مقابلات

الدكتور بشير أبيض

الدكتور بشير أبيض

رئيس قسم طب وجراحة العيون في مركز كليمنصو الطبي في بيروت  

تشخيص وعلاج فعّال لأمراض العيون في بيئة طبية متميزة

يقدّم مركز كليمنصو الطبي في بيروت أحدث التقنيات الطبية وأكثرها تطوراً لتشخيص جميع أمراض العيون وعلاجها، بما في ذلك اعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy)، بفضل الفريق الطبي المتخصص وتوافر أحدث الأجهزة، بما يضمن حصول المريض على الرعاية الشاملة التي يستحقها. مجلةالمستشفى العربيالتقت الدكتور بشير أبيض، رئيس قسم طب وجراحة العيون في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، للإطلاع على أحدث التطورات في علاج اعتلال الشبكية السكري وكيف تطوّرت طرق العلاج في السنوات الأخيرة.

هل مريض السكري سيصاب بمشاكل العيون حتماً؟

يُعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على صحة العين. هناك عاملان رئيسيان يتحكّمان في مدى تأثير السكري على البصر هما مدة الإصابة ومستوى السكر في الدم. فكلّما طالت مدة الإصابة بالسكري، زادت خطورة الإصابة بالمضاعفات التي يمكن أن تصيب العين، حتى لو كان مستوى السكر تحت السيطرة وذلك لأن التغيرات التي تحدث في الأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العين نتيجة لمرض السكري تكون تراكمية. 

أما بالنسبة لمستوى السكر في الدم، فارتفاعه المستمر يؤدي إلى تلف هذه الأوعية الدموية بشكل أسرع، ما يزيد من خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري وغيرها من مشاكل العين. لذلك، فإن السيطرة الجيدة على مستوى السكر في الدم هي الخطوة الأولى للحفاظ على صحة العين لدى مرضى السكري. بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء فحوصات عيون دورية منتظمة للكشف المبكر عن أي تغييرات في الرؤية وعلاجها في المراحل الأولية.

ما الذي يميّز قسم العيون في مركز كليمنصو الطبي في بيروت؟

يمتاز مركز كليمنصو الطبي في بيروت بتجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة التي تم تحديثها مؤخراً بحيث تمكّننا من إجراء تشخيص دقيق وسريع لأي مشكلة في العين، ما يضمن تقديم العلاج الأمثل في الوقت المناسب. نحن نستخدم أحدث تقنيات التصوير والفحص لتقييم صحة العين بشكل شامل، وبالتالي اكتشاف أي تغييرات طفيفة قد تشير إلى وجود مشكلة. 

تتميز تقنياتنا الحديثة بدقتها العالية وقدرتها على توفير صور واضحة ومفصلة لداخل العين، ما يساعدنا على تحديد التشخيص بدقة وتخطيط العلاج المناسب. إن فريقنا الطبي المتخصص، المدعوم بأحدث التقنيات، يعمل جاهداً لتقديم رعاية شاملة وعالية الجودة للمرضى.

نود الحديث عن اعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy) وتطورات العلاج في السنوات الأخيرة؟

لقد شهد علاج اعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy) تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات الحقن والليزر والجراحة. تبدأ المشكلة عادةً بأعراض خفيفة مثل النزيف البسيط أو تورم في الشبكية، ثم تتطور إلى مراحل أكثر خطورة.  وهناك نوعان رئيسيان من اعتلال الشبكية: النوع التكاثري (proliferative) والنوع غير التكاثري (non-proliferative)؛ في النوع التكاثري، تنمو أوعية دموية جديدة وهشة في الشبكية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. أما النوع غير التكاثري، فيتميز بوجود تلف في الأوعية الدموية الموجودة من دون ظهور أوعية جديدة. 

ما هي إذن العلاجات المتاحة لاعتلال الشبكية السكري ما بين النوع التكاثري وغير التكاثري؟

يبدأ العلاج عادةً في المراحل المبكرة من النوع غير التكاثري، ويتطور إلى علاجات أكثر تعقيدًا في الحالات المتقدمة والنوع التكاثري.

في المراحل المبكرة لاعتلال الشبكية السكري غير التكاثري، نركّز عادةً على مراقبة حالة المريض وضبط مستوى السكر في الدم ولا حاجة عادةً للتدخلات العلاجية. ومع ذلك، قد يظهر لدى بعض المرضى الوذمة البقعية السكرية والتي تتطلب علاجًا بالحقن داخل العين. هذه الحقن تعمل على تقليل الالتهاب وتسرب السوائل في الشبكية، ما يحسن الرؤية. وقد شهدت علاجات اعتلال الشبكية السكري تطوراً ملحوظاً في مجال الحقن التي تتميز بفعالية أكبر وآثار جانبية أقل حيث تعمل هذه الحقن الحديثة بشكل أكثر استهدافاً للشبكية، ما يحسن من نتائج العلاج. عادةً ما يتم استخدام الحقن الحديثة بشكل متكرر في الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج، ثم يتم تقليل عدد الحقن تدريجيًا حسب الحالة.

بالإضافة إلى الحقن التي تستهدف الأوعية الدموية، تلعب حقن الكورتيزون دورًا هامًا في علاج اعتلال الشبكية السكري. فمرض السكري المزمن يؤدي إلى إنتاج مواد سامة تسبب التهابًا مزمنًا في الشبكية. تساعد حقن الكورتيزون على تقليل هذا الالتهاب وحماية الأنسجة العصبية. قد يتم استخدام حقن الكورتيزون كعلاج أساسي أو كعلاج مساعد مع أنواع أخرى من الحقن، وذلك بناءً على حالة المريض. عندما يصل اعتلال الشبكية السكري إلى المرحلة التكاثرية، يصبح دور الليزر حاسمًا. في هذه المرحلة، تبدأ الأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية بالنمو داخل العين، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف داخل العين أو انفصال الشبكية. يستخدم الليزر لتدمير هذه الأوعية الدموية الجديدة ومنع حدوث هذه المضاعفات. في بعض الحالات، يتم استخدام حقن لعلاج الالتهاب وتقليل تورم الشبكية قبل إجراء الليزر للمساعدة على تقليل خطر النزيف أثناء عملية الليزر وتحسين نتائج العلاج. ومع ذلك، إذا كانت الحالة متقدمة جدًا، قد لا يكون الليزر وحده كافيًا لتحسين الرؤية. في هذه الحالات، قد يحتاج المريض إلى إجراءات جراحية إضافية.

فعندما تكون الحالة متقدمة جدًا، يمكن أن يحتاج المريض إلى أكثر من إجراء جراحي. قد يبدأ الطبيب بإجراء جزء من الجراحة لإزالة بعض النسيج الندبي، ثم يتابع بحقن أو ليزر لتثبيت النتائج. بعد ذلك، قد يتم إجراء جراحة كاملة لاستئصال الجسم الزجاجي إذا لزم الأمر. نجاح هذه الجراحة يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك مدى تقدم المرض وحالة العين بشكل عام.

من المهم أن يكون الطبيب صريحًا مع المريض حول توقعات العلاج. في الحالات المتقدمة، قد لا يعود البصر إلى ما كان عليه سابقًا، ولكن العلاج يمكن أن يساعد في وقف تدهور الحالة ومنع فقدان البصر التام. يجب أن يفهم المريض أن العلاج هو عملية تدريجية وقد يتطلب أكثر من إجراء واحد.

ما هي الأعراض أو العلامات التي يشعر بها مريض اعتلال الشبكية السكري؟

تشمل أعراض اعتلال الشبكية السكري المتقدم غشاوة في الرؤية، ألم شديد في العين، وفقدان مفاجئ للرؤية غالبًا ما يكون ناتجًا عن نزيف داخل العين. للأسف، غالبًا ما تظهر أعراض اعتلال الشبكية السكري عندما تكون الحالة قد تقدّمت بشكل كبير. لذلك، ننصح مرضى السكري بإجراء فحوصات عيون منتظمة كل ستة أشهر على الأقل. حتى لو لم تلاحظ أي تغير في الرؤية، فمن المهم جدًا إجراء فحص للعين. يجب التوجه فورًا إلى الطبيب عند الشعور بأي تغير في الرؤية، حتى لو كان بسيطًا. من أهمية قصوى أيضًا الحفاظ على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة.

للأسف عندما تبدأ العلامات والأعراض تكون الحالة قد أصبحت متقدمة لذلك نحث مرضى السكري على المتابعة الدورية واجراء فحص العين كل ستة أشهر والتوجه فوراً إلى الطبيب بمجرد الشعور بأي تغير بالرؤية حتى قبل الموعد ومن المهم ضبط السكري بشكل مستمر.

كيف استفاد طب العيون من الذكاء الاصطناعي؟

في الواقع، يشهد مجال طب العيون تطوراً ملحوظاً بفضل الذكاء الاصطناعي حيث أصبح بإمكاننا الآن الاستفادة من هذه التقنية المتقدمة لمساعدة الأطباء على تشخيص الأمراض العينية بدقة أكبر وسرعة. يتم ذلك من خلال تزويد أنظمة الذكاء الاصطناعي بكميات هائلة من البيانات والصور الطبية، مم يتيح لها تحليل الحالات المرضية وتحديد أفضل الخيارات العلاجية.  ومع ذلك، يبقى دور الطبيب محورياً في هذه العملية، فهو من يقوم بتقييم النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرار النهائي بشأن العلاج المناسب. 

في مركز كليمنصو الطبي في بيروت، نحرص على دمج أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي مع الخبرة الطبية الواسعة، ما يضمن تقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى