رئيس بلدية كفردبيان الدكتور بسام سلامة
رئيس بلدية كفردبيان الدكتور بسام سلامة
“الوقاية الشخصية هي الأساس بمواجهة كورونا وإجراءاتنا صارمة لحماية الناس”
أكّد رئيس بلدية كفردبيان الدكتور بسام سلامة على أن البلدية تتخذ أقصى إجراءات الحماية والتشدد بتطبيق التوجيهات الحكومية، لافتاّ إلى أن كفردبيان خالية من أية إصابة، وأن المسؤولية على الجميع. وشدد في حديث لمجلة “المستشفى العربي”، على مسألة الإلتزام الشخصي للتخفيف من الإصابات، لأنه مهما اتخذت السلطات المعنية من إجراءات تبقى قاصرة ما لم يكن لدى المواطنين الوعي الكافي والإلتزام الجدّي بإجراءات الوقاية وقواعد الحماية والتباعد الآمن. ولفت إلى أن بلدية كفردبيان لديها مهمات أكبر كون البلدة وجهة سياحية وتضم عدداً كبيراً من المقيمين من خارجها، وهذا يتطلب مزيداً من الحرص والحكمة، لذلك اتخذت البلدية أقصى إجراءات الحماية في الأماكن العامة ودور العبادة والمطاعم لناحية التعقيم أو فرض الإلتزام بالإجراءات. وأشار إلى أن الأطباء وخصوصاً أطباء الأسنان منهم يعانون من مسألتين ضاغطتين: حماية المريض والطبيب في ظل طبيعة عمل لا يمكن فيها عادة التقيّد التام بالإجراءات. والمسألة الثانية هي الإرتفاع الكبير في أسعار المواد الطبية ما انعكس سلبا على الطبيب والمريض. وفي ما يلي نص الحديث:
شغلت جائحة كوفيد-19 القطاع الطبي عموما واستنفرت كل السلطات والمؤسسات للحد من خطرها. كونكم طبيبا ورئيس بلدية ما يجعلكم أكثر متابعة للموضوع، كيف تعاملتم مع هذه الجائحة في نطاقكم البلدي لمنع العدوى أو للحد من انتشارها؟
منذ اليوم الأول كانت لبلدية كفردبيان إجراءات مدروسة وحازمة لحماية الناس والبلدة من خطر العدوى. والمعلوم أن كفردبيان وجهة سياحية مقصودة يرتادها المواطنون باستمرار ويقطنها عدد كبير من المقيمين من خارج البلدة. وهؤلاء لجأوا إلى الإقامة هنا منذ بداية التعبئة العامة في منتصف آذار/مارس الماضي. كذلك فإن كفردبيان لديها سياحة شتوية وأخرى صيفية مما يجعلها قبلة دائمة للسياح. وهذا تطلّب منا حرصاً كبيراً ومراقبة حثيثة للتأكد من الإلتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة. وبإذن الله تمكنا من تجنيب البلدة الإنزلاق إلى خطر التعرّض لانتقال العدوى. فدوريات البلدية تجول على الأماكن العامة والمطاعم وتتأكد من الإلتزام بالتوجيهات ووضع الكمامات واعتماد المسافات الآمنة وفحص الحرارة وغيرها من الإجراءات. ولكن هناك أمر مهم لا بد من التشديد عليه وهو أنه مهما فعلنا، يبقى الوعي المجتمعي والإلتزام الشخصي هو الأهم لمواجهة هذه الجائحة ريثما يكون عاد الوضع إلى طبيعته.
وهنا لا بد من الإشارة إلى دور الإعلام في هذه المسألة، فالإعلام يمكن أن يكون بنّاءً كما يمكن أن يكون هدّاماً. فثمّة العديد من الشائعات يساهم في ترويجها استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وهي تهدف أحيانا إلى التضليل أو إلى تشويه سمعة الآخرين وعملهم. ونحن نلنا نصيبنا من هذه الشائعات بأن لدينا بؤرة تفشي لفيروس كورونا. ولكن تمكنا بجهدنا وبوعي الرأي العام المعني من تجاوز آثار هذه الشائعات وتبيان عدم صحتها.
كيف كان التعاون مع البلديات الأخرى أو الإتحاد مما يسهل عملية المكافحة؟
نحن نقوم بالتعقيم في شكل دوري في الأماكن العامة والمزارات الدينية، ونراقب المحال التجارية والمجمعات السياحية، وذلك بحسب التوصيات والمقتضيات العلمية، وللبلدية إمكانيات ونجاحات على هذا الصعيد. وطبعا عندما يقتضي الأمر يتم التعاون مع البلديات المجاورة أو المعنية، بحيث يمكن أن يعطي العمل المشترك نتائج أفضل. وكانت لنا تجربة ناجحة بنتيجة هذا التعاون في بداية الأزمة. كذلك فإن الإتحاد جاهز لأية مساعدة بهذا الخصوص أو بسواه. لكن إلى الآن نقوم بما يُطلب منا من مهام والأمر تحت السيطرة والوضع العام ليس بما يشاع عنه من سوء.
كيف تتعاملون مع الحالات التي تحتاج إلى حجر (في حال وجودها) ومع المراكز التجارية والأماكن العامة التي تعتبر أكثر حاجة إلى المتابعة والتشدد بشأنها؟
طبعا البلدية تراقب القادمين من الخارج وتتشدد بمسألة الإلتزام بالحجر والوقاية. لكن لا يمكن للبلدية أن تتقفّى أثر أي شخص على مدار الـ24 ساعة كاملة. من هنا التركيز دائما والدعوة إلى الوعي الشخصي والإلتزام ذاتيا بالإجراءات، لأن أية إصابة تضر بالجميع. لكن للأسف هناك مِن الناس مَن لا يزال يتعالى على الإجراءات أو يعتبر أن الوباء غير موجود. من هنا أهمية التوعية ليتكامل العمل ونحقق النتيجة المرجوة.
في حين بات الناس في حاجة أكبر إلى العودة لممارسة حياتهم الطبيعية وتأمين لقمة عيشهم، نرى أن وتيرة الإصابات عادت إلى الإرتفاع مترافقة مع توصية وزير الصحة الدكتور حمد حسن بالعودة إلى إقفال البلد لمدة أسبوعين باستثناء المطار. كيف تلاحظون حركة الناس في هذه الفترة، وهل هم متخوفون وملتزمون توجيهات الوقاية أم أنهم بدأوا يعودون إلى حياتهم الطبيعية؟
مما لا شك فيه أن الوضع دقيق والمسألة صعبة ونحن ربما نكون دخلنا في مرحلة التفشي المجتمعي. فالإلتزام واجب للحد من تفشي الإصابات وخروج الأمر عن السيطرة. في المقابل لا يمكن أن تبقى الأعمال معلقة والمؤسسات مقفلة في حين أن الناس باتوا في حاجة ماسّة لتأمين معيشتهم ومتطلبات الحد الأدنى لعائلاتهم، وسط هذه الظروف المعيشة الضاغطة جدا.
كطبيب أسنان، ما هي الإجراءات التي تتبعها لتطمين المرضى لناحية الأمان أثناء المعالجة؟
في الوقت الحاضر أنا لا أعالج إلا الحالات الحرجة ريثما يكون الوضع قد عاد إلى نطاق الممكن. وهذا الإجراء يعمل بموجبه العديد من أطباء الأسنان حمايةً لهم وللمرضى، خصوصاً أن طبيب الأسنان أكثر عرضة من غيره للإصابة نظراً لطبيعة عمله. لكن هذا لا يعني أن هناك سبباً للخوف، فنحن نتخذ أقصى درجات الوقاية لحماية الطبيب والمريض معاً، وذلك ضمن معايير آمنة وعالية السلامة، وبناء عليه فلا مبرر ولا داعي للخوف أو التردد في معالجة أي حالة.
لكن المسألة غير مقتصرة على السلامة في التأثير على مسار العمل في هذا القطاع، بل في ارتفاع أسعار المواد الطبية بسبب تراجع سعر العملة الوطنية. فبعض المنتجات المستعملة في طبابة الأسنان كانت تكلفتها على الطبيب متدنية ومقبولة، وباتت اليوم بأسعار خيالية. وهذا لا يمكن أن يتحمله الطبيب كما لا يمكن تحميله للمريض في هذه الظروف، من هنا منشأ المشكلة.
ما هي حالة طوارئ الأسنان التي تستدعي ضرورة العمل في ظل الجائحة؟
حالات الألم الحاد غير المحتمل بالنسبة إلى المريض، والإلتهاب والحالات الطارئة التي قد يؤدي تأجيلها إلى مضاعفات صحية. أما ما عدا ذلك مما يمكن تأجيله فإما أن المريض من تلقاء نفسه لا يتوجه إلى عيادة طبيب الأسنان، أو أن الطبيب ينصح بتأجيل العمل الطبي ريثما يكون استقر الوضع وزالت المخاطر.
ما أهمية كونك طبيباً ورئيس بلدية في تحسين التعاطي مع الوضع الحالي ومعرفة اتخاذ القرارات السليمة؟
من الطبيعي أن يكون الطبيب بحكم دراسته وعمله ومتابعته لآخر التطورات العلمية والطبية، أكثر إلماما ودراية بمسائل الفيروسات وتطورها وانتشارها، وبالتالي كيفية التعاطي معها لناحية التعقيم وإجراءات السلامة الأكثر أماناً ونتيجة. فهناك إجراءات قد تكون مكلفة وبدون جدوى أو أن طريقة وتوقيت تنفيذها غير مجديين، لذلك فإن المعرفة ضرورية في هذا المجال وتساعد على وقاية أكثر نجاعةً وأماناً. وهذا ما نقوم به في بلدية كفردبيان.
في أي مرحلة بات العمل على لقاحات لمواجهة الجائحة؟
اللقاحات باتت في مرحلة متقدّمة. وبانتظار اعتمادها وتوزيعها على الأسواق، لا بد من الوقاية أولا والتعايش مع الفيروس الذي لا بد أن يتوسع أكثر في كل العالم، إلى أن ترتفع المناعة البشرية تجاهه.