مقابلات

الدكتور عاصم الحاج

الدكتور عاصم الحاج

استشاري الجراحة العامة والمتخصص في جراحة الثدي في مركز كليمنصو الطبي في بيروت

 

نوفر جراحات متكاملة بين الشفاء والتجميل لسرطان الثدي

يضم مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحدث التقنيات الجراحية المستخدمة في علاج سرطان الثدي، يقودها فريق طبي متخصص في تقديم رعاية شاملة للمصابات بهذا المرض. الدكتور عاصم الحاج، استشاري الجراحة العامة والمتخصص في جراحة الثدي، تحدث إلى مجلةالمستشفى العربيعن أهمية الجراحة في علاج سرطان الثدي وكيف يساهم مركز كليمنصو الطبي في بيروت، بفضل تجهيزاته المتطورة وكادره الطبي المتميز، في تقديم أفضل رعاية للمريضات المصابات بسرطان الثدي.

ما هي أهمية الجراحة في علاج سرطان الثدي؟ وكيف يتم تحديد نوعها؟

تلعب الجراحة دورًا محوريًا في علاج سرطان الثدي، حيث يتم اختيار نوع الجراحة المناسب بناءً على عوامل عدة، منها حجم الورم وموضعه ومرحلة المرض.  تشمل أنواع الجراحات المستخدمة استئصال الورم، واستئصال الثدي الجزئي، واستئصال الثدي الكلي، بالإضافة إلى جراحات إزالة العقد الليمفاوية. كل نوع من هذه الجراحات له مؤشرات محددة ويهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الاستئصال الجراحي للورم مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة؛ وكل حالة من حالات سرطان الثدي تختلف عن غيرها وتتطلب تقييمًا فرديًا وشاملًا. 

قد يكون من الممكن إجراء جراحة لبعض المريضات المصابات بسرطان الثدي المتقدم (المرحلة الرابعة) اللواتي استجبن لبروتوكول العلاج التقليدي بشكل جيد، أي توقف انتشار المرض وتقلص حجم الأورام في أماكن أخرى من الجسم.  ولكن يجب أن تتوفر شروط معيّنة لإجراء الجراحة، مثل استقرار الحالة العامة للمريضة وعدم وجود مضاعفات خطيرة، بالإضافة إلى تقييم دقيق للمخاطر والفوائد المتوقعة من الجراحة.

ومع ذلك، يجب اتخاذ قرار إجراء الجراحة بعد مناقشة شاملة مع الفريق الطبي متعدد التخصصات لتقييم جميع العوامل المتعلقة بحالة المريضة. 

ما هو المقصود بالنهج المتعدد التخصصات في علاج سرطان الثدي؟ ولماذا يعد هذا النهج مهماً لتحقيق أفضل نتائج؟

عادة ما يتم التعامل مع حالات سرطان الثدي من خلال نهج متعدد التخصصات يشمل جرّاح عام، وجرّاح الثدي، وجرّاح تجميل، وطبيب أورام، وطبيب أشعة، وطبيب أنسجة. يجتمع هذا الفريق لمناقشة كل حالة على حدة وتحديد أفضل خطة علاجية بناءً على نوع الورم ومرحلته والاستجابة الهرمونية. 

في الخطوة الأولى، يتم إجراء تشخيص دقيق لحالة المريضة من قبل هذا الفريق الطبي المتخصص؛ إذا كان الورم إيجابيًا لمستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجستيرون، أو إذا كان إيجابيًا لعامل النمو البشري المستقبِل (HER2-negative)، فإن الجراحة تكون عادة الخطوة العلاجية الأولى. 

في بعض الحالات التي يكون فيها الورم متقدمًا أو منتشرًا أو في حال سرطان الثدي الإيجابي للهرمونات (HER2-positive) أو  سرطان الثدي الثلاثي السلبي، قد يتم إعطاء المريضة العلاج الكيميائي قبل الجراحة بهدف تقليص حجم الورم وتسهيل العملية الجراحية. 

وبعد الجراحة، يتم تقييم استجابة المريضة للعلاج وتحديد الحاجة إلى علاجات إضافية مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الهرموني.

إذا كانت العقدة الحارسة (الليمفاوية) تحتوي على خلايا سرطانية، ما هي الخطوات التالية؟

تعتبر إزالة العقد الليمفاوية الإبطية جزءًا هامًا من جراحة سرطان الثدي، حيث يتم فحصها لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية منتشرة. ومع ذلك، فإن إزالة جميع العقد الليمفاوية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الوذمة الليمفاوية التي ينتج عنها تورم الذراع (Lymphedima).

لذلك، يفضّل الأطباء اليوم إزالة العقدة الحارسة فقط (العقدة الليمفاوية الأولى التي تستقبل الصرف الليمفاوي من الورم)، فإذا كانت هذه العقدة سليمة، من المحتمل جدًا أن تكون العقد الليمفاوية الأخرى سليمة أيضًا. وبالتالي، يتم تقليل خطر حدوث الوذمة الليمفاوية بشكل كبير.

ما هي أهمية الجراحة التجميلية في علاج سرطان الثدي؟ وما هي التقنيات المختلفة المستخدمة لإعادة بناء الثدي؟

لا تقتصر جراحة سرطان الثدي على إزالة الورم السرطاني فحسب، بل تشمل أيضًا الحفاظ على الشكل الجمالي للثدي قدر الإمكان وذلك لأن الجانب النفسي للمريضة يلعب دورًا هامًا في التعافي، حيث يساهم الحفاظ على الشكل الطبيعي للثدي في تحسين ثقتها بنفسها ورفاهيتها النفسية. لذلك، يلجأ الأطباء إلى جراحات تجميلية متخصصة في سرطان الثدي وهو اختصاص قائم بحد ذاته (Oncoplastic surgery)، والتي تسمح بإزالة الورم وإعادة بناء الثدي في الوقت نفسه. وبهذه الطريقة، يتم تحقيق الشفاء الجسدي والنفسي للمريضة.

تهدف الجراحة التجميلية لسرطان الثدي إلى تحقيق التناسق بين الثديين وإعادة الشكل الطبيعي للثدي بعد الاستئصال الجراحي للورم. في الحالات التي يتم فيها استئصال جزء من الثدي، يمكن إعادة بناء الثدي باستخدام الأنسجة الموجودة في الثدي نفسه من دون الحاجة إلى حشوات سيليكون. 

أما في الحالات التي يتم فيها استئصال الثدي بالكامل، فيمكن استخدام حشوات سيليكون لإعادة حجم الثدي وشكله. وفي بعض الحالات المتقدمة، يمكن الحفاظ على الحلمة والهالة المحيطة بها أثناء الجراحة، ما يحسّن من النتيجة التجميلية للعملية. قد تحتاج بعض المريضات إلى عمليات تكميلية بعد فترة، مثل حقن الدهون، للحفاظ على الشكل المثالي للثدي.

قبل البدء بعملية إعادة بناء الثدي، خصوصًا بعد الاستئصال الكامل، يتم وضع موسع جلدي (Expander)  تحت الجلد يسمح بتمديد الجلد تدريجيًا استعدادًا لوضع الحشوة الدائمة (السيليكون) فيما بعد ويكون ذلك قبل تلقي العلاج الإشعاعي لضمان حماية الجلد من آثار الإشعاع. 

بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي، يتم إزالة الموسع ووضع حشوة سيليكون دائمة. الهدف من هذه العملية هو تحقيق أفضل نتيجة تجميلية مع الحفاظ على صحة المريضة.

أين تكمن أهمية التوعية والكشف المبكر؟

على الرغم من التقدم الكبير في مجال الطب وزيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لا تزال هناك شريحة كبيرة من النساء لا تجري الفحوصات الدورية اللازمة. 

هذا الأمر يرجع إلى عوامل عدة منها الخوف من النتائج، قلة الوعي بأعراض المرض، أو حتى التكلفة المرتفعة للفحوصات في بعض المناطق. 

الكشف المبكر يعتبر مفتاحاً رئيسياً في علاج سرطان الثدي، حيث يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء التام. لذلك، يجب تكثيف الجهود التوعوية للمواظبة على الفحوصات الروتينية لضمان الكشف المبكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى