مقابلات

الدكتور مازن أبو شعبان

المدير الطبي في مستشفى الإمارات التخصصي بدبي ورئيس قسم الأطفال وأمراض كلى الأطفال

الدكتور مازن أبو شعبان

“استطعت تحويل الألم عند الأطفال إلى بسمة وفرح”

تلقى الدكتور مازن محمد أبو شعبان دراساته العليا والتدريب في مجال طب الأطفال وأمراض الكلى للأطفال، في جامعة كولونيا في ألمانيا. وعمل في الجامعة نفسها بعد التخرج، وهو يمتلك خبرة واسعة اكتسبها على مدى 29 عاماً، قضاها بالعمل الدؤوب في مجال طب الأطفال في دبي. والدكتور مازن خبير معروف في مجال الرعاية الصحية للأطفال، ويعد من أوائل الأطباء المتخصصين بأمراض الكلى لدى الأطفال، على صعيد المنطقة. ولهذا فقد تمت دعوته خصيصاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للالتحاق بالمستشفى الحكومي في دبي تمهيداً لإنشاء أول وحدة لأمراض الكلى للأطفال في الإمارات، بهدف تقديم الخدمات الرائدة لهم في .منطقة الخليج. 

وفي هذا السياق قام الدكتور مازن بتدريب فريق مؤلف من ستة أطباء، وشغل أيضا وظيفة رئيس قسم أمراض الأطفال ورئيس قسم أمراض الكلى للأطفال في المستشفى (1991 – 2002).  وعمل كمحاضر أول لطب الأطفال وأمراض الكلى للأطفال في كلية دبي الطبية للبنات (1994 – 2002). وبعدها توجه للعمل في القطاع الخاص في أمراض الأطفال إجمالاً وأمراض الكلى خصوصا. كما قام بنشر حوالى 15 مقالاً طبياً في مطبوعات عالمية الانتشار. وهو حاصل على جوائز من جهات رسمية عدة، وتم اختياره ليكون رئيساً لجمعية كلى الأطفال في العالم العربي، وجمعية الكلى بدولة الإمارات. وقد حصل في ألمانيا على جائزة رفيعة نتيجة اهتمامه الشخصي بطب الأطفال وطب كلى الأطفال. وحصل على الجائزة الفخرية الطبية مدى الحياة لجمعية الأطباء العرب. 

مجلة “المستشفى العربي” قامت بزيارة ميدانية إلى مقر عمل الدكتور مازن أبو شعبان للاطلاع عن قرب على أهم إنجازاته مع تسليط الضوء على هذا الصرح الطبي الكبير في دبي، وكان لها معه الحديث التالي: 

تم اختياركم مؤخراً ضمن قائمة رواد الصناعة الصحية وتسلمتم جائزة تقدير، ما هي هذه الجائزة؟ وما هي أهميتها بالنسبة إليكم؟

تلقيت اتصالاً من مؤسسة عالمية كبيرة تقوم بإجراء تحليل للسوق وللأطباء العاملين فيه وللمؤسسات والشركات، حيث يتم اختيار الأشخاص المميزين بحسب تقييمها واستنادا إلى أعمالهم. وهذه السنة أبلغوني بأنه تم اختياري من أصل 450 طبيبا ومختصا، وأنه سوف يتم اختيار خمسين طبيبا منهم كأقوى الأطباء تأثيراً في المجال الطبي. واعتبروا أن إنجازاتي كبيرة وأن لي رحلة طويلة مع الطب. أنا تمنيت طبعا أن أكون أحد الأشخاص الخمسين المؤثرين. واستنادا إلى طلب مؤسسة التقييم، قدّمت بعض الأوراق البسيطة الخاصة بالترشيح، وكانوا على اطلاع تام بمسيرتي الطبية. وبعد 3 أسابيع أبلغوني باختياري ضمن أفضل خمسين شخصية من رواد صناعة الرعاية الصحية الذكية. وتمت دعوتي مؤخراً إلى دبي حيث تسلمت الجائزة في حفل كبير أقيم بحضور العديد من الشخصيات. 

كيف تصف مشوارك الطبي في مجال معالجة كلى الأطفال؟

بتوفيق من الله، استطعت إنشاء أول وحدة كلى أطفال في منطقة الخليج، وكنت أعالج الأطفال من الدول المحيطة كافة. ونظمت مع جمعية الإمارات فرع الكلى، مؤتمرات عالمية كانت الأولى من نوعها، وكُرِّمت من جمعية الكلى وزراعة الكلى العرب، بتعييني رئيسا لجمعية كلى الأطفال العرب، وكنت أول رئيس يعيّن لهذه الجمعية بعد انفصالها عن جمعيه الكلى العرب، وبقيت على رأسها أربع سنوات كانت حافلة بالمؤتمرات والإنجازات. وكُرِّمت أيضا من السيدة ليلى الصلح على ما حقته في هذا المجال. كذلك كرّمني الرئيس اللبناني الأسبق واستقبلني في القصر الجمهوري في بيروت. ووفقني الله لافتتاح مركزي الخاص وفرع له في دبي وضواحيها لخدمة الأطفال ومرضى الكلى منهم، ومن ثم تم تعييني في مستشفى الإمارات التخصصي في مدينة دبي الطبية لمواصلة المشوار في طب الأطفال وأمراض الكلى عند الأطفال. وحصلت على التكريم العالمي top 50 smart healthcare leaders award.

ما هي القيمة المضافة لمثل هذه الجائزة في مسيرتكم المهنية العريقة؟

سرّني تقدير المستشفى الذي أعمل به (مستشفى الإمارات التخصصي) بمدينة دبي الطبية، وتأكدت أن على الإنسان أن لا يستسلم حتى آخر يوم من عمره، إذ ينبغي أن يستمر في العطاء، خصوصا الطبيب الذي يجب أن يعطي ويعطي لأن الطب رسالة أكثر من كونه مهنة، والعطاء يجب أن يبقى من غير حدود ومن غير انتظار مردود.

ولما سألوني عن الإنجاز الذي حققته، قلت لهم ستستغربون هذا الإنجاز الذي أفتخر به، وهو أنني استطعت أن أحوّل الألم عند الأطفال إلى بسمة وفرح. وأعتبر أنه يكفيني فخرا خلال عملي لمدة 29 عاماً في مهنة الطب، أنني استطعت الوصول إلى قلوب الأطفال وزرع البسمة عندهم بدل الألم والدمع بسبب المرض. طبعا المستشفى قدّم كل مساعدة ورعاية ودعم معنوي وعلمي، ما ساعدنا على معالجة الأطفال من أمراضهم المختلفة.

هل إن أمراض الكلى لدى الأطفال تختلف عن أمراض الكلى لدى الكبار؟

نعم أمراض الكلى لدى الأطفال مختلفة كلياً عن تلك التي لدى الكبار. فالطفل قد يكون ضحية لأمراض وراثية، ولتشوهات خلقية، ولإلتهابات تؤثر سلباً على الكلى، وكذلك الأمراض الخاصة بالجهاز المناعي. أما أمراض الكلى لدى الكبار فتكون نتيجة للضغط أو السكري أو لأمراض تحدث في سن متأخرة.

ما هي العوارض التي تصيب الطفل المريض بالكلى؟

هنالك عوارض عامة للطفل مريض الكلى مثل القيء، التورّم في العيون، أو البطن أو القدمين نتيجة احتباس السوائل بالجسم، مصحوباً بارتفاع حرارة الطفل، لأسباب ما زالت غير واضحة، وكذلك تراجُع الشهية، وتغيُّر لون البول من الباهت إلى الأصفر إلى الداكن، ثم إلى لون الدم بسبب النزف الكلوي. وأيضا ارتفاع ضغط الدم بسبب انفعال الطفل المتكرر مع نوبات بكاء شديدة. وعوارض ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال حديثي الولادة، منتشرة نسبياً وعلاجها صعب ويعتبر تحدياً للطبيب. 

ما هي أبرز الخدمات التي يقدمها مستشفى الإمارات التخصصي في ما يتعلق بأمراض الكلى لدى الأطفال؟  

ينظّم المستشفى حملات توعية للجمهور، مثل التوعية على أمراض الأطفال وأمراض الكلى. وفي هذا الإطار نقوم بدعوة الأهالي واستقبالهم في المستشفى للإرشاد والتوجيه، كما أننا نذهب إلى المدارس والجمعيات، ونقوم بحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونحيي المناسبات كيوم الكلى العالمي، ويوم الحصى العالمي، حيث نعمل على توعية الناس على الوقاية، وكذلك الربو عند الأطفال. واتفقنا مع عدة مدارس لتقديم التوعية للتلامذة صغار السن، ونقوم باستقبال المرضى منهم، علما أن لدينا فريقاً متكاملاً لقياس الضغط والسكر في الدم. 

لديكم خبرة عريقة في طب الأطفال وأمراض الكلى. هلا حدثتنا عن أحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال؟ وما الجديد بعلاج الكلى لدى الأطفال؟

يعد العلاج بالخلايا الجذعية بمثابة ثورة في عالم الطب، وما زالت التجارب مستمرّة في هذا المجال، حيث يتم تجديد خلايا الكلية المصابة بالفشل الكلوي، لإعادة تنشيطها. أما غسيل الكلى فهو لفترة إنتقالية توصل المريض إلى بر الأمان، أي الزراعة. وما زالت الدراسات مستمرّة لزيادة فعّالية الخلايا الجذعية في العلاج، حيث يقوم الخبراء بتجارب استنساخ الأعضاء كالكبد أو الكلية.

ما نصيحتك للأشخاص المعنيين أو الأكثر تعرّضا في هذا المجال؟

ننصح الأمهات وأطفال المدارس بضرورة تناول الأكل الصحي، واختيار أصناف مناسبة للأطفال، على أن تكون قليلة الكربوهيدرات وكثيرة الفيتامينات والبروتينات، ليكون الطفل بكامل حيويته من دون التسبب بأمراض السمنة والسكري. وأنصح الأمهات بالتعامل الجدي مع أي شكوى للطفل، كارتفاع الحرارة أو حرقة في البول. ومن الضروري الكشف المبكر على أي طفل يعاني من مثل هذه المشاكل. كذلك يجب أن تكون حقيبة المدرسة خفيفة الوزن، لأن معظم الأطفال يعانون المشاكل الصحية الناتجة عن الوزن الزائد للحقائب المدرسية.

لمحة عن الاعتمادات والشهادات الممنوحة للدكتور مازن أبو شعبان

  • هيئة الصحة في دبي (DHA).
  • شهادات الزمالة.
  • العضويات المهنية.
  • شهادة البورد الألمانية (Facharzt) والزمالة في أمراض الكلى لطب الأطفال.
  • الجمعية الألمانية لطب الأطفال.
  • الجمعية الألمانية لأمراض الكلى للأطفال.
  • الرابطة الدولية لأمراض الكلى للأطفال (IPNA).
  • الجمعية العربية لأمراض الكلى وزرع الكلى.
  • الجمعية الدولية لأمراض الكلى (ISN).
  • عضو الجمعية العربية لأمراض الكلى للأطفال (PAPNA).
  • جمعية الإمارات الطبية، جمعية طب الأطفال.
  • جمعية الإمارات الطبية، جمعية أمراض الكلى.
  • المدير الطبي بمستشفى الإمارات التخصصي.

لمحة عن مستشفى الإمارات التخصصي

يضم مستشفى الإمارات التخصصي بدبي العديد من التخصصات، ما يجعله إضافة متميزة إلى قطاع الرعاية الصحية والخدمات العلاجية في مدينة دبي الطبية، خصوصا أنه يتبع معايير جديدة للعلاج القائم على النتائج والرعاية المتخصصة. ويتسع المستشفى متعدد التخصصات لـ 90 سريراً وتم تجهيزه بالكامل بتقنيات متطورة وفريق طبي على مستوى عالٍ من الخبرة والتدريب الدولي يضم أكثر من 250 من الأطباء والممرضين والكوادر المساعدة، الذين يتعاونون في تقديم رعاية صحية شاملة ومكرسة تنقسم إلى فئات أولية وثانوية ومتخصصة تعين المرضى على الاستشفاء بأسرع وقت ممكن وبأفضل النتائج المتاحة. ويقدّم المستشفى باقة واسعة من الخدمات المتخصصة مثل الطب الرياضي وتقويم العظام، وإصابات الركبة، والأربطة، وإصابات عظام الأطفال والكسور، وغيرها من الخدمات العلاجية المتنوعة. يُذكر أن حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة سلطة مدينة دبي الطبية، كانت قد افتتحت مستشفى الإمارات التخصصي، بمدينة دبي الطبية خلال شهر مارس (آذار) الماضي 2018. وتطمح إدارة هذا المستشفى للانضمام لأفضل مقدمي الدعم العلاجي على مستوى المنطقة والعالم، من خلال تقديم الخدمات المتميزة بدءاً من التشخيص وانتهاءً بالجراحات المتقدمة لكي يظل المستشفى قدوةً يُحتذى بها ومركزاً من مراكز التميز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى