نزوف الخلاص هو نزف تناسلي غزير يترافق مع انخفاض في الضغط الشرياني
نزوف الخلاص
نزف تناسلي غزير يترافق مع انخفاض في الضغط الشرياني
د .اسماء عبد السلام
أمراض النساء والتوليد / المستشفى الاهلي – الدوحة – قطر
تعرف نزوف الخلاص بحدوث نزف تناسلي أثناء الطور الثالث للمخاض – طور إنقذاف المشيمة- وحتى شهر بعد الولادة وتقدر كميته بخمسمائة ملل أو أكثر الولادة الطبيعية وألف ملل أو أكثر في الولادة القيصرية أو أي كمية نزف قد تؤثر في الحالة العامة للسيدة.
يتم تصنيف نزوف الخلاص بالبكارة في حال حدوثها خلال الأربع وعشرون ساعة الأولى من الولادة وهي الأكثر شيوعاً والمتأخرة والتي تحدث بعد انقضاء الأربع وعشرين ساعة الأولى من الولادة وحتى شهر بعدها.
تتظاهر نزوف الخلاص بنزف تناسلي غزير يترافق مع انخفاض في الضغط الشرياني وتسارع في نبضات القلب والتعرق وبرودة الأطراف والشحوب واضطراب وفقدان الوعي مع الشعور بالعطش وعسرة تنفس .نزوف الخلاص قد يكون القاتل وهو المسبب الأول لوفيات الأمهات في دول العالم الثالث.
من أهم العوامل التي تؤدي لحدوث نزوف الخلاص:
- المخاض العنيف الطويل والشاق.
- الاستخدام غير الواعي والجائر للاوكسيتيسين (محرض المخاض).
- الحمل التوأمي الاستسقاء الأمنيوسي )زيادة شديدة في السائل الأمنيوسي (ووجود الأورام الليفية.
- الولادات المساعدة باستخدام ملقط الجنين أو المحجم (الشفط).
- خزع الفرج الواقي وخاصة اذا تم اجراؤه باكرا وقبل مرحلة التتويج لرأس الجنين وكذلك إذا تسبب في أورام دموية.
آليات نزوف الخلاص تنحسر في أربع مجموعات رئيسية:
- العطالة الرحمية (عدم قدرة الرحم على الانقباض والإبقاء على حالة الانقباض بعد ولادة المشيمة) ويعتبر الأكثر شيوعا على الإطلاق.
- تمزقات السبيل التناسلي بدءا من تمزق الرحم – عنق الرحم – المهبل والعجان أو حدوث انقلاب الرحم أو المشيمة الملتحمة.
- بقاء فلق مشيمية داخل الرحم وبعد الولادة.
- اعتلال تخثر الدم (فشل الدم في التخثر كآلية لإيقاف النزف).
إن حجر الأساس في علاج نزوف الخلاص يكمن في مهارات المولد وقدرته على تحديد عوامل الخطر لحدوث نزوف الخلاص والاحتياط لها والتعامل بالسرعة الكافية في حال حدوثها وقبل ان تدخل السيدة في تلك المرحلة.
هناك تدابير طبية أثبت الطب المسند بالبراهين فعاليتها للحد والوقاية من نزوف الخلاص وهي كما يلي:
- التدبير الفعال للطور الثالث للمخاض ويعني أن تعطى السيدة جرعة من انقباضات الرحم مباشرة بعد ولادة رأس الجنين وظهور كتفه الأمامي يعقبها شد المشيمة للخارج بعد قطع الحبل السري.
- تجنب اجراء خزع الفرج الواقي قدر الامكان وحتى في حال الاضطرار إليه يجري مع مرحلة التتويج لرأس الجنين.
- المراقبة المشددة لحدوث نزف في الساعتين التاليتين لولادة المشيمة أو ما يعرف بالطور الرابع للمخاض وقبل نقل السيدة لغرفتها.
في حال حدوث نزف الخلاص يكمن إنقاذ المريضة بالتشخيص المبكر قدر الامكان والتدخل بالسرعة القصوى، آخذين بعين الاعتبار انه عمل فريق وليس عمل فردي ويجب أن تستدعى أعلى خبرة طبية متوافرة للتعامل مع الموقف بالسرعة والكفاءة اللازمة؛ وبالتالي يجب فتح اوردة كبيرة عبر قثاطر وريدية لنقل السوائل لحين توافر الدم وذلك للحفاظ على حجم الدم، ويتم سحب عينات الدم اللازمة للفحوصات المخبرية والانتباه للعلامات الحيوية وقياسها بشكل مستمر وضغط الرحم بقبضتي اليد أحدهما في المهبل والأخرى على البطن ومن ثم إعطاء مقبضات الرحم.
في حال فشلت التدابير السابقة، تنقل السيدة لغرفة العمليات وتوضع تحت التخدير العام ويتم استقصاء الجهاز التناسلي بطريقة ممنهجة وبالتالي التدخل الجراحي المناسب من استخراج بقايا مشيمية أو خياطة التمزقات وحتى استئصال الرحم. ينبغي التأكيد على توافر خدمات نقل الدم بشكل سريع فهي الفاعل الرئيسي في إنقاذ حياة السيدة والحد من الاختلاطات في ما بعد.
بالخلاصة فإن تصنيف السيدات حسب عوامل الخطورة لحدوث نزف الخلاص وأخذ التدابير الاحترازية لتوقي حدوثه مع التدريب الجيد للطواقم الطبية وتوافر خدمات نقل الدم هي الأسباب التي أدت لتراجع نزوف الخلاص كسبب من أسباب وفيات الأمهات في الدول المتقدمة.
مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018 رقم 139 – صفحة 42