مجلس اعتماد المؤسسات الصحية ذراع وطني يقود مسيرة تحسين جودة الخدمات الصحية
مجلس اعتماد المؤسسات الصحية
ذراع وطني يقود مسيرة تحسين جودة الخدمات الصحية
الأولوية لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية HCAC، هي تفعيل مبادئ سلامة المرضى وحماية حقوقهم من خلال تحسين جودة مستوى الخدمات الصحية التي يتلقونها، وهذا ما لاحظه متلقي خدمات الرعاية الصحية مؤخرا عند مراجعتهم مؤسسات الرعاية الصحية المعتمدة من HCAC.
تبدي سيدة ستينية عن رأيها في مستوى الخدمات التي تقدمها الصيدلية المتواجدة في مركز رعاية صحية أولية معتمد وتقول “ازداد اهتمام مقدمي الخدمة بحالتي المرضية، إذ أنهم الآن يتفقدون دوائي إن كان يتعارض مع غيره من الأدوية ويصفون لي بالتحديد كيفية تناوله وأوقاته وتأثيراته الجانبية، وهذا ما يجعلني على هذا المستوى من الراحة”.
من ناحية أخرى، يصف شاب ثلاثيني تجربته بعد عملية جراحية في مستشفى معتمد من قِبل HCAC مقارنا إياها مع تجربة سابقة: “هذه المرة لم أكن قلقا تجاه حالتي المرضية عند الإجراء الجراحي، فجميع الاختصاصيين شرحوا لي حالتي بالتفصيل استنادا إلى نتائج فحوصات دقيقة من أجهزة معايرة باستمرار واحترموا خصوصيتي طوال الوقت، واضعين إشارات واضحة في موضع العملية وسوار في معصمي يحمل اسمي، وأثناء تواجد زوجتي الحامل معي قاموا بمنعها بلطف من الدخول إلى غرفة الإشعاع كي لا يؤثر على الجنين بالإضافة إلى ارتدائهم للقفازات وتعقيمهم لأيديهم وللأدوات بشكل مستمر”.
هذه المؤسسة الوطنية المحلية وغير الربحية التي انبثقت من معايير الرعاية الصحية الدولية إلى معايير رعاية صحية وطنية، تحاكي فيها الواقع الأردني وتلمس احتياجاته وتدرك حجم تحدياته وعلى هذا تقدم رؤيتها في التحسين المستمر لجودة الخدمات الصحية وتفعيل مبادئ سلامة المرضى. ما خوّل مجلس اعتماد المؤسسات الصحية ليكون منبرا للاعتماد وجودة الرعاية الصحية هو تحقيقه للاعتماد في ثلاث فئات من قبل الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية (ISQua) كمؤسسة معتمدة لمنح الاعتماد وتصميم المعايير وتدريب المقيّمين حسب برنامج تدريبي محدد، ليصبح المجلس هو المؤسسة الأولى عربيًا والثالثة عشر حول العالم الحاصلة على الاعتمادات الثلاث من الـ(ISQua).
يقدم مجلس اعتماد المؤسسات الصحية خدماته في الاعتماد مستندا على معايير وبرامج الجودة وبنهج تشاركي مع تقديم الاستشارات وبناء القدرات والتوعية الوطنية، لتصل مجموعات المعايير اليوم إلى ست مجموعات، أولها معايير المستشفيات، تليها مراكز الرعاية الصحية الأولية، فمعايير المراكز والعيادات الطبية، ومعايير وحدات تصوير الثدي، ثم معايير المختبرات، وبرامج السكري والقلب. وركز في معاييره على العديد من القضايا الرئيسة والتي يأتي في محورها حماية حقوق متلقي الخدمات الصحية وخلق بيئة آمنة خالية من الضرر ومانعة للعدوى لهم وفيها تضمن المؤسسة المعتمدة استمرارية الرعاية الصحية، وتلقي الخدمة على أيدي كوادر مؤهلة وتعمل باحترافية، وفي هذا الجانب قدم الـHCAC دوراته التدريبية الخمس الرائدة، في مجالات إدارة المخاطر ومكافحة العدوى والقيادة والسلامة والصحة المهنية وأخيرا مجال الجودة. من هنا، تأتي أهمية وجود مؤسسة اعتماد وطنية داخل الدولة، كمؤسسة محايدة تنتمي للقطاعين العام والخاص، محافظًة على قيم الشفافية والنزاهة في تعاملها مع مختلف الجهات الوطنية ذات الصلة والمرجعية في الرعاية الصحية، من خلال مبادرات كيوم التغيير وأهداف الجودة والسلامة الوطنية، والتي تهدف إلى تحسين تجربة المريض.
تواجد هكذا ذراع وطني في الاعتماد الصحي يساهم في تفعيل تطبيق القوانين والتشريعات المتعلقة بالقطاع ودعم المؤسسات الوطنية، متمثلًا بعمل المجلس مع الائتلاف الوطني لحقوق المريض، وعمله مع كل من المجلس الطبي الأردني والمجلس التمريضي الأردني في تفعيل قوانين مزاولة المهنة وبرنامج التعليم المستمر والتي تتبناها معاييره، وكمثال أخير على تعاون المجلس مع المؤسسات المحلية نقدم تعاونه مع هيئة الطاقة والمعادن في تفعيل القوانين المتعلقة بالوقاية من الإشعاع في مؤسسات الرعاية الصحية.
هذا ما يدل على ارتقاء مستوى الخدمات الصحية إلى أحدث معايير الجودة الصحية المصدقة عالميا على مستوى الأردن والمنطقة العربية التي توسع لها نطاق عمل الـHCAC مؤخرا، إذ أنه يعتمد الآن أكثر من 150 مؤسسة رعاية صحية ودرّب أكثر من 5000 مدرب محترف على مدار العشر سنوات الماضية، وهذا الذي من شأنه تعزيز السياحة العلاجية وتفعيلها.
تدليلًا على تقدم النهج الذي انتهجه مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، فقد أثبتت الدراسات التي قارنت بين مؤسسات الرعاية المعتمدة وغير المعتمدة زيادة في رضى الموظفين، وتحسن في بيئة العمل وتقليل معدل الدوران الوظيفي، بالإضافة إلى ازدياد الوقت الممنوح للمرضى من قبل مزودي خدمات الرعاية والسيطرة على مستويات السكري وضغط الدم عند المصابين بهذه الحالات المرضية. كعادته، فإن مجلس الاعتماد على استعداد دائم لمد يد العون لمؤسساتكم لتمهيد الطريق نحو تحسين جودة الخدمات وتحقيق سلامة المرضى، وعليه ندعوكم لتشاركونا في مسيرتنا ولتمكنّوا مقدمي الرعاية الصحية بالأدوات والمهارات اللازمة، ماذا تنتظرون؟ توّجوا مؤسساتكم بنجمة الـHCAC.