مركز كليمنصو الطبي في بيروت يُدخل أحدث أجهزة التصوير الطبي
مركز كليمنصو الطبي في بيروت يُدخل أحدث أجهزة التصوير الطبي
رئيسة قسم الأشعة الدكتورة غيدا محرّم شريقي
”خفض نسبة الإشعاع وتوفير راحة أكبر للمرضى أبرز مميزات الأجهزة الحديثة“
قام مركز كليمنصو الطبي في بيروت مؤخراً بتحديث قسم الأشعة عبر إدخال أجهزة أكثر تطوراً مواكبةً لأحدث التطورات والارتقاء بمستوى خدماته لتلبية احتياجات المرضى بشكلٍ أفضل. ويُمثل تحديث أجهزة التصوير خطوة هامة نحو تعزيز جودة الخدمات المقدمة للمرضى، وتوفير أفضل رعاية صحية لهم. مجلة “المستشفى العربي” التقت رئيسة قسم الأشعة في مركز كليمنصو الطبي في بيروت الدكتورة غيدا محرّم شريقي للحديث عن أبرز مميزات الأجهزة الحديثة ودورها في تحسين تجربة المريض ورفع مستوى جودة الخدمات.
قام مركز كليمنصو الطبي مؤخراً بتحديث قسم الأشعة وإدخال أجهزة أكثر تطوراً. ما هي هذه الأجهزة؟ وما الذي يميزها؟
يُواصل مركز كليمنصو الطبي ريادته في مجال الرعاية الصحية من خلال حرصه الدائم على مواكبة أحدث التطورات في مختلف المجالات، وإيمانًا بأهمية التصوير الطبي في التشخيص الدقيق للأمراض، قام المركز مؤخرًا بشراء أربعة أجهزة جديدة من أحدث التقنيات، تشمل:
- جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- جهاز التصوير الشعاعي للثدي (Mammography).
- جهاز الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- جهاز التصوير المقطعي المحوري (CT Scan).
تتميز هذه الأجهزة المتطورة بالعديد من المزايا التي تُساهم في تحسين تجربة المرضى ورفع مستوى جودة الخدمات المقدمة. لعل أهم ما يميزها هو خفض نسبة الإشعاع الذي يتعرض له المريض خلال التصوير بنسبة تتخطى 50٪ مقارنة بالأجهزة القديمة. ويُعد هذا الأمر ذا أهمية كبيرة، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإشعاع مثل كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأطفال. تُساهم هذه الأجهزة الحديثة في اختصار الوقت الذي يقضيه المريض خلال التصوير بشكل كبير، خاصة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي كان يحتاج بالحد الأدنى من 30 إلى 40 دقيقة حسب ما يتم تصويره؛ أما الآن، فتصوير الدماغ مثلاً يحتاج فقط إلى نحو 11 دقيقة، ما يعني قدرة الجهاز على استيعاب عدد أكبر من المرضى.
ثم ان اختصار وقت التصوير يوفر راحة أكبر للمريض ويُقلل من شعوره بالقلق والتوتر. كما تتميز هذه الأجهزة بدقتها العالية في التقاط الصور، ما يتيح للأطباء تشخيص الأمراض بدقة أكبر ووضوح أفضل.
إذن، بات بإمكان الطبيب الحصول على تشخيص دقيق وبالتالي وضع الخطة العلاجية المناسبة للحالة المرضية.
بالتأكيد؛ إن أجهزة التصوير الطبي الحديثة تلعب دورًا هامًا في الكشف المبكر عن الأمراض، وتحسين دقة التشخيص، وتحديد خطة العلاج المناسبة، وتقليل تكلفة العلاج. في المقابل، يجب على المرضى الحرص على إجراء الفحوصات الدورية باستخدام هذه الأجهزة لأن الكشف المبكر هو أحد أهم العوامل التي تساهم في تحسين فرص الشفاء التام للمرضى.
تُتيح الأجهزة الحديثة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي – MRI والتصوير المقطعي المحوري CT Scan والتصوير الشعاعي للثدي Mammography الفرصة للكشف عن الأمراض في مراحلها المبكرة، عندها يكون العلاج أكثر فعالية وأقل تكلفة.
يأتي ذلك في وقت بتنا نشهد المزيد من التركيز على التخصصات الفرعية ضمن اختصاص التصوير الطبي، فلم يعد طبيب الأشعة يكتفي بمدة دراسة الإختصاص بل يلي ذلك سنتين لدراسة تخصص فرعي يساعده على تعزيز مهاراته في تشخيص الأمراض بدقة أكبر، وذلك من خلال اكتساب معرفة متعمقة بالأمراض التي تصيب الجزء المحدد من الجسم.
لا بد لهذا التجديد أن يترافق مع تدريب الكادر البشري على استخدام هذه الأجهزة الحديثة. ما هي الخطوات المتبعة لديكم في هذا المجال؟
يعد تدريب الكادر البشري جزءًا لا يتجزأ من عملية تجديد قسم الأشعة في مركز كليمنصو الطبي. فمن خلال الاستثمار في تطوير مهارات الكادر البشري، يُمكن للمركز ضمان الاستفادة القصوى من الأجهزة الجديدة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتعزيز رضا المرضى. فقد خضع جميع الفنيين وأطباء الأشعة والعاملين في القسم إلى دورة تدريبية مدّتها أسبوعان من قبل الشركة المصنعة للأجهزة الجديدة، تضمنت شرحًا تفصيليًا لكيفية استخدام الأجهزة، وإبراز مميزاتها والإجابة على جميع أسئلة المتدربين. كما يتم متابعة تدريب الكادر البشري بشكلٍ دوري عن بُعد لفترة تصل إلى ستة أشهر، حيث يتم طرح أي أسئلة أو استفسارات، والحصول على الدعم اللازم من الشركة.
نود الإضاءة على التطور الحاصل في مجال تصوير الأشعة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
يشهد مجال تصوير الأشعة ثورة هائلة بفضل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، حيث نتج عنها قفزة نوعية في قدرات أجهزة التصوير وأتاح لطبيب الأشعة إمكانيات غير مسبوقة في تشخيص الأمراض بدقة وكفاءة عالية. فمن خلال دمج الذكاء الاصطناعي، باتت أجهزة التصوير قادرة على تحديد الأمراض في مراحلها المبكرة بشكل أكثر وضوحًا، بما في ذلك السرطان بحجم 2 ملم فقط وهذا ما كان يشكل تحديًا كبيرًا في الماضي، ليس فقط بالنسبة لأطباء الأشعة، بل أيضًا بالنسبة للأجهزة نفسها.كما ساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة صور التصوير بشكل كبير فأصبحت أكثر وضوحاً، الأمر الذي سهّل على أطباء الأشعة قراءة النتائج وتشخيص الحالات بدقة أكبر.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك، ما حققته تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في مجال تصوير الدماغ، حيث بات بإمكان الأطباء الآن رصد التغيرات الدقيقة في الدماغ، مهما كانت صغيرة؛ وكذلك الأمر بالنسبة لتصوير الثدي بواسطة الماموغرافي حيث بات بالإمكان تمييز التكلّسات الصغيرة بدقة عالية.
كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعزّز دور طبيب الأشعة؟
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة قوية لطبيب الأشعة، ويُساهم في تحسين دقة التشخيص، واختصار وقت التصوير، وتحسين كفاءة العملية. ولكن، لا يزال طبيب الأشعة هو صاحب القرار النهائي في التشخيص، فهو من يمتلك الخبرة والمهارة اللازمة لتقييم الصور الطبية، وتحديد الأمراض بدقة، والتواصل مع المريض بشكلٍ فعال.
ففي حين أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تساعد في تحسين دقة الصور الطبية، وتوفير رؤية أوضح للطبيب، إلا أنه لا يزال أداة مساعدة وليس بديلاً عن خبرة ومهارة طبيب الأشعة. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحليل صور الماموغرام وتحديد التكلّسات بدقة عالية ولكن لا يُمكنه التمييز ما إذا كانت حميدة وخبيثة؛ في هذه المرحلة يلعب طبيب الأشعة دورًا هامًا في تقييم الصورة وتحديد طبيعة تلك التكلّسات.
إن خبرة الطبيب وقدرته على ربط النتائج السريرية مع الصور الطبية تُعتبر ضرورية للتشخيص الدقيق، كما تسهم في تعزيز قدرته على تقييم الصور بدقة أكبر وتحديد الأمراض النادرة أو المعقدة.
وأهم ما في الأمر هو التواصل المباشر مع المريض وشرح نتائج التصوير والإجابة على أسئلته وتقديم الدعم النفسي له.