مقابلات

الدكتور وائل جاروش

الدكتور وائل جاروش

أخصائي الأمراض الرئوية في مركز كليمنصو الطبي في بيروت  

التعامل مع التهاب الرئة يعتمد على حالة المريض

التهاب الرئة عدوى تصيب الرئتين وتسبب صعوبة في التنفس؛ لكن لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الفعالة المتوفرة، خاصة إذا تمّ التشخيص مبكراً.  في حوار خاص مع مجلةالمستشفى العربي، ناقش الدكتور وائل جاروش، أخصائي الأمراض الرئوية لدى مركز كليمنصو الطبي في بيروت، العلاجات المتنوعة لالتهاب الرئة وأهمية الحصول على اللقاحات للوقاية من مخاطر الإصابة وتفاقمها.

نود الإضاءة على أحدث العلاجات المتوفرة لمرض التهاب الرئة؟ ما هي أهمية تحديد خطة علاج مناسبة لكل مريض؟

هناك مجموعة متنوعة من العلاجات الفعّالة لالتهاب الرئة لاسيما إذا ترافق ذلك مع التشخيص المبكر. لكن لا يوجد علاج موحد لالتهاب الرئة حيث تختلف أنواع الأدوية المضادة للالتهاب المستخدمة من شخص لآخر اعتمادًا على عمر المريض وصحته العامة. تحديد خطة العلاج يعتمد على عوامل عدة، منها عمر المريض حيث تختلف خطة العلاج بين الأطفال والبالغين وكبار السن، الحالة الصحية للمريض خصوصاً وجود بعض الأمراض المزمنة مثل قصور عضلة القلب أو الإنسداد الرئوي أو أمراض الكلى. 

في الحالات البسيطة، والتي تشكل حوالى 80 بالمئة من الحالات، يمكن تلقي العلاج في المنزل باستخدام المضادات الحيوية، بينما تتطلب الحالات الشديدة التي يعاني فيها المريض من نقص الأوكسجين أو صعوبة في التنفس إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج الداعم والمضادات الحيوية الوريدية.

كيف أسهمت هذه العلاجات في الحد من تطور الحالة المرضية؟

لابد من الإشارة في هذا الإطار أنه ولحسن الحظ تمتلك أجسامنا قدرة طبيعية على الشفاء من بعض حالات التهاب الرئة حتى لو كان بكتيريًا. ولكي يسهم العلاج في الحد من تطور الحالة، يجب أن يكون التشخيص دقيقاً لأن التهاب الرئة ينقسم إلى قسمين:

1.  التهاب الرئة الفيروسي: يُسببه فيروسات، مثل فيروسات الإنفلونزا A أو B أو COVID-19 والتي كثر انتشارها في السنوات القليلة الماضية؛ يمكن أن تُشفى بعض الحالات من تلقاء نفسها من دون الحاجة إلى علاج محدد ولكن في بعض الحالات قد يصف الطبيب مضادات الفيروسات للمساعدة في تخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء.

2. التهاب الرئة البكتيري: يُسببه بكتيريا، ويحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية؛ كلما كان العلاج مبكرًا، كلما كان أكثر فعالية في منع تفاقم الحالة وتجنب المضاعفات.

ما هي السبل الحديثة المتبعة لتشخيص التهاب الرئة؟ ومن هي أكثر الفئات عرضة للإصابة؟

غالباً ما يتم تشخيص الحالة بالفحص السريري من قبل الطبيب، من دون الحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية. في حالات أخرى، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة السينية (X-Ray) على الصدر للمساعدة في تأكيد التشخيص وتحديد شدة الحالة، حيث تُظهر الصورة مناطق الالتهاب في الرئتين، ما يساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب.

يُعدّ التهاب الرئة البكتيري خطيرًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى، مثل انسداد الرئة، قصور عضلة القلب أو أمراض الكبد أو الكلى، حيث يمكن أن يؤثر على وظائف هذه الأعضاء ويُفاقم من الحالة. 

كما يزداد خطر الإصابة بالتهاب الرئة مع تقدم العمر لأن جهاز المناعة يصبح أضعف، وللأسف فإن معدل الوفاة يرتفع ما بين 5 إلى 7 بالمئة لدى كبار السن لاسيما عند وجود حالات مرضية مزمنة؛ ويُعدّ الأطفال الصغار أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الرئة، خاصة إذا لم يتم تلقيحهم ضد الأمراض التي تسبب هذا المرض. ثم أن التدخين من أهم عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الرئة، حيث يُضعف الرئتين ويجعلهما أكثر عرضة للعدوى.

ماذا عن الأعراض؟

تختلف أعراض التهاب الرئة من شخص لآخر، لكن تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة: غالبًا ما يكون مصحوبًا بالبرد أو الرعشة.
  • السعال: قد يكون السعال جافًا أو مصحوبًا بالبلغم، والذي قد يكون بلون أخضر أو أصفر.
  • صعوبة التنفس: قد يشعر المريض بالحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتنفس، أو بألم أو ضيق في الصدر عند التنفس.
  • آلام الصدر: أو خفقان خاصة عند السعال أو التنفس بعمق.
  • تعب شديد وإرهاق وخمول.
  • فقدان الشهية: وهي من أهم أعراض التهاب الرئة وأكثرها انتشاراً.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الرئة؟ وفي حال الإصابة، كيف يمكن التخفيف من حدة الاعراض؟

يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الرئة من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة، وأهمها الحصول على اللقاحات الدورية اللازمة.

لقاح الإنفلونزا يُنصح بالحصول عليه سنويًا مع بداية فصل الخريف، خاصة للفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة، مثل كبار السن (65 عامًا أو أكبر)، الأطفال الصغار، النساء الحوامل، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو أمراض القلب أو أمراض الكلى، أو من يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

يساعد لقاح الإنفلونزا على حماية الشخص من الإصابة بالإنفلونزا، أو على الأقل تقليل شدة الأعراض في حال الإصابة بها.

لقاح التهاب الرئة الجرثومي (Prevnar 13 أو Pneumovax 23) من اللقاحات المهمة أيضًا للوقاية من التهاب الرئة الجرثومي، وهو نوع خطير من التهاب الرئة تسببه البكتيريا. يُنصح بالحصول على لقاح التهاب الرئة الجرثومي للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض الرئة المزمنة، أمراض القلب أو الكلى أو الكبد.  يساعد لقاح التهاب الرئة الجرثومي على حماية الشخص من الإصابة بالتهاب الرئة الجرثومي، أو على الأقل تقليل شدة الأعراض في حال الإصابة بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى