كيف نتجنب الجفاف خلال الصوم؟
كيف نتجنب الجفاف خلال الصوم؟
العطش هو أكثر ما يقلق الصائم خلال الشهر الفضيل والسبب هو طول ساعات الصيام وارتفاع درجات الحرارة، مع الاشارة هنا الى ان معظم خلايا الجسم تتكون من الماء وتحتاج إليه لأداء عملها بالشكل الطبيعي في وقت تقل نسبة الماء في الجسم بسبب فترة الصيام ما يتطلب تعويضه خلال ساعات الإفطار الممتدة من المساء وحتى طلوع الفجر تجنبا لأي مشاكل قد تحدث.
يفقد الجسم الماء على مدار ساعات الصيام، ليصل إلى الإفطار وهو بأمس الحاجة الى تعويض كافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل. المحافظة على ترطيب الجسم من خلال شرب كميات وافرة من المياه بعد الإفطار وعدم التعرض لأشعة الشمس او القيام بأعمال شاقة كلها أمور وممارسات ينبغي على الصائم اتباعها للحد من آثار عدم شرب الماء نهارا وعدم الوصول الى مرحلة الجفاف لما يترتب عليها من آثار سلبية ومشاكل صحية. هناك اعتبارات عديدة وخطوات ضرورية على كل صائم ان يقوم بها لتفادي هذه المشكلة، وتكون اولى الخطوات بتعويض الماء خلال الإفطار؛ ولكن للغذاء دور أساسي في تجنب العطش والجفاف خلال الصيام حيث ينبغي اتباع اسس صحيحة للتغذية تحد من الوقوع في هذا الخطر.
النصيحة الذهبية
هي اولى النصائح واكثرها اهمية بالنسبة لكل من ينوي صيام شهر رمضان، شرب الماء لا يمكن لشيء آخر أن يعوضه او يحل مكانه والمهم هنا هو الكمية الموصى بها والتي يجب أن تتراوح ما بين لتر ونصف الى لترين يوميا مع ضرورة عدم احتساب العصائر والمشروبات الاخرى من ضمن هذه الكمية. إن أهم ما في الأمر هو أن شرب الماء يساعد على تنشيط الجسم ويحميه من الجفاف والإرهاق والصداع طوال اليوم.
على الصائم أن يتوقع إصابته بالجفاف إذا لم يقدم على شرب ما يقارب بين 8 إلى 12 كوبا من الماء الصافي يوميا؛ وليس أي ماء بل الماء المحتوي على الأملاح المعدنية لتعويض ما يفقده الجسم من الأملاح خاصة خلال التعرق. بالاضافة الى الحد من التوتر والعصبية التي قد تترافق مع أيام شهر رمضان، كا يحافظ على ترطيب البشرة. وللماء دور مهم في الحيلولة دون الاصابة بالامساك والتلبك المعوي وعسر الهضم والانتفاخ وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي التي يعاني منها الكثير من الناس في هذا الشهر نتيجة تغير عادات الطعام واوقاته. كما ينصح بتجنب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة اصطناعيا، والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر لأنها تسبب أضرارا صحية وحساسية. تبرز أهمية شرب الماء في شهر رمضان بفوائده العديدة، وهو ما ينعكس بالدرجة الاولى على توازن السوائل في الجسم التي تساعده على القيام بالكثير من الوظائف الحيوية مثل الهضم والامتصاص وإنتاج اللعاب ونقل العناصر الغذائية إلى أعضاء الجسم اضافة الى المحافظة على درجة حرارة الجسم ضمن الحد الطبيعي.
يساعد الماء كذلك على تعزيز التفاعلات الكيميائية في الجسم واذابة الادوية التي يتم تناولها للعديد من المشاكل الصحية. ولا يخفى على أحد أن الماء يدخل في أساسيات خلايا الجسم، وأي نقص في الكمية الموصى بها يمكن أن يؤدي إلى خلل في عمل هذه الخلايا وتجديدها.
بالنسبة للكلى، يساعد الماء وتنقيته من السموم عن طريق البول وذلك لا يحدث الا بشرب ما يحتاج الجسم من الماء، وهو ما يساعد بالتالي في عدم تراكم الحصى في الكلى. الإكثار من شرب الماء عندما يترافق مع الصيام فإنه بالتأكيد سيكون فرصة مهمة لكل من يرغب في خسارة الوزن الزائد كونه يسهم في التحكم بكمية الطعام سواء على وجبة الافطار او السحور وبالتالي تقليل كمية السعرات الحرارية والنجاح في عملية انقاص الوزن؛ أضف الى ذلك، يسهم الماء في تعزيز الشعور بالشبع، فإذا أفطر الصائم على كوب من الماء يليه تناول طبق من الفتوش وهو أشهر أطباق مائدة شهر رمضان، بالتأكيد سيسهم ذلك في خفض كمية الطعام التي يتناولها الصائم يوميا ويحول دون زيادة الوزن كما يحد من مشاكل الجهاز الهضمي. للماء كذلك دور مهم في تعزيز الطاقة في العضلات والتي تشهد تقلصا نتيجة اختلال توازن السوائل والمعادن فيها بسبب الصيام، وهو ما يتسبب بإرهاق العضلات. والمقصود هنا كل من يمارس الرياضة في هذا الشهر الفضيل إذ يتحتم عليه الاكثار من شرب الماء لتعويض ما فقده.
نوعية الغذاء
ان نوعية الأطعمة التي يعتمدها الصائم خلال شهر رمضان تؤثر بشكل كبير على إصابته بالعطش في اليوم التالي والجفاف مع مرور أيام الصيام واسابيعه. الإكثار من الاطعمة الحارة والتوابل والأطعمة المملحة تتطلب شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها لأنها تمتص الماء ما يؤدي لجفاف في الجسم والشعور بالعطش. إضافة الى ذلك، يقوم البعض بتناول المخللات المالحة ليزداد الشعور بالعطش أثناء النهار، لأنها أيضا تزيد من احتياج الجسم للمياه؛ والسكريات كذلك تعمل على زيادة تدفق البول وزيادة الشعور بالعطش. كما أن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين تعمل على زيادة إدرار البول ما يؤدي لحدوث العطش .والمشروبات الغازية أيضا تحتوي على مادة الكربون الذي يسبب انتفاخ البطن والشعور بالامتلاء ويمنع الجسم من استخدام السوائل، وبالتالي فمن الضروري تجنب المشروبات الغازية أثناء تناول وجبة إفطار. وعليه، يجب تجنب الأطعمة الغنية بالملح كالمخللات والشيبس والاجبان ذات الملح الكثيف.
وحدها الخضار والفواكه الطازجة هي المفيدة للصائم والتي تحد من شعوره بالعطش في اليوم التالي لاحتوائها على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء ما يسهم في خفض الإحساس بالجوع والعطش.
الإفطار الصحي يجب ان يتكون من خضار وفواكه طازجة، إضافة الى الشوربة التي تعد غذاءًا مثاليا في تنشيط المعدة وزيادة تدفق الدم في الغشاء المخاطي المبطن لها. البقوليات والفواكه والخضروات، لا سيما خلال السحور، تساعد على الشعور بالشبع وتعزيز مستويات جيدة لسكر الدم وانتظامه. فالصيام يزيد من محتوى الحمض الذي تفرزه المعدة، ما يسبب الألم أو عدم الراحة، لذا تعادل الأطعمة الغنية بالألياف خلال وجبة الإفطار في رمضان هذا الحمض.
التعرض لأشعة الشمس
لا يزال شهر رمضان يحل على المسلمين ودرجات الحرارة مرتفعة، وهنا يحذر الاطباء من خطر التعرض لأشعة الشمس وأثناء الصيام لأنه قد يؤدي الى ضربة الشمس أي عدم قدرة الجسم على التخلص من الحرارة المختزنة والمرتفعة، والتي تنتقل إلى الأعضاء الداخلية نتيجة التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس الضارة وفي ظل الجو شديد الحرارة، ما ينجم عنه أضرار قد تصيب الأعضاء الحيوية في بعض الحالات.
اعراض ضرب الشمس تبدأ عندما يفقد الجسم السوائل التي يختزنها في جسمه نتيجة التعرق الشديد في وقت لا يمكنه تعويض هذا الماء لأنه صائم، فتزداد الأعراض سوءًا ليشعر بعدها الصائم بآلام في العضلات وإرهاق وعصبية وغثيان وقيء واحمرار الجلد وقد يصل الأمر الى تسارع في ضربات القلب وصعوبة في التركيز.
ارتفاع درجة حرارة الجسم جراء التعرض لأشعة الشمس ينتج عنها التعرق الشديد وخسران للسوائل والأملاح من الجسم، فيصاب الجسم بنقص في كمية الصوديوم والبوتاسيوم وبالتالي يصاب الشخص بالجفاف الشديد وبخاصة كبار السن ومرضى السكري والضغط، ما يؤثر بشكل مباشر على الدماغ يتسبب بنقص التروية الدماغية وهبوط في وظائف الكلى والقلب. ينبغي إذن تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة لأن الجسم لا يمكنه تعويض السوائل التي يفقدها خلال عملية التعرق، مع ضرورة الإكثار من شرب الماء لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل.