الدكتور وليد علمي
الأخصائي في طب القلب والشرايين في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال
الدكتور وليد علمي
“تطور القسطرة القلبية ساهم في الحد من اللجوء إلى الجراحة”
شهدت القسطرة القلبية تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة وساهمت في الحد من اللجوء إلى الخيار الجراحي؛ وتعتبر عمليات إصلاح الصمامات من أهم الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة حيث شهد علاج صمامات القلب تحولاً في الوقت الراهن ونهجاً جديداً. الأخصائي في طب القلب والشرايين في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال الدكتور وليد علمي تحدّث إلى مجلة “المستشفى العربي” حول آخر التطورات في هذا المجال. وفي ما يلي نص الحوار.
ما هي أبرز التطورات المتعلقة بالقسطرة القلبية؟ وما هو دور التطور التكنولوجي في هذا المجال؟
لقد كان للقسطرة القلبية نصيباً وافراً من التطورات التي طالت طب القلب عموماً. أبرز التطورات في الوقت الراهن يكمن في الدعامات الحديثة التي باتت تغنينا عن إعطاء المريض نوعين من مسيلات الدم لفترة عام فيكتفي المريض بتناول نوع واحد بعد مضي ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر من تركيب الدعامة وهو أمر مهم للغاية لاسيما لمن هم بحاجة إلى إجراء عملية جراحية أو لمن يعانون من مشاكل النزيف.
التطور الثاني في هذا المجال يكمن في تكنولوجيا الـ Shock Wave وهي عبارة عن تكنولوجيا تعمل على تفكيك التكلس الموجود على الشريان الذي يعيق الطبيب في كثير من الأحيان من إدخال الدعامة أو البالون. يقوم الطبيب بواسطة هذه التقنية الحديثة بتفتيت التكلس عبر إطلاق الشعاع الصوتي فيمر البالون والدعامة بسهولة. إصلاح الصمامات أهم الإنجازات، فبعد أن كانت مشاكل الصمامات وأمراضها تتطلب إجراء عملية قلب مفتوح يمكن اليوم القيام بها من خلال القسطرة القلبية؛ بإمكان الطبيب اليوم أن يصلح الصمام من خلال القسطرة القلبية وهو إنجاز دخل إلى طب القلب منذ نحو 15 عاماّ ولا يزال يشهد المزيد من التطورات. أكثر الصمامات التي يتم اصلاحها بواسطة القسطرة هي الصمام الأورطي بحيث أصبحت عملية زراعة الصمام الأورطي عبر القسطرة» Transcatheter Aortic Valve Implantation، أو ما يُعرف بـ«تافي» TAVI، البديل الآمن للعملية الجراحية.
ما هي الإمكانات التي يوفرها مركز كليمنصو الطبي في هذا المجال؟
يوفر مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال أحدث التقنيات المتعلقة بالقسطرة القلبية والتي باتت تتم اليوم وفق أحدث التقنيات والتجهيزات والمستلزمات الطبية في قسم متكامل على أعلى المستويات وأفضل الممارسات المهنية.
إلى أي مدى أسهمت التطورات التكنولوجية في مساعدة الطبيب في تحقيق نسبة عالية من الدقة خلال القسطرة القلبية؟
لقد تحسّنت الأجهزة والتقنيات في تحقيق نسبة نجاح عالية بالقسطرة القلبية، فالتكنولوجيا الحديثة اليوم تساعد طبيب القلب على إدخال القسطرة وتركيب الدعامة بعد أن يرى الشريان بوضوح على الشاشة وفق تقنية الأبعاد الثلاثية.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن التكنولوجيا الحديثة اليوم تساعد الطبيب على رؤية الشريان من داخله من خلال الـUltra Sound وتقنية الـ OCT Ocular Computed Tomography فيصبح بمقدور الطبيب اتخاذ القرار المناسب للعلاج ويصبح لديه فكرة أوضح حول ما يمكن أن يعاني منه المريض من عوارض نظراً للتشخيص عالي الدقة.
ما هي أبرز الممارسات الطبية التي تتم بواسطة القسطرة؟ وإلى أي مدى خفّفت من اللجوء إلى الخيار الجراحي؟
لابد بداية من الإشارة إلى أنه لا غنى عن الخيار الجراحي في بعض الحالات المرضية المتقدمة، لكن تطور القسطرة القلبية ساهم في الحد من اللجوء إلى عملية القلب المفتوح بشكل كبير. أهم الممارسات الطبية التي تتم بواسطة القسطرة هي إصلاح الصمامات؛ فقد شهد علاج صمامات القلب تحولاً في الوقت الراهن ونهجاً جديداً. في بداية الأمر، كان الأطباء يلجأون إلى هذه التقنية فقط للمرضى الذين لديهم عوامل خطورة عالية أو متوسطة، لكنه اليوم بات توجهاً حديثاً لجميع حالات الصمامات بعد أن أتاح العلم الحديث إمكانية تركيب هذه الصمامات عبر القسطرة العلاجية لجميع مرضى الصمام الأبهري مهما كانت عوامل الخطورة.
ماذا عن الدعامات والتطورات في هذا المجال؟
التطور في مجال الدعامات هو أشبه بتغير جذري لما توفره من فرصة لعلاج الكثير من مشاكل القلب من خلال تركيب أكثر من دعامة دوائية في الشريان الواحد من دون وجود خطورة في رفض الجسم لها بعد أن كانت تمثل مشكلة في حالة الدعامات العادية، وهو ما يمنح المزيد من الأمل في علاج مرضى الشرايين التاجية بنجاح وحتى المرضى المصابين بضيق في الشريان الأيسر والذين كانت تستدعي حالتهم الجراحة أمكن علاجهم بهذه الدعامات.