مكافحة العدوى في المستشفيات
مكافحة العدوى في المستشفيات
بروتوكولات عالمية للسيطرة على انتقال العدوى داخل بيئة المستشفى
يشكل موضوع مكافحة العدوى في المستشفيات هاجسا لدى مقدمي الرعاية الصحية والقائمين على إدارة المستشفيات في شتى أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه تحول الأمر الى ما يشبه التحدي بالنسبة لهم بهدف التصدي لأي نوع من أنواع العدوى أو البكتيريا ضمن بيئة المستشفى في إطار الحرص على وجود مؤسسات صحية آمنة تضمن سلامة المريض سواء أثناء زيارته أو إقامته في المستشفى أو عند إجراء العمليات الجراحية.
برامج مكافحة العدوى تشكل اليوم شرطا أساسيا لبرامج الإعتماد الصحية مثل JCI للحد من انتشار العدوى داخل المستشفيات من أجل تحقيق الهدف الرئيسي لمنع أو الحد من مخاطر العدوى المكتسبة داخل المستشفيات.
منظمة الصحة العالمية، وانطلاقا من حرصها على نشر الوعي، تحتفي بالأسبوع العالمي لمكافحة العدوى في الفترة بين 16 و22 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بهدف التوعية بكيفية مكافحة العدوى وانتقال الفيروسات، ذلك لأن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تهدد سلامة المرضى في جميع أنحاء العالم.
تهدف منظمة الصحة العالمية من خلال الإحتفال بالأسبوع العالمي لمكافحة العدوى الى التوعية تعزيز مكافحة العدوى في المنشآت الصحية والتركيز على دور متخصصي مكافحة العدوى وأهميته في الحد من انتشار العدوى حيث أن التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي توصي بها تحد بشكل كبير من خطر انتقال العدوى والارتقاء بالأداء نحو مؤسسات صحية آمنة وخالية من العدوى لسلامة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية وكذلك الزائرين. وفي هذا الأسبوع العالمي، تركز الفعاليات حول التوعية بمخاطر العدوى وكيفية الوقاية منها ووقف انتقال الفيروسات، إذ تحث المنظمة على أهمية حصول المرضى على رعاية صحية آمنة.
ممارسات طبية عالمية
لقد أولت المستشفيات اليوم أهمية خاصة لمكافحة العدوى عبر إنشاء قسم خاص يسعى الى تطبيق المعايير الدولية ومراقبة بيئة المستشفيات للوصول الى أدنى مستوى من مخاطر انتقال العدوى إلى المرضى عن طريق جعل مكافحة العدوى وإجراءات النظافة الصحية أقرب إلى إجراءات يومية ومسؤولية كل فرد يعمل ضمن المستشفى. انطلاقا من أهمية الأمر، عملت المؤسسات الدولية على وضع بروتوكولات مثبتة بالدليل العلمي توصي بتطبيق معايير وممارسات طبية عالمية لضمان الجودة والأداء العالي، وقد نجحت غالبية المستشفيات في دول المنطقة في تطبيق تلك البروتوكولات من خلال اتباعها إجراءات وقائية هي أشبه بخطوات يومية إحترازية يتم تطبيقها من قبل مقدمي الرعاية الصحية على اختلاف فئاتهم ضمن المستشفى تهدف مكافحة العدوى وتتعلق بسلامة المرضى ومكافحة العدوى. هذه التدابير تهدف الى الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية أولئك الذين قد يكونون عرضة لاكتساب العدوى أثناء تلقي الرعاية الصحية. المشكلة تكمن في أن كل مريض يبقى في المستشفى لأكثر من عشرة أيام يصبح عرضة للإصابة بهذه العدوى خصوصا لدى من يعاني من ضعف في المناعة.
في مثل هذه الحالات، فإن المسؤولية مشتركة بين كل من يقدم الخدمة الصحية لهذا المريض حيث ينبغي التعامل مع هذه الفئة بحذر شديد واتباع الإرشادات بدقة متناهية لتقليل خطر انتقال العدوى إليه والوصول الى نسبة صفر بالمائة وهو أمر بات ممكنا اليوم في حال حرص المستشفى على تطبيق المعايير والبروتوكولات العالمية التي تقضي الى السيطرة على انتقال العدوى داخل بيئة المستشفى.
إحصاءات عالمية
تتبع معظم مستشفيات العالم السياسات والبرامج العالمية لمكافحة العدوى داخل أروقتها انطلاقا من حرصها على سلامة المريض والعاملين فيها من جهة، وتأكيدا منها على مواكبة البروتوكولات العالمية التي تخوّلها الحصول على شهادات الإعتماد الدولية التي تعكس الإعتراف العالمي بها. تعتبر فرنسا من الدول التي أحرزت تقدما بارزا في هذا الشأن، حيث تم إنشاء لجنة مخصصة لمكافحة العدوى وهي اللجنة الفرنسية لمكافحة العدوى (Le Comité de Lutte contre les Infections Nosocomiales-CLIN-) تضم استشاريين من كبار المتخصصين للعمل على برمجة مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية.
تشير آخر الأرقام الصادرة عن اللجنة الفرنسية لمكافحة العدوى (CLIN) أن نسبة العدوى في مستشفيات فرنسا وصلت الى خمسة بالمائة في مسح أجرته في العام 2017. وفي هذا الإطار، لابد من الإشارة الى ان هذه النسبة تعتبر منخفضة للغاية مقارنة مع دول عدة في العالم تصل فيها النسبة الى حوالى 20 بالمائة وهو ما يعكس العمل الدؤوب والجهود الحثيثة التي تقوم بها فرنسا لمكافحة العدوى داخل أروقة المستشفيات انطلاقا من أهمية هذه الخطوة في الحد من المضاعفات الخطيرة إذ وبحسب الأرقام العالمية الصادرة في هذا الشأن، فإن مريض من كل 20 مريضا معرض للعدوى في المستشفى.
على صعيد لبنان، يتبع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس إجراءات صارمة على مستوى برامج مكافحة العدوى انطلاقا من التزامه بالمعايير الدولية المتعارف عليها التي تضمن بيئة آمنة لكل مريض وزائر وكذلك لكل عامل في المستشفى، وهو ما أسهم في استمرارية حصول المستشفى على الإعتمادات الدولية التي تعكس مدى التزام المستشفى بالبروتوكولات العالمية للتحكم في العدوى. مستشفى أوتيل ديو دو فرانس يعمل عن كثب مع اللجنة لمكافحة العدوى (CLIN)، حيث يوجد فريق عمل من المستشفى ضمن هذه اللجنة يمثلون أقسام المستشفى كافة ويبلغ عددهم 22؛ ومن أبرز الأقسام الممثلة من المستشفى في اللجنة هي المدير الطبي للمستشفى وقسم التمريض وأطباء التخدير والصيدلية وقسم الأحياء الدقيقة وخمسة ممارسين يتم اختيارهم من الجراحين والأطباء بما في ذلك أخصائي الأمراض المعدية، بالإضافة الى ممثلين من أقسام الخدمات الفندقية والنظافة والتغذية ووحدة الإتصال والخدمات الفنية.
وكجزء من المهام الموكلة إليها على صعيد مكافحة العدوى، أجرت إدارة المستشفى مسحا شاملا في شهر آذار\ مارس من العام الحالي على مدى ثلاثة أيّام وجمع بيانات المرضى على مدار الأربع وعشرين ساعة.
“أظهر هذا المسح أن نسبة الإصابات في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس هي أقل من خمسة بالمائة، حيث بلغت 4.9٪ وتتوافق هذه النتائج مع أدنى المعايير الدولية في مستوى المتوسط الوطني ذاته لعام 2017 في فرنسا.”
تعكس هذه النتائج المشجعة ما تقوم به إدارة المستشفى من جهود فريق العمل الجماعية والتي تصب في إطار الحفاظ على مستوى متقدم لجودة الرعاية الصحية المقدّمة للمرضى.
قسم خاص لمكافحة العدوى
أدركت المؤسسات الصحية والمستشفيات أهمية الأمر في ظل التحذيرات العالمية وارتفاع نسبة الإصابات بالعدوى داخل المستشفيات، فحرصت على إنشاء قسم مخصص لمكافحة العدوى يهدف الى الحد من انتشار الأمراض المعدية والوقاية منها من خلال تطبيق السياسات والإجراءات الإحترازية لمكافحة العدوى وكذلك الاحتياطات المبنية على طرق انتقال المرض، وتعميم ومتابعة ذلك داخل المستشفى.
يقوم هذا القسم على تطبيق أساسيات علم الوبائيات والمبادئ العلمية لمنع أو الحد من معدلات عدوى المستشفيات بين العاملين بالمستشفى وبين المرضى والزوار؛ ويقع على عاتق هذا القسم التقيد التام بسياسة العلاج بالمضادات الحيوية ومناظرة الجروح، وضمان الإلتزام بالدليل المعتمد لسياسات وإجراءات احتياطات العزل بالمنشآت الصحية وجميع السياسات الخاصة بالأقسام الأخرى، إضافة الى توفير الإمكانات والمعدات التي تتيح لمقدمي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين مداومة الممارسة الجيدة لمكافحة العدوى.
الجانب التثقيفي مهم جدا في هذا الشأن، سواء لمقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المستشفى او المرضى او حتى الزوار؛ وهنا، يقع على عاتق القيمين على قسم مكافحة العدوى إعداد منشورات او كتيبات توضح أهمية هذا الأمر وكيفية الحفاظ على النظافة العامة والتعقيم، الى جانب ورش عمل ودورات تدريبية لمختلف الأقسام لتدريبهم على بعض الوسائل الحديثة في مكافحة العدوى. هذا القسم مسؤول عن مراقبة جميع أقسام المستشفى والتعاون معها من أجل تطبيق إرشادات مكافحة العدوى العالمية وفق ما هو وارد ضمن البروتوكولات العالمية الكفيلة في حصول المستشفى على شهادات الجودة العالمية. ومن ضمن هذه الطرق:
غسل اليدين بطريقة صحيحة قبل وبعد التعامل مع المريض وخاصة عند أخذ العينات منه.
ضرورة ارتداء الملابس الوقائية، ووضع كمامة الفم والأنف والنظارات الواقية للعينين لحمايتهما من التلوث الناتج عن رذاذ الدم أو أي سائل ملوث.
التخلص من النفايات وتطهير أماكنها لمنع تكاثر الميكروبات والقضاء عليها للحد من انتشار الأمراض.
ضرورة عزل بعض المرضى الذين يعانون من أمراض معدية لمنع انتشار العدوى، واتباع الإجراءات الإحترازية خلال التعامل معه مثل ارتداء كافة الملابس الوقائية ثم التخلص منها بالطرق الصحيحة وعدم استخدامها مرة أخرى أو عند التعامل مع مريض آخر.
مراقبة المطبخ وطرق التخلص من النفايات ومكافحة الحشرات وإرشاد عمال النظافة إلى الطرق السليمة فى جميع الأمور المتعلقة بمكافحة العدوى والحفاظ على نظافة بيئة العمل المحيطة بهم.
ماهي عدوى المستشفيات؟
عدوى المستشفيات “Nosocomiale Infection” هي عدوى أو “إنتان” يكتسبه المريض بعد دخوله ولا يظهر إلا بعد مرور 72 ساعة أو أكثر من دخوله إليه، وتؤدي إلى امراض خطيرة وتزيد من الكلفة العلاجية والعناية بالمريض.
تنتقل العدوى في المستشفيات بطرق مختلفة ومن مصادر متنوعة مثل الهواء أو الماء أو الغذاء أو الحشرات أو المرضى أنفسهم أو الطواقم الطبية، الزوار، عمال النظافة، الأسطح والأدوات والأجهزة.
تتميز مسببات العدوى في المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية بشراستها وقدرتها غير العادية على مقاومة المضادات الحيوية بشكل متعدد ومتزامن أي أن نوع البكتيريا الواحد يكون مقاوما لمجموعة كبيرة من المضادات الحيوية ووصل الأمر أن تكون مقاومة لكل المضادات الحيوية المعروفة.
تحصل العدوى بطرق عدة والاختلاط أحدها، حيث تنتقل من مريض لآخر كوجود مريض يعاني من التهاب بالقرب من مريض أجريت له عملية أو من خلال العاملين بالمستشفى من الاطباء او من التمريض او العمال وما يحملونه من كائنات دقيقة بأيديهم أو ملابسهم حيث يتم نقلها للمرضى أثناء تقديم العناية التمريضية أو الفحوصات المخبرية وربما من خلال العطس أو الكحة أو المصافحة.
وهناك العدوى المكتسبة وهي انتقال الميكروبات للمرضى من البيئة عن طريق تناثر الغبار-المفروشات او استخدام الآلات غير النظيفة او من خلال اعطاء أدوية ملوثة. العدوى الذاتية هي تلك التي تنتقل فيها الميكروبات داخل جسم الإنسان الواحد من عضو لآخر من خلال تكاثر الميكروبات الموجودة في جسمه وعلى سطح جلد المريض أو في إحدى أجهزة الجسم ومن الأمثلة على ذلك فتح الجروح بعد العمليات أو ظهور خراج.
طرق مكافحة العدوى؟
هناك العديد من الخطوات المتكاملة فيما بينها هي أشبه بحلقة متكاملة من الإجراءات ينبغي تطبيقها من كل من يعمل ضمن إطار المنشأة الصحية وعلى المريض أن يلحظها منذ لحظة وصوله الى مبنى المستشفى ومروره بالقسم الخاص بحالته ومن ثم غرفة العمليات، في حال اقتضت الحالة لذلك، ووصولا الى مغادرته المستشفى.
نظافة اليدين
تنظيف اليدين وتنعيمهما وتطهيرها قبل وبعد التعامل مع المريض وخاصة عند أخذ العينات منه هو الإجراء الأول لكسر آلية انتشار العدوى وهو ضرورة قصوى على كل من يعمل في المنشأة الصحية أن يتبعه، حيث تبيّن أن الإلتزام بغسل اليدين يسهم في تقليل حالات العدوى في المستشفيات بنسبة تصل إلى حوالى 50 بالمائة.
أهمية نظافة اليدين كانت سببا لحث منظمة الصحة العالمية على إعلان اليوم العالمي لغسل اليدين لما لذلك من دور في تجنب انتقال العدوى. نظافة اليدين تعتبر من أهم الإجراءات التي تمنع انتشار العدوى داخل المستشفيات، وهي مصطلح عام يشتمل على غسل اليدين بالماء والصابون وتطهيرها بالمواد المطهرة بالتدليك بالكحول وتطهيرها استعداداً للإجراءات الجراحية.
لكن غسل اليدين في المستشفيات يجب ان يتم بطريقة وتقنية محددة تضمن التخلص من الجراثيم، وتتمثل تلك التقنية على النحو التالي:
- الفرق الطبية ومقدمي الرعاية الصحية يتبعون تقنية الخطوات السبع لغسل اليدين والتي تهدف الى عدم إهمال أي منطقة خلال غسل اليدين للتأكد من أنه تم تنظيفها وتعقيمها بشكل كامل.
- فرك راحة اليدين مع بعضهما.
- فرك قفا كل من اليدين.
- وضع الأصابع مقابل بعضهما وفرك اليدين مع بعضهما.
- شبك الأصابع وفرك قفا الأصابع في كلتا اليدين.
- فرك الإبهام بطريقة دائرية وصولاً للمنطقة الواصلة بين السبابة والإبهام في كلتا اليدين.
- فرك رؤوس الأصابع على راحة اليد وذلك لكلتا اليدين.
- فرك كلا المعصمين بطريقة دائرية.
غرف العناية المركزة
تشكل غرف العناية المركزة أولى اهتمامات قسم مكافحة العدوى في أي مستشفى نظرا لما يتوافر فيها من أجهزة ومعدات طبية، فضلا عن تطبيق أحدث طرق التدخل الطبي المعقدة هي في غالبيتها لحظات حاسمة تُحسب خلالها الثانية لإنقاذ حياة المريض.
الكوادر البشرية العاملة في أقسام العناية المركزة ينبغي أن تخضع لدورات من التدريب الخاص مع الحرص على المتابعة المستمرة لمواكبة كل ما هو جديد في مجال مكافحة العدوى نظرا لحساسية موقعه خصوصا ان مرضى العناية المركزة يعانون من ضعف المناعة ما يعني زيادة قابليتها لالتقاط العدوى. وهنا، يجب ان تحظى غرف العناية المركزة بالمستشفيات بأحدث التجهيزات الطبية وبأعلى المعايير والمقاييس الخاصة بالعدوى، بحيث تكون مستقلة لكل مريض عبر وجود عازل بين المريض والآخر. مرضى العناية المركزة والمحيطين بالأجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس هم أكثر عرضة لانتقال العدوى، خصوصا مرضى الجروح والحروق وكذلك ذوي المناعة المنخفضة أو المداومين على الأدوية المثبطة للمناعة مثل مرضى السرطان الذين يتم إعطاؤهم جرعات علاج كيميائي، إضافةً إلى مرضى الأمراض المزمنة والكلى الذين يتم علاجهم عن طريق الغسيل الكلوي.
هناك الكثير من الخطوات والإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى في قسم العناية المركزة، وتكون البداية بأخذ الاحتياطات عند احتمالية التعرض للدم وسوائل الجسم عبر غسل الأيدي لأنها تُعد ناقلة للعدوى حيث ينبغي غسل اليدين أولا ثم استخدام المطهر قبل لمس المريض وبعده مع ضرورة عدم لمس مريض آخر قبل التأكد من تعقيم اليدين بشكل دقيق. يتوجب على العاملين في هذا القسم وضع الكمامة والنظارات الواقية لاسيما أثناء التعامل مع المرضى الذين لديهم أمراض معدية.
قسم الطوارىء
إن طبيعة الرعاية الصحية في قسم الطوارئ تختلف عن باقي أقسام المستشفى حيث ينبغي اتخاذ قرارات فورية والشروع فورا بإجراءات رعاية المريض في وقت أقل؛ وعليه، يجب أن تتضمن هذه الإجراءات فهما كاملا لطرق مكافحة العدوى من أجل حماية المريض وكذلك الشخص المسؤول عن تقديم الرعاية الصحية. يتوجب على فريق العمل بقسم الطوارئ والفريق القائم على تقديم الرعاية الصحية في مرحلة ما قبل دخول المستشفى أن يعتبروا الدم وإفرازات الجسم الأخرى لجميع المرضى سوائل معدية ومن ثم يتعين عليهم استخدام الأدوات الشخصية الواقية والتقنيات التي تحول دون الإصابة بالعدوى.
يتعين على العاملين بقسم الطوارئ غسل اليدين بالماء والصابون أو بأي وسيلة أخرى كما هو متبع في الأقسام الأخرى، مع ضرورة الالتزام بارتداء القفازات دائما عند التعامل مع الدم وسوائل الجسم المختلفة عند التعامل مع أي مريض، والتخلص منها وغسل اليدين بعد كل مرة يتم فيها التعامل مع المريض وقبل مغادرة مكان الإسعاف.
كما يجب ارتداء قناع واقي عالي الكفاءة عند نقل المريض أو عند تقديم الرعاية اللازمة لهم خصوصا ممن ثبتت إصابتهم بالأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء مثل السل الرئوي النشط، ويفضل الاستعانة بقناع واقي لأمراض الجهاز التنفسي عالي الكفاءة مع حث المريض على تغطية فمه عند السعال. يجب على العاملين بوحدات الإسعاف والطوارئ إبلاغ العاملين بالصحة المهنية عند تعرضهم للملوثات أو الآلات الحادة أو الإبر أو الدم أو إلى أي مادة يحتمل أن تكون معدية عند اختراقها للجلد أو وصولها للأغشية المخاطية.
غرف العمليات
تشكل العدوى المنتقلة في غرف العمليات أكثر الأنواع شيوعا في ما يتعلق بالعدوى ضمن مؤسسات بالرعاية الصحية، حيث تسبب نسبة كبيرة من الأمراض. إن مسألة تطبيق الأساليب المانعة للتلوث بدقة وحزم أمرا غاية في الضرورة داخل غرفة العمليات ويجب على كل مستشفى أن تضع السياسات والإجراءات الخاصة للإلتزام بهذه القواعد. فعندما تحدث هذه العدوى بشكل عميق في مكان التدخل الجراحي فإنها تتسبب في حالات الوفاة التي قد تصل نسبتها إلى 77% وهناك العديد من العناصر التي تحدث العدوى ولكن ابتداء دخول الميكروبات المسببة للأمراض إلى موضع الجراحة يحدث غالبا أثناء الإجراء الجراحي داخل غرفة العمليات. للحد من مخاطر العدوى في موضع الجراحة، ينبغي تطبيق منهج نظامي وواقعي مع إدراك أن هذه المخاطر تتأثر بسمات المريض ونوع العمليات والعاملين والمنشأة الصحية.
فالوقاية من العدوى داخل غرفة العمليات تبدأ من خلال الاتباع الدقيق للأساليب المانعة للتلوث، وهي:
- الغسل أو التطهير المناسب لليدين.
- استخدام أدوات الوقاية الشخصية مثل القفازات وملابس الجراحة.
- عزل موضع إجراء الجراحة عما يحيط به من بيئة غير معقمة.
- خلق مجال معقم والإبقاء عليه معقما حتى يمكن إجراء الجراحة به بأمان.
- الحفاظ على بيئة آمنة في منطقة الجراحة.
تعقيم المعدات الطبية
يأخذ برنامج مكافحة العدوى على عاتقه مسألة تعقيم الأدوات الطبية وتحديدا تلك المستخدمة في أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة لتجنب انتقال الجراثيم والعدوى من مريض لآخر؛ ويعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية، ما حث بعض الشركات الطبية على إنتاج معدات للاستعمال الواحد فقط لتجنب الاستعمال المتكرر لبعض تلك المعدات الضرورية، الأمر الذي ساهم الى حد كبير في تجنب انتقال العدوى لأنها تستخدم مرة واحدة فقط ويتم التخلص منها.
تعد المعدات الطبية و الآلات الجراحية من الأدوات الضرورية للعناية بالمرضى، و مع ذلك فقد تؤدي هذه الأدوات إلى انتقال العدوى بالممرضات المجهرية بسبب إعادة استخدامها، وذلك إذا لم تتم خطوات إعادة المعالجة من تنظيف وتطهير وتعقيم على أكمل وجه. ونظراً لتواجد الأغلبية العظمى من الممرضات المجهرية في المواد العضوية العالقة والأقذار المرئية، فإن عملية التنظيف تعتبر أول خطوات معالجة الآلات وأهمها.
التعامل مع الجروح المفتوحة
تبيّن أن العدوى البكتيرية التي تحدث للإنسان في حال كان يعاني من الجروح تسهم في تقليل سرعة التعافي وتعرضه لمضاعفات خطيرة مع مرور الوقت؛ من هنا، فإن التعامل مع الجروح يجب أن يتم بحذر شديد وعناية غير عادية. يجب أولا تنظيف الجروح إزالة المسبب الرئيسي، فيتم غسل الجرح من خلال الماء الجاري على أن يتم مسحها بعد ذلك من خلال المحاليل المعقمة. الخطوة الثانية تكون بوضع المضاد الحيوي على الجرح أو تناوله بعد تطهير الجرح وهي خطوة مهمة جدا لتجنب حدوث العدوى للمريض وانتقال الميكروبات إليه. ثم يتم إغلاق الجرح من خلال العمليات الجراحية او من خلال وضع الضماد في حالة الجروح الصغيرة ولابد من اتخاذ تلك الخطوة لتجنب حدوث مشاكل مما يساعد على الشفاء سريعا. كما يوجد بعض الخطوات الواجب اتباعها والتي من شأنها العناية بالجروح بشكل يمنع انتقال العدوى، حيث يجب تجنب لمس الجروح بالأيدي، واتباع الأساليب المانعة للتلوث عند العناية بالجروح، استخدام ضمادات معقمة وغسل اليدين بشكل روتيني، غسل اليدين غسلاً صحياً ثم تجفيفها مع ضرورة ارتداء قفازاً معقماً، تنظيف الجرح باستخدام آلة ماسك جراحي وقطعة قطن أو شاش مبللة بمحلول مطهر، ولا يسمح بلمس الجرح بالأيدي.
Hii, l’m so glad to join…