مقابلات

البروفيسور وجدي أبي صالح

رئيس قسم الأمراض الصّدرية والإنعاش في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال

البروفيسور وجدي أبي صالح

“فترة إعادة تأهيل المريض بعد الكورونا تعتمد على شدة الإصابة”

يعاني بعض مرضى فيروس كورونا من آثار صحية طويلة المدى لاسيما المشاكل الرئوية  بالرغم من نتيجة فحص الـPCR السلبية، وهو ما يسمى بـ“متلازمة ما بعد كوفيد- 19” فيحتاج المريض إلى إعادة تأهيل رئوي، وهو ما يحدّثنا عنه البروفيسور وجدي أبي صالح رئيس قسم الأمراض الصّدرية والإنعاش في مركز كليمنصو الطبي بالتعاون مع جونز هوبكنز إنترناشونال.

متى يحتاج المريض إلى إعادة تأهيل رئوي؟ وما هي المدة المطلوبة؟

المرضى الذين يعانون من إصابات حادة بفيروس كورونا المستجد أدت إلى هبوط في معدل الأوكسجين أو إلى مضاعفات أخرى عادة تصيب مرضى كورونا هم بحاجة إلى فترة لإعادة التأهيل قد تمتد إلى أشهر خاصة عند إنخفاض نسبة الأكسدة بالدم، بالإضافة إلى مرضى العناية المركّزة والذين عانوا من تليّف رئوي بعد الإصابة بالفيروس. إن إعادة التأهيل الرئوي تتطلب أشهر عدة ولا يمكننا تحديد الفترة الزمنية لاستعادة عافيتهم كلّياً لأن ذلك يتفاوت بحسب حالة كل مريض ومدى تأثير الفيروس على الرئتين. 

ما هي آلية العمل الواجب اتباعها من قبل الطبيب المعالج لكي يستعيد المريض عافيته؟

آلية العمل تختلف بحسب نوع الإصابة، فإذا كانت رئوية عادة يحتاج المريض إلى متابعة مع الطبيب المعالج عبر فحوصات دورية لمعرفة نسبة الأكسدة بالدم (Oxygen Saturation) ووظائف الرئة وأحياناً نقوم بفحص وظائف الرئة من خلال ما يُعرف بـsix-minute walk test لنعرف قدرة المريض على القيام بمجهود فنقيّم بذلك وظيفة الرئة، بالإضافة طبعاّ إلى تصوير الرئة (CT Scan). متابعة الحالة المرضية تتم في الفترة الأولى بشكل مكثّف ومن ثم بعد شهر في المستشفى ثم بعد ثلاثة إلى ستة أشهر بحسب نسبة التجاوب مع العلاجات إلى أن يستعيد عافيته تماماً.

كيف يتم وضع برنامج علاجي للمريض؟ ما هي المعايير التي تأخذونها بعين الإعتبار؟

في الواقع، وبما أن الفيروس حديث النشأة، فإنه لا يتوافر لدينا معايير واضحة حول كيفية معالجة المرضى خلال فترة إعادة التأهيل من قبل الجمعيات والجهات المتخصصة، ولكن بالتأكيد نحن نتبع العلاجات والمعايير وآليات العمل للأمراض الرئوية الأخرى والتي تؤتي نتائج مرضية.

ماذا عن أبرز العوارض التي ترافق هذه الفئة من المرضى؟

تتمثّل أبرز العوارض بضيق في التنفس مع هبوط نسبة الأكسدة بالدم عند القيام بأي مجهود؛ إصابة عضلة القلب تؤدي كذلك إلى ضيق في التنفس. سعال قوي قد يرافق المريض لفترة بالإضافة إلى نوبات حادة من الربو والإنسداد الرئوي المزمن.

وهناك عدد لا بأس به من مرضى فيروس كورونا يعانون من عوارض لها علاقة بالجهاز العصبي كالقلق والخوف  (post-traumatic stress disorder) وذلك في مرحلة ما بعد الشفاء من الفيروس بنسبة تصل إلى نحو 30 بالمئة. مشاكل بالدم وزيادة نسبة التجلطات بعد الإنتهاء من فيروس كورونا تبلغ حوالى خمسة بالمئة من المرضى وهم بحاجة إلى مسيلات الدم لفترة طويلة ولا نعرف حتى الآن هذه الفترة ولكن يجب قياسها بحسب معدل الإستفادة من العلاج المتّبع بالمقارنة مع إحتمال حدوث نزيف.

ما هي المضاعفات الصحية التي تصيب الرئة وتستمر لما بعد الشفاء من كوفيد- 19 كالإلتهاب أو التليف الرئوي وغيرها؟

المضاعفات التي تصيب مرضى Covid-19 بشكل أساسي هي الأمراض والمشاكل الرئوية ولكن الفيروس يمكن أن يؤثر كذلك على عضلة القلب أو عضلات الجسم بشكل عام، وهو ما يؤدي إلى عدم قدرة المريض على القيام بمجهود معين.  بالنسبة للرئة، فقد تصاب بالتليّف (Pulmonary Fibrosis) كما يمكن أن تصاب بالتهابات غير جرثومية نسميها (Organizing Pneumonia) وهو ما يحتاج إلى علاجات لفترة من الزمن في مرحلة ما بعد الشفاء من الفيروس. قد يعاني بعض المرضى كذلك من تليف في عضلة القلب فيعجز عن أداء منظومة العمل المعتادة ما يؤثر بالتالي على قدرة المريض على القيام بمجهود. عضلات الجسم تصبح ضعيفة خاصة بعد طول فترة المرض التي غالباً ما تترافق مع إستعمال أدوية الكورتيزون ومنومات قوية، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تحد من حركة المريض وتؤثر على عضلات الجسم. المرض بحد ذاته ينتج عنه إعتلال عضلي (Critical Illness Myopathy) فتضعف عضلات المريض ما يستوجب إعادة تأهيل قد تصل إلى ستة أشهر بحسب شدة المرض وتأثيره عليه.

إلى أي مدى هناك حاجة إلى تثقيف المريض وعائلته حول طبيعة الحالة وكيفية التعامل معها؟

نحن بحاجة إلى تثقيف بشكل كبير وهو ما نقوم به من خلال المقابلات وغيرها وللإعلام دور أساسي في نشر التوعية سواء بين المرضى أو أفراد الأسرة والمجتمع ككل. ونحن كأطباء لا نزال نتعلم كيفية التعامل مع المرض ونحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث حول كيفية التعامل مع المضاعفات التي تنتج بعد الشفاء من الفيروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى