التطوّر الطبي يتيح علاج أشدّ سرطانات الثدي خطورة
التطوّر الطبي يتيح علاج أشدّ سرطانات الثدي خطورة
“أنا مصابة بسرطان الثدي، صحيح؟”، محدّقةً بأخصائي الموجات فوق الصوتية، سألت “جودي هاول Judy Howell”.
لم تتفاجأ السيدة “هاول” المقيمة في “مونتروز” أن الإجابة كانت بنعم، بل قالت له: “منذ 30 عاماً وأنا أستعد نفسياً لتلقي هذا الخبر. كنتُ أعلم أنني سأصاب بهذا المرض يوماً ما”.
هذا وكانت شقيقتها “باتريسيا ويكفيلد Patricia Wakefield” قد توفيت بعد إصابتها بسرطان الثدي عن عمر ناهز 36 عاماً، وكانت قد اكتشفت وجود كتلة صغيرة قبل بضع سنوات فقط.
تقول السيدة “هاول”: “كانت الكتلة صغيرة جداً لدرجة أن صورة الثدي الشعاعية لم تكن حاسمة. وبعد ثمانية أشهر، نمت الكتلة لتصبح بحجم برتقالة، وكان قد انتشر السرطان خلال تلك المدة.”
ساندت السيدة “هاول” شقيقتها خلال فترة تلقيها العلاجات الكيميائية والإشعاعية وطبعاً أثناء خضوعها للجراحة. ولكن أياً من هذه العلاجات لم يخفّف من وطأة انتشار السرطان.
منذ ذلك الحين، بدأت السيدة “هاول”، البالغة الآن من العمر 70 عاماً، تشعر بالخوف من الإصابة بسرطان الثدي، فبدأت تخضع للتصوير الشعاعي للثدي منذ سن 31 عاماً، واستمرت في متابعة فحوصها بشكل منتظم. استمرت على هذا
النحو حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، إذ اضطرت إلى تأجيل إجراء صورة الثدي الشعاعية والموجات فوق الصوتية الروتينية لأسباب عدّة.
مع أنها في تلك الفترة أحسّت بألم في ثديها لكنها افترضت أنه مجرد كيس كان قد ظهر في فحوصاتها سابقاً، وكانت الفحوصات تشير دائماً إلى أنه ورم حميد.
في شباط/ فبراير 2019، أجرت السيدة “هاول” أخيراً صورة الثدي الشعاعية وحينها تلقت ذلك الخبر المشؤوم. وبما أن هذا الأمر كان يشكّل لها هاجساً منذ فترة طويلة، لم تتردد في المضي قدماً في علاجها. كانت تعرف أنها ستختار “كلّية بايلور للطب Baylor College of Medicine”، فقد كانت تعمل سابقاً في المؤسسة كمديرة لقسم التطوير وكان لها العديد من المشاركات المجتمعية الطبية في هذا المجال، فقد شاركت في الحملة التي أدّت إلى إنشاء “مركز ليستر وسو سميث للثدي Lester and Sue Smith Breast Center”، التابع “لمركز دان إل. دانكان للرعاية الشاملة لمكافحة السرطان Dan L Duncan Comprehensive Cancer Center” في “مركز بايلور سانت لوكس الطبي Baylor St. Luke’s Medical Center”.
أما الآن، فهي تعود إلى هذا المركز كمريضة.
نوع نادر وخطير من سرطان الثدي
في آذار/ مارس 2019، أظهرت خزعة السيدة “هاول” إصابتها “بسرطان الثدي الحؤولي الثلاثي السلبي المنتج للنسيج البيْني triple-negative matrix-producing metaplastic breast cancer”. وبحسب ما شرحه لها طبيبها المختص بأورام الثدي، الدكتور “سي كينت أوزبورن C. Kent Osborne”، البروفيسور والمدير المؤسس لمركز دان إل. دانكان للرعاية الشاملة لمكافحة السرطان، أن مصطلح “الثلاثي السلبي” يشير إلى سرطانات الثدي التي تأتي نتيجتها سلبية لمُستقبِلات هرمون الاستروجين والبروجيسترون، بالإضافة إلى إفراط بروتين (HER2) وهو بروتين يُسمى “مُستقبِل عامل النمو الجلدي البشري رقم 2”. معروف عن هذه الأنواع من السرطان أنها سريعة النمو والانتشار وعادةً ما تكون خيارات علاجها محدودة، إلى جانب العلاج الكيميائي.
أما “الحؤول المنتج للنسيج البيْني” فهو أيضاً نوع فرعي نادر وخطير. كان لدى السيدة “هاول” كل الأسباب لتتوقّع أن تواجه الصعوبات نفسها التي واجهت شقيقتها.
تقول السيدة “هاول”: “كانت أختي تعاني كثيراً بسبب المرض، داخل وخارج المستشفى. كانت تلك السنوات الثلاث محض معاناة وكنت أتوقعّ المصير ذاته”. ولكن سرعان ما أدركت السيدة “هاول” أن الكثير من الأمور قد تغيّرت بمرور الوقت، وكان الدكتور “أوزبورن” من أوائل من شهد هذا التطوّر، فهو حسب قوله يعمل في هذا المجال منذ 50 عاماً.
خلال فترة تدريبه في العام 1972، تم علاج جميع مرضى سرطان الثدي بنفس الطريقة، من خلال الاستئصال الجذري للثدي، وإزالة جميع أنسجة الثدي، والعقد الليمفاوية تحت الإبط، وعضلات جدار الصدر.
يقول الدكتور “أوزبورن”: “كانت معظم الأورام كبيرة الحجم إلى حد ما عند اكتشافها. وكان الاستخدام السريري الواسع النطاق للتصوير الشعاعي للثدي لا يزال حديث الاكتشاف. كان العلاج الكيميائي أيضاً بدائياً جداً في ذلك الوقت، وكان العلاج بالغدد الصماء لمنع نمو هرمون الاستروجين لدى المرضى غير متطوّر. كان الجرّاحون أيضاً يزيلون الغدة النخامية والغدة الكظرية وكذلك المبيضين في محاولة لمنع هرمون الاستروجين من التسبب في نمو الورم. ثم بدأت الأمور تتغيّر بالفعل وأصبح سرطان الثدي معروفاً كمرض شامل”.
لم يعد الأمر مقتصراً فقط على الورم في الثدي والعقد الليمفاوية المجاورة، بل أيضاً على “البذور الدقيقة microscopic seeds” للورم التي يمكن أن تنتشر لتصل إلى أعضاء أخرى. وفي هذه الحالة، فإن إزالة الثدي والعقد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع وعضلات الصدر لن تؤدي إلى تحسين معدلات بقاء المريض على قيد الحياة، هذا يعني أن استئصال الكتلة الورمية كان خياراً قابلاً للتطبيق، إلى جانب العلاج الإشعاعي. أوضح الدكتور “أوزبورن” أنه بالإضافة إلى ذلك هناك حاجة إلى علاج شامل لقتل “البذور النقيلية metastatic seeds”.
كان التقدّم المهم التالي الذي تم تحقيقه هو اكتشاف خلايا سرطان الثدي الإيجابي لمُستقبِلات الهرمونات، مع مُستقبِلات هرمون الاستروجين أو البروجيسترون، أو كليهما معاً.
تم اكتشاف مُستقبِلات هرمون الاستروجين في أواخر الستينيات، ولكن تطبيقه على سرطان الثدي لم يحدث إلا بعد عقد من الزمن. يقول الدكتور “أوزبورن” إن الأورام التي تحتوي على مُستقبِلات هرمون الاستروجين فقط هي التي تحرّك الهرمون وستستفيد من العلاجات التي يمكن أن تمنع نموّه.
كان الدكتور “أوزبورن” يدرس برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه في تلك المرحلة وشارك في إعداد العديد من المقالات حول هذا الموضوع، ويذكر: “لقد بدأنا في إجراء علاج الغدد الصماء فقط لسرطانات الثدي الإيجابية لمُستقبِلات هرمون الاستروجين. والآن، بات من المعروف أن حوالى 70 في المئة من سرطانات الثدي إيجابية لمُستقبِلات الهرمون”.
في الثمانينيات، تم تطوير علاج كيميائي أكثر فعالية، من خلال الجمع بين الأدوية المستخدمة. قال الدكتور “أوزبورن” إن سنوات الدراسة المكثّفة لبيولوجيا سرطان الثدي أدّت إلى خيارات علاج أفضل في التسعينيات.
على سبيل المثال، أدى اكتشاف البروتين المسمى مُستقبِل عامل النمو الجلدي البشري رقم 2 (HER2) إلى تطوير علاجات متعددة لمنع تطوّر هذا البروتين. إن بعض المرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمُستقبِل عامل النمو الجلدي البشري رقم 2 لا يحتاجون إلى العلاج الكيميائي على الإطلاق، ويقتصر علاجهم على الأدوية التي تمنع تطوّر هذا البروتين. يقول الدكتور “أوزبورن” إن الأبحاث جارية لتحديد المرضى الذين سيستفيدون من العلاج.
حتى فترة ليست ببعيدة، لم تستطع التطورات الطبية المحرزة أن تحقق تقدماً في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي. ولكن حسبما قال الدكتور “أوزبورن”: “إن التقدم في الأبحاث بدأ يغيّر هذا الواقع، فقد اكتشفنا من خلال الأبحاث معلومات كثيرة عن مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي وأعتقد أن الاكتشاف الكبير التالي سيشمل هذا النوع من أنواع السرطان”.
وبالفعل، كان الأطباء قد ابتكروا علاجات بالأجسام المضادة وعلاجات مناعية لمساعدة مرضى سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
يقول الدكتور “أوزبورن”: “نحن الآن في عصر الطب الدقيق، وهذه مرحلة مهمة. في الواقع، سرطان الثدي هو مجموعة من الأمراض وليس مرضاً واحداً. لا يوجد نوعان متشابهان تماماً من السرطان. لذا، يتم فحص الطفرات الجينية المختلفة التي تُسبب تشكّل السرطان ونموّه. الأمر أشبه بوجود بصمة للورم. أعتقد أنه في النهاية سيكون لدينا علاجات منفصلة لكل مريض على حدة، بما في ذلك أولئك المصابين بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.”
العلاجات المتطوّرة
استفادت السيدة “هاول” من هذه التطورات العلمية في العلاج. بدايةً، تلقت أكثر من نوع من أدوية العلاج الكيميائي قبل خضوعها للجراحة. وفي نيسان/ أبريل، تلقت جرعات من “أدرياميسين adriamycin” و”سيكلوفوسفاميد cyclophosphamide” على مدى شهرين. وفي أيار/ مايو، بدأ علاجها “بالتاكسول Taxol” على مدى أربع جلسات أخرى. كذلك، تم إعطاؤها أدوية لمواجهة الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي.
يشرح الدكتور “أوزبورن” أن العلاج الكيميائي في الماضي كان يقلل من عدد خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى، مما قد يتسبب في عودة المرضى إلى المستشفى للحصول على مضادات حيوية قوية. ويُضيف: “لقد اختفى هذا التأثير الجانبي بشكل أساسي”.
وُصف للسيدة “هاول” حقن“ نيولاستا Neulasta”، التي تحفّز إنتاج الخلايا البيضاء، وأدوية لمنع الحساسية والغثيان. لم تعاني من أي غثيان، ولكنها واجهت مشكلة ألا وهي الإجهاد. وعلى الرغم من ذلك، كانت قادرةً على مواصلة عملها أثناء فترة العلاج الكيميائي. وكذلك أُعطيت دواء “زيلودا Xeloda”، وهو دواء وصل إلى الولايات المتحدة في العام 2001، ويمنع نمو الخلايا السرطانية المتبقية في الثدي بعد تلقي العلاج الكيميائي. والجدير بالذكر أن هذه الخلايا يتم اكتشافها أثناء العملية الجراحية.
يقول الدكتور “أوزبورن”: “إن العلاجات الطبية تطوّرت منذ بدء تلقي السيدة “هاول” العلاج. المريض الذي يأتي إلينا حالياً، يتلقى أدوية معززة للمناعة مع العلاج الكيميائي بدلاً من الدواء. إن تطوّر هذه العلاجات يسير بوتيرة أسرع لهذا النوع الأقل شيوعاً من سرطان الثدي”.
لم تخضع السيدة “هاول” للعلاج الشعاعي، لكن طبيب الأورام الجراحي الدكتور “أليستر طومسون Alastair Thompson” أوضح أن العلاج الشعاعي قد تغيّر أيضاً. يقارن الدكتور “طومسون” بين الأساليب القديمة والأساليب الحديثة مستخدماً كمثال تطوّر الهواتف، قائلاً: “إن العلاج الشعاعي الحديث متطوّر بشكل كبير ومُحدّد الأهداف جداً تماماً مثل أجهزة سامسونغ وآيفون 14s المنتشرة الآن، فهي تطوّرت بشكل هائل على مرّ الزمن وآخذة في التطوّر”.
لقد أصبحت العمليات الجراحية أيضاً أكثر دقة، مما يمنح المرضى المزيد من الخيارات. تقول السيدة “هاول”: “إن أكثر ما أقدّره لدى هؤلاء الأطباء هو أخذ رأي المريض بدلاً من القيام بالإجراءات الطبية بدون استشارته”.
يذكر الدكتور “طومسون”، البروفيسور ورئيس قسم جراحة الثدي في “كلّية بايلور للطب” إن هدفه هو التأكد من أن المرضى على إطلاع جيد بما يمرون به وإن لديهم الوقت للتواصل مع أقربائهم. ويُضيف: “عندما أقابل المرضى لأول مرة، لا أصل معهم إلى مرحلة يتعين فيها عليهم اتخاذ قرار ما. وإنما أراجع معهم الخيارات مثل استئصال الثدي أو استئصال الكتلة الورمية، ثم أمنحهم الوقت للتفكير والمناقشة. في النهاية، الخيار بيد المريض ومن المجدي توجيه المرضى خلال هذه المرحلة الصعبة من أجل تحويلها إلى عقبة صغيرة في طريقهم بدلاً من وصولهم إلى طريق مسدود”.
في أيامنا هذه، أصبح استئصال الكتلة الورمية أكثر تطوّراً، ويستخدم “البذور المغناطيسية magnetic seeds” لتحديد مكان الورم بدقة.
كان خيار السيدة “هاول” استئصال الثدي بالكامل ولكن الدكتور “طومسون” يُشير إلى أن حتى هذا الإجراء تطوّر بشكل كبير.
قال “طومسون”: “عندما نتحدث عن استئصال الثدي، يتخيّل معظم الناس استئصال الثدي بالكامل. وهذه هي الطريقة التي كان يقوم عليها استئصال الثدي في السابق. أما حالياً، فنحن نترك معظم الجلد، مثل غلاف، يمكن لجرّاح التجميل ملؤه لاحقاً”.
تتوفر حالياً خيارات للحفاظ على الجلد وأحياناً الحلمة، حسب حالة المريض. يقول الدكتور “طومسون” إن استئصال الثدي مع الحفاظ على الجلد أصبح متاحاً مؤخراً منذ 10 أو 15 سنة، وهو الآن الأسلوب المعتمد في “كلّية بايلور للطب”. يواصل “طومسون”: “هذا ليس إجراءً بسيطاً بل هي رحلة ومن المهم أن نتمتع بخبرة جرّاح التجميل حتى نتمكّن من التخلص من السرطان والشروع في الترميم في الوقت نفسه. يمكن لذلك أن يكون فعالاً جداً”.
تطوّر الجراحة الترميمية
عندما أعربت السيدة “هاول” عن رغبتها في الجراحة الترميمية، أحالها الدكتور “طومسون” إلى الدكتور “ماركو ماريسيفيتش Marco Maricevich”، بروفيسور الجراحة التجميلية في “كلّية بايلور للطب”. تقول السيدة “هاول”: “أحالني إلى طبيب الترميم في غضون ساعة من اليوم نفسه”.
يعمل الفريق الجراحي بشكل وثيق ويتبادلون خبراتهم. يقول الدكتور “طومسون”: “ما نحاول القيام به هو استشارة كل الأخصائيين الذين يمكن أن يحتاج إليهم المريض، فالمريض هو محور اهتمامنا”.
بات من الممكن إجراء الجراحة الترميمية الآن أثناء استئصال الثدي. يتحدث المرضى إلى كل من أخصائي الأورام الجراحي وجرّاح التجميل في الوقت نفسه، بدلاً من التحدث إلى كل منهما على حدة.
يقول الدكتور “ماريسيفيتش”: “العلاج يستلزم الترميم أيضاً. يكون معظم المرضى مستائين وحزينين بعد تشخيص إصابتهم بالمرض. هدفنا هو رفع معنوياتهم وعرض كل الاحتمالات عليهم وهي كثيرة”.
الخياران الرئيسيان هما الترميم القائم على الزرع أو نقل الأنسجة، ويسمى أيضاً سديلةDIEP ، والذي يرمز إلى الثاقب الشرسوفي السفلي العميق. يقول الدكتور “ماريسيفيتش”: “أصبح بإمكاننا الآن استخدام أنسجة المريض لترميم الثدي”.
إن المنطقة المانحة للأنسجة الأكثر شيوعاً هي جدار البطن، بدون الإخلال بالعضلات. يمكن أيضاً أخذ الأنسجة من الفخذ أو الظهر أو الأرداف. يتم أخذ الأوعية الدموية من المنطقة المانحة ويعاد توصيلها بالثدي.
ويجري العمل على تطورات أخرى لإعادة توصيل العصب بجدار الصدر. يقول الدكتور “ماريسيفيتش”: “هذه هي الأفق التي نتطلع إليها في ترميم الثدي”. وقد بات بالإمكان إجراء العملية من خلال الجراحة المجهرية، والتي لا تترك أي ندوب.
يقول “ماريسيفيتش”: “نحاول أن تكون الندبة مخفية قدر الإمكان. نريد أن يستعيد المرضى ثقتهم بأنفسهم. سيكون مرضاي واثقين بأنفسهم، وقادرين على ترك تجربة السرطان خلفهم”.
يذكر “ماريسيفيتش” أن المرضى في السابق كانوا يشعرون بالتشوّه، كما لو أنهم تعرضوا لبتر أحد أطرافهم. وهو يعمل بجد لضمان زوال تلك الأيام، ويقول: “نحن شركاء في رحلة الأمل هذه. وفي النهاية، لن يكون على معظم المرضى أن يفكروا في السرطان بعد الآن. سيكونون قد تغلبوا على المرض ويشعرون بالرضا ويظهرون في حالة جيدة. هذا هو هدفنا الرئيسي”.
استعادة نوعية الحياة
تم إجراء عملية استئصال الثدي بالكامل للسيدة “هاول” في 1 آب/ أغسطس 2019. وبينما كانت لا تزال تحت تأثير التخدير، بدأ الدكتور “ماريسيفيتش” إجراء جراحة سديلة الثاقب الشرسوفي السفلي العميق المجهرية.
بعد تعافي السيدة “هاول”، أُزيلت ضماداتها.
تتذكر قائلةً: “كنتُ حينها مصابة بالصدمة والذهول. كنتُ أتساءل أين الندوب؟”.
يتحدّث الدكتور “ماريسيفيتش” عن العملية شارحاً أنه كان لا بد من إزالة حلمة ثديها، ولذلك أُجريت العملية بأكملها من خلال شق صغير في منطقة الصدر. ثم، في عملية جراحية لاحقة في أيار/ مايو 2020، قام بترميم الحلمة، وتم وشم الهالة.
يقول “ماريسيفيتش”: “كانت الندبة مغطاة بالكامل بحبر الوشم. على الرغم من أن كل حالة تختلف عن الأخرى، إلا أننا نحاول إخفاءها قدر الإمكان. لن يبقَ لدى المرضى أي ندبة أو وصمة تذكرهم بما مرّوا به. في النهاية، ما يهمنا هو استعادة المريض لنوعية حياته وتخلصه من السرطان وأثره بشكل تام”.
تقول السيدة “هاول” إن هذا هو بالضبط ما تشعر به، وتواصل: “لا يمكنني التعبير عن مدى امتناني وشكري لما قام به هذا الفريق. لقد تعاون كل الأطباء وبذلوا كل ما بوسعهم حتى لا أشعر بأنني مريضة سرطان ولكي أستعيد حياتي الطبيعية”.
لا تزال السيدة “هاول” تواصل زيارة الدكتور “أوزبورن” كل ستة أشهر لإجراء فحوصاتها وتشارك أيضاً في مجموعتيْن مختلفتيْن من مجموعات الدعم عبر الإنترنت. غالباً ما توصي الآخرين بـ”كلّية بايلور الطبي” وقد وضعت قائمة نصائح لمشاركتها مع المرضى. وتقول إن الكشف المبكر هو الأهم. ثم تقترح إيجاد أفضل الأطباء المتاحين، قائلةً: “من المهم العثور على الجرّاحين الأكثر كفاءة الذين يقومون بهذا الإجراء يوماً بعد يوم، والذين يواكبون التطورات في العلاج. حياة المرء تقف بين يدي أفضل الأطباء. وأي مريض في هيوستن، سيكون لديه فرص أفضل من غيره لأنه سيحصل على أفضل الأطباء”.
تختم قائلةً: “جسم المرء وصحته هما أهم ما يمتلكه، لذا عليه ألا يتهاون وأن يأخذ الأمور على محمل الجد”.
ليندسي بيتون، كاتبة محتوى حرّ Freelancer، مقيمة في هيوستن.