ألم البطن الحاد عند الأطفال
ألم البطن الحاد عند الأطفال
يعتبر ألم البطن عند الأطفال من المشاكل المرضية الشائعة ومن التحديات التي تواجه الطبيب لأن الاعراض غير محددة، كما ان تقييم هذه الحالات بين الأطفال يشوبه بعض الصعوبات. بالرغم من أن ألم البطن عند الأطفال قد يكون من المشاكل البسيطة في أغلب الحالات، لكنه يمكن أن يكون عرضاً لمشكلة جراحية أو طبية خطيرة تمثل تحدياً مهما لتشخيصها بدقة ومن ثم معالجتها بالطريقة الصحيحة.
أسباب ألم البطن عند الأطفال
أولا: أمراض باطنية: مثل النزلات المعوية والامساك والتهابات الغدد الليمفاوية البطنية والتهابات المجاري البولية وكذلك التهابات الأمعاء والحماض الكيتوني السكري.
ثانيا: أسباب جراحية: تتمثل في التهاب الزائدة الدودية، التواء او انسداد الأمعاء، إصابات البطن المباشرة، التواء الفتاق الاربي، التواء الخصية او المبيض، وحصى الكلى.
ثالثا: أسباب أخرى: تشمل الآثار الجانبية للأدوية، تناول المواد السامة، او الألم الناتج عن فقر الدم المنجلي، او قرحة المعدة، التهابات البنكرياس، وحصى المرارة، كما انه قد يكون بسبب التهاب الرئة، وقد ينتج ألم البطن بسبب الاصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط.
التقييم السريري للمريض
نحتاج الى اخذ تاريخه المرضي المفصل على أن يتبع ذلك فحصاً سريرياً دقيقاً بهدف الوصول الى التشخيص ومعرفة السبب.
التاريخ المرضي
معرفة عمر المريض مهم جداً وكذلك تاريخ بداية المرض.
تفاصيل ووصف الألم: نحتاج أن نعرف موضع الألم وتوقيت حدوثه وصفته وحدته و فترته الزمنية ثم معرفة إن كان متنقلاً ام لا، أيضاً من المفيد معرفة العوامل التي تزيد حدة الالم او تنقصه.
والانتباه الى أن من أسباب الم البطن حدوث الإصابات والضربات المباشرة على البطن.
اعراض مصاحبة لألم البطن ممكن ان تساعد في الوصول للتشخيص الصحيح: مثل الاستفراغ الأخضر، الاسهال والاسهال الدموي، عدم القدرة على اخراج البراز او الغازات، الإصابة بالسعال او ضيق التنفس، الشعور بالعطش الكثير والتبول الكثير، وجود آلام في المفاصل، الطفح الجلدي، او أعراض لمشاكل بولية.
التاريخ المرضي في الماضي: مثل التنويم في المستشفى سابقاً او الإصابة بفقر الدم المنجلي أو اجراء أي جراحات سابقة.
التاريخ الدوائي: استعمال بعض الادوية قد يؤدي الى آلام البطن.
التاريخ المرضي للأسرة: وجود أمراض في الاسرة مثل فقر الدم المنجلي او التليف الكيسي قد تساعدنا في التشخيص الصحيح.
الفحص السريري للمريض
ملاحظة المظهر العام للمريض: من الأهمية بمكان الانتباه الى العلامات المهمة، فقد يكون المريض شاحباً او فاقداً للسوائل او يتنفس بسرعة.
أخذ العلامات الحيوية للمريض: يساعد في تشخيص الحالة والمعالجة الصحيحة، فارتفاع درجة الحرارة قد يعني وجود التهاب ما كما ان تسارع نبضات القلب او هبوط ضغط الدم قد يعنيان الاصابة بفقدان السوائل؛ أما ارتفاع ضغط الدم فقد يكون متصلاً مع متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) او مرض هينوكشونلاين.
فحص البطن: قد يطلب من الطفل الاشارة الى موضع الألم الأشد. يحتاج الطبيب أن يفحص البطن بدقة لتحديد مكان الألم الحاد، أيضاً الفحص العميق للبطن يساعد في معرفة وجود أي اورام أو تضخم في الأعضاء الداخلية، ومن المهم الاستماع لأصوات الامعاء.
فحص الشرج: قد يكون مفيداً جداً للوصول الى التشخيص الصحيح في بعض الحالات.
فحص الأعضاء التناسلية للأولاد: قد يقودنا لمعرفة سبب ألم البطن، مثل التواء الخصية.
فحص الجلد والأطراف: لمعرفة وجود أي نوع من الطفح الجلدي أو تورم المفاصل مما يفيدنا في التشخيص الصحيح.
التقييم المخبري والتشخيصي
التحاليل المخبرية الأساسية: ويعنى بها فحص الدم الكامل، سرعة ترسب الدم، واختبار البروتين المتفاعل CRP وتحليل البول. يحبذ ايضاً تحليل السكر لاستبعاد احتمالية الاصابة بداء السكري.
تحاليل مخبرية أخرى قد تكون مهمة وتشمل تحليل وظائف الكلى، تحليل وظائف الكبد، انزيمات البنكرياس وكذلك تحليل البراز.
تصوير البطن: عمل أشعة سينية للبطن اذا كان هنالك شك في وجود التواء أو انسداد في الامعاء، عمل أشعة سينية للصدر اذا كان هنالك شك في وجود التهاب رئوي.
تصوير البطن بالموجات الصوتية : يعتبر الخيار الأول لتصوير البطن لمعرفة سبب الألم خاصة في حالات الشك في وجود التهاب بالزائدة الدودية، وهو كذلك مفيد في تشخيص حالات انغلاف الامعاء والتواء المبايض
التصوير بالأشعة المقطعية للبطن هو الخيار التالي في حالة تعذر التشخيص عبر الموجات الصوتية.
التنظير للجهاز الهضمي: قد يحتاج المريض الى تنظير الجهاز الهضمي العلوي او السفلي في حالات محددة وحينها يمكن ايضاً أخذ عينة من المعدة أو الامعاء وفحصها في المختبر.
المعالجة السريرة
- من المهم جداً أن يكون ذلك موجهاً حسب المشكلة المرضية المتسببة في ألم البطن.
- اعطاء السوائل الوريدية للمريض قد يكون ذا أهمية قصوى خاصة في حالات فقد السوائل والصدمات.
- من المهم جداً تسكين ألم المريض عبر الأدوية المسكنة أو المهدئة، علماً أن هذه الأدوية لا مشكلة فيها ولا تؤثر في عملية تشخيص المشكلة المرضية الحقيقية.
- يجب أن يظل الطفل صائماً خلال فترة التحاليل والتصوير مع تعويض جسمه بالسوائل الوريدية.
- استعمال أنبوب المعدة مهم جداً في حالات التواء أو انسداد الامعاء.
- الاحالة المبكرة للمريض الى اختصاصي الجراحة أو الاختصاصات الاخرى حسب الحالة.
- التشاور بين استشاري الأطفال او الجراحة قد يكون ضرورياً جداً.
ترخيص المريض للخروج من المستشفى
- يتم ذلك عندما لا تكون هنالك أعراض مرضية خطيرة توجب بقاء الطفل بالمستشفى.
- اذا كانت حالة الطفل تتماشى مع الألم الوظيفي غير المحدد عند الأطفال.
- بعد وضع خطة متابعة واضحة للمريض للاطمئنان عليه.
- بعد ان يتم تزويد الوالدين بنصيحة طبية مفصلة لمعرفة متى يجب عليهم العودة الى المستشفى ومراجعة قسم الطوارىء من دون تأخير.