الحمل خارج الرحم – الحمل الهاجر
الحمل خارج الرحم – الحمل الهاجر
يعتبر الحمل الهاجر من الاختلاطات الشائعة في الحمل وأهم سبب للمراضة الوالدية و الوفيات في أشهر الحمل الأولى. يعرف الحمل الهاجر بأنه تعشيش البويضة الملقحة بعيدا عن المكان الطبيعي الا وهو في بطانة جسم الرحم.
التشخيص
يشكل تشخيص الحمل الهاجر تحديا للكادر الطبي بسبب اختلاف الصورة السريرية و الأعراض من سيدة لأخرى ولهذا ينبغي أن يكون الحمل خارج الرحم حاضرا في ذهن الطبيب المعالج كتشخيص تفريقي في كل حالة حمل في الأشهر الأولى الى أن يثبت عكس ذلك وعليه أن ينفي وجود الحمل الهاجر في زيارة الحمل الأولي وفي كل حالة حامل تراجع بنزف أو ألم بطني. يعتمد التشخيص:
أولا: على أخذ قصة مرضية، جراحية، توليدية ونسائية مفصلة من السيدة.
ثانيا: الأعراض وتشمل نزوف مهبلية، ألم أسفل البطن وينتشر للكتف مصحوبا بنوبات إغماء وقد يكون هناك حس ثقل في منطقة العجان والشرج.
ثالثا: العلامات وتشمل المضض عند جس أسفل البطن والمضض المرتد والدفاع البطني وعند اجراء الفحص المهبلي يكون هناك ألم بتحريك عنق الرحم وتقبب في رتج دوغلاس.
رابعا: الفحوصات المخبرية حيث يعتبر تفاعل الحمل جوهريا في التشخيص فإذا لم يحدث تضاعف في قيم تفاعل الحمل كل ثمانية وأربعون ساعة فإنه مؤشر على موت محصول الحمل أو حمل هاجر.
خامسا: التصوير بأمواج فوق الصوت حيث يستطيع أن يحدد مكان الحمل فإذا كانت قيم تفاعل الحمل مرتفعة مع رحم فارغ فانها تعتبر علامة تشخيصية مؤكدة لوجود حمل خارج الرحم اضافة موجودات أخرى مثل وجود كتلة في الملحقات أو ورم دموي أو حتى مشاهدة كيس الحمل داخل البوق وقد يكون هناك مضغة حية او من الممكن أحيانا مشاهدة دقات قلب الجنين وفي الحالات الشديدة يلاحظ وجود دم حر في تجويف الحوض والبطن.
ولكن أين يتوضع الحمل الهاجر؟
إن أكثر الأماكن شيوعا لوجود الحمل خارج الرحم هو قناتي فالوب ولكن من الممكن ايضا ان يتواجد في المبيض، قرن الرحم، عنق الرحم او في ندبة قيصرية سابقة. كما سجلت حالات حمل بطني حيث تعشش المشيمة في الأمعاء أو الثرب.
أسباب الحمل الهاجر
تمتد رحلة البويضة الملقحة منذ الالقاح في الثلث الوحشي من قناة فالوب وحتى الوصول لمكان التعشيش في بطانة جسم الرحم سبعة أيام وعليه فإن أي عائق يحول دون وصول البيضة الملقحة في هذه المدة سيؤدي للتعشيش في مكان غير مناسب وينتج عن ذلك الحمل خارج الرحم. ومن أهم هذه الأسباب وجود التهابات وانتانات في الحوض مع وجود التصاقات. كذلك فان الهرمونات لها تأثير معروف على حركة البوق والأهداب المبطنة لمخاطية البوق.
السيدات عاليات الخطر للحمل الهاجر
السيدات التي سبق لهن الأصابة بالحمل الهاجر.
السيدات اللاتي تعرضن لعمليات الاخصاب المساعد بما فيها التلقيح خارج الرحم (طفل الأنبوب).
السيدات اللاتي يستخدمن اللولب الهرموني.
السيدات اللاتي سبق أن اصبن بانتانات حوضية والتصاقات.
علاج الحمل الهاجر
نظرا الى ان الصورة السريرية تختلف من حالة لأخرى فإن العلاج أيضا يختلف حسب الأعراض والعلامات وشدتهما كما يعتمد على رغبة السيدة في الإنجاب والمحافظة على خصوبتها اضافة لدرجة وعي المريضة وتعاونها.
ليس هذا فقط ولكن تلعب الإمكانيات الطبية وتوافرها وسهولة حصول السيدة عليها دورا هاما في اختيار طريقة العلاج. فعلى سبيل المثال في المناطق النائية حيث لا يتوافر اختصاصي امراض نساء وتوليد أو في أماكن النزاعات المسلحة حيث يصعب متابعة السيدة لابد من علاج حاسم وسريع ولا يمكن تطبيق المعالجة بالترقب. وبمعنى آخر يجب أن تفصل الخطة العلاجية لكل سيدة على حدة آخذين بعين الاعتبار رغبتها في الإنجاب كما ينبغي أن تناقش الخطة العلاجية بإسهاب مع السيدة قبل البدء في المعالجة. وعليه فان العلاج قد يكون:
أولا: محافظا بالترقب.
ثانيا: محافظا مع المعالجة الدوائية.
ثالثا: جراحيا.
كما ينبغي أن يكون الطبيب المعالج مرنا في الانتقال من طريقة لأخرى حسب تطور الحالة وما تقتضيه وكذلك استجابة السيدة للعلاج وخطة العلاج المقترحة.
أولا العلاج بالترقب: في هذا النوع من العلاج تخضع السيدة لمراقبة الحالة العامة والعلامات الحيوية والتصوير المتكرر بأمواج فوق الصوت ومعايرة هرمون الحمل كل ثمانية وأربعين ساعة حتى تصل قيم هرمون الحمل لصفر. تكمن الفكرة في العلاج بالترقب في أنه يشبه في خصائصه الاسقاط الباكر والذي سيجهض مع قليل من النزف ولكن في حالة الحمل الهاجر سيكون الاسقاط بوقي الي داخل رتج دوغلاس والذي سيكتشفه البريتوان. ولكن هناك شروط لتطبيق هذا النوع من العلاج.
ان تكون السيدة مستقرة العلامات الحيوية.
ثانيا: أن تكون واعية لتطور الأعراض والعلامات وقادرة على الحصول على الخدمة الطبية في حالات الطوارئ.
ثالثا : لا ينبغي أن تتجاوز قيمة هرمون الحمل 1000 وحدة دولية.
رابعا: ألا يكون هناك نزف فعال داخل الحوض أو البطن وألا تتجاوز الكتلة في الملحقات ثلاث سنتيمترات.
ثانيا المعالجة الدوائية: وتستخدم هذه الطريقة أيضا لتفادي المعالجة الجراحية مستخدمة ابر الميثوتركسات للقضاء على الحمل الهاجر وهي تعتمد على كون السيدة مستقرة من ناحية العلامات الحيوية مع المراقبة الحثيثة لقيم هرمون الحمل حتى يصل للصفر. وفي هذه الحالات لا ينبغي أن تتجاوز قيمة هرمون الحمل خمسة آلاف وحدة دولية وألا يكون هناك نزف فعال داخل الحوض أو البطن وألا تتجاوز الكتلة في الملحقات أربع سنتيمترات.
ثالثا العلاج الجراحي: غالبا ما يتم العمل الجراحي عبر التنظير ولكن يمكن ايضا عن طريق فتح بطن صغير ويهدف العلاج الجراحي إلى أستئصال الحمل الهاجر والأنسجة المصابة وايقاف النزف. يمكن تحقيق هذا الهدف اما باستئصال البوق كاملا أو عن طريق شق الأنبوب واستخراج الحمل الهاجر والإبقاء على البوق وفي الحالتين اظهرت الدراسات أنه لايوجد فرق بين الطريقتين من ناحية التأثير على القدرة علي الانجاب والخصوبة لاحقا. يعتبر العلاج الجراحي أساسيا اذا كانت العلامات الحيوية غير مستقرة مع تدهور الحالة العامة وانخفاض الضغط وتسرع النبض وانخفاض الخضاب (الهيموجلوبين). كذلك في حال وجود ألم بطني حاد او أن تتجاوز قيمة هرمون الحمل خمسة آلاف وحدة دولية وأن يكون هناك نزف فعال داخل الحوض أو البطن وأن تتجاوز الكتلة في الملحقات أربع سنتيمترات. وحتى بعد العمل الجراحي تراقب قيم هرمون الحمل حتى وصولها لصفر.
الخلاصة
الحمل الهاجر هو اختلاط شديد قد يؤدي إلى مرضة شديدة أو حتى الوفاة في الثلث الأول من الحمل إذا لم يشخص مبكرا ولذلك ينبغي أن يكون تشخيص الحمل الهاجر حاضرا دائما في ذهن الطبيب عند التعامل مع السيدات في سن النشاط التناسلي.