مقابلات

خالد العمادي

الرئيس التنفيذي لمستشفى الأهلي – قطر

خالد العمادي

“وصلنا إلى أعلى درجات الجودة ونمتلك استعداداً للانتقال إلى مراحل أخرى”

نجح  المستشفى الأهلي منذ بداياته في نحت صورة مميّزة له كقطب طبي رائد يمتلك أحدث التّجهيزات وأكفأ الإطارات الطبية. كما  نجح  أيضاً  في ترجمة الدور الريادي الذي يلعبه القطاع  الخاص في توفير أرقى الخدمات  الطبية وأكثرها جودة. فالامكانيات اللوجستية والبشرية التي يحظى بها مستشفى الأهلي فضلاً عن استراتيجية العمل الناجعة التي  يتوخاها،  أفضت إلى  تحقيق  قفزة  نوعية  في القطاع  الطبي  الخاص بوّأته لأن يكون قٌطبا صحياً رائداً.  عن التطور الذي شمل غالبية أقسام المستشفى فضلاً عن أبرز مشاريع المستشفى في الفترة المقبلة، لعلّ أبرزها عمليات التوسعة التي سيشهدها المستشفى إلى جانب  عيادات الوكرة وقسم الحالات المستعجلة التي تم افتتاحها، وعن الافتتاح  الرسمي  لفرع المستشفى الجديد في منطقة الوكرة تحدّث السيد خالد العمادي الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي.   

هلاّ حدثتنا بداية في كلمات عن أبرز ما يٌميّز المستشفى الأهلي عن باقي المستشفيات الخاصة؟

 استطعنا أن نتجاوز منذ أن تأسس مستشفى الأهلي وإلى الآن الكثير من التحديّات  التي أهّلتنا لأن نكون من بين المتميزين في مجالنا وتمكّنا خلالها من العمل بجهد للوصول إلى أعلى درجات الجودة في كلّ ما نقدّمه من خدمات صحية داخل أقسام المستشفى المختلفة. ونجحنا بعون الله وفضله، برسم أهداف بعينها واتبعنا استراتيجية محددة طوال هذه السنين – وخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة – التي كانت جسراً متينا أوصلنا إلى أن نكون أكبر مستشفى خاص في دولة قطر، وهي إحدى شركات المجموعة للرعاية الطبية المساهمة المدرجة في البورصة. إضافة إلى كلّ ذلك، استطاع مستشفى الأهلي الذي يمتلك 250 سريراً أن يحظى بثقة رواده، بفضل ما نقدّمه من خدمات، وما  نوفره من تنوّع  في كل الأقسام الطبية حيث لدينا تجهيزات متطورة تواكب آخر التطورات في عالم الطب. 

من أجل الحفاظ على هذا التميز وتعزيزه، ركزنا في الفترة الأخيرة على المزيد من التنوع  عن طريق إنشاء أقسام معينة، حديثة التجهيزات وتزخر بالكفاءات، حتّى يكون عملنا  تخصّصي بشكل أكبر، ومن بين هذه الأقسام إنشاء مركز الأهلي للقلب وعيادة الأطفال  فضلاً عن  النساء والولادة إلى جانب  وحدة العقم والأنابيب. لم تقتصر عملية التوسعة في هذه الأقسام، بل طالت التحسينات قسم الطوارئ؛ وحتى يتسنى لنا أن نكون وجهة طبية متميزة ومتكاملة، وضعت لجنة توظيف الأطباء في المستشفى معايير صعبة للغاية لا يتجاوزها إلا من كان فعلاً من بين المتميّزين.

بالتوازي مع ما أٌنجز من عمليات تطوير للأقسام، هل من مشاريع توسعة جديدة في الأفق؟

نعم هناك مشاريع توسعة في السنوات المقبلة وستسجّل حضورها في حرم مستشفى الأهلي نفسه. ولقد تم حاليا افتتاح عيادات الوكرة وباتت جاهزة لاستقبال الزائرين. وتعتبر عيادات الوكرة فرعاً ثانيا للمستشفى وتضم وحدة للحالات المستعجلة وتتضمن التخصصات التالية: الطب الباطني العام – الجراحة العامة – النساء والولادة – الأطفال – الأسنان. وكان الافتتاح الرسمي لفرع مستشفى الأهلي بالوكرة  حيث تفضل سعادة الشيخ عبدالله بن ثاني آل ثاني – رئيس مجلس الإدارة بقص شريط الإفتتاح بحضور أعضاء مجلس الإدارة الكرام والإدارة التنفيذية للمجموعة للرعاية الطبية ومستشفى الأهلي.  

تفاعلا مع حديثكم بخصوص مشاريع التوسعة، هل لديكم نية للتوجه جديّاً إلى تغطية كل مناطق  الدوحة من خلال  إنشاء مستشفيات جديدة لا سيما بعد التطور الذي شهده المستشفى والذي يعكسه تطوير الأقسام ومشاريع التوسعة؟ 

نأمل فعلاً أن تتوفّر لنا فرصة التوسع على النطاق الجغرافي فهدفنا أن نسجل حضورنا في شمال الدوحة وجنوبها بقصد الوصول الى أكبر شريحة من الناس، وتقديم الرعاية الصحية  اللازمة لهم. غير أن هذه المسألة لا تعتبر سهلة، لأن انشاء وحدة علاجية متكاملة يتطلب  وقتاً كبيراً وإجراءات كثيرة فضلاً عن التكاليف الباهظة لهكذا مشروع.  

ولا يمكن لأي  مستشفى أن يحظى بالتميز والإمتياز ويقدّم خدمات صحية جيدة من دون أن  يمتلك طاقماً طبياً مؤهلاً يتكون من أطباء أكفاء وممرضين محنكين وإطار فني خبير قادر على تشخيص الأمراض بدقة، كما لا يمكنه أيضاً تقديم هذه الخدمات في غياب الأجهزة   الطبية الحديثة والمتطورة. لا يمكن توفير هذه التقنيات ببساطة وسرعة وبأقل التكاليف، وهذا ما يميّز اليوم المستشفى الأهلي عن غيره من المستشفيات حيث أننا نعمل على المحافظة على ما عهده منّا كلّ من زار المستشفى. ونسعى من خلال هذا المستشفى وفروعه، التي نأمل في إنشائها إن شاء الله، أن نُبقي على ما نمتلكه من تكامل في الرؤى والأهداف والوسائل أيضاً، سواء كان ذلك على مستوى الأجهزة أو الإطار الطبي وحتى الممرضين والتقنيين، وهذا سر نجاحنا في السنوات الأخيرة وتميزنا من خلال ما تشهده جميع أقسامنا العلاجية من تطور وتطوير. بذلك فقط استطعنا  في المستشفى الأهلي أن  نكون الأقرب للناس ونحظى بثقتهم،  فالمستشفى اليوم بات يقدم  خدمة لـ أكثر من 1600 شخصاً كمتوسط يومي على مدار الأسبوع  من دون أدنى عناء وبنفس الجودة في الخدمات والنتائج، ولدينا القدرة والطاقة على استيعاب أعداد أكبر وحالات مختلفة ومتنوعة في ظل وجود طاقم طبي كفؤ يقدّم هذه الخدمات في كنف الأريحية. 

ونتاجاً لما حققناه حتى اليوم من تميّز وبعد التطويرات التي طالت معظم الأقسام، وبعد مشاريع  التوسعة في حرم المستشفى، نحن نمتلك الآن استعداداً للانتقال إلى مراحل أخرى، ولدينا الأفكار والبرامج اللازمة لذلك والعمل عليها موجود أيضاً وهناك أكثر من مشروع هو حالياً قيد الدراسة  سيكون بمثابة خطوة الى الأمام نخطوها خارج مبنى مستشفى الأهلي.

هلا حدّثتنا بالتفصيل عن الأقسام التي شهدت عمليات التطوير  خلال  السنوات الأخيرة ؟

شملت عمليات التطوير تقريباً جل الأقسام؛ فعلى سبيل المثال تعزّز قسم الأشعة بخيرة الأطباء وبأجهزة حديثة ومتطوّرة. كما تم تطوير قسم المختبرات بأحدث الوسائل  التي ساهمت في اكتساب الوقت والجهد ومكنتنا من الحصول على أفضل النتائج بأسرع وقت ممكن، وبجودة مميزة ودقة عالية خاصة بعد أن عززنا قسم المختبرات مؤخراً بجهاز حديث تم جلبه من  شركة ألمانية مميزة. طال التطوير كذلك مركز القلب وبات من السهل إجراء عمليات القلب المفتوح داخل المستشفى بوجود إطار طبي متميز ومتمكن  فضلاً عن طاقم تمريضي مؤهل لاستيعاب جميع  الحالات والتعامل معها بشكل ناجح، هذا بالإضافة إلى توفر عشر غرف للعناية المركزة وقسم خاص بجراحة المخ والأعصاب يحتوي على أجهزة جديدة وقسم غسيل الكلى يتضمن 4 كراسي جديدة جاهزة للاستعمال. من دون أن ننسى العيادة المستقلة  للأطفال، علماً أن قسم الأطفال كان يتكون من 7 عيادات سابقاً وأضحى يتكون حاليا من 12 عيادة. كما بدأت وحدة الأنابيب والعقم تنتج بشكل ملحوظ  الأمر الذي استفاد منه كثيرون. وتم  أيضا في قسم الطوارئ إضافة 9 أسرّة جديدة خلال هذه السنة وهذا ما جعلنا نصل بكل أريحية إلى تغطية شريحة كبيرة من المرضى.

إلى جانب كلّ هذا، زاد من تميز المستشفى الأهلي معطى آخر سهّل كثيراً طريقة عملنا، ويتمثل في قسم الأرشفة حيث باتت ملفات المرضى لدينا “مؤرشفة” الكترونياً وهو ما أفضى إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال عملنا وبات مستشفى الأهلي من بين الوجهات الطبية المميزة والجاهزة لأي ربط الكتروني مع وزارة الصحة أو مستشفى حمد ما يسهل التعامل مع ماضي المريض الصحي. كما ساهمت الأرشفة الالكترونية التقليل من هامش الخطأ حيث سهلت على الطبيب والمريض عملية الحصول على المعلومة التي يريدها بشكل أدّى إلى تحقيق وفرة في الوقت والجهد والنتائج أيضاً.

تميُز مستشفى الأهلي لم يقتصر على مجال الخدمات الطبية المتطورة فقط، بل بات نقطة مضيئة داخل الدولة في ما يٌعنى بالتوعية الصحية. لو حدثتنا عن أبرز أنشطة المستشفى المجتمعية؟

لدى مستشفى الأهلي أنشطة مجتمعية كثيرة منها ما هو توعوي عالمي، حيث يتبع المستشفى الأهلي روزنامة منظمة الصحة العالمية كيوم القلب والسكري وسرطان الثدي ومنها أيضاً جميع حملات التوعوية المحلية مثل ما نقوم به في المدارس بخصوص التغذية للأطفال وهي حملات تكون  تقريباً شبه أسبوعية. ويعنى المستشفى الأهلي بأنشطة أخرى كثيرة  تخدم المجتمع والمواطنين والمقيمين في دولة قطر، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمناسبات الوطنية مثل اليوم الرياضي ودرب الساعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى