السيد جمال صالح حمّاد
نائب الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي – قطر
السيد جمال صالح حمّاد
“طموحنا هو تحقيق المزيد من الإنجازات ودائما نحو الأفضل”
أثبت السيد جمال صالح حمّاد، نائب الرئيس التنفيذي للمستشفى الأهلي في قطر، جدارة متميزة ومهنيّة عالية في مسيرته في الحقل الطبي بفضل سنوات العمل الطويلة التي تزيد عن 30 عاما استطاع خلالها من اكتساب خبرة في مجالات عدة، ومكّنته كذلك من تسجيل العديد من الإنجازات التي يُشهد لها. إن ما يملكه من إلمام في التخطيط الطبي الإستراتيجي والهندسة الطبية إلى جانب منصبه كنائب للرئيس التنفيذي انعكس إيجابا على مسيرة تطور المستشفى طوال السنوات الماضية، وذلك بالتعاون مع فرق العمل والكوادر البشرية ومقدمي الرعاية الطبية من أصحاب الكفاءات العالية التي استقطبها المستشفى. السيد جمال صالح حمّاد خصّ مجلة “المستشفى العربي” في حوار خاص أضاء خلاله على مسيرته المهنية والإنجازات التي تحققت.
نود بداية الحديث عن اختيارك لاختصاص هندسة المعدات الطبية. ما الذي دفعك لدراسة مثل هذا التخصص؟ وما هي الخصائص العلمية التي تتميز فيها دراسة الهندسة الطبية؟
سبب اختياري لاختصاص هندسة المعدات الطبية هو الرغبة الجامحة التي كانت تراودني في دراسة الطب وهو ما لم أتمكن من القيام به بسبب الظروف المادية؛ لكن الظروف شاءت ان تساعدني من خلال دراسة هندسة المعدات الطبية حيث نجحت به بسبب شغفي في اكتشاف الأشياء وتركيبها. وعلى الرغم من ندرة هذا الإختصاص، لكن بتوفيق من الله عزوجل استطاع الوالد إدخالي في جامعة اسكتلندا في بريطانيا. أما الخصائص العلمية التي تميز هذا الإختصاص عن غيره، فإن هندسة المعدات الطبية تتطلب الحضور إلى جانب طلاب كلية الطب للقيام بدراسة الأنسجة والتشريح، حيث كنا نشارك طلاب الطب الحضور في مواد محددة ولفترة سبعة أشهر مع طلبة الطب من السنة الثالثة والرابعة.
ما هي أهمية اختصاص هندسة الأجهزة الطبية في المستشفيات؟
المعدات والتجهيزات الطبية هي أولى خيارات التشخيص التي يلجأ إليها الطبيب والتي تساعده في الوصول الى تشخيص دقيق وبالتالي حصول المريض على العلاج المناسب لحالته المرضية.
إنها وسيلة لتحقيق الأهداف الإنمائية في إدارة المستشفيات وذلك يعتمد على التنظيم والتخطيط والتقييم والحيازة والإدارة والإستعمال السليم للأجهزة الطبية الجيدة والمأمونة والمتوافقة مع المرافق التي تستخدم فيها.
على سبيل المثال، عند شراء جهاز الرنين المغناطيسي MRI للمستشفى، يتعين أولا معرفة مواصفات الجهاز ومكوناته والطاقة الكهربائية التي يحتاجها وحجم المكان لاستيعابه بالإضافة الى التصميم الداخلي الذي يناسبه.
بالنسبة لشراء الأجهزة، فذلك يتم عن دراسة دقيقة لاحتياجات الأقسام الطبية في المستشفى والإلمام التام بما يجري في مجال الطب من تطورات تكنولوجية.
إلى جانب هندسة المعدات الطبية، لديكم خبرة في مجال التخطيط الطبي الإستراتيجي. كيف انعكس ذلك على الخطط الإستراتيجية لعمل المستشفى الأهلي؟
في الواقع، إن التخطيط الطبي الإستراتيجي المتبع حاليا في المستشفى الاهلي يعتمد على خطط طويلة الأمد التي قمنا بوضعها ونحرص على تطبيقها من خلال ما نقوم به من توسعات في المرافق والمنشآت التابعة للمستشفى؛ الى جانب افتتاح أقسام جديدة ضمن إطار خطة شاملة للتوسع الجغرافي على مستوى مناطق الدولة.
هذ التوسع الذي نطمح إلى تحقيقه بشكل كامل يتماشى مع حصول المريض على خدمات طبية متطورة وذات جودة عالية بمختلف التخصصات والدليل على ذلك ما يحصل عليه المستشفى من شهادات اعتماد عالمية بفضل ما يحصل عليه المرضى من خدمات طبية نوعية على أيدي اختصاصيين على كفاءة عالية علمياً ومهنياً.
ولعل ما نقوم به من افتتاح لعيادات وأقسام في مناطق مختلفة ما هو إلا دليل على ما نطبقه ضمن الخطة التشغيلية في إطار تحقيق الأهداف الإستراتيجية الحيوية التي وضعها مجلس الإدارة، وهو التوسع على مستوى النطاق الجغرافي في عدد من مناطق الدولة.
بالطبع، لن نتوقف عند هذا القدر بل ان السنوات المقبلة ستشهد المزيد من التوسعات.
يعتبر المستشفى الأهلي اليوم أحد أهم عناوين الرعاية الصحية في دولة قطر. هلا حدثتنا عن المستوى المرموق الذي تقدمه إدارة المستشفى للمرضى؟
لا بد من التنويه بداية الى ان المستشفى الاهلي تمكّن من الوصول الى هذا المستوى المرموق بفضل ما يملكه من كوادر بشرية تعمل بمهنية عالية وتمتلك خبرات عالية، فضلا عن ان إدارة المستشفى تؤكد دوما على ضرورة المتابعة والتدريب من قبل مقدمي الرعاية الصحية لما لذلك من اهمية في متابعة التطورات الطبية الحاصلة لتطبيقها على المرضى. إن مستوى العمل الطبي في سائر أقسام المستشفى هو دائما تحت المجهر لأن المستشفى دائما يخضع لزيارات من قبل هيئات الإعتماد الدولية التي لا تعطي شهاداتها إلا بعد إجراء المسح الشامل من خلال الزيارات الدورية التي تقوم بها بين الحين والآخر.
لقد تمكن المستشفى الاهلي من تلبية متطلبات المرضى على اختلاف فئاتهم في دولة قطر من خلال ما يوفره من حزمة كبيرة من العلاجات في سائر أقسام المستشفى؛ ويبقى طموحنا هو تحقيق المزيد من الإنجازات ودائما نحو الأفضل.
نود الإضاءة في هذا الحوار على الإختراع الذي قمت به لجهاز القسطرة والذي لم يبصر النور بعد. هلا حدثتنا عنه؟
بعد تخرجي من الجامعة في العام 1992، عدت من بريطانيا للعيش مع والدي في الدوحة وبدأت أبحث عن عمل لكي يكون على الأقل لدي مدخول شخصي لكي أخفف الأعباء عن والدي؛ فبدأت العمل في مجال بيع القسطرة للأطباء.
أثناء ممارستي في هذا المجال قمت بدراسة أجهزة القسطرة التي اقوم ببيعها وبدأت بعمل تصميم جديد لقسطرة على برنامج أوتوكاد AUTO CAD كما قمت بالبحث حول نوعية الأنسجة للأوردة الدموية. آلية عمل القسطرة انها ذات شفرات ثلاثية الابعاد دقيقة جدا، يتم إدخالها في الشريان المسدود لتصل الى مكان الكلس لإزالته بشكل نهائي.
التقيت حينها مع شركة المانية في العام 1992، وتمت دراسة الإختراع من قبلهم وثبت نظريا أن الفكرة اجتازت جميع الإختبارات. ولكن من الناحية العملية كان من الصعب تنفيذها لأنه في ذلك الوقت لم تتوفر الإمكانات التكنولوجية التي من ممكن أن تصنع جهاز فيه ميكانيكية ومرونة في الحركة وعلى قدر متناهي من الدقة وصغير في الحجم. إضافة الى أنه لم تكن هناك جهة ممكن ان تقدم الدعم المادي، فما كان مني الا ان أقفلت الملف ولم يتسنى لي الوقت لتسجيل براءة اختراع.
ما هي النصيحة الحياتية والمهنية التي تود أن تقدمها لكل من يرغب في احتراف هذا المجال؟
النصيحة الأولى هي أن تختار ما تحب وتعمل بحب. والنصيحة الثانية هي التركيز في العمل والمثابرة لأنه سر النجاح حتى لو أخفقت ألف مرة. ثالثاً: التواصل هو أم كل النجاحات والاخفاق في التواصل هو اساس الفشل.