ليلى ناصيف
مديرة قسم التغذية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز
ليلى ناصيف
“الرياضة والغذاء… علاقة متكاملة لوزن صحي”
يشكل الغذاء مصدر الطاقة الوحيد الذي يحتاجه كل إنسان للقيام بمهامه اليومية، وكلما كان غذاؤنا صحياً ومتوازناً كلما كانت حياتنا أفضل؛ هذا الطعام قد يتحول الى مضر بالصحة في حال الإفراط في تناول الاغذية المضرة لأن كثرته تؤدي الى اكتساب الكثير من الوزن الزائد ما ينعكس على صحة الفرد ويتسبب في الكثير من الأمراض.
مديرة قسم التغذية في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز ليلى ناصيف تتحدث الى مجلة “المستشفى العربي” عن البدانة ومخاطرها على صحة الفرد لاسيما بعد صدور تقرير منظمة الصحة العالمية الذي تناول حالات تظهر مدى ارتفاع معدل البدانة في العالم العربي لتطال شرائح المجتمع كافة. خطورة الامر حثت منظمة الصحة العالمية على إعلان البدانة مرضاً يجب معالجته.
تقول ناصيف ان مشكلة البدانة لم تعد محصورة بالشكل وليست أمرا جماليا فقط، بل إنها تحمل أضرارا كبيرة على صحة الفرد وتسبب الكثير من الأمراض في المستقبل. “ترتفع نسبة البدانة والوزن الزائد لدى الفئة العمرية ما بين التسع سنوات والـ18 سنة ما يضعهم أمام تحديات صحية كبيرة في المستقبل؛ فالى جانب المشاكل النفسية التي قد تسببها بسبب اختلافهم عن أقرانهم، هذه الفئة هي عرضة للكثير من الأمراض في المستقبل منها السكري النّوع الثّاني وامراض القلب وارتفاع معدل الدهون الثلاثية وغيرها”.
عن سبب انتشار هذه الظاهرة في سن صغير، تقول ناصيف من أهم الأسباب سهولة الحصول على الوجبات غير الصحية والغنية بالدهون حيث تنتشر مطاعم الوجبات السريعة بشكل كبير لتقدم الوجبات بأسعار زهيدة تجعلها في متناول الجميع، اضافة الى استسهال الأهل الحصول على تلك الوجبات من دون الإكتراث بما قد تسببه من ضرر على صحة الطفل. تتحدث ناصيف عن أهمية التغذية لصحة الطفل، وتؤكد على أهمية حصول الطفل على جميع العناصر الغذائيّة من المجموعات الغذائيّة الخمسة كلها لبناء جسمه وتطوّر مهاراته وقدراته الحركيّة والفكريّة. فالطّعام الصحّي ليس بكثرة كميّته وإنّما بتنوّعه وتوازنه بشكل يضمن احتوائه على كافّة متطلّبات الجسم من بروتينات، كربوهيدرات ودهون بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن والماء.
أما ابرز الامراض التي يمكن أن تسببها البدانة فهي السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدّم وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض العمود الفقري والمفاصل وارتفاع معدلات الدهون في الدم وبعض أنواع السّرطان، فضلا عن تأثيرها السلبي على الصحة الإنجابية والصحة النفسية.
الأنظمة الغذائية العشوائية ومخاطرها
على صعيد متصل، انتشرت في الآونة الاخيرة الانظمة الغذائية التي تعتمد على الحرمان سواء الحرمان من الطعام لساعات طويلة خلال اليوم او الحرمان من تناول أصناف محددة من الطّعام، فهناك حميات تعتمد فقط على البروتين او على اللبن والتمر او حميات تعتمد على الفاكهة او الخضار فقط. للأسف، تقول ناصيف أن هذه الظاهرة تسبب الكثير من المشاكل الصحية أهمها سوء التغذية لكونها غير متوازنة وتفتقد الكثير من العناصر الغذائيّة الهامة فضلا عن تأثيرها السّلبي على الصّحة النّفسيّة للشّخص. هذه الأنظمة منخفضة بالسّعرات الحراريّة تجعل الجسم يفقد الوزن بسرعة كبيرة ما يتعارض مع طبيعته ويجعله غير قادر على المحافظة عليه، وبالتّالي عودة الجسم للوزن السّابق أو أكثر. بالإضافة إلى أنّ خسارة الوزن هذه غالبا ما تكون في العضل والماء مع نسبة قليلة من الدّهون.
النشاط البدني
يبقى الحل الأمثل لعلاج البدانة هو النشاط البدني يرافقه نظام غذائي صحّي متوازن؛ وتقول ناصيف ان كل ما يحتاجه الشخص هو نصف ساعة لخمس مرات أسبوعيا وهو رقم ليس بكبير وبإمكان أي منا تخصيص نصف ساعة فقط في اليوم لممارسة أي نوع من الرياضة. وإذا ما ترافقت مع نظام غذائي متوازن فإن ذلك سينعكس إيجابا وبشكل كبير ليس فقط على خسارته للوزن بل كعامل وقاية من الكثير من الأمراض لاسيما المزمنة وهو ما أثبتته الدراسات العلمية. مديرة التغذية في مركز كليمنصو الطبي تؤكد على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على التنوع في الغذاء لكي يحصل الشخص على كل ما يحتاجه من فيتامينات ومعادن وطاقة لأداء مهامه اليومية وبما يتناسب مع نمط حياته اليومي.
وقالت: “ننصح كل من يريد خسارة الوزن ان يتوجه الى من هو متخصص في هذا المجال لإعطائه نظام بحسب ما يحتاجه جسمه بناء على العمر والطول ونمط الحياة وما يحتاجه من فيتامينات وذلك بعد إجراء فحوصات معينة اذا دعت الحاجة. ويفضل عدم تناول اي مكملات غذائية او فيتامينات والحصول عليها من الاطعمة”.