الدكتور عبد الله الحقيل
الدكتور عبد الله الحقيل
إستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض
“عدوى فيروس نقص المناعي البشري يعتبر الآن مرضا مزمنا مثل مرض السكري”
الإستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور عبد الله الحقيل خصّ مجلة “المستشفى العربي” بالحوار التالي على هامش انعقاد مؤتمر القمة الثانية لفيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط في دبي.
هل لك بداية ان تقدم لنا التعريف العلمي لمرض الـ HIV؟
هو الفيروس الذي يسبب العدوى التي قد تؤدي إلى الإيدز. هناك الكثير من سوء الفهم بين الناس حول هذه العدوى ولذا وجب علينا أن نوضح أن كل شخص مصاب بالإيدز مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (مرحلة متقدمة من العدوى) ولكن ليس كل المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون من الإيدز. العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية مقسمة إلى 4 مراحل:
- المرحلة الأولى هي المرحلة الحادة (سيركونفرزيون) وعادة ما تحدث خلال 4-8 أسابيع بعد التعرض للفيروس وهي موجودة في معظم حالات الإنفلونزا والزكام والأمراض المماثلة التي عادة ما تدوم لأسبوع أو أسبوعين وتتلاشى بعدها دون علاج.
- المرحلة الثانية :الشخص المصاب لا يوجد لديه أي أعراض على الإطلاق ولكن الفيروس يتضاعف ويدمر الجهاز المناعي ببطء (التشخيص يكون من خلال المؤشرات الحيوية في الدم) من دون علاج، هذه المرحلة تستمر ما بين 2-15 سنة، والكثير من العوامل قد تؤثر على مراحل التقدم.
- المرحلة الثالثة ما قبل الإيدز يبدأ الجهاز المناعي بالانهيار، وبدون علاج تستمر هذه المرحلة ما بين السنة إلى ثلاث سنوات.
- المرحلة الرابعة )الإيدز) وتضم انهيار الجهاز المناعي وتظهر الكثير من الإصابات والعدوى الاستثنائية والأورام. من المهم جدا التنويه إلى أن الشخص المصاب يمكنه نقل العدوى للآخرين من المرحلة الأولى.
حاليا لدينا علاج فعال جدا (إن لم يكن كل( ومعظم المرضى الذين يواظبون على العلاج يتمكنون من البقاء في المرحلة الثانية أو في أوائل المرحلة الثالثة حتى أولئك وصلوا إلى مرحلة الإصابة بالإيدز يمكن عكسها إلى المرحلة 2 أو 3 أو وقف التقدم. عدوى فيروس نقص المناعي البشري يعتبر الآن مرض مزمن مثل مرض السكري، إن أولئك الذين لا يعانون من الإيدز – إنما يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشرية – وليس المرضى عادة ما يكون معدل العمر المتوقع لهم فوق الـ 40 سنة إذا داوموا على العلاج.
ما هو حجم خطورة الاصابة به؟ من هي الفئات الاكثر عرضة؟ وكيف يمكن الوقاية؟
هناك 4 وسائل لنقل العدوى:
- الدم / منتجات الدم / زرع الأعضاء. في الوقت الحاضر، المراكز الصحية الجيدة تكون فيها فرص نقل العدوى أقل من واحد في مليون، ولكن يجب على الناس أن يتوخوا الحذر من مراكز زرع الأعضاء التجارية، وشهدنا حالات قليلة من نقل عدوى فيروس نقص المناعي البشري خلال عمليات زرع الأعضاء في هذه المراكز.
- الأدوات الحادة (شفرات الحلاقة، الإبر، مشرط…) هذه مشكلة رئيسية خاصة بين متعاطي المخدرات من الوريد يتم مشاركة الإبر نفسها بين عدة اشخاص، بالإضافة إلى أن مراكز الحجامة الغير مرخصة في بلادنا تشكل مصدراً للقلق.
- من الأم المصابة إلى المولود الجديد. إذا لم تكن الأم تواظب على العلاج فإن فرصة انتقال العدوى تتراوح ما بين 25-50٪ ولكن إذا كانت الأم مواظبة على العلاج المناسب فتصبح فرصة الإصابة أقل من . %0.01
- الاتصال الجنسي غير المحمي. هذا هو السبب الرئيسي للعدوى في منطقتنا (70-97٪). هناك اعتقاد خاطئ بين الناس أن هذه العدوى تنتقل من خلال اتصال مثلي الجنس فقط إلا أن حوالي 90٪ من الاتصال الجنسي في منطقة الخليج يكون بين الجنسين. إذا تم استخدام الواقي الذكري فإنه يحمي من العدوى في حوالي 90٪ من الحالات ليس فقط من فيروس نقص المناعة البشرية ولكن من غيرها من الأمراض المنقولة جنسيا.
وفي منطقتنا، تكون الفئات الأكثر عرضة للإصابة هي تلك التي تعاني من ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج دون حماية (لا تستخدم الواقي) أو تقاسم الإبر عند حقن المخدرات.
إن الوقاية من انتقال العدوى يمكن تحقيقها فعلاً، من خلال استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج وعدم مشاركة الإبر مع الغير، وهذه ليست نظرية إنما ثبت أن تطبيق هذه الإرشادات البسيطة ساعد على خفض معدل العدوى أكثر من 50٪ في بعض البلدان.
ما هي سرعة تطوره؟ والى أي مدى تسهم هذه العلاجات في احتضان المرض لفترة أطول؟
إذا كنت تقصد في الجسم هو موضح في وقت سابق. عموما الوباء في انخفاض على الصعيد العالمي بنحو 30٪ باستثناء الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، للأسف لا تزال نسبة الإصابة في ارتفاع بسبب نقص الوعي في الأساس.
العلاج يلعب دورا حاسما في تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية كما أن الغالبية العظمى سوف يتمتعون بحياة طبيعية خالية من الألم، وسيكونون قادرين على العمل، وتكوين أسرة، مثل أي شخص آخر سليم.
مع العلم أنه إذا تمت السيطرة على المرض وانخفض تعداد الفيروس في الدم فهذا يقلل من خطر انتقال العدوى إلى الآخرين.
ما هي القيمة المضافة لمثل هذه القمة بالنسبة لكم من حيث تبادل الخبرات؟
نيابة عن جميع الحضور أود أن أشكر غيلياد على مبادراتهم وجهودهم لتنظيم هذا الاجتماع فهو يشكل فرصة عظيمة للأطباء من مختلف البلدان لتبادل الخبرات، وتحديث معارفهم واستكشاف إمكانيات العمل التعاوني في الحد من المرض والسيطرة على علاجه.
على صعيد الابحاث، هل من جديد يقدمه مستشفى الملك فيصل التخصصي في هذا الشأن؟
نحن نجري بحوثا في مستشفى الملك فيصل التخصصي وهو موجه في مسارين:
- الأبحاث السريرية حيث نقوم بمراجعة الحالات ودراسة الأوبئة وتقييم الاستجابة للعلاج أو فشلها.
- الأبحاث الأساسية ويتركز على دراسة الفيروس نفسه والعمل على الأدوية الجديدة بهدف القضاء على الفيروس بدلا من السيطرة عليه.
ادارة العلاج ربما هي الهدف المرجو لنجاح العلاج بحد ذاته. ما هي الخطوات المطلوبة في هذا الشأن؟
حاليا لدينا الكثير من الأدوية الفعالة ضد فيروس نقص المناعة البشرية، ولكن كأطباء نحن نحاول اختيار الدواء الأكثر أمانا وراحة للمريض. قبل بضع سنوات، كان الذين يعانون من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية يتوجب عليهم أخذ أكثر من اثني عشر حبة يوميا ولكن لدينا الآن أكثر من صياغة دوائية متحدة في قرص واحد ويتم أخذها مرة واحدة في اليوم وهي فعالة للغاية وآمنة ومريحة، ولكن العلاقة بين المريض والطبيب لا تقل أهمية عن الدواء ونحن نشجع دائما مرضانا على طرح الأسئلة .إذا كان المرضى يفهمون مرضهم، وخيارات العلاج وعواقب سوء الامتثال أو التوقف عن العلاج فإنه سيحسن كثيرا من النتائج.