مقابلات

سيده‭ ‬معلّم‭ ‬نصّار

سيده‭ ‬معلّم‭ ‬نصّار

المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لمستشفى‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬

“جمعنا‭ ‬بين‭ ‬الرعاية‭ ‬الدقيقة‭ ‬والعناية‭ ‬الكاملة‭ ‬والإدارة‭ ‬الرشيدة‭ ‬فحققنا‭ ‬النجاح”

واحة‭ ‬الحياة،‭ ‬إنها‭ ‬حقاً‭ ‬واحة‭ ‬حياة‭ ‬وأمل‭ ‬وأمان‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬عناية‭ ‬طبية‭ ‬ونفسية‭ ‬تستدعيها‭ ‬حالات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإستشفاء‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة‭. ‬يعمل‭ ‬مركز‭ ‬واحة‭ ‬الحياة‭ ‬“Oasis de Vie‭- ‬Continuum of Healthcare Center‭) ‬“ODV‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬أنشأته‭ ‬الجمعية‭ ‬الخيرية‭ ‬لطائفة‭ ‬الروم‭ ‬الكاثوليك‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وضواحيها،‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬والمناطق،‭ ‬والمسنين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬للراحة‭ ‬والنقاهة‭ ‬والتعافي‭. ‬ما‭ ‬جديد‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬اليوم؟‭ ‬كيف‭ ‬تأسّس‭ ‬وتطوّر‭ ‬وتخطّى‭ ‬أزمتي‭ ‬كورونا‭ ‬والوضع‭ ‬الإقتصادي‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وانفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت؟‭ ‬وما‭ ‬سرّ‭ ‬نجاحه؟‭… ‬أسئلة‭ ‬أجابت‭ ‬عنها‭ ‬المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لـ“واحة‭ ‬الحياة”،‭ ‬سيده‭ ‬معلّم‭ ‬نصّار‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬“المستشفى‭ ‬العربي”،‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬نَص‭ ‬الحديث‭:‬

بدايةً‭ ‬كيف‭ ‬تعرّفين‭ ‬عن‭ ‬مستشفى‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”؟

“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬مركز‭ ‬رعائي‭ ‬إستشفائي‭ ‬متخصص‭. ‬أسسته‭ ‬الجمعية‭ ‬الخيرية‭ ‬لطائفة‭ ‬الروم‭ ‬الكاثوليك‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وضواحيها‭ ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬الأستاذ‭ ‬روجيه‭ ‬نسناس‭. ‬يقع‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬الأشرفية‭ ‬وسط‭ ‬بيروت،‭ ‬وتم‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬تموز‭ ‬2019‭ ‬برعاية‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وبمباركة‭ ‬بطريرك‭ ‬الروم‭ ‬الملكيين‭ ‬الكاثوليك‭ ‬يوسف‭ ‬العبسي‭. ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬إيمان‭ ‬بأن‭ ‬لبنان‭ ‬سيتعافى‭ ‬وأن‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نتعاون‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬أفضل‭. ‬وقد‭ ‬تعاون‭ ‬القيّمون‭ ‬على‭ ‬الجمعية‭ ‬لإتمام‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭. ‬أنشئ‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مقدَّمة‭ ‬هِبَة‭ ‬من‭ ‬المرحومة‭ ‬السيدة‭ ‬ماري‭ ‬يوسف‭ ‬أفتيموس‭ ‬أرملة‭ ‬المرحوم‭ ‬المحامي‭ ‬الأستاذ‭ ‬نمر‭ ‬هبة‭. ‬ومنطلق‭ ‬الفكرة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬مستشفيات‭ ‬كثيرة‭ ‬وكبيرة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مستشفى‭ ‬متمم‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬لائحة‭ ‬إنتظار‭ ‬المرضى‭ ‬كانت‭ ‬طويلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬سرير‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬قرار‭ ‬إنشاء‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة‭ ‬مركز‭ ‬رعائي‭ ‬استشفائي‭ ‬متخصص”‭ ‬وهو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬لبنان‭. ‬رؤية‭ ‬المركز‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭ ‬ورسالتنا‭ ‬تأمين‭ ‬مجموعة‭ ‬متكاملة‭ ‬وشاملة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمرضى‭ ‬المحتاجين‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬داعمة‭ ‬والمصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬غير‭ ‬حادة‭. ‬

مما‭ ‬يتألف‭ ‬المستشفى‭ ‬وماذا‭ ‬ تضم‭ ‬أقسامه؟

يتألف‭ ‬مستشفى‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬طابقاً،‭ ‬ستة‭ ‬سفلية‭ ‬وتسعة‭ ‬علوية،‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬بناء‭ ‬14‭,‬630‭ ‬متراً‭ ‬مربعاً‭. ‬يضم‭ ‬كنيسة،‭ ‬بهواً‭ ‬للإستقبال،‭ ‬92‭ ‬غرفة،‭ ‬131‭ ‬سريراً‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬غرف‭ ‬مع‭ ‬صالون،‭ ‬غرف‭ ‬فردية‭ ‬وغرف‭ ‬بسريرين‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬علاج‭ ‬فيزيائي‭ ‬وتأهيلي،‭ ‬نادٍ‭ ‬إجتماعي،‭ ‬طابق‭ ‬لمرضى‭ ‬ألزهايمر،‭ ‬عيادة‭ ‬طب‭ ‬أسنان،‭ ‬عيادات‭ ‬خارجية،‭ ‬صالون‭ ‬لتزيين‭ ‬الشعر،‭ ‬كافيتريا‭ ‬ومواقف‭ ‬سيارات‭. ‬

وبإمكان‭ ‬المرضى‭ ‬أن‭ ‬يقصدوا‭ ‬النادي‭ ‬حيث‭ ‬تُتاح‭ ‬لهم‭ ‬مشاهدة‭ ‬السينما‭ ‬أو‭ ‬لعب‭ ‬الطاولة‭ ‬أو‭ ‬الرقص‭ ‬والترفيه‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭. ‬وما‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬لا‭ ‬ينافس‭ ‬المستشفيات‭ ‬بل‭ ‬يتكامل‭ ‬معها‭ ‬إذ‭ ‬يستقبل‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬ولا‭ ‬ضرورة‭ ‬لبقائهم‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬فيأتون‭ ‬إلينا،‭ ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأعمار‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الشيخوخة‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬المهام‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمركز‭ ‬وأية‭ ‬حالات‭ ‬صحيّة‭ ‬يستقبل؟

يعمل‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬دون‭ ‬الحادة‭ ‬أو‭ ‬المتوسطة‭ ‬الحِدَّة،‭ ‬الرعاية‭ ‬الملطّفة،‭ ‬رعاية‭ ‬المصابين‭ ‬بمرض‭ ‬ألزهايمر،‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حياتهم،‭ ‬العناية‭ ‬بكبار‭ ‬السن‭ ‬والرعاية‭ ‬الإجتماعية‭. ‬أن‭ ‬الأهل‭ ‬الذين‭ ‬يُقيمون‭ ‬بمفردهم‭ ‬يقصدون‭ ‬النادي‭ ‬الإجتماعي‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬لتمضية‭ ‬النهار‭ ‬وتناول‭ ‬الغداء‭ ‬والعودة‭ ‬مساء‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم،‭ ‬وهذه‭ ‬خدمة‭ ‬توفِّر‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬والإكتفاء‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المتطلبات‭. ‬كما‭ ‬نقدّم‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬العلاج‭ ‬الفيزيائي‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭.‬

ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬الخيرية‭  ‬يؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬رعائي‭ ‬إستشفائي‭ ‬متخصص،‭ ‬إنه‭ ‬علامة‭ ‬الإنتصار‭ ‬على‭ ‬الصعاب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الضائقة‭ ‬التي‭ ‬تحاصرنا،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬لطموح‭ ‬الجمعية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بأعمال‭ ‬ومشاريع‭ ‬إجتماعية،‭ ‬صحية،‭ ‬وخيرية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭. ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لواحة‭ ‬الحياة‭  ‬السيد‭ ‬ظافر‭ ‬شاوي،‭ ‬أننا‭ ‬نبذل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬كل‭ ‬جهودنا‭ ‬وقدراتنا‭ ‬ليكون‭ ‬مرجعاً‭ ‬يؤمّن‭ ‬للمرضى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يصبون‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬الشفاء‭ ‬والسعادة‭ ‬والراحة‭.‬

كيف‭ ‬تصفين‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬بات‭ ‬يتجنب‭ ‬دخول‭ ‬المستشفى‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الملحّة‭ ‬والطارئة؟

التجاوب‭ ‬مع‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬كان‭ ‬إيجابياً‭ ‬جداً،‭ ‬وقد‭ ‬لمسنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رضى‭ ‬المرضى‭ ‬وذويهم،‭ ‬فالمريض‭ ‬الذي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭  ‬المركز،‭ ‬يشعر‭ ‬وكأنه‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭. ‬وما‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيقه‭ ‬هو‭ ‬نيل‭ ‬شهادة‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬لاعتماد‭ ‬المستشفيات‭ ‬Joint Commission International‭ – ‬JCI‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬حول‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تعطى‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬وسلامتها‭.‬

انطلقتم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬انطلاقتكم‭ ‬واجهت‭ ‬أزمات‭ ‬كورونا‭ ‬والوضع‭ ‬الإقتصادي‭ ‬وتفجير‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬وحققتم‭ ‬النجاح‭ ‬وما‭ ‬زلتم‭ ‬تحققون‭ ‬المزيد،‭ ‬فكيف‭ ‬تمكنتم‭ ‬من‭ ‬ذلك؟

في‭ ‬ظل‭ ‬تركيز‭ ‬القطاع‭ ‬الإستشفائي‭ ‬على‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬وتخصيص‭ ‬المستشفيات‭ ‬مساحات‭ ‬للمصابين،‭ ‬فإن‭ ‬مركز‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭ ‬كان‭ ‬يُجري‭ ‬فحوصات‭ ‬الكورونا‭ ‬قبل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬أي‭ ‬مريض‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجميع‭. ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬العمر‭ ‬ثمينة‭ ‬ونوعيتها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬كميتها،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬“واحة‭ ‬الحياة”‭. ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬أزمات‭ ‬كورونا‭ ‬والوضع‭ ‬الإقتصادي‭ ‬وتفجير‭ ‬المرفأ‭ ‬كان‭ ‬الطموح‭ ‬كبيراً‭ ‬واليأس‭ ‬ممنوعاً‭ ‬والتفاؤل‭ ‬موجوداً‭.. ‬استجمعنا‭ ‬جهودنا‭ ‬وقررنا‭ ‬المتابعة،‭ ‬جامعين‭ ‬بين‭ ‬الرعاية‭ ‬الدقيقة‭ ‬والعناية‭ ‬الكاملة‭ ‬والإدارة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬فحققنا‭ ‬النجاح‭ ‬وتخطينا‭ ‬الأزمة‭. ‬

وهناك‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬أننا‭ ‬ركزنا‭ ‬على‭ ‬التوعية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يتقبل‭ ‬سابقاً‭ ‬أن‭ ‬يوضع‭ ‬مرضى‭ ‬ألزهايمر‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬فكان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬التخلي‭ ‬عنهم،‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فبات‭ ‬يُعتبَر‭ ‬اهتماماً‭ ‬أكثر‭ ‬بهم‭. ‬استمرّينا‭ ‬صحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬بخسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬دفعت‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬السيدان‭ ‬روجيه‭ ‬نسناس‭ ‬وظافر‭ ‬شاوي‭ ‬إلى‭ ‬التضحية‭ ‬من‭ ‬وقتهم‭ ‬وتعبهم‭ ‬ومالهم‭ ‬الخاص‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬بعض‭ ‬الخيّرين،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تسييل‭ ‬أراضٍ‭ ‬لتخطي‭ ‬الأزمة،‭ ‬وتخطيناها‭. ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أهداف‭ ‬الجمعية‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عنايتنا‭ ‬ولا‭ ‬قدرة‭ ‬مادية‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭  ‬فإن‭ ‬الجمعية‭ ‬تساعده‭ ‬كون‭ ‬المساعدة‭ ‬أحد‭ ‬أهدافها‭. ‬ولكن‭ ‬لتساعد‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قادراً،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تأمينه،‭ ‬في‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإستمرار‭ ‬وتوفير‭ ‬أفضل‭ ‬خدمة‭ ‬ودعم‭ ‬لمرضانا‭.‬

كيف‭ ‬تصفين‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬تخطي‭ ‬الأزمات‭ ‬الكبرى،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬بأسره‭ ‬لم‭ ‬يتخلص‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬الأزمات؟

الإقبال‭ ‬جيد‭ ‬ويتحسن‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نطمح‭ ‬إليه‭. ‬لكننا‭ ‬نفتح‭ ‬طوابق‭ ‬جديدة‭ ‬ونتوسع‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬الخدمات،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬أحياناً‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬طابق‭ ‬وإقفال‭ ‬آخر‭ ‬حسب‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬ونوعية‭ ‬حالاتهم‭. ‬فإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬العادية‭. ‬وأنا‭ ‬علمتني‭ ‬خبرتي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفيات‭ ‬كيف‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬والأزمات‭ ‬ونواجه‭ ‬التحديات‭ ‬ونتخذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭. ‬خصوصاً‭ ‬أننا‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقتنا‭ ‬وضعنا‭ ‬نصب‭ ‬أعيننا‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬وسلامتها‭. ‬ووقعنا‭ ‬عقداً‭ ‬مع‭ ‬JCI،‭ ‬وتضم‭ ‬لائحة‭ ‬المواصفات‭ ‬حوالى‭ ‬ألف‭ ‬معيار‭. ‬ان‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭  ‬من‭ ‬موظفين‭ ‬وأطباء‭ ‬يعملون‭ ‬بجهد‭ ‬للتأهل‭ ‬لنكون‭ ‬مستشفى‭ ‬معتمَداً‭. ‬وهذا‭ ‬يمنح‭ ‬المرضى‭ ‬الثقة‭ ‬بالمستشفى‭. ‬ونحن‭ ‬فخورون‭ ‬بعملنا‭ ‬المُكمِّل‭ ‬لعمل‭ ‬المستشفيات‭ ‬الكبرى‭. ‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬اللقاء‭ ‬تُصر‭ ‬السيدة‭ ‬نصّار‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬المدخل‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬مدخل‭ ‬فندق،‭ ‬إلى‭ ‬كامل‭ ‬الطوابق‭ ‬والأقسام،‭ ‬للإطلاع‭ ‬على‭ ‬هندستها‭ ‬وترتيبها‭ ‬الفندقيَين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وعلى‭ ‬طريقة‭ ‬التعاطي‭ ‬العالية‭ ‬المستوى‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬والراحة‭ ‬المتوفرة‭ ‬لهم‭ ‬مع‭ ‬الأمان‭ ‬النفسي‭ ‬والصحي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭. ‬وتختم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬“رؤية‭ ‬Oasis de Vie“‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬والخدمات‭ ‬المتكاملة،‭ ‬حيث‭ ‬هناك‭ ‬مراكز‭ ‬تُقدِّم‭ ‬قسماً‭ ‬مما‭ ‬نقدّم‭ ‬ومراكز‭ ‬أخرى‭ ‬تقدم‭ ‬قسماً‭ ‬آخر،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يقدم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نوفّره‭ ‬في‭ ‬واحة‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬خدمات”‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى