خطة العمل العالمية بشأن النشاط البدني 2018-2030
خطة العمل العالمية بشأن النشاط البدني 2018–2030
الأولوية لتعزيز اللياقة كمفتاح لتحسين الصحة ومعالجة الأمراض غير المعدية
لم تعد الرياضة بمفهومها العام محصورة في المسابقات والألعاب فقط، ولم تعد هواية يمارسها البعض للترويح عن نفسهم، بل انها أبعد من ذلك؛ الرياضة بمختلف أشكالها وانواعها تشكل اليوم المدخل الأساس للصحة الجيدة بشقّيها الجسدي والنفسي.
منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن ما يقرب من 500 مليون شخص سيصابون بأمراض القلب والسمنة والسكري أو غيرها من الأمراض غير المعدية التي تُعزى إلى الخمول البدني، بين عامي 2020 و2030، إذا لم تتخذ الحكومات في جميع أنحاء العالم إجراءات عاجلة لترويج فوائد التمارين الرياضية، وذلك في أحدث التقارير الصادرة عن المنظمة. إن ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم يساعد في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30٪، والسكري بنسبة 27٪، وسرطان الثدي وسرطان القولون بنسبة 21٪ – 25٪، كما يساعد في الحفاظ على وزن صحي فضلاً عن آثاره الإيجابية على الصحة النفسية. وبحسب المنظمة أيضاً، فإن قلة النشاط البدني هي رابع عامل خطر رئيسي للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي.
خطة عمل عالمية
لمساعدة البلدان على زيادة النشاط البدني، تحدد خطة العمل العالمية بشأن النشاط البدني 2018–2030، الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، 20 توصية تتعلق بالسياسات، تشمل إنشاء طرق أكثر أماناً لتشجيع ركوب الدراجات والمشي بشكل أكبر، وتوفير المزيد من البرامج والفرص للنشاط البدني في الأماكن الرئيسية، مثل مراكز رعاية الأطفال والرعاية الصحية الأولية والمدارس وأماكن العمل.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، كان قد شدّد على أهمية توسيع نطاق تنفيذ المزيد من البلدان لسياسات تدعم الناس ليكونوا أكثر نشاطاً من خلال المشي وركوب الدراجات والرياضة والأنشطة البدنية الأخرى.
وأضاف قائلا: “الفوائد هائلة، ليس فقط للصحة الجسدية والعقلية للأفراد، ولكن أيضاً للمجتمعات والبيئات والاقتصادات؛ نأمل في أن تستخدم البلدان والشركاء هذا التقرير لبناء مجتمعات أكثر نشاطاً وصحة وإنصافاً للجميع”.
يدعو التقرير البلدان إلى إعطاء الأولوية لتعزيز اللياقة، كمفتاح لتحسين الصحة ومعالجة الأمراض غير المعدية، ودمج النشاط البدني في جميع السياسات ذات الصلة، وتطوير الأدوات والتوجيهات والتدريبات. وينبّه تقرير منظمة الصحة العالمية من أن العبء الاقتصادي للخمول البدني كبير، إذ ستصل تكلفة علاج الحالات الجديدة من الأمراض غير المعدية التي يمكن الوقاية منها إلى ما يقرب من 300 مليار دولار بحلول عام 2030.
خطة العمل العالمية الجديدة، التي أعدتها منظمة الصحة العالمية، تستجيب لتعزيز النشاط البدني، للطلبات التي تقدمت بها البلدان من أجل تحديث التوجيهات والإرشادات، ووضع إطار عمل لإجراءات سياسية فعالة وممكنة التحقيق لزيادة النشاط البدني على جميع المستويات.
وقد تم وضع خطة العمل هذه من خلال عملية تشاورية عالمية، شملت الحكومات وأصحاب المصلحة الرئيسيين عبر قطاعات متعددة، شملت قطاعات الصحة، والرياضة، والنقل، والتخطيط الحضري، والمجتمع المدني، والدوائر الأكاديمية، والقطاع الخاص.
فوائد
ان تركيز الدول على اعداد خطط وسياسات تشجع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة الهدف منه ليس فقط علاج الامراض، بل انها تمنع حدوث الكثير منها او على الأقل في حال حدوثها فإن وطأتها ستكون أخف وهو ما من شأنه ان يخفض الفاتورة الصحية ويحد من حاجة الفرد للدخول الى المستشفى. ممارسة الرياضة، مهما كان نوعها، تسهم في منع المشاكل الصحية أو معالجتها ومنها:
- السكتة الدماغية
- داء السكري من النوع الثاني
- الاكتئاب
- القلق
- أنواع عديدة من السرطان
- التهاب المفاصل
ليس ذلك فحسب، فالنشاط البدني يحفز أنواع معينة من المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ والتي تجعل الفرد أكثر سعادة وراحة، فيشعر برضا وسعادة ما يؤدي الى تعزيز ثقته بنفسه وتحسين قدراته الذاتية. كما أن التمارين الرياضية تزيد الطاقة وتحسن قوة العضلات، وتعمل على إيصال الأوكسجين والعناصر المغذية إلى أنسجة الجسم، وتساعد الجهاز القلبي الوعائي على العمل بشكل أكثر فاعلية. ومن فوائد الرياضة أيضا المساعدة على النوم بشكل أفضل.