مقابلات

الدكتور خالد بترجي

نائب رئيس “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني”

استشاري  جراحة العظام والعمود الفقري

الدكتور خالد بترجي

دخل العالم حقبةً جديدة من التعامل مع فيروس “كورونا” المستجد، المعروف بـ “كوفيد- 19” . وتتمثل ميزة المرحلة الراهنة في التعايش مع هذا الفيروس والعودة إلى عجلة الحياة الطبيعية والروتين اليومي، مع الأخذ بعين الاعتبار الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحة المجتمع وسلامته. ولعبت “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” دوراً فاعلاً خلال مرحلة انتشار الوباء العالمي، والتي سبقت المرحلة الحالية والمتمثلة بالتعايش معه من خلال عودة عجلة الحياة إلى سابق عهدها مع تطبيق إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة. بدايةً، نبدأ بالحديث عن مرحلة “التعايش مع الفيروس” التي دخلت بها معظم دول العالم، في حين عاد المستشفى ليستقبل مرضاه بشكل طبيعي.

برأيكم، هل أصبح التعايش مع الفيروس هو نمط الحياة الجديد من حيث إجراءات الوقاية كالتعقيم المستمر ووضع الكمامة والحفاظ على مسافة آمنة؟

عقب أشهر عدة من القيود الاحترازية والإجراءات المشدّدة لمواجهة الوباء العالمي، بدأ العالم اليوم التعايش مع الواقع الجديد، وسط التطلعات بالعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية مع استئناف الأعمال والأنشطة المختلفة. وتخطو المملكة خطوات ثابتة وواثقة باتجاه تجاوز الأزمة بأمان، معوّلةً بالدرجة الأولى على شعبها ووعيه وانضباطه والتزامه بإجراءات السلامة لتجاوز هذه المرحلة الاستثنائية في تاريخ البشرية.

ومما لا شكّ فيه بأنّ الوباء العالمي علّمنا دروساً هامة في ترسيخ مبادئ الانضباط والالتزام وترسيخ روح المسؤولية وقيم التضافر والتضامن والتعاون بين الجميع في سبيل إعادة الحياة إلى سالف عهدها، بل وأفضل. 

وتتطلّب المرحلة الراهنة من الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية للعودة إلى حياتنا الاعتيادية، والتي لا تعني على الإطلاق زوال خطر الوباء أو التهاون في إجراءات السلامة. لذا، نتمنى من الجميع جعل إجراءات الوقاية، لا سيّما التعقيم المستمر وارتداء قناع الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي، جزءاً من أسلوب الحياة اليومي، لنكون خير عون وسند لمملكتنا الغالية وقيادتنا الحكيمة لنتجاوز الأزمة معاً.

خدماتنا المبتكرة تؤكد حرصنا الدائم على حماية المرضى

هل تتبعون في مجموعة مستشفياتكم اليوم بروتوكولاً واضحاً لضمان سلامة الطاقم الطبي والمرضى والزوار، ووقايتهم من العدوى؟

 باعتبارها إحدى أكبر المؤسسات التي تقدم خدمات الرعاية الصحية في المنطقة، تسعى مستشفيات السعودي الألماني منذ تأسيسها، لأن تكون الأفضل حيث عمدت على اتباع أرقى المعايير الطبية العالمية، مما سمح لها بتطوير سمعة قوية لجودة الرعاية الصحية لتصبح اليوم إحدى المجموعات الرائدة في القطاع الصحي العالمي. ومنذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد والمعروف بـ “كوفيد- 19”، أخذت مجموعة مستشفيات السعودي الألماني على عاتقها حماية جميع موظفيها وطواقمها الطبية ومرضاها، ووقايتهم من العدوى، وذلك من خلال اتباع سلسلة من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، بما يتماشى مع استراتيجيتها الواضحة في ضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية المتكاملة. وفي هذا الإطار، قمنا، كمجلس إدارة، بعقد سلسلة من الاجتماعات مع مديرية المستشفيات بهدف التشاور وتنسيق الجهود، حيث اتخذنا قراراً بتقسيم الموظفين إلى مجموعتين، على أن تقوم المجموعة الأولى برعاية مرضى كوفيد- 19 من المصابين أو المُشتبه بإصابتهم، في حين يقتصر عمل المجموعة الثانية على التعامل مع المرضى الآخرين غير المصابين بالفيروس. 

كما قمنا أيضاً بوضع جداول عمل منفصلة لكل مجموعة بما يتماشى مع المهام المُناطة بها، في الوقت الذي يخضع فيه موظفو المجموعة الأولى لتحاليل دورية لفيروس “كوفيد- 19” للتأكُّد من سلامتهم وعدم انتقال العدوى إليهم، بينما يتم إجراء فحوصات مُنتظمة لبقية الموظفين في مواعيد مختلفة. وحمداً لله، لقد ساهمت هذه المنهجية في نجاحنا بمواجهة هذه الجائحة بفعالية وكفاءة، مع تعزيز استمرارية النجاح والعمل من أجل الحفاظ على السلامة العامة وحماية المجتمع. 

نؤمن في “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” بأهمية الجانب التوعوي، الذي لا يقلّ أهميةً عن الجانب الصحي. ومن هنا، كنّا سباقين في تنفيذ حملات توعوية واسعة النطاق للكوادر الطبية والمرضى والزوار على حد سواء، إلى جانب مبادرات تثقيفية عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي استهدفت المُجتمعات داخل المملكة وخارجها. كما قُمنا أيضاً بتنظيم ورعاية عدد من أبرز الفعاليات والمحاضرات والندوات التوعوية، التي استقطبت تفاعلاً إيجابياً واسعاً وساهمت في الارتقاء بالوعي العام حول طرق انتقال عدوى فيروس “كوفيد- 19” والسُبُل المثلى للوقاية.

ماذا عن التعاون القائم بينكم وبين وزارة الصحة في هذه المرحلة لجهة تضافر الجهود لمواجهة الفيروس، وبالأخص مع انتشار مستشفيات المجموعة في أنحاء المملكة؟

منذ تأسيس المجموعة، ونحن نعمل بشكل متواصل مع الجهات الرسمية المختصة في قطاع الرعاية الصحية بالمملكة، وبعد مرور أكثر من 30 عاما على مسيرة التميز والعطاء، وبعد أن أصبحت مستشفياتنا من أكثر المستشفيات شهرة وأحسنها سمعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استطعنا تعزيز أطر التعاون المشترك مع وزارة الصحة، والتي نقدّر عالياً الجهود الحثيثة التي تبذلها مع مختلف الجهات المعنية في المملكة، مثمنين تضحيات أبطالنا من الكوادر الطبية والتمريضية المتواجدين على الخطوط الأمامية في معركة التصدي للفيروس. 

ومن جانبنا نفخر بالتعاون مع الوزارة التي تقود بدورها جهود التصدي للجائحة واحتوائها وتنسق مع جميع المستشفيات وجهات الرعاية الصحية وتعمل على إطلاعنا على كافة المُستجدات. ونؤمن في مجموعة مستشفيات السعودي الألماني بضرورة توطيد أطر التعاون والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية لضمان حماية المُجتمع وتجاوز التحدي الراهن بنجاح وعودة الحياة لطبيعتها في أسرع وقت.  

كيف تتعاملون مع المرضى لا سيما من يعاني من أمراض مزمنة في ظل الظروف الصحيـة الراهنة؟

لقد قُمنا باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لضمان صحة وسلامة المرضى ووقايتهم من العدوى طوال مراحل استشفائهم، من الاستقبال إلى التخريج. وسنواصل القيام بكل ما يلزم لتبقى مُستشفياتنا الخيار الأول لتلقي الرعاية الصحية والاستشفائية والجراحية. وبالتوازي مع ذلك، يستمر عملنا الدؤوب لتطوير آلية توفير خدماتنا عن بُعد وتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية الأساسية لمرضانا الذين يفضلون البقاء في منازلهم. وانطلاقاً من رؤيتنا الواضحة والمتمثلة في تزويد المجتمع المحلي بخدمات صحية متميزة عبر إستقدام أفضل الخبرات والتقنيات الطبية على مستوى العالم، نحرص باستمرار على حماية مرضانا وتأمين الرعاية الصحية التي يحتاجونها، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى رعاية خاصة وحماية مثالية من الأمراض وخطر انتقال العدوى. ومن هنا، اتخذنا سلسلة من الخطوات السبّاقة لضمان استمرارية خدمات الدعم والرعاية الصحية المقدّمة لمختلف الفئات العمرية، لا سيّما كبار السن والمصابين بأمراض مُزمنة، دون الحاجة لخروجهم من منازلهم. 

أطلقنا العديد من المبادرات النوعية، وفي مقدمتها “تيلي-ميديسن” (Tele-Medicine)، وهي مبادرةٌ للتواصل مع المرضى عن طريق وسائل الاتصال عن بعد ومتابعة حالتهم الصحية. وفي إطار جهودنا لضمان صحة وسلامة المرضى، أطلقنا خدمات “في بيتك” التي تمكّن المرضى من الحصول على خدمات الرعاية الصحية المنزلية، فضلاً عن طلب زيارات أطباء المستشفى السعودي الألماني إلى المنازل والحصول على الأدوية بإجراءات سهلة ومبسَّطة. ونقدم، من خلال هذا النظام، جميع الخدمات الصحية المتُاحة عند زيارة المستشفى، بما فيها التشخيص والتوصيات وتقديم الأدوية والعلاج الطبيعي والتوعية والتمريض والتطعيمات وغيرها.  كما قدمنا تسهيلات التنقل لكبار السن إلى المستشفى.  

وتفتح مبادرتنا النوعية الأخيرة آفاقاً جديدة وفرصاً واعدة سنستفيد منها بعون الله تعالى في مرحلة ما بعد كوفيد- 19، حيث نعمل على تزويد مرضانا بخدمات طبية جديدة وتوفير العديد من الخيارات لهم فيما يتعلق بكيفية تلقي العلاجات والقيام بالاستشارات الطبية عبر الهاتف أو عبر الانترنت، والحصول على الوصفات الطبية عن بُعد. وتأتي هذه الخدمات المبتكرة والمتقدمة لتؤكد حرصنا الدائم على حماية المرضى وتقديم أفضل سبل الرعاية لهم وحمايتهم في ظل المخاطر التي قد تنتج عن تفشي فيروس كورونا المستجد.

خبرات واسعة في معالجة إصابات الحوادث والعمود الفقري والإصابات الرياضية

لديكم مهارات وخبرات عريقة في طب وجراحة العظام والعمود الفقري، ما هو تأثير البقاء في المنزل لوقت طويل على صحة العظام من دون ممارسة أي نشاط بدني لاسيما مرضى الروماتيزم وغيره من الأمراض المزمنة التي تتأثر بقلة الحركة؟

يتسبب البقاء في المنزل لفترات طويلة في ظهور العديد من الآثار السلبية على جسم الإنسان، ومن ضمنها ترهل العضلات والشعور بألم في المفاصل نتيجة عدم القيام بأي نشاط رياضي أو مجهود بدني. كما يُعتبر نقص الفيتامين “د” أحد الظواهر السلبية التي سببتها الأزمة العالمية الأخيرة، نتيجة عدم خروج الأفراد من منازلهم وعدم تعرضهم لأشعة الشمس التي تعتبر مصدراً أساسياً لهذا الفيتامين، علماً بأنّ الإحصائيات الرسمية قبل انتشار فيروس “كوفيد- 19” تشير إلى أنّ أفراد المجمتع السعودي، خصوصاً النساء، تعانين من نقص حاد في فيتامين “د” قد تصل إلى نسبة 70% بالإضافة إلى نقص الكالسيوم والفوسفور. لذا، نتمنى من الجميع مواصلة التقيُّد بالتدابير الوقائية وتبني نمط حياة صحي ومتوازن لتعزيز المناعة، ومزاولة التمارين الرياضية إذا أمكن، سواء كان ذلك من خلال المشي أو رفع الأوزان البسيطة أو حتى صعود الدرج ونزوله للمحافظة على حيوية العضلات وصحة العظام. كما نُوصي بعدم الإفراط في تناول الطعام والسكريات، مع التعرُّض لأشعة الشمس واستنشاق الهواء الطلق قدر الإمكان، وتناول المكملات الغذائية والفيتامينات وبالأخص فيتامين “د”. 

يعتبر المستشفى السعودي الألماني مقصداً لإصابات العظام والعمود الفقري. ما هي الخدمات الطبية التي تقدمونها لهذه الفئة؟ وما هي أبرز مميزات هذا القسم من حيث كفاءة الكادر البشري أو من حيث التقنيات الحديثة المتوفرة لديكم؟

تتمتع المجموعة بإمكانات متطوّرة وخبرات واسعة في معالجة إصابات الحوادث والعمود الفقري والإصابات الرياضية. وتراكمت خبرتنا المتخصصة على مدى أكثر من 30 عاماً، لتشمل اليوم مُختلف أنواع جراحة العظام بما فيها جراحة العمود الفقري للفئات العُمرية المختلفة، وجراحة المفاصل والعظام وتركيب المفاصل الاصطناعية. ونقود مسيرة حافلة بالنجاح في إجراء عمليات تغيير المفاصل وإعادة تركيبها لضمان فعاليتها، سيّما وأنّ العمر الافتراضي للمفصل الاصطناعي يتراوح بين 10 إلى 12 سنة. ونفخر في “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” في أن نكون أخصائيين ورواداً في مجال معالجة إصابات العظام والعمود الفقري، إلى جانب جراحة الأطفال وجراحة اليدين وإصابات الملاعب والعلاج الطبيعي. 

ويضم فريقنا نخبة الكوادر الطبية من الاستشاريين السعوديين الذين يحملون مؤهلات أكاديمية عالية من أبرز الجامعات العالمية المرموقة. ويحظى مركزنا المتخصص بجراحة العظام والعمود الفقري باعتماد الهيئة السعودية للتخصصات الطبية لتدريب الأطباء السعوديين ومنحهم شهادات معتمدة من الهيئة، كما تحظى وحدة العمود الفقري لدينا باعتماد زمالة الجمعية السعودية للعمود الفقري. 

ويسهم وجود كافة التخصصات الطبية تحت مظلة واحدة في تعزيز المزايا المتاحة، حيث يسهل عملية تنسيق الإجراءات بين الأقسام المختلفة وتكامُل التجربة العلاجية للمريض، إلى جانب زيادة فعالية ونجاح العلاج. وتقوم الأقسام المساندة، التي تشمل جراحة الدماغ والأعصاب، والعلاج الطبيعي والأشعة، بدور محوري في دعم قسم جراحة العظام لزيادة فعالية الإجراءات العلاجية. وتحتضن مستشفياتنا أيضاً تخصصات طبية دقيقة جداً، مثل زرع الأعضاء والأطراف الاصطناعية والجراحات الميكروسكوبية لإعادة توصيل الأوتار والأعصاب التي تعرضت للتلف نتيجة الحوادث، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المرضى بعد الإصابات ومساعدتهم على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية، الأمر الذي يضمن تجربة متكاملة بإشراف فريق طبي على درجة عالية من الكفاءة والاحترافية. 

تولي المجموعة أهمية كبيرة للتعليم، إلى جانب برنامج التعليم من أجل التوظيف ومركز التدريب المعتمد. فكيف تنظرون إلى متابعة التعلم خلال مسيرة العمل الطبي؟ وبماذا يتميز الطاقم الطبي الذي يعمل في مستشفياتكم؟ 

نلتزم في “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” بدعم مسيرة التعليم والتدريب والتطوير الطبي، واضعين نصب أعيننا الارتقاء بخبرات وإمكانات الكوادر الطبية ورفع مستوى التدريب لطلبة الطب والعاملين في مختلف المهن الصحية المساعدة والتخصصات الطبية في المملكة العربية السعودية، مع تمكين المجتمع المحلي من الوصول إلى المعرفة الطبية الشاملة.

وفي هذا الإطار، قمنا بتأسيس “أكاديمية المستشفى السعودي الألماني” وفق رؤية طموحة تستهدف تعزيز التعليم الطبي المستمر، من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية مصممة خصيصاً لإثراء المعرفة وغرس ثقافة الابتكار والتميز والجودة ضمن الأوساط الطبية، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات الطبية والصحية المقدمة. وأثبتت الأكاديمية نجاحاً لافتاً لتصبح اليوم مزوداً رائداً للتعليم الطبي على المستوى الإقليمي، مدعومةً بسلسلة من الشراكات المتينة مع أبرز الجامعات والكليات الطبية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط. 

نجحت المجموعة في تدريب أكثر من 40,000 طالب طب على مدى العقد الماضي

ونفخر بدورنا المحوري باعتبارنا المركز المعتمد لـ “الهيئة السعودية للتخصصات الصحية” (SCFHS) للتدريب العالي والبرنامج الصحي، حيث تستهدف أكاديميتنا تزويد المتخصصين في المملكة بميزة تنافسية ضمن نطاق تخصصاتهم، مع التركيز على تطوير قدراتهم وتعزيز خبراتهم في كافة المجالات الطبية الحيوية. 

ويشكّل التدريب السريري أحد مجالات تميزنا، حيث نجحنا في تدريب أكثر من 40,000 طالب طب على مدى العقد الماضي، ضمن طيف واسع من التخصصات الطبية بما فيها التخدير وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وطب الأسرة وجراحة المخ والأعصاب وطب الأطفال والطب الحيوي، إلى جانب التمريض وطب أمراض القلب والطب الباطني والتغذية وجراحة التجميل وطب النفس والأشعة والأورام والأمراض الجلدية والطوارئ والطب الجراحي وغيرها. 

وفي إطار شراكتنا الفاعلة مع أكثر من 60 جامعة وكلية في السعودية والعالم، بما فيها “كلية البترجي الطبية” في جدة، نقوم بتدريب الآلاف من طلبة الطب والمتدربين من الطواقم الطبية والتدريبية سنوياً، سعياً وراء إعداد جيل جديد من الكفاءات الطبية المؤهلة لتقديم خدمات تُضاهي الأفضل عالمياً. ونعمل على تدريب الممرضات وتأهيلهن بحسب أرقى المعايير العالمية. كما أطلقنا “برنامج التعليم من أجل التوظيف”، والذي يهدف إلى منح الطالبات والطلبة السعوديين فرص عمل جديدة ضمن قطاع الرعاية الصحية، لتطوير الكفاءات والمهارات الأساسية لديهم.

نسعى لمنح الطالبات والطلبة السعوديين فرص عمل جديدة ضمن قطاع الرعاية الصحية

ونقوم، عبر شبكة مستشفياتنا، بإجراء مئات من ورش العمل التفاعلية والندوات والمؤتمرات للكوادر الطبية سنوياً، لتسليط الضوء على أبرز القضايا الطبية الملحة في إطار مساعينا المستمرة لتوفير برامج “التعليم الطبي المستمر” و”التطوير المهني المستمر”. 

وقدّمنا، على مدى العقد الماضي، نحو 5,000 ساعة من التعليم الطبي المستمر ضمن 5 من مستشفياتنا، إلى جانب برامج التدريب الطبي والعلمي لأكثر من 20,000 متخصص في الرعاية الصحية. ونمضي قدماً في توفير برامج التعليم والتدريب المستمر، في إطار التعاون الوثيق مع نخبة الجهات الطبية الرائدة دولياً، بما فيها “جمعية القلب السعودية” و”جمعية القلب الأمريكية” و”الكلية الأمريكية للجراحين” و”الجمعية الأمريكية لطب الأطفال”، والتي تشمل دورات التدريب السريري وبرامج الإنعاش القلبي الرئوي والإسعافات الأولية و”الدورة المتقدمة لدعم الحياة فى الإصابات” (ATLS) ودورات “دعم الحياة الأساسية” (BLS) و”الدورات التدريبية لمقدّم دعم الحياة القلبي الوعائي المتقدم” (ACLS)، بالإضافة إلى دورات “الإنعاش القلبي الرئوي للأطفال حديثي الولادة” (NRP). ونوفر أيضاً “برنامج الإقامة السعودي” المعتمد من قبل “الهيئة السعودية للتخصصات الصحية” (SCFHS) للتدريب المتخصص للأطباء المقيمين للحصول على شهادة البورد السعودي، في ثلاثة تخصصات جراحية معتمدة هي “جراحة العظام” و”الجراحة العامة” و”جراحة العمود الفقري”.

كما نعمل في “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني” على تنظيم الدورات التدريبية المستمرة في مختلف المجالات الطبية، حيث قام الأطباء خلال العام الماضي باستكمال أكثر من 667 ساعة تعلّم، إضافة إلى تنظيم الندوات التفاعلية ودورات الإسعافات الأولية والانعاش القلب الرئوي. 

وسعياً وراء مواصلة مساهماتنا التدريبية والتعليمية الفاعلة، نحرص على مشاركة معارف وخبرات أطبائنا مع أعضاء المجتمع الطبي السعودي والعالمي، من خلال المشاركة في أبرز الفعاليات والمؤتمرات الإقليمية والدولية. ويستحوذ البحث والتطوير على حيّز كبير من نطاق تركيزنا، حيث نبذل جهوداً حثيثة لتعزيز الأنشطة البحثية بين أوساط الأطباء والطلبة. 

في ظل ما نعيشه اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا، كيف تعملون على تعزيز خدمات الرعاية الطبية المقدمة، وما هي التدابير التي تقومون بها؟ 

بطبيعة الحال، قمنا بتعزيز إجراءاتنا الوقائية لضمان صحة الموظفين والمرضى وأبناء المُجتمع بشكلٍ عام ومنع تفشي الفيروس في مستشفياتنا ومرافقنا ودعم الجهود الحكومية في هذا الصدد.

وسنواصل عملنا على تعزيز جودة الرعاية الصحية المُقدَّمة في جميع مُستشفياتنا وتطوير خدماتنا عن بُعد، لمن يرغب بعدم الخروج من المنزل والذهاب الى المستشفى، لدعم جهود القضاء على الجائحة من خلال تقديم الدعم الصحي لأبناء المُجتمع، الأمر الذي يقلل احتمالات الإصابة بالعدوى ويخفف الضغط على مرافق الرعاية الصحية في المملكة. ويشغلُ قطاع الرعاية الصحية حيزاً هاماً في الخُطط والبرامج التي تُعِدُّها وتنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين، واضعةً صحة سكان المملكة من مواطنين ومقيمين فوق أي اعتبار. في حين يشهد القطاع الصحي في المملكة نقلة نوعية، مدفوعاً بأحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية، مع الاستعانة بأفضل الكفاءات الوطنية والعالمية استمراراً للارتقاء بجودة الخدمات الطبية والعلاجية. 

وقد أثبتت التحديات الراهنة التي يعيشها هذا القطاع في ظل كوفيد- 19 صوابية الاستراتيجية التي تنتهجها مجموعة مستشفيات السعودي الألماني والتي تأتي تماشياً مع استراتيجية المملكة حول تطوير الإمكانات الإلكترونية والتقنية للمرافق الصحية، مما فسح المجال أمامنا لمواصلة رعاية المرضى وتقديم الخدمات الصحية لهم عن بُعد، باستثناء الحالات الصحية التي تتطلب تدخلاً جراحياً سريعاً. كما تمكنا من إيجاد الحلول السريعة لتقليص فترة انتظار المرضى وعدم الخوف من وجود حالات كورونا في أماكن الانتظار في المستشفيات، إضافة إلى عدم تأجيل أي عملية أو إجراء جراحي مستعجل. إن مستشفياتنا مجهزة بالكامل لاستقبال المرضى وعزلهم التام، ومعالجتهم بثقة متناهية في قدراتنا الطبية. 

ما هي النصيحة التي تقدمها للمرضى في مرحلة التعايش مع هذا الفيروس والعودة إلى عجلة الحياة الطبيعية والروتين اليومي؟

ندعو الجميع إلى التحلي بالمسؤولية والالتزام بالإجراءات الاحترازية المطبقة، متمنين عليهم التعاون ودعم الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المعنية في المملكة لمواجهة الجائحة العالمية والعودة بعجلة الحياة إلى سابق عهدها، مع العبور إلى بر الأمان بإذن الله تعالى في أقرب وقتٍ ممكن. 

ونصيحتنا الأهم تتمثل في التقيد التام بالتدابير الوقائية، سواء من ناحية التباعد الاجتماعي أو النظافة الشخصية أو ارتداء أقنعة الوجه، فضلاً عن التغذية السليمة والالتزام بنمط حياة صحي ومزاولة التمارين الرياضية أو النشاط البدني إن أمكن. ويعتبر التعرُّض لأشعة الشمس واستنشاق الهواء الطلق خطوة هامة لتعزيز الصحة، إلى جانب تناول الفيتامينات، وبالأخص فيتامين “د” الذي يعد أساسياً لتقوية الجهاز المناعي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى