان من منطلق ما نسميه نظام الرعاية الصحية، ولكن في الواقع هو نظامٌ لرعاية المرضى. نحن نستثمر قدرًا هائلاً من الوقت والجهد والمال في علاج الأشخاص بمجرد إصابتهم بالمرض، بدلاً من محاولة وقاية صحتهم”.
كذلك أقيمت في اليوم الأول من القمة جلسة نقاشية حول تقرير “ويش 2022” بعنوان “حقبة جديدة من ابتكار اللقاحات: تسخير الدروس المستفادة من كوفيد– 19”. ومن بين الخبراء المشاركين في الجلسة، الدكتور جيروم كيم، المدير العام للمعهد الدولي للقاحات، والبروفيسورة السيدة سارة جيلبرت، أستاذة علم اللقاحات في جامعة أكسفورد والمطور المشارك للقاح أكسفورد أسترازينيكا المضاد لفيروس كوفيد– 19. وقد تحدث المشاركون في الجلسة عن العوامل التمكينية للابتكار الصيدلاني، التي تمتد من التطورات في التكنولوجيا إلى الامتياز التشغيلي وتصميم التجارب السريرية، وناقشوا توصيات السياسة للبناء على هذا التقدم من أجل ابتكار اللقاحات في المستقبل.
قمّة “ويش 2022” تعلن أسماء الفائزين بجوائز الابتكار
تم الإعلان عن الفائزين الأربعة في مسابقات الابتكار لعام 2022، التي تضم فئتين، هما “ومضة الابتكار” (الموجهة للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة)، و”تسريع الابتكار” (للشركات الناشئة التي طورت حلولًا ومنتجات مبتكرة وتتطلع إلى التوسع والنموّ).
وتم اختيار الفائزين من بين 20 مبتكرًا عالميًا في مجال الرعاية الصحية تم انتقاؤهم في وقت سابق من بين 600 مشارك لعرض ابتكاراتهم في مجال الرعاية الصحية على صانعي السياسات العالمية وقادة الرعاية الصحية في قمة هذا العام.
وبهذه المناسبة، قال محمود العشي، رئيس قسم الابتكار في “ويش”: “يسعدنا الإعلان عن الفائزين في مسابقات الابتكار هذا العام، والمساعدة في تحقيق طموحاتهم لجعل خدمات الرعاية الصحية ميسورة التكلفة ومستدامة ومتاحة أكثر لكافة المجتمعات حول العالم من خلال الاستفادة من المزايا العديدة التي تقدمها تكنولوجيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. كما نؤكّد أن جميع الابتكارات في الرعاية الصحية، سواء كانت منتجات ذكية أو نظم أو إجراءات علاجية محسّنة، تحظى بنفس القدر من القيمة، ويجب تشجيعها ورعايتها لضمان نتائج أفضل للمرضى، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا عندما تبذل المؤسسات وقادة الرعاية الصحية وصناع السياسات في العالم جهودًا جماعية لدعم المبتكرين وخلق بيئات مواتية لازدهار الابتكار وتطوّره”.
فوائد الرياضة على الصحة النفسية
مثّل موضوع الرياضة وفوائدها على الصحة النفسية محور نقاش جلسة أقيمت في اليوم الأخير من قمة “ويش” 2022، وشهدت مشاركة السير مو فرح، العداء البريطاني الأكثر تتويجاً في الألعاب الأولمبية الحديثة. وانضم إلى الجلسة الصحافي المتمرّس ستيفن ساكور، إلى جانب لفيف من خبراء الصحة، وتطرّق المتحدّثون إلى تقرير “الرياضة للصحة النفسية” الصادر عن “ويش” خلال القمة.
وفي الجلسة النقاشية التي حملت عنوان “الرياضة للصحة: نظام عالمي قائم على القدرات”، تحدث السير مو فرح عن نجاحه البارز كعداء للمسافات الطويلة، وأخبر ساكور أن ركضه كان دائمًا بمثابة مرساة له، لا سيما خلال لحظات عدم الاستقرار التي واجهته في حياته. وأجاب ساكور: “يمكن للرياضة أن تكون علاجًا رائعًا”.
من جانبها، أوضحت كايتلين سيمبسون، من جامعة إدنبرة، المملكة المتحدة، ومدربة رياضات أولمبية خاصة، ومشاركة في إعداد تقرير “الرياضة للصحة النفسية” أن التقرير يجمع بين الأدلة على أن الرياضة فعالة مثل الأساليب الدوائية في معالجة القلق والتوتر، وبتكلفة أقل. ولفتت إلى أن الصحة النفسية هي أحد الأمراض العشر الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، مع تفاقمها بنسبة 25% منذ بداية جائحة كوفيد– 19، وأن الرياضة توفر مجموعة أدوات رائعة لمعالجة تحديات الصحة النفسية.
الاستعدادية لمواجهة الأوبئة المستقبلية
كما استضاف مؤتمر “ويش” 2022 جلسة تفاعلية حول الأوبئة المستقبلية تضمنت مشاركة الدكتورة ماريا فان كيرخوف، الرئيسة التقنية المعنية بكوفيد– 19 في منظمة الصحة العالمية، التي شاركت آرائها حول كيف يُمكن للدول الاستعداد لمواجهة الجائحة القادمة.
انطلق النقاش بمناقشة أسباب تراجع التركيز على جائحة كوفيد– 19، فإذا كانت الحكومات حوّلت تركيزها عن الجائحة، فكيف يمكننا كمجتمع عالمي يهتم بالرعاية الصحية، أن نقنع عامة الناس بتلقي الرعاية اللازمة، واتخاذ التدابير المناسبة للحماية من هذه العدوى، أو من أية جائحة أخرى قادمة؟ وسلّط النقاش الضوء على الخطوات التي يمكن اتخاذها استعداداً للأوبئة التي يمكن أن تظهر مستقبلاً.
كما شاركت الدكتورة ماريا فان كيرخوف رؤيتها حول كيفية تأثير الوباء على بعض البلدان أكثر من غيرها. وقالت: “حتى اليوم، تم إعطاء 12.75 مليار جرعة من لقاح كوفيد– 19، بينما تلقى 67.9٪ من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح”. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 22.7% من الناس في البلدان ذات الدخل المنخفض حصلوا على جرعة واحدة على الأقل.