مؤتمر قطر الأول للأمراض المعدية يركز على تأثير الأمراض المعدية على الصحة
مؤتمر قطر الأول للأمراض المعدية يركز على تأثير الأمراض المعدية على الصحة
استضاف شركاء الرعاية الصحية في دولة قطر مؤخراً مؤتمر قطر الأول للأمراض المعدية الذي عقد في كل من مركز إتقان للابتكار والمحاكاة الطبية وفندق فيرمونت الدوحة. وركز المؤتمر على أهمية الامراض المعدية وتأثيرها على الصحة والحياة.
شارك في المؤتمر متحدثون معروفون على المستويين المحلي والدولي، وقدموا آخر التطورات في مجال الأمراض المعدية والجوانب الأخرى الهامة المرتبطة بالأمراض والتي تسببها العوامل المعدية، بالإضافة إلى التطرق إلى مواضيع مختلفة تعتبر محط اهتمام لشريحة واسعة من المتخصصين في الصحة. من جانبهما فقد أشار كل من الدكتور عبد اللطيف الخال رئيس المؤتمر ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، والدكتورة منى المسلماني الرئيس المشارك للمؤتمر ومساعد رئيس قسم الأمراض المعدية، إلى أن العالم يشهد انخفاضاً تدريجياً ثابتاً في أعداد الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة؛ ويعود الفضل بذلك إلى التطورات في مجالات النظافة العامة والصرف الصحي والتغذية ومعايير الحياة والتعليم والصحة العامة، ومعايير الوقاية والتطعيمات والتشخيص والتقدم العلاجي.
يقول الدكتور عبد اللطيف الخال: “من المقدر أن معدلات الوفيات العالمية الناجمة عن الامراض المعدية قد تراجع من 232 وفاة لكل 100000 نسمة في عام 1990 إلى 105 وفيات في عام 2019. وعلى الرغم من هذه الأعداد المُطمئنة إلا أن الأمراض المعدية لا تزال مصدر رئيسي للإصابة بالمرض والوفاة وتقع ضمن الأمراض العشرة الأكثر فتكاً بالإنسان”. بحسب الدكتور عبد اللطيف، فإن النجاح الذي تحقق خلال العقود الثلاثة الماضية قد تراجع نتيجة ظهور جائحة كوفيد– 19 الأخيرة التي تسببت بأعداد كبيرة من الوفيات وصلت إلى أكثر من 15 مليون شخص حول العالم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إضافة إلى تسببها في تعطيل تطعيمات الأطفال وبرامج مكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية. ويضيف: “بالإضافة إلى الأمراض المعدية الناشئة والتي ظهرت مجددا في أجزاء مختلفة من العالم، هناك مشاكل أخرى من صنع الإنسان تعيق مكافحة العوامل المعدية مثل المقاومة المتزايدة والواسعة النطاق لمضادات الميكروبات بين مسببات الأمراض، والانبعاثات المتزايدة باستمرار للغازات الدفيئة التي تؤدي إلى التغير السريع في المناخ”.
الدكتور عبد اللطيف الخال حثّ على التفاؤل والحاجة إلى مكافحة عوامل العدوى والبناء على النجاح الذي انجز خلال العقود الأخيرة؛ وقال: “باعتبارنا أطباء متخصصون في مكافحة العدوى وعلاج الامراض المعدية، فإننا نؤدي دورا هاما في قيادة هذه المعركة. علينا أن نشعر بالفخر لنجاحنا في محاربة التهديدات الصحية العامة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا، ونجاحنا مؤخراً في محاربة كوفيد– 19”.
من جانبها، قالت الدكتورة منى المسلماني، إن المؤتمر يهدف إلى تحويل طريقة العمل الإكلينيكي لممارسي الرعاية الصحية للاستمرار في تحسين قدراتهم ليكونوا جزءاً من الأدلة العلمية ومشاركة وتبادل الخبرات مع الزملاء الخبراء، وتعزيز النتائج العلمية للوصول إلى رعاية أفضل للمريض. وأضافت بالقول: “يواصل زملاؤنا المتخصصون في الأمراض المعدية مواكبة التحديات في هذا المجال وقد برعوا في ذلك على الرغم من النكسات والأوقات الصعبة التي مرت على العالم في السنوات القليلة الماضية. علينا جميعا أن نكون فخورين جدا بما وصلنا إليه اليوم ومستعدون لاستشراف المستقبل”.