أمراض الغدد الدرقية الوظيفية
أمراض الغدد الدرقية الوظيفية
يعاني أكثر من 300 مليون فرد حول العالم من أضطرابات الغدة الدرقية، مع العلم بأن ما يزيد على نصف هذا العدد لا يعرف أنه مصاب بهذا المرض. تدخل الغدة الدرقية في نطاق الأعضاء صغيرة الحجم عظيمة الأثر فهي مسؤولة عن تكوين هرمونات الغدة الدرقية والإحتفاظ بها ثم إفرازها في الدم ومن ثم تنظيم عملية الأيض (الاستقلاب) أما هذه الهرمونات فتكمن ضرورتها في الحفاظ على الأداء الوظيفي المناسب لكافة أنسجة الجسم وأعضائه.
هناك مرضين وظيفيين يصيبا الغدة الدرقية هما:
- قصور الدرقية (نقص نشاط الغدة الدرقية)
- فرط الدرقية (زيادة نشاط الغدة الدرقية) ويعتبر قصور الدرقية الأكثر انتشاراً على مستوى المرضى.
تتباين أعراض أمراض الغدة الدرقية من شخص لأخر ولكن قد يخطئ الكثيرون في عزو سببب الإصابة بها إلى أسباب غير مباشرة كالحمل وانقطاع الطمث (بلوغ سن اليأس) أو حالات الإكتئاب لكن إختلال الغدة يمكن أن يؤدي إلى تلك الأعراض. ويشعر المصابون بمرض قصور الدرقية في الأغلب بالأعياء، والنعاس والضعف، وعدم تحمل البرد، وقصور الذاكرة، وزيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن (على الرغم من إتباع الأنظمة الغذائية وممارسة التمرينات الرياضية) والإكتئاب والأمساك واضطرابات مواعيد الدورة الشهرية ومشكلات الخصوبة وآلام المفاصل أو العضلات وضعف وهشاشة الشعر أو الأظافر والبشرة الجافة التى تميل إلى التقشير.
المضاعفات طويلة المدى من مرض قصور الدرقية قد تتسم بالخطورة وهى تشمل انخفاض حاد في معدل ضربات القلب بما يؤدي إلى إصابة المرضى بفقدان الوعي والغيبوبة وارتفاع ضغط الدم الإنبساطي وارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم وخطورة الإصابة بأمراض الشرايين والقلب والعقم والزهايمر (والتي يزيد معدل الإصابة بها في السيدات).
أما مرضى فرط الدرقية فقد يشعرون بنقص الوزن حتى مع تناول الطعام بشكل طبيعي هذا بجانب الشعور بالقلق والتهيج وزيادة معدل نبضات القلب بشكل ملحوظ (والتي غالباً ما تزيد على 100 نبضة في الدقيقة) وبروز وجحوظ العينين وارتعاش الأيدي والضعف وتساقط الشعر وفرط العرق واضطربات مواعيد الدورة الشهرية، والنوم المتقطع. وربما يؤدي فرط الدرقية غير المعالج إلى اضطراب معدل ضربات القلب (عدم انتظام معدل تقلصات عضلات القلب) والذي قد يصل إلى حد الأزمات القلبية بالإضافة إلى ذلك يزيد فرط الدرقية من خطورة الإصابة بتخلخل وكسور في العظام بعد سن اليأس، ويعتبر فرط الدرقية خطير للغاية أثناء فترة الحمل حيث قد يؤدي إلى حدوث إجهاض ونمو متباطئ للجنين في الرحم أضف إلى ذلك الولادة السابقة لأوانها فضلا عن العاصفة الدرقية (وهي إرتفاع خطير في مستويات افراز الهرمون).
وعلى الرغم من تباين أعراض مرض الغدة الدرقية والتي قد تكون مضللة في بعض الاحيان إلا أنه يمكن تشخيص الحالة من خلال إختبار بسيط للدم يتم من خلاله فحص مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم وكذلك يمكن إجراء الفحص الجسدي للبحث عن مؤشرات مطابقة تدعم التشخيص السليم. العلاج الفعال لقصور الدرقية و فرط الدرقية متوافرة بالأسواق ويجب صرف العلاج تحت اشراف الطبيب المختص بالغدد الصماء. المتابعة المستمرة ضرورية جداً لتقييم وضع المريض ومدى استجابته للعلاج، وكذلك للتأكد من أن الجرعة الموصوفة مناسبة. وفي كثير من الأحيان، فإن جرعة الدواء الموصوفة للمريض بحاجة إلى زيادة أو نقصان وهذا يتم فقط بالمتابعة الدقيقة للمريض وعمل الفحوصات الدورية. العلاج غير المراقب قد يؤدي إلى نتائج عكسية وضارة.