د. وديع أيوب
رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال
د. وديع أيوب
“أول جراحة في لبنان لتضيق الوريد الرئوي في CMC”
نجح مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال في بيروت بإجراء اول عملية لعلاج تضيق الوريد الرئوي عبر فتح الشريان بواسطة الدعامة (Pulmonary Vein Stenting) من خلال فريق طبي متكامل من الأطباء والمتخصصين. رئيس قسم كهرباء القلب في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال الدكتور وديع أيوب تحدّث إلى مجلة “المستشفى العربي” عن هذه العملية الأولى من نوعها في لبنان.
ما هي حالة تضيق الوريد الرئوي؟ وما مدى خطورتها؟
تضيق الوريد الرئوي من الحالات الطبية النادرة التي يمكن أن تحصل منذ الولادة أو قد تنتج عن عملية معيّنة كانت قد أجريت في القلب في فترة سابقة مثل علاج الرجفان الأذيني. فمن المعروف أن البطين الأيسر في القلب لديه أربعة أوردة تأتي من الرئة إلى القلب لتزوّده بالأوكسجين، لكن وجود تضيق في أحد هذه الأوردة يجعل حياة المريض في خطر ويعرضه لمضاعفات عدة وأعراض مثل سعال شديد مع خروج دم بكمية كبيرة وضيق في التنفس. المريض في هذه الحالة كان يعاني من تضيق في أحد الشرايين الرئوية الأساسية بنسبة 99 بالمئة، حيث أن الدم لا يمكن أن يمر ليعود إلى القلب فيبقى في الرئة والنتيجة هي ارتفاع الضغط في الرئة ما يؤدي إلى مضاعفات شديدة.
هلا حدثتنا عن عملية تضيق الوريد الرئوي التي أجريت للمرة الأولى في لبنان؟ كيف تمّت؟
الفكرة الأساسية لهذه العملية هي فتح الشريان بواسطة البالون ومن ثم وضع دعامة بداخله لضمان عدم تجمع الدم في الرئة فتتحسن حالة المريض. لإجراء هذه العملية كان علينا أن ندخل من الجهة اليمنى للقلب إلى الجهة اليسرى فنصل إلى البطين الأيسر ومن ثم إلى الشريان المتضيق، فنقوم بإدخال سلك رفيع جدا يُستخدم عادة لشرايين الأوردة التاجية وعند وصول السلك إلى الشريان نقوم بفتحه بواسطة البالون ثم نُدخل الدعامة ليبقى الشريان مفتوحاً.
عند إنتهائنا، كان لابد من إجراء صورة إيكو للقلب (Transesophageal Echo) والتي تتم عن طريق المريء لكي نرى عن قرب أكثر ونتأكد أن الشريان عاد ليعمل بشكله الطبيعي وأن ضغط الدم قد إنخفض في هذه المنطقة.
ما هي خطورة هذه العملية؟
في الواقع العملية تعتبر عالية الخطورة لأن نسبة حدوث نزيف حاد أثناء العملية مرتفعة جداً حيث يمكن أن يتجمع الدم حول القلب ما يستدعي إجراء جراحة قلب مفتوح مباشرةً وهو ما حثّنا على إستقدام فريق طبي متكامل جاهز لأي خطوة غير محتسبة؛ وبالتأكيد العملية تمت تحت تأثير التخدير العمومي لضمان عدم تحرك المريض لأن التدخل الطبي الحاصل خلال العملية عالي الدقة.
ماذا عن الفريق الطبي الذي شارك في اجراء العملية؟ من هم الإختصاصيون المعنيون بالعملية؟
هناك فريق متعدد الإختصاصات كان حاضراً خلال العملية، فقد عمل فريق من أطباء التخدير على تحضير المريض لكل الإحتمالات ومنها نقل المريض إلى عملية القلب المفتوح فوراً في حال حدوث النزيف. شارك في العملية رئيس قسم أمراض القلب الدكتور إيلي شماس وهو المسؤول عن تصوير القلب من المريء ومراقبة ضغط الدم في الأوردة الرئوية والتأكد من عدم حدوث أي نزيف؛ الإختصاصي بأمراض القلب والشرايين والصمامات الدكتور وسيم شاتيلا كان دوره مهماً كذلك لإدخال البالون والدعامة لفتح الشريان. جراح القلب الدكتور جبرايل خوري كان حاضراً كذلك في حال اضطررنا لإجراء جراحة القلب المفتوح.
ماذا عن مرحلة ما بعد العملية؟
ينبغي مراقبة المريض عن كثب لا سيما في الـ24 ساعة الأولى بعد العملية في غرفة العناية الفائقة لأن إحتمال حدوث النزيف يبقى وارداً خصوصاً أن وضع الدعامة يستوجب تناول الأدوية المسيّلة.
لكن المريض تخطى هذه المرحلة بنجاح نظراً للدقة في التدخل الطبي والمراقبة الحثيثة للحالة المرضية حيث كان مركز كليمنصو الطبي على أتم الإستعداد لمعالجة أي مضاعفات قد تحدث.
وأود الإشارة هنا إلى أن هذه الحالة المرضية النادرة كانت تُعالج في السابق فقط بواسطة البالون وهو ما يؤدي إلى عودة التضيق مجدداً بعد فترة، لكن الدراسات أثبتت أن وضع الدعامة في الشريان يحد من نسبة عودة التضيق بشكل كبير جداً خصوصاً في حال تناول الأدوية المسيّلة.