شركة فايزر.. تطورات جائحة كوفيد- 19 وأهمية الوعي بالمخاطر العالمية
شركة فايزر
تطورات جائحة كوفيد– 19 وأهمية الوعي بالمخاطر العالمية
الدكتورة منى المسلماني، المديرة الطبية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC
عند إصابة شخص ما تم تطعيمه و/أو لديه جرعة معززة بالفيروس المسبب لجائحة كوفيد- 19، يشار إليه باسم “عدوى اختراق اللقاح” (وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC). ويمكن لهؤلاء الأشخاص الذين يصابون بعدوى الاختراق أن ينقلوا الفيروس إلى أشخاص آخرين. مجلة “المستشفى العربي” التقت الدكتورة منى المسلماني، المديرة الطبية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، في حوار خاص حول تطورات جائحة كوفيد- 19 وأهمية الوعي بالمخاطر العالمية.
ما هو متوسط عدد الحالات حالياً في البلاد؟ وهل نشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات يومياً؟
بشكلٍ عام، تشهد أرقام الإصابات تقلبات مختلفة، على الرغم من أن أحدث متغيرات أوميكرون الفرعية أدت إلى ارتفاع في الحالات. ولقد شهدنا ارتفاعاً حاداً خلال الفترة الممتدة من منتصف إلى نهاية شهر يوليو، ويسجل حالياً أكثر من 600 حالة بين أفراد المجتمع كل 24 ساعة*. وهذا يعني أن لدينا ما يقرب من 5000 حالة نشطة حالياً*.
وعلى الرغم من ذلك، يجب أن نراعي أن عدد الحالات المؤكدة أقل من العدد الحقيقي للعدوى، وذلك بسبب توجه المزيد من الأشخاص حالياً، بإجراء اختبارات منزلية، أو اختبارات محدودة / غير متكررة.
وتشكل المتغيرات المتطورة والمتداولة، دليلاً وتذكيراً بأن الفيروس يستمر في التطور ولا يزال على درجة عالية من الغموض وعدم الدقة. وطالما أن هذه المتغيرات لا تزال خارج إطار التوقعات، ستبقى ضمن مستويات الخطر.
برأيك ما هي العوامل التي تساهم في زيادة العدوى؟
ساهمت عدة أسباب على الأرجح في زيادة عدد الحالات. وتكمن أحد هذه الأسباب في متغيرات جديدة تدعو للقلق، والتي تطرقت إليها سابقاً. منذ بداية انتشار الجائحة، عملنا على تحديد، ومراقبة، وتصنيف ما يقرب من 40 متغيراً.
إذ أن قدرة الفيروس على التطور والتحول، تشير إلى أنه يستفيد من بيئات مختلفة، ثم يبرز ويتكيف سواء كان ذلك عبر الانتقال إلى شخص مختلف أو استمرار تواجده في جسم المريض لفترة طويلة. وهذا من شأنه، أن يسمح للفيروس بالانتشار بشكل أكثر فعالية.
ثانياً، هناك مسألة مستويات التطعيم والامتثال. إذ تشير الأرقام إلى أنه منذ يونيو 2022، تلقى 65.7٪ على الأقل من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد– 19. وعلى الرغم من ذلك، تبقى فئات كبيرة من السكان غير محصنة أو ملقحة جزئياً. ويكمن التحدي الأبرز، أنه على الرغم من التحصين والجرعات المعززة، لا نزال نشهد انتشار العدوى بسبب المتغيرات المتطورة، وهو عامل يؤدي إلى زيادة أعداد الإصابات.
أخيراً، لقد شهدنا تخفيف القيود والإجراءات الخاصة بجائحة كوفيد– 19 على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن هذه الخطوات لاقت ترحيباً من قبل الكثيرين، إلا أن حرية الحركة وكذلك ارتفاع نسبة السفر الدولي أدت إلى تفاقم انتشار العدوى، لا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية.
كيف تفسرين انتشار العدوى عند المرضى بعد عملية التطعيم؟
عند إصابة شخص ما تم تطعيمه و/أو لديه جرعة معززة بالفيروس المسبب لجائحة كوفيد– 19، يشار إليه باسم “عدوى اختراق اللقاح” (وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC). ويمكن لهؤلاء الأشخاص الذين يصابون بعدوى الاختراق أن ينقلوا الفيروس إلى أشخاص آخرين.
يحدث ذلك في العادة، بسبب السلالات المتطورة، ما يعني أن الفيروس يتحور ويتطور ليتفوق على من قبله (يصيب الأشخاص المحصننين ضد السلالات السابقة).
وثانياً، نظراً لتواجد مرضى أكثر عرضة للخطر. إذ أن المرضى الذين يعانون من واحد أو أكثر من عوامل الخطر هم معرضين لخطر الإصابة، مثل الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
ومن المهم الإشارة، إلى السبب الذي يدعونا إلى التشدد والتأكيد على أهمية التطعيم، هو أنه في حالة إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح كوفيد– 19، فإنهم سيكونون أقل عرضة للإصابة بأعراض حادة مقارنةً بالأشخاص غير المحصنين.
على المستوى المحلي، جرى اعتباراً من 7 أغسطس 2022، تطعيم 95.5 % من السكان بشكلٍ كامل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد ويساهم في تقليل مخاطر العدوى الشديدة وبالتالي الحاجة إلى الدخول للمستشفيات لتلقي العلاج.
ما هي فئات المرضى المعرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بفيروس كوفيد– 19؟ وما هي النصيحة التي توجهينها لهم في ما يتعلق بالفحوصات وإدارة أعراض كوفيد– 19؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، يمكن تصنيف الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية للإصابة بالفيروس، في حال كانوا يعانون من ظروف صحية قائمة أو أساسية و/ أو يستوفون أحد المعايير التالية: العمر حدود 60 سنة، الحوامل، المصابين بالسكري، ارتفاع ضغط الدم، الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ارتفاع الكوليسترول، المدخنون، مرضى السرطان، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والرئة أو الكبد المزمنة، وأمراض الخلايا المنجلية، وأمراض القلب، وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، واضطرابات النمو العصبي، أو الذين يعانون من نقص المناعة، أو الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة، أو لديهم اعتماد تكنولوجي متعلق بالطب، إلى جانب أسباب أخرى متعددة,هذه الفئات تواجه تهديداً أكبر فيما يتعلق بفيروس كوفيد– 19، الذي قد يتطور إلى مرض خطير.
ويزداد أيضاً خطر إصابة الشخص بمرض شديد جراء إصابته بكوفيد– 19، بما يتناسب مع العدد الأكبر من الحالات الطبية الأساسية التي يعاني منها.
وتشير التقديرات في الوقت الحالي، أن نحو 40 إلى 50% من سكان العالم معرضين لمخاطر عالية، ما يعني أنهم قد يصابون بمرض خطير أو قد يدخلون المستشفى للعلاج في حال إصابتهم بفيروس كوفيد– 19.
على سبيل المثال، فإن مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد، في حال إصابتهم بكوفيد-19، إذ أن العلاج الذي قد يتلقونه (مثل العلاج الكيميائي) لنوع معين من السرطان، من شأنه أن يضعف جهاز المناعة وبالتالي يؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على محاربة الفيروس.
والأمر نفسه، ينطبق على مرضى السكري، الذين قد يعانون من مضاعفات كوفيد– 19، نظراً لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم من شأنه إضعاف جهاز المناعة ويجعله أقل قدرة على محاربة العدوى.
كما يمكن أن تؤدي العدوى الفيروسية، إلى زيادة الالتهاب أو التورم الداخلي لدى مرضى السكري. كما يمكن أن يحصل ذلك نتيجةً لنسبة السكر في الدم فوق المعدل الطبيعي، ما يسبب التهابات من شأنها أن تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.
وانطلاقاً من موقعنا ودورنا كمقدمي الرعاية الصحية، تقع على عاتقنا مسؤولية المساعدة في حماية الأرواح وتحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية، والتأكد من أننا نقدم إرشادات بشأن المخاطر ونصائح لحمايتهم على أفضل وجه ممكن. ونحن نحث المرضى على الخضوع للاختبار عند ظهور العلامات المبكرة لأعراض كوفيد– 19.
ومن الضروري، حتى في حال كانت الأعراض تبدو خفيفة، مثل سيلان الأنف أو التهاب الحلق، إجراء الاختبار لأنه يمكن أن يتطور إلى مرض أكثر خطورة، لاسيما إذا كان المريض ضمن فئة أو أكثر من فئات المخاطر.
من جانبنا، نتتبع جميع الحالات الإيجابية المبلغ عنها في الدولة على أساس يومي، ولدينا نظام تصنيف يسمح لنا بتحديد عوامل الخطر وشدة الأعراض، وبالتالي إعطاء الأولوية لرعاية المرضى بناءً على الحاجة الملحة المتعلقة بحالتهم.
بعد ذلك، نقرر العلاج المناسب بناءً على البروتوكول الذي نصحت به مؤسسة حمد الطبية، مركز الأمراض الانتقالية، والذي يوفر الرعاية الصحية الرئيسية المقدمة في الدولة.
*دقة الأرقام تحدد مقارنةً بتوقيت النشر
1. المَرْكَزْ الأُورُوبِي لِلْوِقَاية مِنْ الأَمْرَاض وَمُكَافَحَتِها ECDC. متغيرات سارس–كوف-2- SARS-CoV-2 التي تدعو للقلق اعتباراً من 21 أبريل 2022. متوفرة عبر الموقع الإلكتروني: https://www.ecdc.europa.eu/en/covid-19/variants-concernتم الإطلاع عليها: أبريل 2022
2. معلومات وبيانات من العالم. تطعيمات كورونا فيروس(كوفيد– 19). متوفرة عبر الموقع الإلكتروني: https://ourworldindata.org/covid-vaccinationsتم الإطلاع عليها: يونيو 2022
3. منظمة الصحة العالمية. متوفر عبر الموقع الإلكتروني: https://www.who.int/images/default-source/wpro/health-topic/covid-19/severity-slide5.png?sfvrsn=7fbef143_7. تم الإطلاع عليها في مايو 2022
4. مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. معلومات
وبيانات عن كوفيد– 19 لمجموعات وفئات محددة. متوفرة عبر الموقع الإلكتروني: https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/need-extra-precautions/index.html.. تم الإطلاع عليها في مايو 2022.