وحدات السكتة الدماغية الشاملة تؤكد على أهمية تأمين الرعاية المتكاملة للسكتة الدماغية
وحدات السكتة الدماغية الشاملة
تؤكد على أهمية تأمين الرعاية المتكاملة للسكتة الدماغية
الدكتور سهيل عبدالله الركن
MD, FRCPC إستشاري طب الأعصاب ورئيس برنامج السكات الدماغية
تعد السكتة الدماغية إحدى أكثر الحالات المرضية خطورةً وجديةً، حيث يصاب كل عام حوالي 17 مليون شخص في العالم بالسكتة الدماغية، يموت ثلثهم نتيجة لذلك بينما تؤثر هذه السكتات على الثلث الآخر وتتركهم بإعاقات دائمة. وتتسبب السكتة الدماغية بوفاة أو إعاقة شخص كل 30 دقيقة، ويعود السبب في ذلك إلى عدم حصولهم على العلاج المناسب الذي توفره الوحدات المتخصصة بالسكتة الدماغية في الوقت المناسب.
أصبحت السكتة الدماغية وبشكل متزايد مشكلة صحية خطيرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشير التوقعات إلى أن عدد الوفيات الناتجة عنها ستتضاعف تقريباً بحلول العام 2030. وتفاوتت نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل واسع بين أغلب الدراسات، حيث أفادت هذه الدراسات أن معدلات الإصابة في المملكة العربية السعودية سجلت 29,8 عن كل 100 ألف شخص، بينما سجلت نسبة الإصابة في البحرين 57 عن كل 100 ألف شخص. كما أظهرت الأرقام أن 50% من مرضى السكتة الدماغية في دولة الإمارات العربية المتحدة هم دون سن الـ 45 عاماً، بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يشير إلى أن 80% من مرضى السكتة الدماغية هم فوق سن الـ 65 عاماً.
لقد أظهرت العديد من الدراسات فعالية وحدات السكتة الدماغية في رعاية وإدارة حالات المرضى المصابين بها. وتعتبر الحاجة إلى وجود استجابة سريعة لإدارة حالة المرضى أمرٌ بالغ الأهمية، ويقدم نهجاً تعاونيا قوياً في جوهره.
من جهة أخرى، فإن التأهب لاستقبال الحالات في وحدات السكتة الدماغية يعد عنصراً مهماً في إنقاذ حياة المرضى .وبناءً على ذلك يجب أن تتضمن وحدات السكتة الدماغية فرقاً متخصصة لعلاج السكتة الدماغية الحادة وبروتوكولات مكتوبة علاوة إلى الخدمات الطبية الطارئة المدمجة بوحدة السكتة الدماغية، فضلاً عن الإجراءات السريعة للفحوصات وعمليات تطوير مستمرة للوحدة .وفي هذا السياق فقد تم تطوير برامج اعتماد لتحديد المستشفيات التي أنشأت وحدات للسكتة الدماغية بحيث تلبي المعايير المحددة في إدارة وعلاج السكتة الدماغية.
ومن هنا تبرز الحاجة الملحّة لوضع استراتيجيات خاصة لحماية ورعاية مرضى السكتة الدماغية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بشكل أفضل. وتمكنت شركة بوهرنجر إنجلهايم من خلال شراكاتها مع الهيئات الصحية والأطباء، وبدعم من مختلف الجمعيات الألمانية والمحلية المعنية بالسكتة الدماغية، من تطوير شبكة قوية من وحدات جاهزة للسكتة الدماغية عبر المنطقة.
وكانت مذكرة التفاهم التي وقعتها شركة بوهرنجر إنجلهايم مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات خير مثال على هذه الشراكات، حيث كان الهدف من هذا التعاون هو إطلاق برامج قوية للوقاية من السكتة الدماغية وتقديم أفضل رعاية صحية لإدارة حالات المرضى في الدولة.
أما في مصر ،فقد اقتضت الشراكة مع وزارة الصحة بمساعدتها على إنشاء 50 وحدة للسكتة الدماغية، بعد أن أصبحت تشكل هاجساً كبيراً لدى السكان المحليين .وتشجع أهداف هذه المبادرة على إنشاء وتطوير وحدات السكتة الدماغية، وذلك نظراً إلى انتشارها في مصر والمنطقة.
عموماً، تركز المبادرات المشتركة على تبادل المعرفة والتعاون عبر تنظيم ورش عمل تعليمية حول إدارة السكتة الدماغية، فضلاً عن تأسيس البنية التحتية اللازمة لتحسين شبكات علاج السكتة الدماغية بدعم من الشركاء المحليين والدوليين.
وحتى تكون المستشفيات قادرة على إنشاء وحدة للسكتة الدماغية، فإنها بحاجة إلى جهاز تصوير مقطعي ومختبر طبي وأسرّة مخصصة لمرضى السكتة الدماغية، بالإضافة غلى خطة علاجية صحيحية واختصاصيين مسؤولين عن متابعة التنفيذ في المستشفى. كما وتحتاج المستشفيات إلى وجود بروتكولات وقوائم مرجعية محددة وواضحة لاتباعها. إن هذه الوحدات المخصصة لعلاج حالات السكتة الدماغية، تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير تقنيات مبتكرة بالتعاون مع الفرق متعددة التخصّصات التي تدير حالات مرضى السكتة الدماغية في جناح خاص، وقد تبين أن توفير الإدارة المناسبة للسكتة الدماغية من قبل أخصائيي الرعاية الصحية يسهم بشكل مباشر في تحقيق نتائج أفضل وأسرع للمريض.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض السكتة الدماغية يمكن أن تشمل الخدر المفاجئ أو ارتخاء في عضلات الوجه أو الذراعين أو الساقين في أحد جانبي الجسم، بالإضافة إلى صعوبة النطق وضعف الرؤية وفقدان الاتزان والصداع الحاد.
مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018 رقم 139 – صفحة 51