هذا ما يفعله فيروس كورونا في جسم المريض خلال 14 يوما
ماذا يحدث خلال 14 يوما
هذا ما يفعله فيروس كورونا في جسم المريض
الوباء العالمي الذي عبر الحدود ووصل إلى معظم دول العالم يفتك بالجسم ويترك آثارا سلبية على الجهاز التنفسي؛ ورغم أن نسبة قليلة من المرضى هم عرضة للوفاة إلا أن عواقب الإصابة وخيمة جدا كونه فيروس سريع الإنتشار من دون وجود علاج واضح له حتى الساعة.
فيروس كورونا – كوفيد 19- ينتقل بشكل مباشر عبر الرذاذ الصّادر من جسم مريض خلال السعال او العطس ومن يتواجد على مسافة قريبة من المريض يمكن ان تنتقل اليه العدوى ولا تظهر الاعراض في بداية الامر، أو بشكل غير مباشر نتيجة لمس أسطح ملوثة بالفيروس.
تنتقل الجسيمات الفيروسية إلى الجزء الخلفي من الممرات الأنفية، ومن ثم إلى الأغشية المخاطية في الجزء الخلفي من الحلق، وتعلق في الخلايا هناك؛ لعل ذلك يبرّر الأعراض الأولى التي يعاني منها المريض والتي تطال الحلق والسّعال الجاف.
تقوم بعدها جزئيات الفيروس بتشكيل بروتينات على شكل تيجان تلتصق بأغشية الخلايا، فتبدأ عملية نسخ الفيروسات في الخلية، والتي تعمل على اختطاف التمثيل الغذائي للخلية ما يؤدي إلى تأخر عملها المعتاد؛ على الأثر، تبدأ عملية نسخ الفيروس في الخلية وانتقال المرض إلى خلايا أخرى.
وسرعان ما يبدأ الفيروس بالزحف نحو أسفل الشّعب الهوائية في طريقه إلى الرئتين، فتصبح الأغشية المخاطية ملتهبة ما يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية ويجعل الرئة بحاجة إلى جهد أكبر لاستكمال وظيفتها المتمثلة أساساً في تزويد الدم بالأوكسجين المطلوب.
الفيروس يبدأ في المناطق المحيطة على جانبي الرئة، ويستغرق بعض الوقت قبل الوصول إلى الجهاز التنفسي العلوي والقصبة والمجاري الهوائية. وسرعان ما يصيب الأنسجة والممرات الهوائية بعمق داخل الرئتين؛ الأعراض الأولى تشبه الإنفلونزا وتشمل الحمى والسعال الجاف والتعب وضيق التنفس.
بعض المرضى يشتكون من آلام في العضلات والتهاب في الحلق وسيلان في الأنف أو إسهال. ويمكن أن يتطور المرض إلى التهاب رئوي وفشل الجهاز التنفسي في الحالات الشديدة، حيث يمكن وقتها أن يصاب المريض بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ويموت.
الأشعة المقطعية لرئتي مرضى فيروس كورونا تظهر بقعا بيضاء تشير إلى “عتامة الزجاج المصنفر” (Ground-glass opacity) والتي تصبح أكثر كثافة بمرور الوقت، وكانت مماثلة لأولئك الذي أصيبوا بالسارس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
لماذا الـ14 يوما
مع دخول الفيروس إلى جسم الإنسان، فإن المريض يمر بمراحل عدة خلال الـ14 يوم؛ المرحلة الأولى مؤقتة وتكون أشبه بنزلة برد غير مؤذية، ولا شيء خاص يتخللها، وتستمر من سبعة إلى تسعة أيام تقريبا، وفي هذه الفترة لا تظهر أعراض خطيرة”.
من اليوم التاسع إلى الرابع عشر من المرض، يتغير الوضع لأنه خلال هذه الفترة يتشكل الإلتهاب الرئوي الجرثومي الفيروسي.
بعد أن تتلف الخلايا الظهارية في الجسم، تقوم الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا باستعمار هذه المساحة التشريحية فتستوطن الممرات الهوائية، تلك هي المراحل الأولية للمرض وعدم السيطرة على الحالة في هذه المرحلة سيؤدي حتما إلى تطورها فتبدأ المضاعفات الأكثر خطورة حيث يعاني المريض عندها بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة؛ يعاني المريض من التضخم الرئوي وهي حالة تُعرف بين الأطباء بـ”الوذمة الرئوية”، ويمكن علاجها باستخدام جهاز تهوية ميكانيكية.
هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا تدمر جسم الإنسان، ما يفسّر تعرض كبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة لخطر الوفاة.
لكن الأعراض تتطلب مدة 14 يوما لكي تتطور، ويكون تطورها على النحو الآتي:
اليوم الأول
يشعر المريض بعوارض خفيفة تكون أسبه بعوارض الانفلونزا الخفيفة مثل التعب وألم العضلات والسعال الجاف والحمى. تصنف هذه الأعراض على أنها معتدلة.
تستمر هذه الأعراض لبضعة أيام.
اليوم الخامس
تتطور الأعراض فيشعر المريض بصعوبة في التنفس لاسيما لفئة كبار السن او لمن يعاني من امراض مزمنة؛ فيزداد الشعور بالتعب وكذلك الحمى والسعال وشيق التنفس.
دراسة أجريت في ووهان، مركز تفشي الوباء، أظهرت أنه من بين 138 مريضاً، عانى حوالي 10٪ من الإسهال والغثيان قبل يومين من تطور الحمى وضيق التنفس.
اليوم السابع
ينتقل المريض عند اليوم السابع إلى مرحلة أكثر صعوبة حيث تبدأ آلام الصدر ويزداد ضيق التنفس. يحتاج المريض عندها الى التدخل الطبي العاجل.
اليوم الثامن
في هذا اليوم تبدأ أعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بحيث تعجز الرئتين عن تزويد أعضاء الجسم الحيوية بما يكفي من الأوكسجين.
المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أشار إلى أن 15٪ من الحالات تصل إلى هذه النقطة.
اليوم العاشر
تتطور مشاكل التنفس لدى مريض فيروس كوفيد- 19- إلى حد يتطلب نقله إلى العناية المركّزة.
اليوم الثاني عشر
تتراجع الحمى لكن السّعال يبقى مستمرا لفترة.
اليوم الثالث عشر –اليوم الرابع عشر
يتوقف ضيق التنفس وتتحسن حالة المريض تدريجيا ليصل الى مرحلة التعافي.
الوفاة تحدث بعد حوالى 18 يوم من بداية ظهور الأعراض، وذلك في حالات ضعف الجهاز المناعي الذي غالبا ما يعاني منه كبار السن ومن يعاني من امراض مزمنة او مشاكل في الرئة والجهاز التنفسي.