مقابلات

باتريك‭ ‬فان‭ ‬دير‭ ‬لو

الرئيس‭ ‬الإقليمي‭ ‬لمنطقة‭ ‬أفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬فايزر

باتريك‭ ‬فان‭ ‬دير‭ ‬لو

“جهود‭ ‬إيصال‭ ‬لقاح‭ ‬فايزر‭/‬بيونتيك‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬عزّزت‭ ‬قناعتي‭ ‬بأن‭ ‬الشركة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المستحيل”

تعتبر شركة فايزر واحدة من أكبر شركات الأدوية والمستحضرات الصيدلانية في العالم، وقد لمع اسمها في الفترة الاخيرة إثر توصلها الى لقاح مضاد لكوفيد– 19. مجلةالمستشفى العربيأجرت حواراً خاصاً مع الرئيس الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في شركة فايزر باتريك فان دير لو للإضاءة على التحديات التي واجهت الشركة خلال الجائحة وكيف تمكنت من مواجهتها. في ما يلي نص الحوار.

انضممتَ إلى شركة فايزر في عام 1997، وتشغل منصب الرئيس الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط منذ عام 2020. هلّا أخبرتنا قليلاً عن مسيرتك في فايزر؟

منذ انضمامي لفايزر في أوروبا أولاً ثم أميركا الشمالية في عام 2006، حالفني الحظ باكتساب خبرة واسعة في أقسام متعددة ومناطق ومكاتب مختلفة للشركة، من التسويق وحتى تطوير الأعمال. ونتيجة لذلك، عملت لفترة طويلة، في بداية مسيرتي، في مقر الشركة في نيويورك، حيث اطلعت على كيفية عمل شركتنا وإدارتها عن قرب، واكتسبت معرفة وخبرة كبيرة أهّلتني لاتخاذ الخطوة المهمة التالية في مسيرتي بالانتقال إلى آسيا.

أسهم عملي في الإشراف على أعمال الشركة في أسواق متعددة، تتضمن الهند وباكستان وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا، إلى جانب إقامتي في كلّ من هونج كونج واليابان وتايلاند، في منحي خبرات وتجارب في هذه المناطق الضخمة والمتنوعة، وكان لذلك أثر بالغ في رسم ملامح هويتي المهنية والشخصية. وكانت تجربة غنية ومفيدة، أتاحت لي التعرف على ثقافات مختلفة والاطلاع على تقلبات الأسواق الناشئة وتطوراتها.

وبالرغم من الاختلافات الكثيرة بين هذه المناطق وسكانها، إلا أن أسواقها الناشئة تشترك جميعاً في حركيةٍ وتقلباتٍ ديناميكية مميزة، تجعل منها وجهة جذّابة للعمل. وأشعر أن أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا تشاركها هذه الحركية وهذه التقلبات. وانا اتتطلع للعمل مع جميع شركائنا في المنطقة، في سبيل تحقيق المزيد من الإنجازات والاكتشافات المهمة لتحسين حياة المرضى.

حمل عام 2020 أزمة كوفيد– 19 التي فرضت تحديات كبيرة للجميع، وخصوصاً الشركات الدوائية. كيف كان شعورك وأنت تعمل في واحدة من أبرز الشركات الرائدة في مواجهة هذه الأزمة؟

عزّزت الجهود المبذولة لإيصال لقاح فايزربيونتيك ضد كوفيد– 19 لمختلف أنحاء العالم، إيماني بقدرة فايزر على تحقيق المستحيل. وأثبتت إنجازات الشركة في تطوير اللقاح وتوزيعه، بعد مضي أكثر من عام على بدء الأزمة الصحية العالمية، قدرة فايزر الفائقة على الاستفادة من حجمها وإرثها العريق لتحقيق إنجازات مهمة ومؤثرة في حياة المرضى.

إذ اتخذنا، من البداية، قراراً بتوظيف خبراتنا وتجاربنا الممتدة لعقود من الزمن، في مختلف مراحل تطوير اللقاح وتوزيعه، لنقدم لقاحاً مناسباً لجميع المرضى وتوفيره في جميع أنحاء العالم، حيث وصلت جرعات لقاحنا، إلى اليوم، لأكثر من 120 دولة ومنطقة في مختلف بقاع العالم، ونعمل بشكل متواصل على توسيع نطاق التوزيع.

إضافة إلى ذلك، تعهدنا بتوفير ملياري جرعة لقاح للدول منخفضة ومتوسطة الدخل بين عامي 2021 و2022، بواقع مليار جرعة كل عام، بهدف تعزيز جهودنا لإنقاذ حياة عدد أكبر من الأشخاص حول العالم. وفي ضوء هذا التعهد، ستقدم شركتا فايزر وبيونتيك 500 مليون جرعة بسعر التكلفة، مقسمة إلى 200 مليون جرعة في عام 2021 و300 مليون جرعة في عام 2022، لدعم جهود جميع الأطراف في الحد من ارتفاع معدلات الإصابة في مناطق عدة في العالم.

وستتبرع الحكومة، بدورها، بالجرعات إلى 92 دولة، في إطار آلية التزام السوق المسبق لبرنامج كوفاكس التابع للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، إلى جانب دول الاتحاد الأفريقي غير المشمولة بالبرنامج. وقد أشرفت على تطبيق عمليات تطوير لقاح فايزربيونتيك وتنفيذها، كواحد من أول المشاريع التي كُلفت بها في منصبي كرئيس إقليمي للشركة في أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي إطار هذا المشروع، يواصل فريقنا تعاونه مع حكومات ووزارات متعددة لإتمام حملات التطعيم المبكرة على مستوى العالم. وكان العمل في هذا المشروع شرفاً كبيراً لي، لمعرفتي بأن عملنا سيُحدث فارقاً وأثراً إيجابياً حقيقياً في حياة المرضى.

كما أنني اكتسبت من خلاله، معرفة كبيرة عن قطاع الرعاية الصحية في المنطقة، وشهدت السرعة الكبيرة للسلطات في اتخاذ التدابير المبتكرة. وأنا متحمس لمتابعة نتائج وثمرات عملنا في المنطقة خلال الأشهر والأعوام القادمة.

ما هي التحديات التي واجهتموها في الفترة الماضية، وما الدروس التي تعلمتموها؟

تدير الشركة عملياتها في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط منذ اكثر من ستين عاماً. ونبذل قصارى جهدنا لنكون شريكاً موثوقاً للدول التي تقاوم الأزمة الصحية في المنطقة وسائر أنحاء العالم، وبعد تجربتنا وتعاملنا مع مرض كوفيد– 19 عن كثب،  اتسعت دائرة خبراتنا ومعارفنا، حول التدابير التنظيمية وسبل انتقال العدوى وطرق الإمداد السريع، لضمان إيصال أحدث الأدوية إلى عدد أكبر من المرضى لمقاومة التهديدات الصحية الطارئة.

ولا يقتصر التزامنا ودورنا في مقاومة الأمراض المعدية على توفير الدواء فقط، إذ ندرك أن الأنظمة الصحية للدول منخفضة ومتوسطة الدخل تشكل تحدياً كبيراً، وأن هناك حاجة ماسة لتمكين هذه الأنظمة ودعمها، وتحسين وسائل الوقاية والتشخيص وعلاج الأمراض المعدية، وخصوصاً في المجتمعات المحتاجة والضعيفة. ولذا تستمر شركة فايزر، بالتعاون مع شركائها، بالاستثمار في التزامات مهنية لعدة سنوات، لتحسين مرونة الأنظمة الصحية، عن طريق تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز سلاسل الإمداد، إضافة إلى ضمان الوصول إلى منتجات عالية الجودة، ودعم تقنيات جديدة تساعد على تحسين الوسائل التشخيصية وطرق جمع البيانات.

تتمثل رسالة فايزر في تحقيق إنجازات صحية كبيرة تحدث تغييراً في حياة المرضى. كيف تسعى فايزر لتحقيق هذه الرسالة والأهداف اليوم؟

نؤكد، في الشركة، على تمسكنا والتزامنا التام برسالتنا في تحقيق إنجازات صحية كبيرة تحدث تغييراً في حياة المرضى.

وبالاستفادة من دعم أكثر من 1600 موظف في الشركة في مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، نعمل بلا كلل، منذ أكثر من ستين عاماً، بالتعاون مع الأخصائيين الطبيين والمجتمعات والحكومات بهدف تغيير حياة ملايين الأشخاص في دول المنطقة الـ 19، من خلال تعزيز الوصول إلى أحدث منتجات فايزر، المستخدمة داخل المستشفيات وخارجها في الاختصاصات الطبية الرئيسية في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، وبأسعار مقبولة، متضمنة اللقاحات والأدوية المضادة للعدوى والأورام والالتهاب والأمراض النادرة، إضافة إلى أدوية المناعة وأمراض الطب الباطني، فضلاً عن الحقن المعقمة. كما نواصل سعينا لتحقيق مزيد من الإنجازات الصحية التي تسهم في تغيير حياة المرضى بالاعتماد على أحدث الابتكارات العلمية.

ففي عام 2020، تمكّنا من تسجيل 55 منتجاً طبياً وإيصالها إلى حوالي 6.6 مليون مريض في دول أفريقيا والشرق الأوسط.

ومن جانب آخر، نعمل على إحداث تأثير إيجابي مهم في حياة المرضى عن طريق اللقاحات، حيث نمد برامج التطعيم الوطنية في 15 دولة بلقاح المكورات الرئوية المقترن الخاص بالشركة، ما يساعد على تطعيم حوالي أربعة ملايين مولود جديد كل عام.

ما هي رؤية فايزر للمستقبل، وما هو مفتاح الوصول إلى مستقبل صحي أكثر من وجهة نظرك؟

نتطلع، في فايزر، إلى مستقبل نهزم فيه جميع الأمراض المستعصية بقوة العلم، ويتمكن فيه المرضى في كل أنحاء العالم، من الوصول إلى أدوية وعلاجات ولقاحات تسهم في إنقاذ حياتهم. لذا نوجه تركيزنا نحو إيجاد حلول مبتكرة وقابلة للتطوير لتلبية جميع الاحتياجات غير الملباة ومواجهة التحديات الخطيرة في مجال الصحة العامة.

وأثبتت لنا أزمة كوفيد– 19 عدم قدرتنا على مواجهة جميع تحديات الرعاية الصحية وحلها بمفردنا، إذ يجب علينا أن نتعاون جميعاً، من مرضى وحكومات وأطراف فاعلة ومؤثرة في القطاع، للوصول إلى صحة أفضل للجميع. ولذا، نركز اليوم، بالتعاون مع شركائنا، على تطوير البنية التحتية الضرورية لتحفيز الابتكار والنمو في جميع مستويات القطاع، لدعم قدرات البحث والتطوير وتمكين التدابير والوسائل التنظيمية ورعاية المواهب المحلية. وستساعدنا هذه الجهود مجتمعةً على تحقيق مزيد من الإنجازات على الصعيد المحلي لتلبية احتياجات المرضى. لكننا لن نتمكن من تحقيق ذلك إلا عن طريق التعاون ومشاركة خبراتنا مع الأطراف المعنية في القطاع.

كيف تقيّم الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ وخصوصاً مع التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة في مجال الرعاية الصحية.

يشهد قطاع الرعاية الصحية في أفريقيا والشرق الأوسط فترة تحوّل مهمة، حيث ينمو بوتيرة متسارعة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. ويظهر ذلك جلياً في الاستثمارات الكبيرة للحكومات في القطاع سعياً منها إلى تحسين صحة مواطنيها واقتصاداتها. إلا أن القطاع لا يزال يواجه العديد من التحديات على الصعيد الإقليمي. ومع سعينا لتحقيق إنجازات صحية تسهم في تغيير حياة المرضى، فإن أمامنا تحديان أساسيان، يتمثلان في البيئة التنظيمية والمواهب المستقبلية.

تمكنت شركة فايزر خلال الأعوام الأخيرة من تحقيق قفزة نوعية من شركة متنوعة ذات محفظة شاملة من العلامات التجارية العريقة إلى شركة رائدة في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية ترتكز على العلوم والابتكار.

ويُمثّل دعم البحث والتطوير أحد أهدافنا الأساسية لتحقيق إنجازات طبية نوعية في المنطقة. ويتطلب توفير بيئة مناسبة لازدهار البحث والتطوير منظومة دعم تتجلى بلوائح تنظيمية قوية تعمل على تمكين الاستثمار وتشجيعه، بما يشمل ضمان تأمين الحماية الكافية لجميع المشاركين في عملية التطوير. فعلى سبيل المثال، تُعدّ حماية الملكية الفكرية شرطاً ضرورياً لضمان الاستثمار في عمليات البحث والتطوير نظراً لما تحمله من مخاطر وتعقيدات وما تتطلبه من وقت وتكاليف، إذ أن عدم توفير هذه الضمانات، يتسبب بصعوبات كبيرة تعيق جهودنا لتلبية احتياجات المرضى.

أما التحدي الثاني الذي نواجهه إقليمياً، فهو امتلاك المواهب. إذ يتطلب تحقيق الإنجازات الطبية، إلى جانب البيئة الملائمة، تأهيل مواهب قادرة على دفع عجلة الابتكار. وتحتضن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط العديد من العقول الشابة اللامعة والمستعدة للارتقاء بالقطاع، لكننا بحاجة إلى دعمهم بخبراتنا العملية لمساعدتهم على الازدهار.

وبالتالي نحرص على دعم تطوير القادة المستقبليين في القطاع، بدءاً من تشجيع الشباب على متابعة تحصيلهم العلمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في سن مبكرة، وصولاً إلى دعم النساء في القطاع وتوعية الطلاب بالفرص المتاحة لهم في مجال الصيدلة الحيوية.

نحن نتعاون مع الأطراف المعنية، من هيئات حكومية وجهات فاعلة في القطاع، بهدف التغلب على هذين التحديين والنهوض بقطاع الرعاية الصحية بما يعود بالمنفعة على المرضى. فعلى سبيل المثال، تُجري المملكة العربية السعودية حالياً العديد من مشاريع البحث والتطوير، تتضمن مراجعة بروتوكولات تجارب سريرية متعددة في المرحلتين الثانية والثالثة. ووصل العديد من هذه التجارب في السعودية إلى المراحل النهائية من عملية الإعداد والحصول على الموافقات في مجالات علم الأورام واللقاحات والصحة العامة والعلاج الوراثي. وتُعد تجربة العلاج الوراثي للمصابين بمرض دوشين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث علامةً فارقةً بالنسبة لنا على المستوى الإقليمي. ولم يكن إجراء هذه التجارب ممكناً لولا التعاون بين مراكز البحث والهيئات المحلية.

أما بالنسبة للمساعدة في دعم المواهب، مكّنت مبادرتنا الرائدة في الجزائربامتيازالطلاب من التعرّف على أحدث التطورات في القطاع من خبراء عالميين، بالشراكة بين وزارة التعليم والعديد من الجامعات. وتسهم هذه المبادرات في تشجيع الجيل المستقبلي من قادة القطاع، ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعاون مع مختلف الأطراف المعنية.

يوجد العديد من المتطلبات غير الملباة للمرضى في جميع أنحاء العالم وخاصةً في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط. كيف تخططون لتلبية احتياجات المرضى في المنطقة، وما هي الاستراتيجيات التي تتبعونها؟

نحن نركز باستمرار على الوسائل التي تتيح لنا إحداث أكبر أثر ممكن، حيث نعمل على توفير حلول جديدة ومستدامة وقابلة للتطوير؛ وتوظيف ابتكارات فايزر لتلبية الاحتياجات الصحية العالمية الأكثر إلحاحاً؛ والاستثمار في الموظفين والأسواق والتكنولوجيا والبيانات لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية بهدف خدمة المجتمعات المهمشة والضعيفة.

كما نتشارك مع الحكومات في أفريقيا والشرق الأوسط، ومنظمات الصحة العالمية، والأطراف الفاعلة التقليدية وغير التقليدية في القطاع الصحي لتحديد الصعوبات التي تواجه المرضى خلال رحلة تعافيهم والتغلب عليها. ونتعاون مع شركائنا المحليين لتصميم حلولنا وفقاً لاحتياجات المرضى، والتي تتنوع بدءاً من حلول التمويل إلى الخدمات الإضافية مثل تقديم الرعاية الطبية القائمة على الواقع الافتراضي في المنازل.

قامت فايزر باستثمار كبير في شركة بيوفاك كونسورتيوم، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص توفر تدريباً لتنمية القوى العاملة من أخصائيين بالرعاية الصحية في جنوب أفريقيا لإنتاج لقاح المكورات الرئوية المقترن الخاص بالشركة محلياً، حيث استثمرت الشركة حتى تاريخه حوالي 24.5 مليون دولار أميركي في هذه الشراكة، مع تخصيص أكثر من 50% لغرض نقل التكنولوجيا. وبمجرد اكتمال وحدة فايزر لتطوير القوى العاملة ونقل التكنولوجيا بنجاح تام، سيتم توظيف منتجنا لعلاج أكثر من مليون طفل سنوياً من خلال برنامج التطعيم الموسع للحكومة.

كما نتوقّع تعاون العلماء في جنوب أفريقيا، بعد اكتمال تدريبهم، مع شركة فايزر في المساعي المستقبلية لتوفير تحليلات محليةً حول التحديات الصحية الأكثر إلحاحاً في المنطقة. ونتيجة لهذا النشاط، من المرجح أن تصبح جنوب أفريقيا أول سوق منخفض الموارد في العالم لتطوير لقاحات ضد عدوى المكورات العقدية من المجموعة ب.

يُمثّلالميل الأخيرالتحدي الأكبر الذي يواجه إمكانية وصول المرضى إلى رعاية صحية ميسورة التكلفة وإلى منتجات شركة فايزر في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء. وتم تسليط الضوء على هذه المشكلة في جميع أنحاء العالم، مع إعطاء الأولوية للتركيز على المشاكل اللوجستية المرتبطة باحتياجات القارة الأفريقية. ونظراً لعدم قدرة العديد من المجتمعات الحضرية والريفية غير المدعّمة ببنية تحتية موثوقة في جميع أنحاء القارة من تلقي المواد البيولوجية، تستثمر فايزر في مشروعين رائدين لمواجهة هذا التحدي. المشروع الأول يتضمن تعاوناً تمويلياً استراتيجياً مع زيبلاين، وهي شركة مقرها كاليفورنيا تقوم بتجميع طائرات درون متخصصة في الولايات المتحدة لاستخدامها في أفريقيا لتوصيل منتجاتنا إلى المناطق النائية.

وتمكّنت شركة زيبلاين حتى الآن من إتمام أكثر من 20 ألف عملية توصيل، ما انعكس بشكل إيجابي على حياة حوالي 11 مليون شخص في رواندا وغانا. أما المشروع الثاني فهو مع شركة نات إمبوسيبل لابس، ومقرها في الولايات المتحدة، حيث تقوم ببناء قوارب بدون سائق تعمل بالطاقة الشمسية لإيصال المنتجات إلى المناطق النائية في أفريقيا جنوب الصحراء.

تُعدّالتراخوماالعامل الرئيسي للعمى المُعدي في العالم، واستجابت فايزر لدعوة منظمة الصحة العالمية للقضاء علىالتراخوماالمسببة للعمى، عن طريق عقد شراكة مع المبادرة العالمية للقضاء على التراخوما للحد من انتشار المرض في جميع أنحاء أفريقيا. وتم ضمّ 27 دولة من منطقة جنوب الصحراء إلى البرنامج، حيث تلقت إثيوبيا التي تحتضن العدد الأكبر من الأشخاص المتأثرين بهذا المرض 455.7 مليون جرعة علاج من دواء الأزيترومايسين، اعتباراً من تاريخ 4 يناير 2021، وهو ما يمثل 49.7% من التبرعات العالمية، بينما تمكّنت غانا من القضاء على التراخوما بحلول عام 2018. في حين وثّقت منظمة الصحة العالمية في أبريل 2021 قضاء غامبيا على عدوى التراخوما. تلتزم فايزر في دعم البرنامج حتى عام 2025.

ما هي نظرتكم للعالم اليوم بعد أزمة كوفيد– 19؟ هل تعتقدون أننا مستعدون لمواجهة أزمات مشابهة أو أكثر خطورةً في المستقبل؟

يُمثّل انتشار جائحة عالمية أزمةً كارثيةً للقطاع الصحي، ولا أعتقد أننا مستعدون بشكل تام لأزمة بمثل هذا الحجم. ومع ذلك، فقد تعلمنا الكثير من مجريات العامين الماضيين وأثبتنا قدرة القطاع على التعامل بمرونة مع التحديات والتغلب عليها.  وبذلنا في شركة فايزر قصارى جهودنا للاستجابة لأهم الاحتياجات الطبية للمرضى في أوقات الأزمات ونجحنا في تحقيق ما ظن الكثيرون أنه مستحيل. فقد أنجزنا خلال وقت قياسي ما يستغرق عادةً سنوات من العمل والبحث والتطوير بفضل التعاون بين فايزر وبيونتيك لصنع لقاح كوفيد– 19. كما أظهرنا قدرتنا على العمل مع نظرائنا في القطاع لما فيه صالح المرضى في جميع أنحاء العالم.

ورغم أن الأزمة لم تنتهِ بعد، إلا أن جهودنا تتركز على الاستمرار في نشر اللقاح وضمان وصوله إلى الجميع. إذ فرضت علينا الأحداث الأخيرة التعاون لحل الأزمات في قطاع الرعاية الصحية، نظراً لاستحالة التعامل معها بطريقة أخرى.  أما بالنسبة للاستعداد للأزمات المستقبلية، فالأمر يعتمد على التنسيق مع الهيئات الحكومية لضمان امتلاك المقومات اللازمة، من البحث والتطوير إلى سلاسل التوريد العالمية، وبالتالي ضمان استعدادنا للتعامل مع أي تحديات مستقبلية تواجه قطاع الرعاية الصحية.

بالمقابل، سنواصل الاستفادة من التكنولوجيا للتغلب على العقبات التي تعيق وصول المرضى إلى الرعاية الصحية الجيدة والأدوية التي تسهم في إنقاذ حياتهم. ويشهد استخدام التقنيات الجديدة ونماذج الخدمة تزايداً ملحوظاً لتقديم خدمات مهمة في مجال الرعاية الصحية لأكثر المجتمعات الضعيفة في العالم.

ما دور المجتمعات والحكومات في تحسين حياة الناس وحمايتهم من التهديدات الصحية في المستقبل؟

تلعب مجتمعات المرضى والهيئات الحكومية والأطراف الفاعلة في القطاع دوراً مهماً في ضمان توفير أنظمة رعاية صحية مرنة تلبي احتياجات المرضى. وتواصل شركة فايزر العمل في أفريقيا والشرق الأوسط لتشجيع الابتكار وصياغة السياسات والإصلاحات المتمحورة حول خدمة المرضى لتعزيز المنظومات الصحية بدعم من الحكومات والهيئات غير الحكومية وشركاء القطاع الخاص ومؤسسات القطاع. تُعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص أمراً حيوياً لعمل الشركة، إذ تتيح إطلاق العديد من مبادراتنا المتميّزة. فقد تعاونت فايزر في أفريقيا والشرق الأوسط مع مؤسسةويلكملإطلاق شراكة مراقبة لتحسين بيانات العمل على مقاومة مضادات الميكروبات، وهو تعاون بحثي جديد على مدى عدة سنوات بين القطاعين العام والخاص مع حكومات غانا وكينيا وملاوي وأوغندا لتتبع أنماط المقاومة وتكوين فهم أفضل لعبء مقاومة مضادات الميكروبات على المرضى الذين يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

ما هي خططكم لتسهيل الوصول للعلاجات وتوفير حلول معقولة التكلفة في أفريقيا والشرق الأوسط؟

تساعد مبادرات تعزيز وصول المرضى التي أطلقناها المرضى المؤهلين غير القادرين على تحمل تكلفة العلاج بأدوية فايزر التي يصفها أطبائهم. فنحن نقدم حلولاً معقولة التكلفة وندعم أكثر من 4,500 مريض يعانون من الأورام والأمراض الالتهابية والنادرة، من خلال أكثر من 30 برنامجاً موزعاً على 11 دولة في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.

كما نعمل في العديد من الدول على توقيع اتفاقيات الدخول المُدارة مع التركيز بشكل خاص على النماذج الصحية القائمة على النتائج بهدف تسريع الوصول إلى الابتكارات. بالإضافة إلى ذلك، نتعاون مع جمعية أبحاث ومصنّعي المستحضرات الصيدلانية الخليجية في المنطقة لدعم جهود الحكومات الرامية لتطوير سياسات تهدف إلى إفساح المجال أمام تصنيع الأدوية المبتكرة من خلال تطوير كفاءات الإنفاق على الأدوية غير المحميّة ببراءات الاختراع وسياسات النظام الصحي الأخرى المتعلقة بالإنفاق على الأدوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى