مستشفى جامعة شيكاغو: تقديم أول دواء من نوعه لعلاج مرض الكبد الأيضي
مستشفى جامعة شيكاغو
تقديم أول دواء من نوعه لعلاج مرض الكبد الأيضي
سيبدأ أخصائيو أمراض الكبد في مستشفى جامعة شيكاغو قريبًا في وصف دواء جديد من نوعه لعلاج مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي المتقدم (MASLD) — والذي كان يُعرف سابقًا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، والذي يُقدّر أنه يؤثر على ما يقرب من ربع البالغين في الولايات المتحدة. يمكن أن يتسبب هذا المرض المزمن في تكوين تليف الكبد لدى بعض الأشخاص، أي تندب الكبد، والذي يمكن أن يتفاقم حتى يصل إلى فشل الكبد، ما يجعل هذا المرض من بين الأسباب الأكثر شيوعًا التي تؤدي بالمريض إلى زراعة الكبد.
حصل دواء “ريسميتيوريم “الذي سيتم بيعه تحت الاسم التجاري (Rezdiffra) على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 14 مارس 2024؛ وهو أول دواء معتمد لعلاج التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASH)، وهي مرحلة أكثر تقدمًا من (MASLD) التي تتميز بالتهاب الكبد والتليف المعروف باسم تليف الكبد.
تم تطوير الدواء الجديد في البداية كعلاج لخفض مستويات الدهون غير الصحية في الجسم مثل الكوليسترول. ولكن لاحظ العلماء والأطباء وخبراء الأدوية قدرته على علاج المشاكل الأيضية التي تكمن في صلب MASLD وتقود تقدُّم المرض إلى التليُّف وإلى نتائج سلبية أخرى.
قال الدكتور مايكل تشارلتون، مدير معهد زراعة الأعضاء في مستشفى جامعة شيكاغو: “حتى الآن، لم يكن هناك علاج لأمراض الكبد أثبت فعاليته في محاربة التليُّف، وهو الإصابة التي تنشّأت عنها جميع المشاكل الأخرى”.
وقالت الدكتورة ماري رينيلا، مديرة أمراض الكبد الدهنية والأيضية في مستشفى جامعة شيكاغو: “إذا تمكّنا من إيقاف التليُّف أو إبطائه، يمكننا نظريًا منع الكثير من العواقب اللاحقة مثل الوفيات بسبب فشل الكبد أو سرطان الكبد والحاجة إلى عملية زرع الكبد”.
وبالتعاون مع زملاء بحثيين من مستشفى جامعة شيكاغو ومؤسسات صحية أخرى، قدّم تشارلتون ورينيلا المشورة وساهما في تجربة سريرية من المرحلة الثالثة لعقار “ريسميتروم” والتي أفادت بنتائج إيجابية في فبراير 2024. وبعد عام من العلاج، فإن غالبية المشاركين في التجربة والذين تناولوا أقراص ريسميتروم شهدوا تراجعاً في تليف الكبد لديهم أو توقف تطوره.
وأضاف تشارلتون: “نجحنا في تحقيق شيء لم يعتقد الناس أن بالإمكان تحقيقه لهذا المرض. لقد وصلنا فعلاً إلى نقطة نهاية بيولوجية”. والمعلوم أن نقاط النهاية البيولوجية هي علامات صحية قابلة للقياس، يتوقع المنظمون أن تكون تنبؤية بالفائدة السريرية للعلاج.
اليوم يواصل رينلا وتشارلتون وزملاؤهما الأبحاث حتى مع بدء الإستخدام العيادي للدواء، حيث يمدّون المرحلة الثالثة من التجربة لفحص النتائج طويلة الأمد. ويؤكّدون على أن الرعاية الصحية الروتينية والفحوصات يجب أن تركِّز بشكل أكبر على تشخيص المرضى بالتهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASH) لتقييم تأثير هذا الاختراق.
بمجرد توفر الإمدادات للاستخدام السريري، سيبدأ المتخصّصون في مستشفى جامعة شيكاغو في دمج “ريسميتيوريم” في خطط العلاج للمرضى المؤهلين كجزء من نهجهم الشامل لعلاج أمراض الكبد الأيضية، والذي يشمل أيضًا العلاج الغذائي وتعديل نمط الحياة.
أكدت رينلا أن العلاج الأساسي لـ MASLD (مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي المتقدم) لا يزال يتطلب التدخل بالعلاج الغذائي وتعديل السلوك. وقالت: “يجب أن يكون ذلك جزءًا من النهج الشامل، بغض النظر عن الخيارات الدوائية المحتملة؛ أحد الأمور التي تميز عيادة مستشفى جامعة شيكاغو هو أن لدينا أخصائيي غدد صماء وأخصائيي تغذية مدمجين في فرق رعاية أمراض الكبد، ونوفّر الدعم للمرضى من خلال التغييرات التي يحتاجون إلى إجرائها.”
وأشار تشارلتون إلى أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من MASLD لا يعرفون أنهم مصابون به لأنه يكون أحيانًا بدون أعراض، خاصة إذا لم يكن هناك تليّف بعد.
ففي حال غياب الأعراض، يظهر المرض فقط في الفحوصات السريرية مثل الموجات فوق الصوتية، فحوصات الدم أو الأشعة المقطعية.
حاليًّا وبعد توفّر دواء يمكن أن يحد من بعض أضرار الكبد المستقبلية؛ قال تشارلتون إنه سيكون من المهم للأطباء العمل بجدية أكبر لتحديد هؤلاء المرضى الذين لا يعانون من أعراض.
وأضاف: “هناك الملايين من الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا الدواء”.
ماري إي. رينيل
دكتوراه في الطب
أستاذة الطب
مديرة، أمراض الكبد الأيضية والدهنية
الدكتورة رينيلا خبيرة في مرض الكبد الدهني؛ تُقدِّم تقييمًا وعلاجًا شاملاً لأمراض الكبد، بما في ذلك التدخل الغذائي، واستخدام الأدوية، والتنظير الداخلي، والتجارب السريرية لتقديم أحدث خيارات العلاج.
مايكل تشارلتون،
بكالوريوس في الطب والجراحة
أستاذ الطب
مدير مشارك، معهد زراعة الأعضاء
مدير، مركز أمراض الكبد
الدكتور تشارلتون متخصص ذو شهرة عالمية في أمراض الكبد وطب الزرع. تم إدراجه ضمن “الأطباء الأوائل في أميركا” و”أفضل الأطباء في أميركا”، لديه خبرة خاصة في تشخيص وعلاج وإدارة مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
لمعرفة المزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع https://uchicagomedicine.org/global
