الدكتور يوسف أبو ظهر
الرئيس تنفيذي لمستشفى السيف – الكويت
الدكتور يوسف أبو ظهر
“حققنا نجاحات كثيرة وحلمنا المزيد من الإنجازات”
بدأت مسيرة الدكتور يوسف المهنية في منتصف الثمانينات وتحديداً في قطاع إدارة المستشفيات. فمن الولايات المتحدة انتقل إلى الخليج ثم إلى لبنان حيث كان مسؤولا عن مشروع البنك الدولي. وبعد العام 2005 انتقل إلى الكويت وكان الرئيس التنفيذي لمجموعة الخدمات الطبية المتحدة. ومنذ العام 2010 يتولى منصب الرئيس التنفيذي لمستشفى السيف. الدكتور يوسف وفي حديث لمجلة ”المستشفى العربي” أشار إلى أن مستشفى السيف يستعين بأهم الأطباء الأجانب المتخصصين، وهو مستشفى صديق للبيئة يركز على السلامة والجودة بما يتناسب مع أعلى المعايير الدولية. وهو حائز على جائزة ”أفضل تصميم لبناء مستشفى”. وأكد أن نوعية الخدمة الصحية التي أصبحت متوفرة في دولة الكويت موثوق بها للغاية. وفي ما يلي تفاصيل الحديث:
هل لنا بلمحة عن أحدث المستجدات لديكم لاسيما وانكم تحرصون على متابعة التطورات على الساحة الطبية رغبةً منكم في البقاء في صدارة المستشفيات الخاصة في الكويت؟
مستشفى السيف عمره 8 سنوات، فهو افتتح في كانون الثاني )يناير( عام .2010 يومها بدأنا بالخدمات الصحية الأساسية، وتطورنا مع الوقت حتى أصبحنا نغطّي معظم التخصصات الطبية .ونحن نستقدم دائما أحدث التكنولوجيات المعتمدة في مجال الطب. وكما كل المستشفيات، نعتمد في مستشفى السيف على 3 عوامل أساسية هي:
- العنصر البشري )الأطباء، والممرضون والممرضات، وأعضاء الجهاز الإداري).
- المرافق (بيئة نظيفة، ممارسات صديقة للبيئة، وبنية تحتية جيدة).
- التشغيل) المعدات والأنظمة).
ونحن نركز دائماً على الطاقة البشرية لأنها هي أساس، وهي التي توفر الجودة في الخدمة. وقد بذلنا جهوداً كبيرة لاستقدام وتشغيل أطباء ممن يحملون شهادات من أوروبا أو الولايات المتحدة ولديهم خبرة من بلدان غربية متقدمة طبيّا، لأنهم يُتقنون التعامل مع الطب الحديث على الوجه الأمثل.
الى ذلك فإن طاقم الممرضات لدينا كفوء للغاية ويخضع باستمرار الى دورات تدريب متتالية ما يرفع من كفاءته في تقديم أفضل خدمة للمريض.
اما من ناحية المرافق، فقد حصلنا على جائزة ”أفضل تصميم لبناء مستشفى” The Best design award at Hospital Build، لأن المستشفى بأكمله مبني طبقاً لنظام صديق للبيئة، ومُحافظ على النظافة. وقد بُني أساسا وفقا لمعايير دولية محددة. ونجحنا دائما في السيطرة على بيئة المستشفى منعاً لأي تلوث أو بكتيريا، ونعمل باستمرار على التأكد من أن العدوى، التي هي مصدر قلقنا، يتم التحكم بها مئة بالمئة.
من ناحية ثانية يؤمن مستشفى السيف خدمات طبية تراعي آمان المريض وراحته، حيث تضع إدارة المستشفى هذين الأمرين على لائحة أولوياتها. بالإضافة إلى ذلك، لدينا الأجنحة الملكية المجهّزة بأحدث التقنيات والأثاث، كما لدينا أيضا غرف الدرجة الثانية. وقد تم تصميم المستشفى بطريقة أن تكون جميع الغرف والعيادات مواجِهة للبحر، وهي دائما معرّضة لأشعة الشمس التي تمنح المرضى والموظفين الشعور الإيجابي.
وباعتمادنا على هذه العناصر الثلاثة التي ذكرتها، حققنا النجاح للمستشفى. فكلما تم تحسين الإعتماد على العامل البشري وخصوصا الكفاءات وكلما تم تحسين المَرافق ومستوى التشغيل، كلما حصلنا على نتائج أفضل. وبما أنه لا يمكن أن يكون المرء تجارياً في الرعاية الصحية، لذلك فنحن نقدّم خدمات طبية جيدة للمريض، بغض النظر عن الربح المستهدف، لأنه بذلك يمكن تحقيق الرضا عن النتائج، وهذا هو بالضبط الشيء المهم بالنسبة إلينا.
بعد تطور العلوم الطبية وعلاجاتها، بدأت المستشفيات تركز على الناحية النفسية للمريض، ما تعليقكم على ذلك؟
التركيز على الجانب النفسي في الإستشفاء أمر مهم أثبت فعاليته، خصوصا أن المرضى يطلبونه. ونحن نعتبر أن هذا الجانب في العلاج مجدٍ ومفيد، لذلك أخذنا بعين الاعتبار منذ إنشاء المستشفى، أن يكون جوّه مريحاً للغاية بما يساعد على شفاء المريض.
ذكرتم أن معظم أطبائكم من الغرب، ألا تستعينون بأطباء كويتيين؟
نعم، إنما بنسبة أقل وبحسب الحاجة والوظيفة، ولكن 90% من أطبائنا ومستشارينا الطبيين وربما أكثر، هم من الغرب. ولا بد من الإشارة هنا الى أن الأطباء الكويتين الذين يعملون لدينا اكتسبوا خبرتهم في مجال الطب من الغرب. وهذا يدخل في صلب استراتيجية عملنا بأن يكون جميع اطبائنا قد تدربوا في الغرب، بحيث يكونون متدرّبين على تطبيق أحدث التقنيات الطبية المعتمدة في الخارج.
هل بدأ المواطنون الكويتيون والأجانب المقيمون في الكويت، يثقون بجودة الخدمة الصحية التي تقدمها لهم المستشفيات هنا، أم أنهم ما زالوا يفضّلون السفر الى الخارج لتلقّي العلاج؟
من المؤكد أنهم باتوا يثقون بجودة الخدمة الصحية التي تقدم لهم هنا. فحوالى 90% من هذه الخدمات تقدم عن طريق المستشفيات الحكومية التي تسعى دوماً الى تقديم مستوى عالٍ من الخدمات الصحية يضاهي ما هو متوفر في الخارج. وهي تستعين بأهم الأطباء الأجانب المتخصصين على غرار ما تقوم به المستشفيات الخاصة أيضاً.
وبالتالي يمكن القول إن نوعية الخدمة الصحية التي أصبحت متوفرة في دولة الكويت موثوق بها للغاية. ومستشفى السيف في الكويت يزوره أطباء من Mayo clinic وKings College Hospital وCleveland clinic وجميعهم يعبّرون عن رضاهم وإعجابهم بنوعية الخدمات الصحية المقدّمة لدينا، وبأنها تُعتبَر أهم مما يُقدَّم في الغرب. وهذا ما يعطينا مزيدا من الثقة بصوابية عملنا وجودته. فنحن نجاري الدول المتقدمة على هذا الصعيد ولدينا القدرة على أن نصبح أفضل. هناك طبعاً بعض الحالات الخاصة التي تتطلب من المريض السفر إلى الخارج لتلقي العلاج المناسب، مثل بعض حالات السرطان المتقدّمة أو أمراض القلب المستعصية، فهناك يتم العلاج في مراكز متخصصة بهذه الحالات.
تمّ مؤخراً تحفيز القطاع الاستشفائي الخاص في الكويت من خلال نقل طبابة عدد كبير من المتقاعدين الذين يتعالجون على نفقة الحكومة، الى المستشفيات الخاصة. كيف أثر هذا الأمر إيجابا على نسبة الإشغال لديكم؟
طبعاً، هذا الأمر إيجابي للغاية، وقد انعكس بصورة جيدة على معظم المستشفيات الخاصة، بحيث ارتفعت نسبة الإشغال لديها. حتى أن بعض المستشفيات اضطر إلى توسيع منشآته وزيادة عدد الأسرّة لاستيعاب الطلب المتزايد من هذه الشريحة من طالبي العلاج.
كرئيس تنفيذي لمستشفى السيف تواجه مجموعة من التحديات اليومية، ما هي هذه التحديات وكيف تعمل على حلّها؟
التحديات الرئيسية في إدارة المستشفيات تتمثّل في كيفية المحافظة على النوعية وعلى رضا المرضى. والعنصر الرئيسي على هذا الصعيد هو اليد العاملة او ما يعرف بالـMan power أي طاقة وكفاءة الأطباء والممرضين والتقنيين. المسألة هي كيف نحافظ على هذه المميزات والمهارات، وكيف نجعل هذا الطاقم يقدم دائماً النوعية المطلوبة بحسب المعايير العالمية. بالنسبة إلينا هذا التحدي اليومي نواجهه بتلبية حاجات المرضى وتوفير مستوى عالٍ من جودة الخدمة، إضافة إلى بيئة مريحة وآمنة، ما يجعلنا نحوز على رضا المريض.
هذه التحديات اليومية، معنية بمواجهتها كل الأقسام في المستشفى. إي أن العمل يتم ضمن منظومة متناسقة يكمّل بعضها البعض، وفيها العديد من العناصر، وأنا دوري كرئيس تنفيذي للمستشفى أن أنسّق عمل هذه المنظمومة بما يحقق الهدف المنشود بتوفير أفضل خدمة بأحسن شروط، ما يؤدي إلى توفير الصحة للمرضى والحصول على رضاهم.
عملنا اليومي، هو الحفاظ على مراجعة وتحليل وتحسين وتنقيح استراتيجية العمل لدينا، من أجل تحقيق الهدف، وهذا هو الهم الأساسي. وهناك تحد آخر أيضا هو أن المريض بات على علم بالتطورات في المجال الطبي. ولذلك المطلوب دوما المزيد من التفوّق للمحافظة على ثقته. بمعنى آخر، المريض بات أكثر تطلّبا من قبل، وعلى دراية بالمستجدات الطبية، وأصبح مثقفاً للغاية ويعلم جيداً ماذا يريد، ومطّلعاً على كافة الحلول الطبية المتوفرة، ويعرف أن يختار ما يناسبه.
هل لنا ببعض الإضاءة على مسيرتك المهنية؟
بدأت مسيرتي المهنية في منتصف الثمانينات وتحديداً في قطاع إدارة المستشفيات. في ذلك الحين عملت في الولايات المتحدة ثم انتقلت إلى الخليج. بعد ذلك كنت لفترة مسؤولا عن مشروع البنك الدولي في لبنان، وعملت كمدير لمشروع صحي تابع لوزارة الصحة اللبنانية لمدة 7 سنوات من العام 1998 ولغاية .2005 وكان هدف المشروع إعادة هيكلة المستشفيات وتطوير النظام الصحي في لبنان. وهنا لا بد من الإشارة إلى أننا نحن من أطلقنا نظام الإعتماد (Accreditation System) لمستشفيات لبنان من خلال هذا المشروع، وأسسنا النظام المالي للدفع في القطاع الصحي بين وزارة الصحة والمستشفيات والضمان الاجتماعي. وهناك العديد من الأمور الأخرى التي أنجزناها ضمن هذا المشروع وساهمت بتطوير النظام الصحي في لبنان. بعد العام 2005 انتقلت إلى دولة الكويت وعملت كرئيس تنفيذي لمجموعة الخدمات الطبية المتحدة (United Medical Services group) والتي تملك عدداً من المستشفيات والعيادات الخاصة في الكويت. وفي العام 2010 تابعت جميع تفاصيل تأسيس وافتتاح مستشفى السيف الذي أتولى حالياً منصب الرئيس التنفيذي فيه. وأعتبر منذ ذلك الحين وحتى الآن أننا حققنا أهدافنا في مجال الخدمات الطبية. وبعد مرور 7 إلى 8 سنوات على افتتاح المستشفى، فإننا نعمل الآن بكامل طاقتنا، وبالتالي نحن راضون عما حققناه.
إنطلاقا من هنا، ما هي طموحاتك التالية على الصعيد المهني؟
هدفي هو الحفاظ على ما حققناه وتحسينه وتطويره أكثر فأكثر والسير قدما نحو الأفضل. وأنا أحلم حاليا بإنشاء مراكز التخصصات الفرعية، ما يجعلني أكثر رضىا.
ما هي مطالبكم من الحكومة الكويتية لتفعيل وتحسين واقع القطاع الصحي؟
مسؤولية القطاع الصحي الكويتي كبيرة، وهناك ضغط كبير. خصوصا بعد نقل عدد من المواطنين ممن هم على عاتق الحكومة إلى المستشفيات الخاصة، ما ساهم في تحفيز القطاع الصحي الخاص ورفَعَ من نسبة نموه. اما المطلوب من وزارة الصحة الكويتية، فهو تسريع المعاملات الإدارية هناك بطء في إنجاز المعاملات بسبب البيروقراطية. لكن هذا الأمر تم الإنتباه له ويجري العمل حاليا على معالجته وتحسينه.
هل الاستثمار في القطاع الصحي مربح؟
على المدى القصير كلا، ولكن على المدى الطويل نعم.
مجلة المستشفى العربي – عدد نيسان (أبريل) 2018 رقم 139 – صفحة 58