مقابلات

الدكتور محمد علي رضا

الدكتور محمد علي رضا

الأخصائي في أمراض الروماتيزم في مركز كليمنصو الطبي في بيروت  

ارتفاع حمض اليوريك ليس بالضرورة داء النقرس

ينتج داء النقرس (GOUT) عن ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم وتراكم بلّورات هذا الحمض في المفاصل. ويعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة  بسبب عوامل مختلفة بما في ذلك الاختلافات الهرمونية والعادات الغذائية. لكن ليس كل ارتفاع في معدل حمض اليوريك يعني أن المريض يعاني من النقرس أو يحتاج إلى علاج، يقول الدكتور محمد علي رضا الأخصائي في أمراض الروماتيزم في مركز كليمنصو الطبي في بيروت. من هنا، يتوجّب على المريض زيارة الطبيب المتخصص للحصول على تشخيص دقيق للحالة مع تحديد بروتوكول العلاج المناسب. 

هلا شرحت لنا العلاقة المعقّدة بين ارتفاع حمض اليوريك وداء النقرس؟

ارتفاع حمض اليوريك أحد الأسباب الرئيسية لمرض النقرس الذي يُشتهر باسمداء الملوكنظراً لكثرة تناولهم اللحوم، ولكن ليس كل ارتفاع يؤدي إلى الإصابة بالنقرس. هناك عوامل متعددة تساهم في ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، بما في ذلك:

خلل في وظائف الكلى: تعتبر الكلى المسؤولة عن تصفية حمض اليوريك من الدم. أي خلل في وظائف الكلى، مثل القصور الكلوي المزمن أو الفشل الكلوي، يمكن أن يؤدي إلى تراكم حمض اليوريك في الجسم.

النظام الغذائي: بعض الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم الحمراء والأسماك الدهنية، يمكن أن تزيد من إنتاج حمض اليوريك في الجسم.

بعض الأمراض: مثل السرطان حيث ترتفع نسبة حمض اليوريك بسبب الأدوية المستخدمة وتحديداً العلاج الكيميائي.

العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في قابلية الشخص للإصابة بالنقرس.

متى يحتاج مريض النقرس للعلاج؟

لابد من الإشارة إلى أنه ليس كل شخص يعاني من ارتفاع في مستوى حمض اليوريك يحتاج إلى علاج فوري. فارتفاع حمض اليوريك لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض النقرس. لذلك، من الضروري استشارة طبيب متخصص في أمراض الروماتيزم لتقييم الحالة بدقة.

في حال أظهر الفحص المخبري ارتفاعًا في مستوى حمض اليوريك من دون وجود أي أعراض مثل الألم والتورم، لا يحتاج المريض إلى علاج دوائي في المرحلة الحالية؛ وفي حال وجود ارتفاع طفيف في مستوى حمض اليوريك يكفي اتباع نمط حياة صحي مثل التقليل من تناول البروتينات والقيام بالنشاط البدني بانتظام.

يحتاج المريض للعلاج في الحالات التالية:

  • وجود أعراض النقرس:  إذا كان المريض يعاني من هجمات النقرس بشكل متكرر وشديد، فإن العلاج الدوائي ضروري للسيطرة على الأعراض ومنع حدوث مضاعفات.
  • بعض الحالات الخاصة: مثل المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي أو يخضعون للعلاج الكيميائي، قد يكون العلاج ضروريًا حتى في حالة عدم وجود أعراض واضحة.

ما هي أبرز العوارض التي يمكن أن يعاني منها المريض؟

عندما يتراكم حمض اليوريك في الجسم بشكل كبير، فإنه يتحول إلى بلّورات تترسّب في المفاصل لاسيما المفصل الكبير في إصبع القدم، ما يؤدي إلى التهاب شديد وألم حاد. 

الهجمة النقرسية هي من أهم العوارض التي يعاني منها مريض النقرس حيث تبدأ عادة بهجوم مفاجئ وغير متوقع وألم شديد لا يُحتمل، غالبًا ما يصيب المفصل الكبير في الإصبع، ولكن يمكن أن يصيب أي مفصل في الجسم. بالإضافة الى الاحمرار والتورم بحيث  يصبح المفصل المصاب أحمر ومتورمًا وساخنًا عند الملمس.

ما هي الآلية المتبعة لتشخيص الحالة؟

يتم تشخيص النقرس بناءً على عوامل عدّة، أهمها الفحص السريري الذي يعتمد على تقييم الأعراض التي يشكو منها المريض، مثل الألم الشديد والالتهاب في المفاصل، وخاصة مفصل إصبع القدم الكبير. وفي بعض الأحيان، إذا كان المفصل منتفخًا بشكل كبير، يمكن سحب عيّنة من سائل المفصل وفحصها تحت المجهر والتأكد من وجود بلّورات حمض اليوريك في هذا السائل.

يتم قياس مستوى حمض اليوريك في الدم ولكن من المهم ملاحظة أن هذا الفحص لا يجب أن يتم خلال نوبة النقرس الحادة، لأن مستوى حمض اليوريك يكون منخفضاً بشكل مؤقت بسبب تجمع البلّورات في المفصل فيعطي نتائج غير دقيقة.

ما هي الآلية المتبعة للعلاج؟

علاج النقرس يتطلب نهجًا شاملاً يشمل تخفيف الأعراض ومنع تكرارها، هنا يجب التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب المتخصص لتحديد العلاج المناسب. يعتمد علاج النقرس على عوامل عدة، أهمها تكرار الهجمة مرتين في السنة، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض. 

في الهجمة الحادة، يتم استخدام الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات، وغيرها من الأدوية الخاصة لمعالجة داء النقرس التي يتم تحديدها من قِبل الطبيب المختص وفقاً لكل حالة. ولكن في حال تكرار الهجمات، نقوم بتغيير بروتوكول العلاج ونلجأ الى الأدوية الخافضة لحمض اليوريك، بالإضافة إلى تعديل نمط الحياة. من المهم الإشارة هنا إلى أننا لا نلجأ مباشرة الى الادوية الخافضة لمعدل حمض اليوريك في الدم بسبب مضاعفاتها بالدرجة الأولى ولأن ليس جميع الحالات بحاجة إليها.

ماذا عن مضاعفات عدم السيطرة على النقرس؟

إذا لم يتم علاج النقرس بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، مثل:

  • تشوّه المفاصل: قد يؤدي تراكم بلّورات حمض اليوريك في المفاصل إلى تلفها وتشوهها بشكل دائم.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: يرتبط النقرس بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض الكلى:  قد يؤدي ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم إلى تلف الكلى.

كيف يمكن التحكم بداء النقرس لمنع تكرار الهجمات؟

يمكن التحكم في النقرس وإدارته من خلال اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.  يلعب النظام الغذائي دورًا مهماً في زيادة خطر التعرض للإصابة بالنقرس وتكرار نوباته. وينبغي تجنّب الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الحمراء والدجاج وثمار البحر والبقوليات والمشروبات الكحولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى