الدكتورة نادين عليوان
الدكتورة نادين عليوان
الأخصائية في الطب النسائي في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال
“الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم هو تجسيد لأهمية الوقاية ونجاحها”
سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء وثامن أكثر السرطانات شيوعًا بشكل عام؛ لكن في المقابل أدى الاستخدام واسع النطاق لمسحة عنق الرحم، وهو اختبار لخلايا يتم جمعها من عنق الرحم، إلى انخفاض حاد في التشخيصات والوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم في البلدان ذات الدّخل المرتفع، وفق ما تحدّثت به الدكتورة نادين عليوان الأخصائية في الطب النسائي في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز انترناشيونال، إلى مجلة “المستشفى العربي”. وفي ما يلي نص الحوار.
رغم إمكانية الوقاية من سرطان عنق الرحم إلا أنه لا يزال يهدد النساء. ما مدى انتشار سرطان عنق الرحم؟ وما اهمية حملات التوعية لحث النساء على الكشف المبكر؟
يزيد معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم على الصعيد العالمي عن 530.000 حالة جديدة سنويًا، مع اقتراب عدد حالات الوفاة من 275000 سنويًا. ويُقدر انتشار سرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم بنسبة 12٪. سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء وثامن أكثر السرطانات شيوعًا بشكل عام.
أما بالنسبة لأهمية حملات التوعية، فمن الملاحظ ان سرطان عنق الرحم ينتشر بشكل كبير بين الأقليات المحرومة التي ليس لديها المعلومات الكافية حول فائدة الكشف المبكر. لذلك، من الضروري زيادة الوعي حول فائدة فحص عنق الرحم للوقاية من هذا المرض بين النساء علماً ان سرطان عنق الرحم لا يزال أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء.
سرطان عنق الرحم من السرطانات التي يمكن الوقاية منها في حال الكشف عنها مبكراً. ما هي أبرز الإجراءات الواجب على المرأة اتباعها؟
الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم هو تجسيد لأهمية الوقاية ونجاحها. فقد أدى الاستخدام واسع النطاق لمسحة عنق الرحم، وهو اختبار لخلايا يتم جمعها من عنق الرحم، إلى انخفاض حاد في التشخيصات والوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم على مدى نصف القرن الماضي، لا سيما في البلدان ذات الدخل المرتفع. على الإناث التوجه الى الطبيب النسائي بشكل دوري للخضوع لهذا الكشف عبر فحص الزجاجة المعروف بـ Pap smear وفحص فيروس الورم الحليمي البشري HPV المسبب لـ90٪ من حالات سرطان عنق الرحم.
يُوصى بإعطاء الإناث اللقاح ضد هذا الفيروس ابتداءً من عمر 12 سنة لتخفيض نسبة احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم وبالتغييرات التي تسبقه بنسبة 90 بالمئة. ولأن التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم إذ انه يجعل من الصعب على المناعة التخلص من عدوى فيروس HPV، فإننا نوصي بعدم التدخين او الاقلاع عنه كزيادة في الوقاية الى جانب الفوائد الكثيرة الصحية لعدم التدخين.
ما هي أولى العوارض التي تشعر بها المرأة؟
من الممكن أن تشعر السيدة بأحد العوارض مثل نزيف بين فترات الطمث الشهرية، وجود دم عند الجماع أو بعده، بالإضافة إلى تغير في الإفرازات المهبلية.
ما هي اهمية فحص الزجاجة (Pap Smears) للكشف عن التغيرات؟ وماهي أبرز الامراض التي يتم الكشف عنها بواسطة هذا الفحص؟
يقع عنق الرحم في الجزء السفلي من الرحم أعلى المهبل. ينشأ سرطان عنق الرحم نتيجة نمو خلايا غير طبيعية بصورة خارجة عن السيطرة وبكمية غير طبيعية في عنق الرحم حيث تتراكم هذه الخلايا لتشكل ورماً في مرحلة متقدمة. يمكن للورم بعد ذلك أن يغزو الأنسجة والخلايا المجاورة أو ينتشر في جميع أنحاء الجسم ليصبح مهدداً للحياة في نهاية المطاف.
تُساعد خدمة فحص عنق الرحم على الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم من خلال الكشف المبكر عنه وعدم بلوغ مرحلة الورم. فهو يكشف عن التغيرات البسيطة التي تحدث للخلايا قبل مرحلة الورم، ونستطيع معالجتها كليا بشكل بسيط. كما يمنع فحص عنق الرحم في البلاد المتقدمة حاليًا 70٪ من وفيات سرطان عنق الرحم. إذا خضعت جميع النساء لفحص عنق الرحم بشكل دوري قد تصل هذه النسبة الى 83٪.
ماذا عن الإجراءات العلاجية المتبعة في بداية الحالة؟
علاج حالات تغير خلايا عنق الرحم التي تسبق مرحلة الورم قد يكون عبر اي من الوسائل التالية وجميعها جراحات بسيطة وشافية كلياً:
- جراحة (cryotherapy) لتجميد أنسجة عنق الرحم غير الطبيعية.
- جراحة (LEEP) وهي إجراء الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي لحرق الخلايا غير الطبيعية بسلك كهربائي.
- عملية جراحية لإزالة الخلايا غير الطبيعية بالليزر أو المشرط.
بعد العملية، يتم فحص القسم الذي يتم استئصاله من عنق الرحم من قبل أخصائيي الانسجة تحت المجهر للتأكد من استئصال كل الخلايا غير الطبيعية، وبذلك نضمن الشفاء التام.
ما هي الخيارات العلاجية في حالات المرض المتقدمة؟
في هذه الحالات، يكون الخيار جراحة استئصال كاملة للرحم وعنق الرحم والمبيضين، وكذلك العلاج عبر الاشعة والعلاج الكيمائي.
ما هي أحدث الوسائل التشخيصية والعلاجية التي يوفرها مركز كليمنصو الطبي في بيروت؟
أولاً يوفر مركز كليمنصو الطبي في بيروت الوقاية عبر التوعية حول أهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري وتوفيره. ثانياً يقدم المركز وسائل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم ضمن الكشف الدوري عبر إجراء فحص الزجاجة وفحص لفيروس HPV عبر تقنية PCR.
في حال وجود تغيّر في الخلايا أو في حال وجود الفيروس، يقدم المركز كخطوة ثانية فحصاً آخر يسمى “تنظير المهبل” لفحص عنق الرحم
عن كثب. وفي حال وجود خلايا غير طبيعية أثناء تنظير المهبل، فقد نقترح إزالة هذه الخلايا عبر احدى العمليات البسيطة المتّبعة مثلما حددنا سابقاً كجراحة الـLEEP وهي جراحة تضمن الشفاء التام. هذه هي الطريقة التي يحول بها الفحص دون الإصابة بسرطان عنق الرحم.
أما في الحالات المتقدمة لسرطان عنق الرحم، فيوفر المركز الجراحة الكاملة التي قد تتم بالمنظار أو بمساعدة روبوتية، ويتم التنسيق مع أقسام العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي لتقديم برنامج رعاية شاملة وتأمين أنسب بروتوكول للعلاج استناداً إلى أحدث الدراسات العلمية.