الدكتور جورج الحاج
رئيس قسم أمراض الغدد والسكري في مستشفى ومركز بلڨو الطبي
الدكتور جورج الحاج
“مركز السكري متعدد التخصصات يقدم خدمة تثقيف المريض“
يستمر مستشفى ومركز بلفو الطبي بتحقيق الريادة عاما تلو الآخر من خلال نشاطاته ومراكزه الطبية المتميزة .وإيمانا منه بأهمية مواكبة التطورات العالمية في شتى الأمراض ومتابعتها لما فيه خير لصحة المرضى، أسس المستشفى مركزا لمرضى السكري متعدد التخصصات بهدف تقديم خدمات شاملة بحيث يجد المريض في هذا المركز كل ما يمكن أن يحتاجه.
الدكتور جورج الحاج، رئيس قسم أمراض الغدد والسكري في مستشفى ومركز بلفو الطبي والذي أسهم في إنشاء هذا المركز، أكد أن مركز السكري الجديد هو مركز شامل متعدد التخصصات، وهو الأول في لبنان الذي يقدم خدمة التثقيف الصحي للمريض بشكل مجاني.
تثقيف المرضى
عن خدمات المركز، تحدث الدكتور حاج الى مجلة ”المستشفى العربي”، قائلا: “يضم المركز الكثير من الخدمات، أولها تثقيف المريض من خلال وجود مدرّبة متخصصة بمرض السكري بكل تفاصيله، تجلس مع المريض وتشرح له كل ما يتعلق بمرضه ومضاعفاته وكيفية التعايش معه وتجيبه على الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي تدور في ذهنه ما يتيح للمريض فرصة التعرف على مرضه وبالتالي التعايش معه بأمان والسيطرة عليه؛ هذا الأمر هو غاية في الأهمية اليوم في ظل ما أثبتته الدراسات التي تشير الى انه كلما كانت ثقافة المريض حول مرضه أعلى كلما أتيحت له الفرصة لضبط معدل السكري وإبقائه ضمن الحدود الطبيعية وبالتالي تجنب المضاعفات”.
تثقيف المريض هو الخطوة الأهم نحو العيش بأمان برفقة مرض السكري، حيث يؤكد الدكتور الحاج إذ أن ما نشهده في العيادات هو خوف المريض من جهله عن واقع مرضه وكيفية التعايش معه، ولكن ما إن يتفهم طبيعة حالته المرضية حتى يعيش حياته الطبيعية مع اتّباعه الإرشادات العامة التي تقدمها له المدربة في هذا المجال.
وتابع سرده لخدمات المركز، لافتا الى أن المريض عندما يدخل الى المركز يتعامل مع شخص واحد يكون هو المسؤول عن تحديد مواعيده مع أطباء هو بحاجة الى مراجعتهم بشكل دوري، وذلك بدلا من عناء البحث عن طبيب وانتظار الموعد وغيرها من التعقيدات.
وأضاف الدكتور الحاج: “لابد في هذا الإطار من التأكيد على أن مريض السكري، ونظرا للمضاعفات العديدة التي يمكن أن تصيبه، فهو بحاجة الى زيارات دورية لكل من طبيب العيون والكلى والأطراف والقلب نظرا لتأثير مرض السكري على أعضاء الجسم كافة. طبيب السكري الخاص به يجري له الفحص الطبي والتشخيص السّريري اللازم، ومن ثم يحوله الى الأطباء المتخصصين كلما دعمت الحاجة، او بشكل دوري في كل عام بهدف الكشف المبكر وتجنب المضاعفات وتعقيداتها”.
من ضمن الفريق متعدد التخصصات في المركز، لفت الدكتور الحاج الى وجود طبيبة تغذية متخصصة في علم الغذاء وهي متخصصة في الطب العام وفي قسم الغذاء وضليعة بشكل كبير بغذاء مرضى السكري. وأود الإشارة هنا الى انها ليست أخصائية تغذية بل طبيبة متخصصة بالغذاء وهي تسمى Nutritionist .
أهمية المركز
عن أهمية المركز، أكد الدكتور الحاج أن التوجهات العالمية توصي بأهمية إنشاء مثل هذه المراكز لما لها من أهمية في المحافظة على استقرار حالة المريض السكري وحمايته من المضاعفات والحد منها قدر الإمكان، ذلك لأن المرض في مثل هذه المراكز يشرف على حالته عدد من الأطباء من اختصاصات عدة وهو ما أثبت نجاعته حيث تكون التعقيدات اقل والمضاعفات كذلك.
“إن متابعة مريض السكري من مختلف النواحي الطبية ضروري للغاية ومن الضروري أن تكون البداية من الغذاء لان إهمال هذا العامل يزيد من اضطراب معدل السكري ويصبح غير منضبطا وبالتالي تزداد المضاعفات على الأطراف والعيون والكلى وغيرها”.
وفي سياق حديثه عن أنواع السكري والعلاجات المتطورة اليوم، لفت الدكتور الحاج الى أن النوع الأول الذي يصيب صغار السن بغالبيته، والذي يتضمن أيضا أنواع عدة، يصيب المريض عندما تموت خلايا البنكرياس وتصبح عاجزة عن تزويد الجسم بالانسولين الذي يحتاجه، وقد شهد الطب اليوم تطورات ملحوظة على مستوى العلاج بحقن الانسولين من حيث أقلام الانسولين السريع والبطيء وكذلك مضخات الانسولين. اما النوع الثاني والذي يصيب كبار السن بغالبيته، تكون خلايا البنكرياس قادرة على إنتاج الانسولين ولكن بشكل غير فعال وغير كاف وهناك الكثير من العلاجات الفموية المتطورة الكفيلة بضبطه وإبقائه ضمن المعدل.
ورغم أهمية الأدوية الحديثة ودورها الفاعل في تقليل خطر هبوط السكري وارتفاعه، ولكن النصيحة الأهم هنا تبقى بالمتابعة الدورية مع الطبيب المعالج والحفاظ على الوزن الصحي واتّباع نمط غذاء صحي، كلها خطوات ونصائح لحياة أفضل برفقة مرض السكري .فالتوصيات الحديثة في هذا المجال تشير الى انه كلما انخفض معدل مخزون السكري كلما انخفض خطر مضاعفات السكري ما بين 15 الى 45 بالمائة.
مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018 رقم 139 – صفحة 101