التعقيم ومكافحة العدوى… أولى خطوات سلامة المريض
التعقيم ومكافحة العدوى… أولى خطوات سلامة المريض
التعقيم ومكافحة العدوى يشكلان حجر| الزاوية في سلامة المريض والطاقم الطبي ضمن بيئة عمل المستشفى، وهو ما دأبت المستشفيات والمرافق الطبية بتفعيله في السنوات الماضية لضمان خلوها من أي عدوى؛ شهادات الاعتماد العالمية بدورها وضعت التعقيم ومكافحة العدوى في سلم أولوياتها قبل منح الاعتماد لأي مؤسسة.
لهذه الغاية، نشأت أقسام مكافحة العدوى في المستشفيات التي تعمل على تطبيق برامج متخصصة تهدف الى منع او إيقاف انتشار العدوى بين المرضى وبين كل من يعمل ضمن المستشفى، وذلك عبر تطبيق مجموعة من السياسات والمبادئ التوجيهية والإجراءات الوقائية. فعلى سبيل المثال يتم استخدام الإجراءات القياسية التي تستند الى تقييم المخاطر واستخدام طرق ووسائل الحماية الشخصية لحفظ مقدمي الرعاية الصحية من العدوى ومنع انتشار العدوى من مريض الى مريض بالإضافة الى السعي لتطبيق مختلف الأساليب الوسائل التي توفّر بيئة نظيفة خالية من أي عدوى.
تحرص المستشفيات على اتباع المبادئ التوجيهية التي وضعتها الهيئات العالمية كمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية المشتركة Joint Commission International وغيرها من الجهات العالمية والدولية المعنية بمكافحة العدوى وسلامة المرضى في المستشفيات. وفي هذا القسم المخصص، يتم تدريب العاملين وتعليمهم حول كيفية تطبيق أفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية وتحسين الممارسات الطبية الصحيحة.
كما يُعنى قسم مكافحة العدوى بإبقاء المستشفى معقماً خالياً من الجراثيم، وإيجاد مساحات وأجهزة ووسائل طبية نظيفة خالية من الأوبئة من خلال اختيار مواد تم اختبارها عالمياً لتعقيم الأجهزة والأدوات الطبية.
الهدف هو الحرص على سلامة الموظفين وتوفير بيئة عمل خالية من أي عدوى من خلال الفحوصات الدورية وإعداد التقارير الدورية وإجراء المسحات المختبرية الشهرية، بالإضافة الى السعي لتوفير أحدث التقنيات والمستلزمات والوسائل الخاصة التي تساعد في منع انتشار العدوى.
غسل اليدين بإستمرار ووضع كمامة مع تحاشي لمس جسم المريض بدون قفازات وخلعها عند التنقل من مريض لآخر من أهم الإجراءات التي تنص عليها السياسات الصحية العالمية والتي تطبقها المستشفيات لضمان إستمرارية حصولها على شهادة الإعتماد الصحي العالمية، فضلاً عن إدراكها للمخاطر الكبيرة التي يمكن أن تتسبّبها العدوى في أماكن خدمات الرعاية الصحية.
من هنا، فإن مكافحة العدوى داخل الأقسام في المستشفيات يشكل أولوية وأهمية عالية ويُطبّق وفق إجراءات وسياسات عدة ضمن أفضل الممارسات والمعايير العالمية للحصول على أفضل سبل الوقاية وضمان أمن وسلامة المتعاملين وتعزيز ثقة المريض بالنظام الصحي.
وبما أن أي من العاملين في المستشفى قد يتعرض للعدوى، فهناك منهجية عمل للتحكم بالعدوى تعتمد على محاور عدة من أهمها تقييم المخاطر والتحكم بها، ووضع السياسات والإجراءات لمنع إنتشارها وتوفير البنية التحتية، بما يضمن توفير الأمان للإجراءات التي تحظى بخطورة عالية، والتركيز على نشر وتعميم السياسات والإجراءات بهدف الإرتقاء بخبرة الأفراد العاملين من أجل الحد من المخاطر ضمن مؤشرات أداء ترتقي إلى أعلى المستويات العالمية من خلال أنظمة لرصد العدوى وتحديد الحالات المرضية الأشد خطورة.
روبوت التعقيم الذكي لغرف المرضى
حقق الروبوت الذكي أعلى مستويات التعقيم والتطهير في غرف المرضى لاسيما غرف مرضى فيروس كورونا، حيث يطلق طيفاً من الأشعة فوق البنفسجية تقضي على الفيروسات بكل أنواعها وتعمل على تطهير وتعقيم الهواء والأسطح في مدة لا تتعدى الثواني القليلة.
لقد أثبتت الروبوتات نجاحاً في مهام التنظيف والتعقيم وهو مجال أساسي خلال جائحة كورونا، حيث باتت المستشفيات تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا في بضع دقائق، من الستائر إلى مقابض الأبواب.
يعتبر الروبوت أحدث حلول التكنولوجيا المتطورة للتعقيم الآمن بشكل يضمن تجربة آمنة للمرضى والكادر الطبي في جميع الأقسام والمرافق، إذ يمكن للروبوت إكمال عملية التعقيم من دون تدخل بشري وفي وقت قياسي لا يتعدى سبع دقائق لغرفة عمليات كاملة وبجودة وكفاءة عالية.
روبوت التعقيم الذكي هو أشبه بالإبتكار الثوري في عالم التعقيم الآمن، يعمل بتقنية أضواء من الموجات القصيرة للأشعة فوق البنفسجية المبيدة للجراثيم لكفاءتها في القضاء عليها بنسبة 99%، تلجأ اليه الكثير من المستشفيات حاليًا لتعقيم وتطهير غرف العمليات ووحدة العناية المركزة جميع الأجنحة والممرات وغرف العيادات الخارجية حيث يتمكن من تعقيم كل الزوايا والاتجاهات وأصعب الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها بالتعقيم التقليدي. تتم آلية تشغيل الروبوت وبرمجته عبر جهاز لوحي وتحميل الخريطة التفصيلية لمرافق ووحدات المستشفى والأماكن المراد تعقيمها، بعدها يتم إرساله إلى المواقع عبر الأوامر التي يتم إدخالها، ويظهر الجهاز اللوحي تنبيها بانتهاء مهمة التعقيم وأنه جاهز لإنجاز مهام أخرى.يتميز هذا الروبوت بقدرته على التحرك التلقائي، لضمان تغطية أكبر للمناطق كثيرة اللمس وبمدى 360 درجة، مع القدرة على إعادة العملية نفسها بدقة عالية مرات عدة، واعتماد معاييرمعينة لتعقيم جميع الغرف، مع إعداد تقارير لإثبات تنفيذ التعقيم، إضافة إلى سهولة استخدام التقنية في روتين التنظيف والتعقيم اليومي بمساحات كبيرة وسرعة تعقيم الغرفة، ما يسهم في تقليل العدوى وتحسين الرعاية الصحية داخل المنشآت الصحية.
كيفية منع انتقال العدوى بين المرضى
إن خطوات التعقيم ومنع انتقال العدوى تستدعي العمل وفق برنامج موحّد يضمن منع انتقال الميكروبات بين المرضى خلال العناية بهم عن طريق الإهتمام بغسل اليدين بطريقة جيدة واستعمال القفازات باستمرار من قبل مقدمي الرعاية الصحية خلال تعاملهم مع المرضى وتغييرها قبل الدخول الى المريض ونزعها مباشرة بعد الخروج من غرفته؛ كما ينبغي تطبيق إجراءات سليمة في طرق التعقيم والتطهير، واتباع استراتيجية سليمة في عزل المرضى في حال دعم الحاجة.
وفي إطار منع انتقال العدوى بين العاملين، فينبغي تثقيفهم وتحسين أدائهم في العناية بالمرضى، حيث ان التحكم في العدوى مسؤولية تقع على عاتق جميع العاملين بدون اسثتناء. إن أهمية نظافة أيدي العاملين بالرعاية الصحية وتعقيمها أمر أساسي في منع نقل العدوى بالمستشفيات وهو أمر مؤكد، لذلك يجب تنظيف اليدين بشكل مستمر وبطريقة صحيحة.
على العاملين في غرف العمليات من جراحين ومساعدين وغيرهم غسل اليدين والساعد بصابون مطهر قبل وقت من ملامسة المريض بحوالى الى 3-5 دقائق، أو التطهير الجراحي لليد والساعد أي غسيل يدوي وتجفيف بسيط متبوعًا بتطبيقين من مطهر اليد، ثم الفرك جيداً ليجف طوال مدة التلامس المحددة.
ملابس العمل
ملابس العمل تدخل ضمن أسس التعقيم أيضاً، فيمكن للموظفين عادة ارتداء زيهم الشخصي أو ملابسهم العادية تحت المعطف الأبيض. ولكن في المناطق الخاصة مثل الحروق أو وحدات العناية المركزة وغرف العمليات، يلزم ارتداء سراويل موحدة وعباءة قصيرة الأكمام للرجال والنساء short-sleeved gown على أن تكون ملابس العمل مصنوعة من مادة سهلة الغسل والتطهير. كما يجب تغيير الزي بعد التعرض للدم أو إذا تبلل من خلال التعرق المفرط أو التعرض للسوائل الأخرى.
أغطية الرأس والأحذية في غرف العمليات ضرورية للغاية، بالإضافة الى الكمامات في حال دعت الحاجة وعند رعاية المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، وخلال إجراءات التعامل مع ثقب وتجاويف الجسم بحيث يجب استعمال كمامة جراحية ذات نوعية جيدة.
أما القفازات فيتم استخدامها لحماية المريض حيث يرتدي الموظفون قفازات معقمة للجراحة والعناية بالمرضى الذين يعانون من نقص المناعة والذين خضعوا للإجراءات التداخلية التي تدخل تجاويف الجسم. يجب أيضاً ارتداء القفازات لجميع حالات الاتصال وملامسة المريض حيث يحتمل أن تكون الأيدي ملوثة، أو لأي ملامسة للأغشية المخاطية.
يجب أن يرتدي الموظفون قفازات لرعاية المرضى المصابين بأمراض معدية تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، أو لإجراء تنظير القصبات أو فحوصات مماثلة مع ضرورة غسل اليدين عند خلع القفازات أو تغييرها ولا ينبغي إعادة استخدام القفازات التي تستخدم لمرة واحدة.
أجهزة التعقيم الآلية
جهاز تعقيم اليدين التلقائي
انتشرت أجهزة تعقيم اليدين التي تعمل بشكل تلقائي مع انتشار جائحة كورونا حيث تم تصميمها وفقاً لتوجيهات أقسام مكافحة العدوى والتعقيم في مؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات حرصاً على الحد من انتشار العدوى بحيث يكفي ان يضع الشخص يديه تحت الجهاز ليتم بخ المعقم بشكل تلقائي. تتميز هذه الأجهزة بالعمل بشكل تلقائي من دون الحاجة الى مسّها من خلال مستشعر الكتروني دقيق للغاية بحيث يعطي الأمر ببخّ المادة المعقّمة بمجرد وضع اليد تحت الجهاز، ما يسهم في خفض استهلاك المعقمات. يتميز جهاز تعقيم اليدين الآلي بـ:
- وجود مستشعر إلكتروني دقيق للغاية يُغني عن الحاجة الى مسّ الجهاز.
- تقليل نفايات المستشفيات والمختبرات.
- الحد من استخدام المعقمات والمطهرات من دون داعِ.
- جودة عالية وسهولة في الإستخدام.
جهاز التعقيم الشخصي الكامل
هو أشبه بمحطة للتعقيم والنظافة العامة، يدخل اليها الشخص ليتم تعقيمه بالكامل حيث يساعد في تعقيم المكان من التلوثات التي تنتقل بواسطة الأحذية، وهو من الأجهزة المهمة القابلة للإستخدام في جميع الأماكن لاسيما في المستشفيات والمراكز الصحية وغرف العملية الجراحية والمختبرات ومراكز التصوير والعيادات لما له من دور مميز في القضاء على الفيروسات والحد من انتشار العدوى.
تعقيم الأحذية من تدابير النظافة الشخصية والتعقيم الضرورية في المستشفيات وغرف العمليات للحفاظ على بيئة خالية من الفيروسات. يعمل هذا الجهاز بمجرد دخول الشخص اليه ليتم تعقيمه بالكامل ضمن آلية عمل سريعة ودقيقة تضمن نظافة الممرض او العامل او مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بأي تدخل طبي.
ممر التعقيم الذاتي الذكي
عند مدخل كل مؤسسة أو مستشفى أو سوق تجاري، بتنا نرى ذلك الممر الذاتي؛ ما إن يمر الفرد من داخله يبدأ تلقائيا برش رذاذ يحتوي على مواد طبية معقمة من خلال رشاشات مثبتة في سائر الجهات تضمن تعقيم ملابس الفرد في فترة قصيرة لا تتجاوز 20 ثانية. تقوم المعدات المستخدمة في هذا الممر بتحويل المطهرات إلى قطرات صغيرة داخل النفق فيتم رش جميع الأجزاء الخارجية من الناس بالمطهرات التي لا تسبب أي مشاكل في الجهاز التنفسي أو الجلد. ممر التعقيم الذاتي يحتوي على مجسّات تستشعر الحركة Motion Sensor تقوم بتشغيل الرشاشات وأضواء ممر التعقيم فقط في حالة مرور شخص من خلاله. يحتوي الجهاز على مستشعر إلكتروني يعمل بمجرد وجود الأشخاص داخل الممر، فيتم إصدار أمر بدء رش المطهرات مباشرة ما يؤدي إلى تقليل استخدام المطهرات وبالتالي تقليل التكاليف.