الدكتور مارتن هولكات
نائب مدير مستشفى موتول الجامعي في براغ للرعاية العلاجية والوقائية
الدكتور مارتن هولكات
“الفن جزء من العلاج الإيجابي وهو يشفي”
مارتن هولكات، دكتوراه في الطب ، ماجستير في إدارة الأعمال، هو نائب مدير مستشفى موتول الجامعي في براغ للرعاية العلاجية والوقائية، وهو أكبر مستشفى في جمهورية التشيك. إنّه وزير صحة سابق وهو أحد مؤسسي DiApp Foundation – مركز التطبيب عن بعد وقد ساهم في إنشاء المعرض والمشروع Helpful Art in Covid.
كيف ترى الوضع في نظام الرعاية الصحية التشيكي وما هي العمليات الحالية للعيادات الخارجية في المستشفى الجامعي في موتول، وهو الأكبر في البلاد؟ هل تفكّرون بالفعل في العودة إلى العمليات السابقة لجائحة كوفيد– 19؟
لقد قام مستشفى موتول بتخفيف بعض القيود على الإجراءات الطبية التي تم إدخالها في ما يتعلق بجائحة كوفيد– 19. ظلت العمليات الجراحية مفتوحة منذ تفشي الوباء للمرضى المحتاجين إلى رعاية طبية عاجلة وتم تأجيل بعض الإجراءات التي لم تكن ضرورية للمحافظة الفورية على الصحة أو تحسينها. ونحن الآن نعالج بشكل تدريجي المرضى الذين اضطروا إلى الإنتظار للخضوع لهذه الإجراءات. من المبكر جدًا الآن تقدير متى ستكون العودة إلى الوضع الطبيعي ممكنة، ولكن حالما يسمح الوضع بذلك، سنقدم الرعاية بنفس القدر الذي كان عليه قبل التدابير الطارئة. لكن المشكلة الكبيرة هي الصحة العقلية للأطباء والطاقم الطبي. لقد قامت موجات جائحة كوفيد– 19 بتغيير الضغط النفسي والإرهاق وزيادته بشكل أساسي مع الجداول اليومية المتطلبة لعمليات المستشفى.
كيف يمكن مساعدة الصحة النفسية في مثل هذه الأوقات الصعبة؟
لقد أنشأنا وحدة مساعدة نفسية حادة داخلية مع خط مساعدة، وبفضل مشروع Helpful Art in Covid ، اتصلنا بنيو سنتروم، وهي عيادة نفسية خاصة، والتي قدمت خدماتها مجانًا لمساعدة أطبائنا وطاقمنا الطبي على تجاوز هذه الأيام الصعبة نفسيًا. فهذه مساعدة حقيقية قيّمة. أنا مقتنع أيضًا بأنّ الفن جزء من العلاج الإيجابي وهو يشفي، ولهذا السبب وضعنا في بداية هذا العام معرض Helpful Art in Covid في مبنى المقرّ الرئيسي للمستشفى، ممّا ساعدنا على النجاة من الجائحة بمزاج أفضل وبطريقة منطقية وسليمة. لقد أثّرت الجائحة على العالم بأسره، واستجاب لها فنانون من العديد من البلدان بطرق محدّدة. إنّ أعمالهم ملهمة وتلتقط أفكارهم وانطباعاتهم أثناء الجائحة. لقد قمنا بتنظيم المعرض مع الفنان بافيل ستاستني ليس فقط كطريقة لإظهار امتناننا، ولكن أيضًا بهدف تحديد النتائج الفريدة للعمليات الإبداعية للفنانين هنا وفي الخارج.
يقوم معرض السفر الدولي بعرض أكثر من 2000 عمل فني من 90 دولة وآمل أن نتمكن من تقديمه في الشرق الأوسط أيضًا. لقد عملت مع بافيل ستاستني لمدّة عقود على العديد من مشاريع الرعاية الصحية.
انتقل المعرض من موتول إلى المستشفى العسكري الجامعي المركزي ثم إلى متجر كوتفا متعدد الأقسام في براغ، حيث تم استكماله ببيع منتجات مبتكرة مضادة لفيروس كورونا من شركات تشيكية والتي تم تطويرها خلال عام واحد تحت اسم صناعة مكافحة كوفيد التشيكية. لا تزال النماذج الأولية الجديدة من المنتجات الأخرى قيد التطوير ومن بينها موزّع التطهير بدون لمس Golden Drop. بفضل التعاون بين صاحب الرؤية سيرج بورنشتاين، والمصمّم فيديريكو دياز والفنان بافيل ستاستني، تمّ إنشاء تصميم خاص للشرق الأوسط بالخط العربي من قبل صالح الشقيري. إنّ مطهّر Palmapure الممزوج حسب الوصفة التشيكية لطيف على البشرة ومعطّر.
إذًا، إنّ نطاق اهتماماتك أوسع بكثير. لقد اهتممت أيضًا برؤساء جمهورية التشيك…
نعم، كان أوّل رئيس اعتنيت به هو فاتسلاف هافيل، الذي كان كاتبًا مسرحيًا وفنانًا. في حين أنّ مناصبهم هي ذات مسؤولية رفيعة، فإنّ الرؤساء هم بشر ولديهم آفات إنسانية طبيعية، مثل التدخين. يجب أن أقول إن الرؤساء الثلاثة الذين اهتممت بهم كانوا مرضى متواضعين ومنضبطين للغاية.
ما هي المشاكل التي تحلّها إدارة المستشفى في الوقت الحاضر؟
لا يمكنني تجاهل الوضع الحالي وكل ما يتعلق بجائحة كوفيد– 19. وهذا يعني الاستجابة للظروف المتغيرة باستمرار في الوقت المناسب، لضمان الرعاية الكافية للمرضى المصابين واستشفاءهم، وتوفير العناية المركزة للمصابين بشدة، وتقديم الرعاية وإعادة التأهيل لمتلازمات ما بعد كوفيد، وإعداد مراكز فحوصات الأجسام المضادة واختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل، وإدارة مركز التطعيم ومراكز إدارة الأجسام المضادة للمرضى الداخليين، وكذلك لتلبية احتياجات الرعاية العاجلة والحادة للمرضى غير المصابين بفيروس كورونا المستجد. في ما يتعلق بإدارة المستشفى، فمن أهم الأولويات ضمان الاستقرار الاقتصادي والموارد الكافية. ويتعلّق ذلك بالمحافظة على الرعاية الصحية الحديثة أو تطويرها بشكل أفضل تجاه المرضى، وتقدير عمل الموظفين. يتطوّر الطب بسرعة كبيرة، وعلينا تطبيق اتجاهات وطرق تشخيصية وعلاجية جديدة والحفاظ على مستوى مهني وأخلاقي عالي. كما تصبح المواد والتكنولوجيا والمباني قديمة بسرعة كبيرة أيضًا والتجديد مكلف للغاية. وهذا ينطبق بشكل خاص على مستشفى موتول الجامعي، وهو الأكبر في جمهورية التشيك.
وماذا عن الأسرّة؟
تمت إعادة تنظيم مجموعة الأسرّة في مستشفى موتول في وقت قياسي بهدف توفير الرعاية للمرضى المصابين بكوفيد– 19 في بيئة تقلل من مخاطر انتقال العدوى إلى المرضى الآخرين وموظفي المستشفى، وسنحتفظ بهذه القدرات على أهبة الاستعداد الفوري في الوقت الراهن. إذا ارتفعت حالات دخول المستشفى ارتفاعًا كبيرًا، فسنكون قادرين على إخراجهم على الفور. لم تتأثر مرافق المرضى الداخليين الأخرى بشكل كبير بهذه التغييرات، ولذا يمكننا الاحتفاظ بهذه القدرات طالما يتطلّب الوضع ذلك.
برأيك، ما الذي سيساعد نظام الرعاية الصحية التشيكي في المستقبل؟
أعتقد أنّ هناك حاجة إلى توافق مهني أوسع في الآراء في المقام الأول حول مفهوم نظام الرعاية الصحية التشيكي المستقبلي ومن ثم بعض الاستمرارية في تنفيذه. والأسوأ هو التغيير المستمر للأهداف بدون مفهوم الشعبوية السياسية. لا ينبغي أن تكون الرعاية الصحية رهينة للأحزاب السياسية. أعلم أنّ هذا الأمر مثالي للغاية، وللأسف، فإنّ الرعاية الصحية هي وسيلة سهلة جدًا لاستخدامها في السياسة. أنا أفصل بين الطب والرعاية الصحية بشكل مصطنع هنا. فيتقدّم الأوّل بسرعة كبيرة، ويجب على الأخير أن يكون قادرًا على تطبيق الاكتشافات الجديدة، وهو مكلف للغاية. الطب هو التقدّم، أمّا الرعاية الصحية فهي تطبيق سياسي. لذلك، من أجل مساعدة القطاع الصحي، من المهم تحديد الأولويات وتوضيح معايير القيمة. يجب توضيح ما إذا كانت الأولوية هي علاج نزلات البرد أو مرض خطير. وبالطبع، نحن بحاجة إلى مفهوم وتنسيق مستقرّ.
ما هي اتجاهات الطب التي تراها في المستقبل؟
في مجال التشخيص، ننتقل إلى المستوى الإبتدائي. على سبيل المثال، يمكن لأساليب التصوير الحديثة تكبير الخلايا الفردية أو حتى الجزيئات. لا يقتصر دور علم الوراثة على تحسين تشخيص الأمراض فحسب، بل يعلمنا أيضًا ما إذا كان للأدوية تأثير علاجي أم لا، أو ما إذا كان دواء باهظ الثمن يستحق استخدامه كجزء من العلاج.
يتطوّر طب زراعة الأعضاء بشكل ملحوظ أيضًا. كما أنّ أمراض وجراحة القلب هي كذلك ذات مستوى عال. في الجراحة، من ناحية، هناك اتجاه نحو الإجراءات التي لا تتطلّب تدخلاً كبيرًا حيث تستخدم العديد من الحالات التنظير الداخلي والجراحة الروبوتية. ومن ناحية أخرى، نحن ننتقل إلى الإجراءات الموصوفة بالطب البطولي، أي عمليات زراعة أعضاء عديدة على نطاق واسع؛ لقد رأينا بالفعل أولى عمليات زراعة الأمعاء والأطراف والوجوه وحتى الرحم. أمّا الاتجاه الآخر فهو زراعة الأجهزة الإلكترونية، في كل من أمراض القلب وجراحة الأعصاب، وغرسات التحفيز المختلفة، وزراعة القوقعة. كوننا مستشفى جامعي، نحاول دعم هذه الاتجاهات وتطويرها. كما أنّنا نتعاون أيضًا في العديد من المشاريع الطبية ضدّ كوفيد– 19 مع الشركات التشيكية التي طوّرت وأنتجت عشرات المنتجات والتقنيات الجديدة بسرعة كبيرة في العام الماضي. خلال سنة الجائحة، أصبحت جمهورية التشيك شركة تكنولوجية ناشئة كبيرة.
وهل DiApp حيث تعمل، هو أيضًا جزء من هذا الاتجاه؟
نعم، نحن نعمل أيضًا على تطوير مجال التطبيب عن بُعد في DiApp Foundation، وهو مركز التطبيب عن بُعد، الذي أنشأناه العام الماضي في وقت انتشار فيروس كورونا. يتخلل التطبيب عن بُعد عدّة تخصّصات طبية، ونقل المعلومات عن بُعد، على سبيل المثال عبر تطبيقات الأجهزة المحمولة، ممّا يتيح المراقبة المستمرة لحالة المرضى الصحية وتساعدهم على عيش حياة أفضل على الرغم من إعاقتهم.
في المرحلة الأولى، ركّزنا على مشروع لدعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع 1 وأسرهم.. يتأثر أكثر من 800.000 شخص بالمرض والعديد منهم لا يدركون ذلك بعد. نحن نعمل مع أطباء السكري في موتول وبفضل التقنيات التي طوّرناها وطبقناها، يمكن للأطفال المصابين بداء السكري أخيرًا المشاركة بنشاط في الرياضة، والتي لا يمكنها فقط تحسين صحتهم (مثل قيم نسبة السكر في الدم لديهم)، ولكن لها أيضًا تأثير إيجابي كبير على نفسيّتهم. نريد توثيق التفاعل بين الأندية الرياضية والمدرّبين مع هؤلاء الأطفال، وهو أمر غالبًا ما ينقصنا بسبب مخاوف غير مبرّرة. يتمثل شعار المؤسسة الرئيسي في إخبار المجتمع بأنّ الأطفال المصابين بمرض السكري هم “أطفالنا” ولا يستحقون العلاج فحسب، بل يستحقون أيضًا منهجنا النشط والمشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية.
بافيل ستاستني هو أيضًا سفير لمؤسستنا. فبالإضافة إلى منصةHelpful Art in Covid ، نريد التركيز على المساعدة النفسية الاحترافية. ونود أن نوفر لمرضى السكري ومن حولهم الفرصة للتشاور مع علماء النفس بطريقة مباشرة أو عبر الإنترنت. هدفنا هو إرساء أساسًا راسخة تركّز على الطب متعدد التخصّصات الذي من شأنه تحسين جودة الرعاية الصحية، أوّلاً من خلال مشاركة البيانات الصحية عن بعد من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات (التطبيب عن بُعد) لتحسين الصحة والوقاية والتعليم والبحوث الطبية.
يكمن مستقبل الطب بلا شك في الجمع بين التكنولوجيا المتطوّرة بشكل متزايد والرعاية الصحية، ولهذا السبب قرّرنا اتخاذ هذا المسار.
نحن نبحث أيضًا عن شركاء أجانب ونتواصل معهم، لأنّ التبادل الدولي للخبرات في التطبيب عن بُعد والدعم النفسي لمرضى السكري هو الأهمّ بالنسبة لنا.
كيف تقضي وقت فراغك؟
كنت أشارك في الألعاب الرياضية الخفيفة، والغوص، والتزلّج، لكنني ألعب الآن الجولف مع زوجتي – لا أجيد اللعب، لكني أحب ذلك. أحب السفر أيضًا والأدب والفن والاسترخاء في كوخنا في جنوب بوهيميا. أقوم بجمع أصداف البحر من جميع أنحاء العالم.
الدكتور مارتن هولكات هو نائب مدير مستشفى موتول الجامعي في براغ للرعاية العلاجية والوقائية. هو متخصّص في طب الأنف والأذن والحنجرة. كان وزير صحة سابق في جمهورية التشيك. وكان مسؤولاً عن الفِرق التي اعتنت بصحة رؤساء جمهورية التشيك وغيرهم من كبار ممثلي الدولة. أسّس مركز تنسيق زراعة الأعضاء في جمهورية التشيك وكان مديرًا للمستشفى الجامعي العام في براغ. بصفته وزيراً للصحة، كان له دور فعال في مراجعة تمويل المستشفيات والمنتجعات الصحية، وتفعيل إطلاق برامج الوقاية من السرطان، وساهم في استكمال استراتيجية إصلاح الرعاية النفسية. هو ناشط في مؤسسة DiApp Foundation – مركز التطبيب عن بعد، المخصّص لإنشاء مناهج مبتكرة للتطبيب عن بعد وتطبيقها في حياة المرضى. لقد ساهم في إنشاء المعرض والمشروع Helpful Art in Covid.