الدكتور المهندس إبراهيم أندجاني
الدكتور المهندس إبراهيم أندجاني
رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي الثالث للهندسة الطبية والإكلينيكية في الدول العربية
“نسعى الى إعداد جيل من المهندسين الطبيين المواكبين لتطورات التكنولوجيا الطبية”
التقت ”مجلة المستشفى العربي” رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي الثالث للهندسة الطبية والإكلينيكية في الدول العربية الدكتور المهندس إبراهيم أندجاني، وهو استشاري هندسة طبية في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، رئيس شعبة الهندسة الطبية الحيوية بالهيئة السعودية للمهندسين، عضو الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية، ورئيس اللجنة العلمية للأجهزة الطبية بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
وفي سؤال حول تخصص الهندسة الطبية والاكلينيكية ودور المهندس الطبي أفاد الدكتور أندجاني ان الهندسة الطبية هي تطبيقات الهندسة في الطب؛ ومعالجة المشاكل الطبية بالطرق الهندسية، وفي المستشفيات المهندس الطبي هو المسؤول عن المعدات الطبية وهو من يقوم على إدارة الجهاز الطبي في جميع مراحله؛ حيث يبدأ عمله منذ لحظة التفكير بشراء جهاز طبي، بوضع مواصفات الجهاز الفنية وكذلك مواصفات الغرفة التي سيوضع فيها، مرورا بفحص عروض الأسعار واستلام الجهاز وتركيبه وفحصه قبل تشغيله، والقيام بأعمال الصيانة الوقائية والاصلاح للجهاز طوال فترة دورة الجهاز التشغيلية.
والمهندس الطبي هو من يقوم بتدريب الكادر الصحي من الأطباء والممرضين والأخصائيين في المستشفى على كيفية استخدام الجهاز الطبي بشكل يضمن سلامة استخدام الجهاز الطبي بالطريقة السليمة؛ والتدريب الصحيح للجهاز الطبي يضمن الحصول على النتائج الصحيحة والدقيقة.
وأضاف الدكتور أندجاني قائلاً: بأن تقنية الأجهزة الطبية تطورت كثيراً، وان الجهاز الطبي بات موصولا مع غيره من الأجهزة حيث يمكن للطبيب ان يقرأ نتائج الفحوصات والصور التشخيصية من منزله وعبر هاتفه الخلوي. ان ما نشهده اليوم هو منظومة عمل متكاملة ابعد من حصرها فقط بجهاز طبي واحد، والمهندس الطبي يجب ان تكون لديه دراسة تخصصات اضافية الى دراسة المعدات الطبية فقط، والمهام الموكلة إليه اكبر بكثير مما هو متوقع منه سابقاً. لذاك مع هذا التطور بات يُطلق على اختصاص الهندسة الطبية “التكنولوجيا الصحية (Health Technology). وفي سؤال حول أهمية المؤتمر، قال الدكتور أندجاني ان الهندسة الطبية إختصاص لا يزال غير معروف بشكل واسع بين عامة الناس رغم أهميته ودوره الكبير في منظومة أي مستشفى. حيث أن الطب الحديث يعتمد كثيراً على التقنيات والأجهزة الطبية والمهندس الطبي هو من يهتم ويدير هذه التقنية. وفي هذا المؤتمر عملنا نحن اللجنة العلمية على استقطاب مهندسين وخبراء من سائر دول العالم من أميركا وأوروبا والدول العربية للإستفادة من خبراتهم بهدف الوصول الى أرقى المستويات في العالم العربي.
وتتمحور أهداف المؤتمر حول تسـليط الضـوء، على قطـاع الهندسـة الطبيـة والاكلينيكيـة العربيـة مـن مختلـف الجوانـب، المتعلقة بواقعـه الحالي، ومـا هـي التجهيـزات والأنظمة التقنيـة المعمول بهـا، ومقارنتها مــع الدول المتقدمة والمتطورة. والاستفادة مـن الخبرات العالمية في هذا المجال، وتحديد استعدادات الـدول العربيــة لمواجهة التحديـات الحاليـة والمستقبلية على حد سواء. وكذلك لإعداد جيل من المهندسين الطبيين المواكبين لتطورات التكنولوجيا الطبية ومواكبة هذا التطور الحاصل على مستوى المعدات والأجهزة الطبية الآخذة بالانتشار. ولفت الدكتور أندجاني ان شهادة الاكاديمية وحدها لا تكفي اليوم، بحيث يتوجب على المهندس المزيد من الاطلاع على احدث الأجهزة الطبية ومميزاتها؛ والمشاركة في مثل هذه المؤتمرات، بالإضافة الى التدريب والتعليم المستمر لكي يبقى مواكبا للتطورات السريعة في هذا المجال. ولعل هذا النوع من المؤتمرات كفيل في ان يصل المهندس الطبي الى المستوى المطلوب حيث يكتسب ويتعلم دروس وخبرات خبراء ومتخصصين في التخصص في زمن قصير والذي لن يجده في دراسته بالكليات أو حصوله عليه من خلال عمله بعد التخرج إلا بعد خبرة سنوات طويلة.
الدكتور أندجاني، وخلال مشاركته في المؤتمر ضمن واحدة من ورش العمل التي أقيمت خلال أيام المؤتمر، تطرق الى موضوع اعتماد إدارة الهندسة الطبية والإكلينيكية بالمستشفيات. وتحدث في هذا الإطار عن أهمية حصول قسم الهندسة والمعدات الطبية على شهادة اعتماد تماما كما تحصل المستشفيات عليها، بمعنى انه يجب ان تتوافر الشروط والمواصفات اللازمة لعمل قسم الهندسة الطبية والتي على أساسها يحصل على شهادة اعتماد وهو ما سيكون لها الكثير من الايجابيات على المهنة. ولفت بالقول الى ان الحصول على شهادة اعتماد خاصة بهذا القسم من شأنه ان يعطي قيمة مضافة لعمل المستشفى من خلال تطوير الخدمات ووصولها الى العالمية، بالإضافة الى تطوير قدرات المهندسين الطبيين العاملين في المستشفى لتقديم أفضل ما لديهم؛ ان حصول المستشفى وكذلك قسم الهندسة الطبية على شهادة اعتماد عالمية سوف يسهم في تطوير قدرات العاملين ورفع الإنتاجية والجودة ونوعية الخدمة بتكلفة اقل.