السيدة سيربيل ساريآيدين
السيدة سيربيل ساريآيدين
مديرة عاشر مستشفى لمجموعة أجيبادم في إسطنبول، الرابع والعشرين في العالم
“إستقبلنا هذا العام حوالى 2450 مريضاً من دول الشرق الأوسط يطلبون أساساً علاجات الأورام، وجراحات القلب، والدماغ والأعصاب، وحلولاً للعقم، وجميع العلاجات المتعلقة بأمراض الأطفال. كما يزورون المستشفى من أجل القيام بالإجراءات التجميلية والفحوصات الصحية الدورية”
تدير مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية شبكة من المستشفيات في 5 دول: تركيا وبلغاريا ومقدونيا وصربيا وهولندا. البداية كانت في عام 1991 عندما افتتحت المجموعة مستشفاها الأول في اسطنبول، لتصبح بعد ذلك العلامة التجارية الرائدة في مجال خدمات الرعاية الصحية الخاصة في تركيا. قبل أقل من سنة، إفتتحت مجموعة أجيبادم مستشفاها الجديد، مستشفى أجيبادم أتاشهير، الذي يمثل المستشفى العاشر للمجموعة في إسطنبول والرابع والعشرين عالميًا. ويُعدّ مستشفى أجيبادم أتاشهير جوهرة في سلسلة “المستشفيات الفندقية” بعمارته الإبتكارية، والتكنولوجيا الطبية الحديثة، والأنظمة الرقمية الحصرية المصممة لإدارة المؤسسات الصحية التي ابتكرتها شركة أجيبادم للتكنولوجيا خصّيصا لتسهيل إدارة المستشفى الجديد. إلى جانب المبنى الرئيسي، تمّ تجهيز مستشفى صغير خاص بالأطفال بتصميم يناسب الصغار ومناطق للعب داخلية وخارجية. تم تكليف السيدة سيربيل ساريآيدين، وهي مديرة مستشفى أجيبادم أتاشهير، بمهمة جعل المستشفى واجهة عالمية تمثل مجموعة أجيبادم وتعطي صورة عن إنجازات السنوات الثلاثين الماضية. السيدة سيربيل تقود فريقاً يدير هذا المستشفى المتطور الذي يضم 153 غرفة من مستويات متفاوتة، و 298 سريرًا، و 10 غرف للعمليات، وغرفاً متخصصة لإجراءات التلقيح المجهري، والجراحات الصغيرة، والتنظير القولوني.
سيربيل ساريايدين، هل يمكنك تقديم نفسك؟
ولدت سنة 1976 في مدينة كوجائيلي في تركيا. تلقيت تعليمي الجامعي في مجال إدارة المؤسسات الصحيّة في جامعة حاجي تيبيه إبتداء من سنة 1994إلى 1998. بعد ذلك، درست الإدارة العامة في جامعة كوجائيلي. بعد حصولي على شهادتي، عملت لمدّة 7 سنوات في القطاع العام قبل أن أختار الإنضمام إلى مجموعة أجيبادم للرعاية الصحية سنة 2005. منذ ذلك الحين، شغلت وظيفة مديرة مستشفى ضمن المجموعة نفسها لمدة 18 عامًا.
مغادرة القطاع العام من أجل العمل لدى أجيبادم التي كانت وقتها مجموعة محلّية صغيرة كان قرارًا هامًا. هل تتذكرين أول يوم عمل في مستشفى أجيبادم؟
بفضل تجربتي في القطاع العام، في أول يوم عمل لي في أجيبادم، دخلت إلى المستشفى وأنا هادئة نسبيًا وواثقة من قدراتي المهنية. ومع ذلك، عندما زرت مرافق المستشفى وتحدّثت مع رؤساء الأقسام، شعرت وكأنني في بداية مرحلة جديدة، تشبه أول يوم عمل لي بعد إنتهاء تعليمي. طبعاً، كان المستشفى العام الذي عملت فيه سابقًا ضخمًا، يضم 600 سرير، ويتبع مواثيق وقواعد جهّزتها وزارة الصحة؛ لكن طريقة عمل مستشفيات أجيبادم كانت تسمو لمستوى العالمية في التركيز على معايير الجودة والسلامة المتعارف عليها دولياً، كما أنّ تسيير مستشفياتها يتضمّن شروط وإجراءات تسيير الفنادق لأن تصميم المستشفيات والخدمات غير الطبية التي تقدّمها هي نفسها التي تعرضها فنادق خمس نجوم. هدف أجيبادم كان منذ البداية يتعدّى حدود تركيا الجغرافية، وهذا الأمر وفّر لي بيئة تعليمية جديدة.
في نظرك، ما هو تأثير النساء في الأدوار القيادية في قطاع الرعاية الصحية؟
في اسطنبول، يوجد 10 مستشفيات لمجموعة أجيبادم، تشغل النساء منصب مدير المستشفى في ثمانية منها. بغض النظر عن الجنس، يحقق مديرو المستشفيات في أجيبادم نتائج متميزة، وهو دليل على أهمية المعايير الإدارية التي وضعتها مجموعة أجيبادم. يُظهر الرجال والنساء احترافية مذهلة في التسيير على جميع المستويات، ومع ذلك أعتقد أن الدقة، والمسؤولية، والإنتباه للتفاصيل، وغرائز الأمومة، والتعاطف الفطري تمكن النساء من التفوق بشكل فريد في تحقيق رضى المرضى.
هل يمكنك وصف علاقتك بالأطباء في مستشفى أجيبادم؟
بينما يلتزم جميع موظفي المستشفى بشروط العمل التقليدية، يُنظر إلى الأطباء على أنهم شركاء. فهم يُحددون ساعات العمل والجداول الزمنية التي سيعملون بها، مما يمنحهم مزيدًا من الإستقلالية مقارنةً بالموظفين الآخرين. نهدف إلى خلق بيئة عمل تساعد الأطباء على العمل براحة وكفاءة، من دون الضغوط النفسية والمالية التي قد تنشأ عن الإستقلالية الكاملة. وبهذه الطريقة، يمكن لأطبائنا التركيز بشكل حصري على تقديم أفضل رعاية طبية للمرضى. محور إهتمامنا في مجموعة أجيبادم هو المريض، حيث تتم رعايته من قبل الفريق الطبي الذي يدعمه الفريق الإداري.
ما هي الخدمات المتاحة للمرضى المحليين والدوليين في مستشفيات أجيبادم؟
من وجهة نظر أجيبادم، يتلقى جميع المرضى علاجًا وخدمات متساوية. ومع ذلك، نُخصّص للمرضى الأجانب عناية خاصة لكونهم بعيدين عن اُسرهم ومتواجدين في بيئة مختلفة من أجل العلاج. نحاول أن نمنحهم العطف والإهتمام الكافي، ونعمل على تقليل الضغوط النفسية عليهم. لقد أنشأنا قسمًا مخصصًا للمرضى الأجانب يُقدّم لهم مجموعة كاملة من الخدمات تشمل إستقبالهم في المطار، والتواصل المباشر مع المترجمين والأطباء عبر الهواتف الشخصية، والتواصل مع شركات التأمين، وحتى تحضير أغذية ومأكولات خاصة، كما نحتفل معهم بأعياد ميلادهم إذا صادفت أثناء تواجدهم في مستشفى أجيبادم. نعتبر مرضانا مثل ضيوفنا، فنعاملهم بعناية فائقة.
ما هي التخصصات الطبية التي يبحث عنها المرضى من دول الشرق الأوسط؟
يزور المرضى الأجانب جميع الأقسام الطبية المتواجدة في مستشفيات أجيبادم. في مستشفى اجيبادم اتاشهير، إستقبلنا هذا العام حوالى 2450 مريض من دول الشرق الأوسط. إنّهم يطلبون أساساً علاجات الأورام، وجراحات القلب، والدماغ والأعصاب، وحلولاً للعقم، وجميع العلاجات المتعلقة بأمراض الأطفال. كما يزورون المستشفى من أجل القيام بالإجراءات التجميلية والفحوصات الصحية الدورية. لدينا ممثلون يستقبلون طلبات المرضى ويسهلون الإستشارات الطبية بلغات متعدّدة. نحن نتفوق في مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية، باستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتقديم علاجات أكثر فعالية مقارنة بأوروبا.
لماذا يجب على المرضى من دول الشرق الأوسط إعتبار تركيا كوجهة أساسية للسياحة الطبية، وبالأخص مستشفى أجيبادم أتاشهير؟
تشترك تركيا ودول الشرق الأوسط في الثقافة والعادات بما في ذلك الدين والتقاليد والضيافة، وهذه الأمور تُسهّل التواصل بيننا وبين ضيوفنا. كما أنّه لا توجد قيود للسفر بين بلداننا، مما يُيسّر الزيارات. سلامة المرضى هي الأولويّة في مستشفياتنا. نحن نضمن الحفاظ على معايير الجودة في غرف العمليات وغرف الإستشارات والمختبرات وغرف المرضى. علاقتنا مع المرضى شفافة، ونعطي أولوية لرفاهيتهم وأمنهم. تم إعداد مستشفى أجيبادم أتاشهير بالتفكير بأقل التفاصيل التي ستساعد على تقديم رعاية شاملة لضيوفيا. مع فريقي، نجحنا في إدارة مئات الإستشارات والجراحات خلال الأسبوع الأول من إفتتاح مستشفى أجيبادم أتاشهير، فتلقّينا عبارات الشكر والإمتنان من المرضى والأطباء سواسية.
ما النصيحة التي تقدمينها للجيل القادم من النساء اللواتي سيشغلن مراكز الريادة؟
كإمرأة في منصب قيادي، أشعر بالفخر بالتأكيد. قدرتي على تحقيق توازن بين المسؤوليات العملية وإحتياجات أسرتي يسُرّني بلا شك. فالحفاظ على توازن الإلتزامات المهنية والشخصية أمر ضروري. كإمرأة، يتطلب السعي لتحقيق النجاح الحفاظ على الصفات الأنثوية، بما في ذلك الذكاء العاطفي والتعاطف والرأفة وغريزة الأمومة. هذه الصفات تميّزنا وتساهم بشكل كبير في إنجازاتنا. نصيحتي للمديرات الحاليات والمستقبليات هي أن يحتضنّ غرائزهن الأنثوية، وأن يتفادين التشبه بالرجال. في تركيا، هناك قول يمجد نجاح المرأة فنقول فعلت، نجحت، أتمّت مهمّتها “مثل رجل”. أنصح النساء أن تظلّ صادقات لقوتهن الفطرية وعدم تقليد السلوك الذكوري لتحقيق النجاح.
كيف تشغلين وقت فراغك؟
على الرغم من أن منصبي يتطلب أن أعمل لساعات طويلة، أحاول أن أجد فرصة للسفر. إنّني أجد السكينة والمتعة في إكتشاف دول أجنبية. مؤخرًا قمت بزيارة المغرب مع أختي، كانت رحلة قصيرة استغرقت 4 أيام فقط. اكتشفنا مدنًا مختلفة، وانغمسنا في تاريخ المغرب وثقافته وسحره، والمأكولات المحلية الشهية. دفء الناس ترك عندنا انطباعًا جميلاً جدّاً. أشغل نفسي أيضا بالكتابة، قمتُ بحضور دروس الكتابة الإبداعية واخترت التخصص في كتابة قصص الأطفال. فكان المغرب ملهمًا جدّا لي، وعُدتُ بأفكار وحكايات عديدة في ذهني. إنها دولة أود زيارتها كلّ سنة، بالتأكيد سوف أسأل مرضاي المغاربة عن المناطق التي يجب أن أزورها. أعتقد أن كل بلد عربي يستحق الزيارة، ولائحة الوجهات طويلة، أتمنّى أن أجد الوقت لزيارة جميعها.