جرّاح التجميل والترميم الدكتور ديمتري ملنيكوف
جرّاح التجميل والترميم الدكتور ديمتري ملنيكوف
“جراحة إعادة بناء الثدي الطبيعي تعطي دفعة معنوية كبيرة للنساء المصابات بالسرطان”
يركّز الدكتور ديمتري ملنيكوف، جرّاح تجميل وترميم، على الجراحة الدقيقة وإعادة بناء الثدي الطبيعي. على مستوى العالم، يوجد أقل من 1،000 طبيب مؤهل لإجراء هذه الجراحة. لا يتخصص الكثير من الجراحين في هذا النوع من الجراحة كونها عملية دقيقة تتطلب تدريبًا ومعدات خاصة. الدكتور ديمتري ملنيكوف هو نائب السكرتير الوطني للجمعية الدولية لجرّاحي التجميل (ISAPS) وعضو ناشط في الجمعية العالمية للجراحة المجهرية الترميمية. الدكتور ديمتري هو الجرّاح الذي أجرى العملية الجراحية لمعالجة عضلة لاعب كمال الأجسام “بوباي”. إليكم هذه المقابلة الحصرية مع جرّاح التجميل الدكتور ديمتري ملنيكوف.
ما هي أحدث الجراحات التي تعنى بإعادة بناء الثدي؟
هناك نوعان من الجراحات التي تجمع بين التجميل والترميم بهدف إعادة بناء الثدي. العملية الجراحية الأولى يطلق عليها اسم “الشريان الشرسوفي السفلي السطحي”(SEIA)، بينما الثانية تعرف باسم “الوعاء الشرسوفي السفلي العميق”(DIEP).
من خلال هذان النوعان من الجراحات، نقوم باستخدام شريحة من أنسجة المرأة الطبيعية لإنشاء ثدي جديد بعد عملية استئصال الثدي بسبب مرض السرطان.
تعد العملية الأولى (SEIA) أقل تدخلاً إذ لا تتطلب شقًا جراحياً، بينما تتطلب الجراحة الثانية (DIEP) شقًا صغيرًا في اللفافة البطنية أو غلاف الأعضاء وبالتالي تعتبر جراحة تداخلية إلى حد ما.
يمكن تشبيه جراحة DIEP بعملية زرع الأعضاء. مع ذلك، تتميز هذه الجراحة بطبيعتها الذاتية، ما يعني أن الأنسجة المتبرع بها يتم حصدها من جزء مختلف من الجسد التابع للمريضة نفسها مع الأوعية الدموية والدهون والجلد من دون لمس العضلات، ليتم بعدها تفصيل هذه الشريحة الجسدية بحسب احتياجات الجرّاح لتناسب مظهر الثدي الذي يتم إعادة بنائه. على سبيل المثال، يمكن تفصيل الأنسجة المأخوذة من بطن المريضة أو ظهرها على شكل ثدي جديد أو استخدامها لتغطية أي عيب رضحي كبير. تعد جراحة DIEP العملية الأكثر تقدمًا لإعادة بناء الثدي، حيث توفر للمرضى مظهرًا وشعورًا طبيعيًا. وتُصنّف هذه العملية كجراحة عامة، إذ تتطلب تخديرًا شاملاً لجسم المريضة.
ما وراء الجماليات، كيف تعمل هذه الجراحة على رفع معنويات المرأة؟
نظرًا لطبيعتها، فإن جراحة DIEP تمكّن المرأة من استرجاع أنسجة الجسم الأصلية نوعاً ما، مما يعيد لها جزءًا كبيرًا من “الأنوثة المفقودة” بسبب السرطان واستئصال الثدي. وبالتالي يعزز ذلك الروح المعنوية للمريضات اللواتي يعتبرن أثدائهن جانبًا حيويًا من حياتهن الأنثوية.
ما مدى الدقة التي يتطلبها هذا النوع من الجراحة؟
يشمل إجراء جراحة DIEP خياطة الأوعية الرقيقة التي توازي شعرة الرأس. لذلك، تتطلب الجراحة تدريبًا مكثفاً ومعدات خاصة. إن تحديد موقع الأوعية وحصاد الأنسجة من دون إلحاق الضرر بالمنطقة المانحة هو أمر معقد نسبياً ويتطلب الدقة والاهتمام الشديد بالتفاصيل.
كم عدد الجراحين المتخصصين في هذا النوع من الجراحة على مستوى العالم؟
على مستوى العالم، هناك أقل من 1،000 طبيب مؤهل لإجراء هذه الجراحة.
متى كانت المرة الأولى التي أجريت فيها هذه الجراحة؟
قمت بإجراء أول عملية جراحية SEIA في روسية خلال عام 2016، وأول جراحة DIEP في أوزبكستان خلال عام 2019، وأول جراحة DIEP في لاتفيا خلال عام 2020. وقد أجريت حتى الآن المئات من هذه العمليات الجراحية على مدار السنوات العشر الماضية.
ما هو مستوى وعي النساء بهذا النوع من الجراحات؟ هل يختلف مستوى الوعي حسب البلد أو المنطقة؟
يعد مستوى الوعي بهذا النوع من الجراحات في الدول المتقدمة معتدل. خضعت الممثلة الأميركية شانين دوهيرتي لهذا النوع من الجراحة بهدف إعادة بناء الثدي، وقامت بمشاركة رحلتها وتجاربها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لا يزال هناك الكثير من التطور الذي يتعين تحقيقه في مجال الجراحات الترميمية بشكل عام.
ما مدى حرصك على توفير هذه الجراحة في دول أخرى على مستوى العالم؟
بعد أن قمت بتكوين كادر طبي ضليع، أصبح لديّ القدرة على إجراء هذا النوع من الجراحة في أي منشأة طبية تقريبًا، بشرط أن تحتوي على مجهر وإمكانية لتقديم العناية للمريضة ما بعد الجراحة.
ومن أجل توفير الوقت ولسلامة المريضة وراحتها، يتم إجراء هذه الجراحة من قبل طاقم طبي متكامل يعمل سوياً في آن واحد.
يقوم اثنان من الجراحين بحصد الأنسجة من المنطقة المانحة بينما يقوم اثنان آخران بإغلاق تلك المنطقة ويقوم اثنان آخران بإعداد المنطقة المتلقية، وخياطة الشرايين والأوردة ثم تشكيل الثدي. من الضروري تقليل وقت الجراحة حيث تم الإبلاغ عن هذه الحيثية كعامل مساهم في معدل مضاعفات الجراحة.
بالحديث عن المضاعفات، ما هي أبرز التعقيدات المحتملة للمريضة جراء هذه العملية؟
تنطوي هذه الجراحة على مخاطر منخفضة من حيث إمكانية حدوث مضاعفات. ومع ذلك، فإن أي نوع من الجراحات يحتوي على درجة معينة من المخاطر. الخطر الرئيسي جراء جراحة DIEP هو “نخر الأنسجة”، حيث قد لا تتلقى الأنسجة المحصودة ما يكفي من الدورة الدموية وقد تموت. بالنظر إلى التخطيط الشامل والأداء الدقيق لهذه الجراحة، يعتبر خطر الإصابة بنخر الأنسجة نادر جداً. يستطيع الجراحون اكتشاف هذه المشكلة ومعالجتها في غرفة العمليات. وقد تشمل المضاعفات الأخرى رفض الجسم للقطب، وحدوث ندبات، وصعوبة في إتمام الشق الجراحي.
هل لديك أي خطط للتوسع إلى دولة الإمارات؟
إن التوسع إلى دولة الإمارات هو من أبرز أولوياتنا. نحن بصدد محادثات مع كبرى المراكز الطبية في دبي التي نعتزم التعاون معها. تتمثل مهمتي بتوفير هذه الجراحة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان النامية.
كيف تقيّم مستوى الطلب على هذه الجراحة على مستوى العالم؟
تزايد الطلب على هذا النوع من الجراحة خلال العقد الماضي بفضل المنتديات التي تجمع المريضات المصابات بسرطان الثدي، التي منحتهن منصة يشاركن من خلالها معاناتهن وتجاربهن والحلول المتوفرة للتخفيف من أثر المرض. تميل المريضات إلى التمسك ببعضهن البعض ومشاركة آرائهن ومساعدة بعضهن، إذ من الصعب على المرأة المضي في هذه الرحلة بمفردها. وفقًا للإحصاءات الحديثة، يتم تشخيص امرأة واحدة من بين كل ثماني نساء بسرطان الثدي طوال حياتهن، مما يدل على أهمية هذه العمليات الجراحية للصحة العقلية والجسدية للنساء على مستوى العالم.
كم تبلغ مدة الاستشفاء عقب هذه الجراحة؟
تتميز هذه الجراحة بوقت استشفاء أقصر مقارنةً بالجراحات الأخرى التي تعنى بإعادة بناء الثدي بعد الاستئصال، كونها لا تتطلب من المريضة ارتداء موسّع الأنسجة لعدة أشهر كما هو الحال في جراحة السيليكون. فتمتد فترة التعافي من الجراحة لمدة أسبوع تقريباً، ومدة شهر للعودة إلى مزاولة أسلوب حياة طبيعي.